الإثنين، 19 جمادى الأولى 1447هـ| 2025/11/10م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

إسقاط الفاشر تسريع للخطة الأمريكية لفصل دارفور

 

 

أعلنت قوات الدعم السريع صباح الأحد 26/10/2025م، سيطرتها على الفاشر، وذلك بعد حصار استمرّ أكثر من عام، وهذا يعني بسط نفوذها على جميع ولايات دارفور الخمس، وتقسيم البلاد بين شرق يسيطر عليه الجـيش السوداني، وغرب تحت سيطرة الدعم السريع. وبهذا يتضح أن سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر هي أكبر من انتصار في مـعركة على مدينة، بل هي سيطرة على إقليم بكامله بشكل لافت للنظر.

 

وهذا التطور في المشهد من سقوط الفاشر بعد انسحاب الجيش السوداني، كان بالتزامن مع مباحثات تجريها أمريكا بين وفدي الطرفين الحكومة وقوات الدعم السريع في واشنطن بهدف وقف إطلاق النار. واضح أن أمريكا هي التي أمرت قيادتي الطرفين، بتنفيذ دخول قوات الدعم السريع إلى الفاشر، وانسحاب الجيش منها، لتتسارع الخطة الأمريكية لفصل دارفور، ضمن مخطط تفتيت السودان إلى دويلات!

 

جاء في الورقة الأمريكية التي نوقشت في اجتماع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، مع مستشاريه مع بداية فترة رئاسته الثانية عام ٢٠٠٥ لبحث ورقة عمل حول الشرق الأوسط، تتحدث الورقة عن السودان، وعن ثلاثة سيناريوهات مستقبلية، لا تستبعد تقسيم السودان إلى ثلاث دول كما يلي:

 

* ترتبط مصر بواحدة منها في الشمال.

* وترتبط أمريكا ارتباطا استراتيجيا بأخرى في الجنوب.

* ويرتبط كيان يهود بالدولة التي يمكن أن تولد في غرب السودان (دارفور)

 

فكانت الاستراتيجية، والدبلوماسية الأمريكية المقترحة في منطقة الشرق الأوسط هي أن الأفكار يتم إعدادها وتجهيزها، ثم استدعاء رؤساء وقادة دول الشرق الأوسط إلى البيت الأبيض، من أجل الموافقة عليها وليس تمحيصها أو تعديلها، والمطلوب أن يتم الاتفاق، مع قادة الدول في المنطقة، على الأسلوب أو الوسيلة المثلى التي يمكن من خلالها تنفيذ هذه الأفكار السياسية، أو المبادرات الدبلوماسية ضمن تشاور مسبق في إطار ثنائي ثم في إطار جماعي. هذه هي السياسة الأمريكية تجاه بلاد المسلمين بعامة والسودان بخاصة؛ وضع خطط التمزيق حدود الدم والعمل على تنفيذها عبر الحكام والوسط السياسي وتسويق الإعلام لها.

 

ولذلك كانت أوامر أمريكا واضحة باستخدام كل ما يمكن لسيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر وإسقاطها، ولذلك قامت هذه القوات بإبادة الناس العزل وسفك الدماء الغزيرة في أرض الفاشر وغيرها من مدن السودان مع تقاعس قيادة الجيش في القيام بواجبها في حماية الفاشر وأهلها وتركتها لتستباح من قوات الدعم السريع المجرمة بأبشع الصور التي يمكن أن تحكي، وكل ما يصدر من تصريحات وحديث وتأسف على مجازر الفاشر من أمريكا والأدوات الإقليمية والمحلية هو لذر الرماد في العيون عن الحقيقة والمؤامرة المتفق عليها.

 

المطلوب من أهل السودان بعامة هو الوعي على حقيقة وبشاعة أمريكا وأدواتها الإقليمية والمحلية التي تتغني بالسلام وهي في الحقيقة تجلب الدمار والقتل لبلاد المسلمين في تنفيذ مخطط حدود الدم.

 

والوعي كذلك على مشروع الخلاص من خطط أمريكا والغرب الاستعمارية الجهنمية؛ مشروع الخلافة الذي يقوم على وحدة الدولة ووحدة الأمة، والانخراط في العمل مع حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله الذي يقوم بهذا العمل واصلا ليله بنهاره وصارخا بأعلى صوته من خلال المنابر المختلفة بل يقوم بحملة كبيرة لأكثر من شهرين محذرا من إسقاط الفاشر وتحقق المقصود الأمريكي.

 

 إن شباب الحزب وقيادته لن يكلوا ولن يملوا في مواصلة عملهم حسبة لله حتى يتحقق موعود الله سبحانه وبشرى حبيبنا محمد ﷺ؛ ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، وروى الإمام أحمد في المسند عَن حُذَيْفَةَ، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضّاً، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ».

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله حسين (أبو محمد الفاتح)

منسق لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع