السبت، 15 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/06م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية لبنان

التاريخ الهجري    7 من جمادى الثانية 1447هـ رقم الإصدار: 1447 / 13
التاريخ الميلادي     الجمعة, 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 م

 

بيان صحفي

 

تصريحات البطرك بشارة الراعي بشأن النصارى في المنطقة

إصرارٌ على التمسك بالمفهوم الأمريكي والغربي لـ"الأقليات" والغريب عن أهل المنطقة وتاريخهم!

 

في لقائه مع قناة الجديد اللبنانية في برنامج "هيدا أنا" مع الإعلامية سمر أبو خليل، تأتي تصريحات البطرك بشارة الراعي، تزامناً مع زيارة بابا الفاتيكان لاوُن الرابع عشر إلى المنطقة ومنها لبنان، لا سيما في موضوع تغيير النظام السوري وقوله: "إنّ النصارى يتركون سوريا اليوم لأن الدولة التي قامت هي دولة مسلمة! بينما هي لم تكن كذلك في عهد النظام السابق.."، وهذا الموقف هو تأكيد لموقف سابق للبطرك نفسه؛ حيث قال عام 2011م خلال زيارته لفرنسا في عهد ساركوزي: "الاعتراف بحصول أخطاء وارتكابات مدانة في سوريا لا يلغي واقع أن الرئيس بشار الأسد كان بدأ بالإصلاحات، وكان يجب أن يعطى فرصة"! وكانت نظرته للربيع العربي أنه: "كحدث وتطور باعث على القلق أكثر من الارتياح، لأنه ليس بالضرورة مدخلاً إلى عصر الديمقراطية والحريات وإنما إلى عصر التطرف وأنظمة أكثر تشدداً لا تحترم الحريات ولا الديمقراطية ولا حقوق (الأقليات)"! فهل موقف البطرك هذا هو موقف استباقي لتكريس زيارة البابا باتجاه ما يُسمى حماية (الأقليات) أو تكريس للخوف غير المبرر من الإسلام "الإسلام فوبيا" والخشية من قيام دولة إسلامية في المنطقة؟!

 

وإننا في حزب التحرير/ ولاية لبنان نوجه الرسائل التالية:

 

أولاً: إنّ ما يهمنا بدايةً هو أن نؤكد أنه في الإسلام وفي دولته الحقة القائمة قريباً بإذن الله تعالى، الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، لا وجود لما يُسمى بـ(الأقليات) لا فكرةً ولا واقعاً، بالمعنى الذي يشير إليه البطرك أو المتأثرون بالفكر الغربي، بل كان الموجود ضمن دولة الإسلام الأولى، منذ أن أنشأها النبي ﷺ حتى هدم الخلافة العثمانية سنة 1924م، أن غير المسلمين كانوا تحت حماية الدولة وفي كنفها ورعايتها وذمتها وعهدها، شعار دولتهم فيها قول النبي ﷺ: «مَن ظَلَم مُعاهَداً أو تَنَقَّصَه حقَّه وكَلَّفَه فوقَ طاقتِه أو أخَذ منه شيئاً بغيرِ طِيبِ نفْسٍ فأنا خَصمُه يومَ القيامةِ»، ونموذجهم الأسمى في التطبيق، هو ما بات معروفاً باسم العهدة العمرية عام 15هـ/638م، والتي أمّنهم فيها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه على كنائسهم وممتلكاتهم. وقد اعتبرت العهدة العمرية واحدةً من أهم الوثائق في تاريخ القدس، ونُحيل البطرك ومن يحملون مثله هذه الآراء إلى قول الكاتب جوستاف لوبون الذي وصف دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه القدس: "ويُثبت لنا سلوك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في مدينة القدس، مقدار الرفق العظيم الذي كان يُعامِل به العربُ الفاتحون الأمم المغلوبة - والذي ناقضه ما اقترفه الصليبيون في القدس بعد بضعة قرون مناقضةً تامَّة - فلم يُرِد عمر أن يُدخِل مدينة القدس ومعه غير عددٍ قليلٍ من أصحابه، وطلب من البطريرك صفرونيوس أن يُرافقه في زيارته لجميع الأماكن المقدسة، وأعطى الأهلين الأمان، وقطع لهم عهداً باحترام كنائسهم وأموالهم، وبتحريم العبادة على المسلمين في بِيَعِهِم"، ثم يستطرد قائلاً: "ولم يكن سلوك عمرو بن العاص بمصر أقل رفقاً من ذلك؛ فقد عرض على المصريين حرية دينية تامَّة، وعدلاً مطلقاً، واحتراماً للأموال، وجزية سنوية ثابتة لا تزيد عن خمسة عشر فرنكاً عن كل رأس، بدلاً من ضرائب قياصرة الروم الباهظة؛ فرضي المصريون طائعين شاكرين بهذه الشروط".

 

ثانياً: إنّ المقام لا يتسع لذكر التاريخ المشرف للمسلمين مع النصارى الذي عاشوا معهم وبينهم، ولا يتسع حتى لذكر مواقف الكتاب والمفكرين الذين أنصفوا في وصف تعامل المسلمين مع النصارى من مثل أمين معلوف وشكيب أرسلان، لكن نؤكد أنّ نظرة الإسلام هذه ودولته للنصارى واضحةٌ عند البطرك الراعي تحديداً، لا سيما بعدما زاره وفد من حزب التحرير/ ولاية لبنان في 12/1/2021م، وسلَّمه كتاباً مفصَّلاً بهذا الشأن، ومما جاء في ختامه: "الحذر كل الحذر من المشاريع التي يسوقها الغرب في لبنان، وبخاصةٍ أمريكا، بعدما صارت شواطئ لبنان تعوم على ثروة نفطية وغازية هائلة، تجعل لبنان محط مطامع في ثروته، بعد أن استهلكته أمريكا سياسيّاً واجتماعياً... والحذر كذلك من السير في التنافس الدولي على لبنان، وبخاصة بين أمريكا وفرنسا، امتداداً للصراع على الثروة الغازية الكبيرة في شرق المتوسط... لذا لا بد من أن يكون إصراركم إنما هو على ارتباط لبنان بأصله ومنطقته ومحيطه، وبمن يعمل مخلصاً لإنقاذ لبنان ومحيطه من براثن التبعية للغرب، سواء أكان هذا الغرب أمريكياً أو فرنسياً أو غيرهما". ومما جاء فيه كذلك: "وها هو اليوم يعيش دوَّامة الفتنة نفسها (القديمة الجديدة) من التدخل الخارجي (أمريكي - أوروبي)، والتي إن أنتجت أي جديد فستكون صيغة مخفقةً أخرى. وكل هذه الصيغ تقوم على قانون أن هناك غالباً ومغلوباً، ولقد لُفَّ هذا الكيان بألف إطار وإطار من التكاذب الذي جعل منه قدس الأقداس، بينما هو كيانٌ لم ينجح في تشكيل هويَّة موحدة له، ونظامه السياسي هش..".

 

ثالثاً: إنّ السلام الذي ترتفع دعايته في هذه الأيام، وتقوده أمريكا في حملة ممنهجة على لبنان والمنطقة لن يكون حلاً لمشاكل لبنان، بل هو مزيدٌ من الاستسلام والتطبيع والاعتراف بكيان غاصب محتل، وبسيطرته على الأرض المباركة فلسطين بما فيها القدس وكنيسة القيامة! إنّ مقاربة السلام مع الكيان الغاصب هي مقاربةٌ غربيةٌ تخدم مصالح الغرب لا مصالحكم، وتكرس وجودكم بكونكم (أقليات)، لا بكونكم من أهل البلاد لكم ما لهم من الإنصاف وعليكم ما عليهم من الانتصاف.

 

وختاماً، إن المشروع الذي يعمل له حزب التحرير يتمثل بإقامة دولة الخلافة الراشدة في بلاد المسلمين ومنها لبنان، تكون دولة عدل ورشد على منهاج النبوة، وقد أعدَّ لها حزب التحرير مشروع دستورها المتضمِّن حقوق وواجبات أهل الكتاب في كتابه "مقدمة الدستور أو الأسباب الموجبة له" بقسميه الأول والثاني عموماً، والمواد (5 و6 و7) تحت بند أحكام عامة خصوصاً، ومشروع الدستور هذا هو سبيل خلاص لبنان والمنطقة من الشحن الطائفي والأقلّوي، وليس التمسك بمصطلحات وفكر وعمل الغرب المستعمر، وهو السبيل لطرد المحتل الجاثم على البلاد والعباد، وليس الاستسلام والتطبيع. إنّ التعلق بالغرب، لا سيما أمريكا، ومشروعها هو قبول باستعمارها للمنطقة، وقبول بمصطلحاتها المضللة، قال تعالى: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الممتحنة: 8-9].

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية لبنان

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية لبنان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: +961 3 968 140
فاكس: +961 70 155148
E-Mail: tahrir.lebanon.2017@gmail.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع