أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان شديد المراقبة للولاة، وقد عيّن محمد بن مسلمة للكشف عن أحوالهم والتفتيش عليهم، وكان يجمع الولاة في موسم الحج لينظر في ما عملوه، وليصغي إلى شكاوى الرعية منهم،

أن على الخليفة أن يتحرى أعمال الولاة، وأن يكون شديد المراقبة لهم، سواء أكان ذلك منه مباشرة، أو بتعيين من ينوب عنه للكشف عن أحوالهم والتفتيش عليهم، وكذلك فإن للمعاون مراقبة أعمال الولاة في الولايات التي هو معاون فيها،

أنّ الولاية في العصور الأولى قسمان: ولاية الصلاة وولاية الخراج، ولذلك نجد كتب التاريخ تستعمل في كلامها على ولاية الأمراء تعبيرين، الأول: الإمارة على الصلاة، والثاني: الإمارة على الصلاة والخراج، أي: إن الأمير إما أن يكون أمير الصلاة والخراج، وإما أمير الصلاة وحدها، وإما أمير الخراج وحده،

أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتخيّر ولاته من أهل الصلاح للحكم وأولي العلم المعروفين بالتقوى، ويختارهم ممن يحسنون العمل فيما يولون، ويشربون قلوب الرعية بالإيمان ومهابة الدولة،