السبت، 08 صَفر 1447هـ| 2025/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
القيادة الباكستانية تستضيف مؤتمراً دفاعياً إقليمياً  لتعزيز مصالح أمريكا بدل التعبئة لنصرة غزة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

القيادة الباكستانية تستضيف مؤتمراً دفاعياً إقليمياً

لتعزيز مصالح أمريكا بدل التعبئة لنصرة غزة

 

الخبر:

 

أعلن الجناح الإعلامي للقوات المسلحة الباكستانية، العلاقات العامة للقوات المسلحة، في 26 تموز/يوليو 2025 أن باكستان استضافت اليوم مؤتمر قادة أركان الدفاع الإقليمي في إسلام آباد، بمشاركة القيادات العسكرية العليا من الولايات المتحدة وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبيكستان. وأشار بيان الجناح الإعلامي إلى أن "هذا الحدث المتعدد الأطراف يُعد خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الأمني الإقليمي والدبلوماسية العسكرية والحوار الاستراتيجي بين الدول المشاركة". وقد عقد المؤتمر تحت شعار "تعزيز الروابط، وتأمين السلام"، وسعى إلى تعزيز التعاون الأمني، وتطوير برامج التدريب، وتبادل أفضل الممارسات في مجال مكافحة الإرهاب وغيرها من الجهود الدفاعية والأمنية.

 

التعليق:

 

جدّد حكام باكستان تأكيد التزامهم بالرؤية الإقليمية الأمريكية من خلال تنظيم مؤتمر أمني إقليمي مهم ضمّ قادة جيوش مسلمة من باكستان ودول آسيا الوسطى تحت الرعاية الأمريكية. في وقتٍ تُستَنهض فيه جيوش المسلمين للتحرك العاجل لإنقاذ غزة واقتلاع كيان يهود، ينشغل قائد الجيش الباكستاني بمؤتمر يُراد منه توجيه المنطقة نحو الأجندة الأمريكية، عبر مكافحة ما يُسمّى "الإسلام السياسي" بشكل منسق تحت غطاء مكافحة الإرهاب والتطرف.

 

ويُعد هذا المؤتمر مبادرة فريدة أطلقها قائد الجيش الباكستاني، جمعت قادة عسكريين من آسيا الوسطى والقيادة المركزية الأمريكية. وقد مثّل أمريكا فيه الجنرال مايكل إي. كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية. وركّز المؤتمر على تعزيز الالتزام بثلاثة أهداف أمريكية رئيسية في المنطقة هي: مكافحة الإرهاب، والاستقرار الإقليمي، والتنسيق العسكري، كما هو واضح في بيان المؤتمر. وتشكل هذه المحاور الثلاثة جوهر أهداف القيادة المركزية الأمريكية، وتُعدّ باكستان الركيزة الأساسية لتحقيق هذه الأهداف.

 

ولفهم تحركات أمريكا وأهمية باكستان في هذا السياق، لا بد من قراءة المشهد الجيوسياسي الأوسع:

 

أولاً: تُعدّ آسيا الوسطى والجنوبية منطقتين إسلاميتين رئيسيتين حيث تلتقي القوة البشرية من جنوب آسيا مع ثروات الطاقة لآسيا الوسطى. وتشكل أفغانستان الجسر الرابط بين المنطقتين. وبسبب الموقع الاستراتيجي والديمغرافيا والموارد الطبيعية، احتدمت المنافسة الاستراتيجية بين أمريكا وروسيا والصين في هذه المناطق، حيث تتركز التنافسات على الوصول للطاقة، والمعادن الحيوية، وممرات الربط. وبسبب ضعف روسيا نتيجة الحرب الطويلة مع أوكرانيا، أصبحت أمريكا والصين الفاعلين البارزين في آسيا الوسطى والجنوبية. وعلى الرغم من انسحاب أمريكا من أفغانستان بعد هزيمة مذلة على يد طالبان، فقد أعادت الدخول إلى المنطقة عبر وكلائها الموثوقين في المؤسسة العسكرية الباكستانية.

ثانياً: عودة إدارة جمهورية بقيادة ترامب المتغطرس فتحت المجال أمام قيادة الجيش الباكستاني لتضطلع بدور أكبر في خطط أمريكا الإقليمية. إذ قللت إدارة بايدن من مستوى انخراطها ومصالحها مع باكستان بعد الانسحاب من أفغانستان باستثناء التعاون في محاربة الإسلام. وقد التقى ترامب بقائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير خلال مأدبة غداء في خطوة غير مسبوقة أثناء زيارته لأمريكا. كما التقى منير بوزير خارجية أمريكا ماركو روبيو ومسؤولين أمريكيين آخرين للحصول على توجيهاته الجديدة.

 

إن استضافة قادة الدفاع لدول آسيا الوسطى بعد هذه اللقاءات الرفيعة بين باكستان والولايات المتحدة تشير إلى أن باكستان مستعدة لتوجيه آسيا الوسطى والجنوبية بما يتماشى مع المصالح الأمريكية. ومن المرجح أن تزداد الشكوك الروسية والصينية تجاه باكستان بعد هذه التطورات. وبالإضافة إلى تأمين التعاون الأمني الإقليمي تحت رعاية أمريكا، تسرّع باكستان وتيرة مشاريع الربط الإقليمي مثل طرق التجارة والنقل الجديدة. وعلى سبيل المثال، وقّعت باكستان وأفغانستان وأوزبيكستان مؤخراً اتفاقية إطارية ثلاثية بشأن مشروع سكة حديد. ومن المشاريع الأخرى الجاري تنفيذها بمراحل مختلفة: خط أنابيب الغاز (تركمانستان - أفغانستان - باكستان - الهند)، ومشروع السكة الحديدية العابرة لأفغانستان، ومشروع CASA-1000 لنقل الكهرباء بين آسيا الوسطى والجنوبية، ومشروع TUTAP لربط الطاقة بين تركمانستان وأوزبيكستان وطاجيكستان وأفغانستان وباكستان. وتحظى جميع هذه المشاريع بالدعم الأمريكي وتهدف إلى فك ارتباط دول آسيا الوسطى بروسيا والصين من خلال باكستان.

 

من المؤسف أن الولايات المتحدة وغيرها من القوى الكبرى تستغل المناطق الإسلامية الغنية بثروات الطاقة والمعادن والمقدرات العسكرية. وقد أدى إسقاط الخلافة على يد الغرب الكافر عام 1924م إلى تفكيك قوة الأمة الإسلامية وتمزيقها إلى دويلات مصطنعة. وإلى جانب هذا التفكيك، فرض الغرب نخباً حاكمة مرتبطة به فكرياً، محدودة في رؤيتها وتشكل عائقاً أمام توحيد بلاد المسلمين في ظل الخلافة. ولا تختلف القيادة العسكرية الباكستانية عن بقية المؤسسات العلمانية في البلاد الإسلامية. فلو كانت لديها إرادة حقيقية ورؤية صادقة، لجمعت بين الطاقة في الخليج وآسيا الوسطى والقوة البشرية في جنوب آسيا في ظل الخلافة. ولا يزال ذلك ممكناً، بل أصبح أكثر إلحاحاً في ظل ضعف أمريكا واعتمادها على باكستان لتنفيذ مهامها الإقليمية. والأهم من ذلك أن الأمة باتت مستعدة للتغيير الجذري.

 

فعلى العناصر المخلصة في المؤسسة العسكرية الباكستانية أن تسارع لإقامة الخلافة حتى تُستعاد قوة الأمة، وتُوضع نهاية للإبادة والاحتلال في أراضي المسلمين. فالخلافة القادمة ستوحد قادة جيوش المسلمين للتحرك لتحرير فلسطين وكشمير بدلاً من إضاعة الوقت في مؤتمرات جوفاء تخدم أجندات أجنبية. قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا» صحيح مسلم. وقال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد سَلجوق – ولاية باكستان

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع