المكتب الإعــلامي
ولاية العراق
| التاريخ الهجري | 3 من رجب 1447هـ | رقم الإصدار: 1447 / 07 |
| التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 23 كانون الأول/ديسمبر 2025 م |
بيان صحفي
أمريكا تأمر بحل الفصائل المسلحة العراقية بعد انتفاء الحاجة منها
يبدو أنَّ زيادة ضغوطات المحتل الأمريكي على السلطة في بغداد، ورفض التعامل مع حكومة عراقية تحوي تمثيلاً لفصائل مسلحة أو حليفة لها، قد آتى أكله، حيال تلك الفصائل، ولا سيما أنَّها تمتلك نحو 80 مقعداً نيابياً؛ إذ أعلن عدد من زعماء تلك الفصائل الموافقة على نزع سلاحها، أبرزهم: زعيم "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، وزعيم جماعة "أنصار الله الأوفياء"، حيدر الغراوي، وزعيم جماعة "كتائب الإمام علي"، شبل الزيدي، والمتحدث باسم "كتائب سيد الشهداء"، كاظم الفرطوسي.
وفي المقابل أعلن فصيلا "كتائب حزب الله" و"النجباء" في بيانات رسمية الرفض القاطع لتسليم السلاح، ولكن الواقع أنَّهما في موقف ضعيف لا سيما بعد مباركة القضاء العراقي لقرار الفصائل التي تبنت نزع السلاح.
وعلى الرغم من هذا الزخم على المستويين الرسمي والإعلامي إلا أنَّ آلية تنفيذ نزع السلاح لا تزال مبهمة، فلم توضح التصريحات والبيانات هل سيقتصر على نزع السلاح الثقيل فقط، أم شموله كل أنواع السلاح وحلِّ تلك الفصائل، وكذلك لم تتطرق إلى شمول الحشد الشعبي بذلك، لا سيما وأنَّه يملك غطاء قانونياً. مع أنَّ الرسائل الأمريكية لم تستثنِ أحداً؛ وفي السياق ذاته بيَّن مصدر قريب من أحد الفصائل لـ"العربي الجديد"، "أنَّ البرلمان المقبل سيُناقش مسألة دمج الحشد ضمن قانون جديد يحمل اسم قانون الأمن الداخلي، والتخلي عن القانون السابق الذي كان اسمه قانون الحشد الشعبي".
إنَّ وجود أكثر من مركز قوة مسلحة في البلد هو حالة مرضية، فكيف إذا كانت تستند إلى نظام عميل أو قوى خارجية؟! لا شكَّ أنَّها ستجلب الكوارث للبلد، وشواهد ذلك كثيرة، كالحرب الأهلية في لبنان في سبعينات القرن الماضي، وفاجعة السودان التي لا تزال قائمة إلى الآن، وقد حصدت آلافاً من أرواح الأبرياء، وغير ذلك من مؤامرات يديرها أعداء الأمة، إذ لا يخفى استغلال المحتل الأمريكي لهذه المجاميع في الفتنة الطائفية في العراق، ثُمَّ ذهبت تحت سمع وبصر أمريكا إلى سوريا لقتل الأبرياء والثائرين في وجه طاغية الشام، والآن بعد انتفاء الحاجة منهم قرر تصفيتهم لتقليم أظافر إيران وقطع أذرعها خارج حدودها.
أيها المسلمون.. يا أمة الرُّشد والهداية: إنَّه لمن المؤسف والمحزن أن يستمر عبث الكافر المحتل في بلاد المسلمين، فيخطط ويأمر ويُطاع في إذلال أمة تعدادها تجاوز المليار والنصف المليار مسلم من غير أن تنتفض ضد ذلك! ألم تكف عقود من الزمن وأنتم تدورون في حلقة مفرغة من دون وعي لمجرد الحصول على بحبوحة من العيش الذليل، وأنتم أمة كانت تحمل مشاعل النور والهدى للبشرية جمعاء؟!
ألم تدركوا أنَّ كل هذا الذل والهوان الذي أصابنا سببه أنَّنا أمة مُمزقة بلا دولة تجمعنا ولا إمام عادل يحكمنا بشرع الله؟! إمام كما وصفه رسول الله ﷺ بقوله: «إنَّما الإمامُ جُنَّةٌ يُقاتَلُ مِن ورائِهِ ويُتَّقى بِهِ»، ألم يأن لكم أن تستجيبوا لدعوة حزب التحرير إلى العمل الجاد لإعادة مجدكم وعزكم؟! وذلك بالتغيير الجذري وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فرض ربنا سبحانه وبشرى رسوله الله ﷺ، فبها وحدها تتوحد الأمة تحت لواء واحد وبقيادة إمام واحد، فتمتلك قرارها وتُنسي أعداءها وساوس الشيطان، كما كان سلفنا الصالح، وما ذلك على الله بعزيز، فكونوا مع العاملين المخلصين لهذا الفرض العظيم، ﴿وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق
| المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية العراق |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizb-uttahrir.info |
E-Mail: infohtiraq@gmail.com |



