الأربعاء، 05 صَفر 1447هـ| 2025/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
كسر الحصار عن غزة لا يكون إلا بأعمال حربية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

كسر الحصار عن غزة لا يكون إلا بأعمال حربية

 

 

الخبر:

 

تناقلت وسائل الإعلام حول العالم ببث حي مشاهد اقتحام قوات الاحتلال سفينة حنظلة التي كانت تقل على متنها ناشطين من جنسيات متعددة وكانت تبحر باتجاه غزة في محاولة لكسر الحصار عنها.

 

التعليق:

 

إن هذا الإجراء كان متوقعا، بل لم يكن من المتوقع أي سيناريو آخر غيره، فما الذي سيجعل كيان يهود الذي يُطبِق الحصار على غزة بالتعاون مع الأنظمة القائمة في المنطقة وعلى رأسها النظام المصري منذ ما يقارب سبعة عشر عاما، ويشن حرب إبادة متواصلة على أهل غزة منذ ما يقارب اثنين وعشرين شهرا، ما الذي سيجعله يسمح لسفينة مدنية تقل ناشطين من الاقتراب من غزة؟ وكيف سيتوانى عن منعها وقد سبقه النظام المصري في منع قافلة تضامن عربية من الاقتراب من غزة قبل أيام قلائل؟ وما الذي سيردعه عن اقتيادها واعتقال من عليها وترحيلهم وهو لا يجد ما يردعه عن الجرائم البشعة التي يرتكبها ليس في غزة وحدها، بل في سائر فلسطين وسائر دول المنطقة؟

 

ولقد كان من اللافت التلاعب الإعلامي الذي مارسه الكيان قبيل مهاجمته السفينة، حيث أعلن قبيل ذلك بدقائق معدودة عن تنفيذ هدنة إنسانية تبدأ من صباح يوم الأحد حتى ساعات المساء تشمل مناطق مكتظة بالسكان بما في ذلك شمال غزة، كما أعلن عن تحديد ممرات آمنة لقوافل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة لإيصال الغذاء والدواء، وما ذلك إلا لذر الرماد في العيون.

 

على كل حال، فإن الجهد المبذول من المشاركين في تسيير سفينة حنظلة هو جهد مشكور من ناحيتين:

 

الأولى من حيث كونه عملاً تضامنياً وإن كان لا يؤثر في مجريات حرب الإبادة بأي شكل من الأشكال.

 

وأما الناحية الأخرى - وهي المهمة - فهي أن هذا المشهد يظهر أن كسر الحصار عن غزة وإغاثة أهلها ونصرتهم لا يتأتى أن يكون بقوافل من ناشطين مدنيين، وإنما يحتاج إلى قوة عسكرية.

 

فما يجري في غزة من إبادة بالقصف والتجويع والحصار هي أعمال عسكرية يقوم بها جيش الكيان مستخدما أعتى أسلحته وتقنياته التي يزوده بها الغرب مع ما يوفره له من كل غطاء إعلامي ودبلوماسي لازم، إضافة إلى تجنيد عملائه من الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين، ليكونوا جميعا شركاء فاعلين في حرب الإبادة التي تتعرض لها غزة. فهل حرب بهذا الشكل يمكن وقفها بسفينة تُقل ناشطين؟ بالطبع لا، وإنما تكون بعاصفة برية وجوية وبحرية تزيل هذا الكيان وتنسي من خلفه وساوس الشيطان، فلا يعلمون من أين يدفعوا عن أنفسهم، ولا يجدون ملجأً ولا مغارات تؤويهم فيولوا مدبرين. وإن عاصفة كهذه لتليق بخير أمة أخرجت للناس، ولا يليق بها أن تنتظر ما ستسفر عنه جهود الناشطين الأجانب، وإنها لآتية لا محالة، فيا سعد من كان فيها ريحا مدمرة، وبرقاً حارقا، وسجيلاً خارقا.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عامر أبو الريش – الأرض المباركة (فلسطين)

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع