الثلاثاء، 15 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/13م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نفائس الثمرات فضل السحور

  • نشر في نفائس الثمرات
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1030 مرات

وردت في فضل السُّحور عدة أحاديث منها :

- عن عبد الله بن الحارث ، يحدِّث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم  قال:" دخلتُ على النبي صلى الله عليه وسلم وهو متسحِّر ، فقال : إنها بركة أعطاكم الله إياها ، فلا تدَعُوه " رواه النَّسائي وأحمد .

- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :" تسحَّروا  فإن في السَّحور بركة ". رواه البخاري ومسلم والنَّسائي والترمذي وابن ماجة والدارمي .

- عن المقدام بن مَعْدِ يكَرِب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" عليكم بغداء السُّحور فإنه هو الغداء المبارك " رواه أحمد والنَّسائي ، وسنده صحيح  - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الله وملائكته يصلُّون على المتسحِّرين " رواه ابن حِبَّان بسند صحيح . ورواه أبو نُعَيم والطبراني في المعجم الأوسط . ورواه أحمد من طريق أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه .

فالسحور بركة أعطانا الله إياها ، والله وملائكته يصلَّون علينا ونحن نتسحَّر ، ويُفضَّل السُّحور بالرُّطبِ وإلا فبالتمر وتحصل بَرَكة السُّحور بجرعة من ماء . والسُّحور هو فصلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب ، ولو لم يكن من فضلٍ للسُّحور إلا صلاة اللهِ سبحانه وملائكتِهِ على المتسحرين لكفى . وقد روى أحمد فضائل السُّحور في حديث واحد من طريق أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {  السَّحور أكلُهُ بركةٌ فلا تَدَعوه ولو أن يجرع أحدُكم جُرعةً من ماء فإن الله عزَّ وجلَّ وملائكته يصلُّون على المتسحِّرين  "  فليحرص الصائم على تناول طعام السحور ليحصِّل هذه الفضائل .

 

إقرأ المزيد...

نفحات إيمانية- شهر رمضان شهر الفتوحات والانتصارات فتح عمورية -

  • نشر في مع الوحي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1052 مرات

الحمد لله الذي فـتح أبواب الجـنـان  لعباده الصائمين، والصلاة  والسلام على أشرف الأنبياء والمرسـلين، المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه الطيـبين الطـاهرين، ومن تبـعه وسار على دربه واهتدى بهديه واستـن بسنــته، ودعا بدعوته إلى يوم  الدين، أمـا بعد:

اجتمعت على الدولة العباسية في النصف الأول من القرن الثالث الهجري قوتان رهيبتان:

الأولى: المجوسية متجسمة في أتباع بابك الخـرمي، الذي قتل من المسلمين والمسلمات في عشرين سنة مائتين وخمسة وخمسين ألفا.

والثانية: البيزنطية متكئة على جيوش ثيوفلس بن ميخائيل ملك القسطنطينية والأناضول، الذي رصد لحرب المسلمين مائة ألف جندي أو يزيدون.

ولما ضيقت الجيوش الإسلامية الخناق على بابك، وقامت بحركات عسكرية واسعة في الشرق، لم يسبق لها نظير في تاريخ الحروب، كانت الرسائل دائرة حينئذ بين عدوي الإسلام ثيوفلس وبابك نصير المجوسية. فبادر ثيوفلس إلى حرب المسلمين في الشمال؛ ليخفف الضغط عن بابك الخـرمي في الشرق، فبينما الفيالق المحمدية تخوض الموت خوضا  في أذربيجان وأرمينيا، للبطش بزعيم المجوسية، كان ثيوفلس يغدر في البلاد الإسلامية التي على حدود الأناضول مثل ملطية وزبطرة وغيرهما، فيسبي المسلمات، ويسمل أي يفقأ عيون الشيوخ المسلمين، ويقطع أنوف أطفالهم وآذانهم، وقد ارتكب من الفظائع ما تقشعر له الأبدان، منتهزا خلو هذه الديار من الجيوش الكافية المشغولة بحرب بابك.

وكان من بين النساء المسلمات اللاتي ساقهن ثيوفلس من زبطرة إلى عمورية بالقرب من أنقرة، سيدة من نساء بني هاشم، ممتلئة بالعزة والأنفة والشجاعة والشرف، وكانت ترى أن كل ما في الدنيا من عزة وشجاعة وشرف متمثل في نفس الخليفة أمير المؤمنين، المعتصم بن هارون الرشيد؛ لأنه إمام المسلمين، وقائد جيوشهم، فهو ـ بمن تحت إمرته من ملايين الأسود، وبما هو قائم من نـصرة دين الله ـ قادر على أن يزيل عن رعيته كل بؤس مهما كان شديدا !

وفي ضحوة يوم من أيام الشتاء، سنة ثلاث وعشرين ومائتين هجرية، آذار سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة ميلادية، كان أمير المؤمنين جالسا  في قصره العظيم بمدينة (( سر من رأى)) ومن حوله حشمه وأهل قصره، فقال له الحاجب: يا أمير المؤمنين، شيخ مسلم بالباب، هارب من أسر الروم، يريد المثول بين يديك.

فلما أذن له دخل فقال: يا أمير المؤمنين، جئتك من عمورية، المجاورة لأنقرة، وكنت أسيرا فيها، فسمعت سيدة مسلمة من أسرى زبطرة تنادي ـ رغم ما بينك وبينها من جبال ومفاوزـ وامعتصماه! فجئتك هاربا من أسرهم، مقتحما صنوف الأخطار؛ لأبلغك صوتها!

فلما سمع الخليفة أمير المؤمنين، المعتصم بن هارون الرشيد مقالة ذلك الشيخ نهض في الحال مجيبا  نداءها: لبيك ، لبيك! ودعا إليه عبد الرحمن بن إسحاق قاضي بغداد، وشعبة بن سهل، أحد كبار العلماء، وثلاثمائة وثمانية وعشرين رجلا من أهل العدالة، فقال لهم:

إني ذاهب في سبيل الله؛ لأنقذ تلك المرأة المسلمة التي دعتني من أعماق بلاد الروم، وقد لا أعود إليكم، فاشهدوا أني وقفت جميع ما أملكه من الضياع، فجعلت ثلثا  لولدي، وثلثا  لله تعالى، وثلثا  لموالي.

ثم أمر من صاح في قصره: النفير، النفير! ثم امتطى صهوة جواده، وأخذ معه حقيبة فيها زاده، وأصدر أوامره بأن تكون الجيوش التي تلحق به أعظم جيوش سالت بها الأباطح قبل ذلك اليوم!

فما زالت الجيوش تتبعه يوما بعد يوم، يسلك بعضها إلى أنقرة وعمورية طريق الساحل إلى جانب طرطوس ومرسين، ومنها إلى قونية فمدينة أنقرة.

والجيوش الأخرى اتبعت الطرق الداخلية بقدر ما تحتمله تلك الطرق من الجيوش، وما زالوا كذلك حتى اخترقوا الأناضول ومعاقله وحصونه، فوصلوا إلى أنقرة في ربيع سنة ثلاث وعشرين ومائتين هجرية، ثمان وثلاثين وثمانمائة ميلادية، فدمرها المعتصم على رؤوس أهلها.

ولما انتهى المعتصم من هذه المدينة، سار إلى عمورية، فكانت أمنع مدائن البيزنطيين، وأعز على الروم من القسطنطينية نفسها، فنزل على حصونها وأبراجها وأسوارها، وكانت أمنع أسوار عرفت إلى ذلك العهد، فما زال يلح عليها بمجانيقه ورهيب آلاته، حتى دخلها في شهر رمضان في تلك السنة، وكان أول ما طلبه الوصول إلى السيدة  التي استجارت به  وهي في سجنها، فقال كلمته الأولى: لبيك، لبيك!

وقد ثبت بالتاريخ أن أمير المؤمنين المعتصم كان يدير الحركات العسكرية بنفسه في هذه الوقائع، ويصدر الأوامر اليومية إلى جيوش كانت منه على مسافة أيام. وهو الذي رسم خطط هذه الحرب، وعين للقواد مراكزهم، ومناطق هجومهم.

ولما تفرغ المعتصم من بابك وقتله وأخذ بلاده، استدعى الجيوش لتأتي بين يديه، وتجهـز جهازا لم يجهـزه أحد كان قبله من الخلفاء، وأخذ معه من آلات الحرب والأحمال والجمال والقرب، والدواب والنفط والخيل والبغال شيئا لم يسمع بمثله، وسار إلى عمورية في جحافل أمثال الجبال، وعبأ جيوشه تعبئة لم يسمع بمثلها، وقدم بين يديه الأمراء المعروفين بالحرب، فانتهى في سيره إلى نهر قريب من طرسوس.

وقد ركب ملك الروم في جيشه فقصد نحو المعتصم فتقاربا حتى كان بين الجيشين نحو من أربعة فراسخ، ودخل أحد قادة المسلمين بلاد الروم من ناحية أخرى فجاءوا في أثره وضاق ذرعه بسبب ذلك. فسار إليه ملك الروم في شرذمه من جيشه واستخلف على بقية جيشه قريبا له، فالتقيا هو وأحد قادة جيش المسلمين، فثبت له القائد، وقتل من الروم خلقا كثيرا، وجرح آخرين وتغلب على ملك الروم، وبلغه أن بقية الجيش قد شردوا عن قرابته، وذهبوا عنه، وتفرقوا عليه، فأسرع الأوبة، فإذا نظام الجيش قد أنحل، فغضب على قرابته وضرب عنقه!

وجاءت الأخبار بذلك كله إلى المعتصم، فسره ذلك وركب من فوره، وجاء إلى أنقره فوجد أهلها قد هربوا منها، ثم فرق المعتصم جيشه ثلاث فرق: الميمنة والميسرة والقلب، وجعل بين كل عسكرين فرسخان، وأمر كل أمير أن يجعل لجيشه ميمنة وميسرة وقلبا ومقدمة وساقة، وأنهم مهما مروا عليه من القرى حرقوه وخربوه وأسروا وغنموا، وسار بهم كذلك قاصدا إلى عمورية، وكان بينها وبين مدينة أنقره سبع مراحل، فأول من وصل إليها من الجيش أمير الميسرة ضحوة يوم الخميس، لخمس خلون من رمضان من هذه السنة، فدار حولها دورة، ثم نزل على ميلين منها، ثم قدم المعتصم صبيحة يوم الجمعة بعده، فدار حولها دورة، ثم نزل قريبا منها، وقد تحصن أهلها تحصنا شديدا، وملئوا أبراجها بالرجال والسلاح، وهي مدينة عظيمة كبيرة جدا ذات سور منيع، وأبراج عالية كبار كثيرة!

وقسم المعتصم الأبراج على الأمراء، فنزل كل أمير تجاه الموضع الذي أقطعه وعينه له، ونزل المعتصم قبالة مكان هناك قد أرشده إليه بعض من كان فيها من المسلمين، وكان قد تنصر عندهم وتزوج منهم، فلما رأى أمير المؤمنين والمسلمين رجع إلى الإسلام، وخرج إلى الخليفة فأسلم، وأعلمه بمكان في السور كان قد هدمه السيل، وبني بناء ضعيفا بلا أساس، فنصب المعتصم المجانيق حول عمورية، فكان أول موضع انهدم من سورها، ذلك الموضع الذي دلهم عليه ذلك الأسير، فبادر أهل البلد فسدوه بالخشب الكبار المتلاصقة، فألح عليها بالمنجنيق، فجعلوا فوقها البرادع ليردوا حدة الحجر، فلم تغن شيئا، وانهدم السور من ذلك الجانب وتفسخ، فكتب نائب عمورية إلى ملك الروم يعلمه بذلك، وبعث ذلك مع غلامين من قومهم.

فلما اجتازوا الجيش في طريقهما أنكر المسلمون أمرهما فسألوهما: ممن أنتما فقالا: من أصحاب أمير سموه من أمراء المسلمين، فحملا إلى المعتصم فقررهما فإذا معهما كتاب من نائب عمورية إلى ملك الروم يعلمه بما حصل لهم من الحصار، وأنه عازم على الخروج من أبواب البلد بمن معه بغتة على المسلمين، وعلى مناجزتهم القتال، كائنا في ذلك ما كان.

فلما وقف المعتصم على ذلك، أمر بالغلامين فخلع عليهما من عطاياه، فأسلما من فورهما، فأمر الخليفة أن يطاف بهما حول البلد، وأن يوقفا فينثر عليهما الدراهم والخلع، ومعهما الكتاب الذي كتبه نائب البلد إلى ملك الروم، فجعلت الروم تلعنهما وتسبهما. ثم أمر المعتصم عند ذلك بتجديد الحرس والاحتياط والاحتفاظ من خروج الروم بغتة، فضاقت الروم ذرعا بذلك وألح عليهم المسلمون في الحصار، وقد زاد المعتصم في المجانيق والدبابات وغير ذلك من آلات الحرب.

ولما رأى المعتصم عمق خندقها وارتفاع سورها، أعمل المجانيق في مقاومة السور، وكان قد غنم في الطريق غنما كثيرا جدا، ففرقها في الناس، وأمر أن يأكل كل رجل رأسا، ويجيء بملء جلده ترابا فيطرحه في الخندق، ففعل الناس ذلك فتساوى الخندق بوجه الأرض من كثرة ما طرح فيه من الأغنام. ثم أمر بالتراب فوضع فوق ذلك حتى صار طريقا ممهدا، وأمر بالدبابات أن توضع فوقه، فلم يحوجه الله إلى ذلك.

وبينما الناس في الجسر المردوم إذ هدم المنجنيق ذلك الموضع المعيب، فلما سقط ما بين البرجين سمع الناس هدة عظيمة فظنها من لم يرها أن الروم قد خرجوا على المسلمين بغتة، فبعث المعتصم من نادى في الناس: إنما ذلك سقوط السور، ففرح المسلمون بذلك فرحا شديدا، لكن لم يكن ما هدم ليسع الخيل والرجال إذا دخلوا وقوى الحصار، وقد وكلت الروم بكل برج من أبراج السور أميرا يحفظه! فضعف ذلك الأمير الذي هدمت ناحيته من السور عن مقاومة ما يلقاه من الحصار فذهب أحد الأمراء يطلب نجدته، فامتنع أحد من الروم أن ينجده وقالوا: لا نترك ما نحن موكلون في حفظه!

فلما يئس ذلك الأمير منهم خرج إلى المعتصم ليجتمع به، فلما وصل إليه أمر المعتصم المسلمين أن يدخلوا البلد من تلك الثغرة التي قد خلت من المقاتلة، فركب المسلمون نحوها فجعلت الروم يشيرون إليهم، ولا يقدرون على دفاعهم، فلم يلتفت إليهم المسلمون، ثم تكاثروا عليهم ودخلوا البلد قهرا وتتابع المسلمون إليها يكبرون، وتفرقت الروم عن أماكنها، فجعل المسلمون يقتلونهم في كل مكان حيث وجدوهم، وقد حشروهم في كنيسة لهم هائلة ففتحوها قسرا وقتلوا من فيها، وأحرقوا عليهم باب الكنيسة فاحترقت، فأحرقوا عن آخرهم!

ولم يبق فيها موضع محصن سوى المكان الذي فيه نائب عمورية، وهو حصن منيع، فركب المعتصم فرسه وجاء حتى وقف بحذاء الحصن الذي فيه النائب فناداه المنادي: ويحك أيها النائب هذا أمير المؤمنين واقف تجاهك فقالوا: ليس النائب ههنا مرتين، فغضب الخليفة المعتصم من ذلك، فرجع ونصب السلالم على الحصن، وطلعت الرسل إليه فقالوا له: ويحك انزل على حكم أمير المؤمنين، فتمنع ثم نزل متقلدا سيفا، فوضع السيف في عنقه، ثم جيء به حتى أوقف بين يدي المعتصم، فضربه بالسوط على رأسه، ثم أمر به أن يمشي إلى مضرب الخليفة مهانا فأوثق هناك!

وأخذ المسلمون من عمورية أموالا لا تحد ولا توصف، فحملوا منها ما أمكن حمله، وأمر المعتصم بإحراق ما بقي من ذلك وبإحراق ما هنالك من المجانيق والدبابات وآلات الحرب، لئلا يتقوى بها الروم على شيء من حرب المسلمين، ثم انصرف المعتصم راجعا إلى ناحية طرسوس في آخر شوال من هذه السنة، وكانت إقامته على عمورية خمسة وعشرين يوما.

وكان هذا النصر العظيم للدولة العباسية على الروم في الأناضول، بعد نصرها العظيم على المجوسية في فتنة بابك التي دامت عشرين سنة أصدق برهان على أن الله يصدق وعده بنصر المسلمين كلما أخلصوا دينهم لله، واشتروا الحياة الأبدية بثمن رخيص، وهو هذه الحياة القصيرة، ومتعتـها الحقيرة، فرحم الله أياما كان فيها المسلمون مسلمين حقا، وعجـل الله أياما يعز فيها الإسلام وأهله، ويذل فيها الكفر وأهله.

وختاما إخوة الإيمان: نسأل الله عز وجل، في هذا اليوم المبارك من أيام شهر رمضان الفضيل، أن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة، وأن يجعلنا من جنودها الأوفياء المخلصين. وأن يعيد لأمة الإسلام أيام عزها ومجدها ويمكن لها في الأرض، نسأله سبحانه وتعالى أن يكون ذلك قريبا وعلى أيدينا وفي رمضان. إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.

 

والسلام عليكـم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 

أبو إبراهيم

إقرأ المزيد...

رمضان والخلافة- رأس الإسلام إلى ظهور

  • نشر في الخلافة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 990 مرات

الحمد لله رب العالمين حمد التائبين الطائعين المخلصين وصلي اللهم على سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد،

 

يقول الله عز وجل (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله...)

 

أرسل الله تعالى سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) لهداية الناس، كل الناس، لإظهار هذا الدين (الإسلام) على كل دين على كل ديانة، لإظهاره على النصرانية واليهودية وعلى كل اعتقاد، وإظهار الإسلام هو إظهار عقيدته وما ينبثق عنها من أحكام وتشريعات، وما تضمنته من عبادات ومعاملات وعلاقات، تقوم على تنفيذ العقيدة دولة تحكم بهذه النظم والتشريعات، فهي (الدولة) هي الطريق الشرعية الوحيدة لتطبيق الإسلام، تطبيقا عاما لكل من تظله دولة الإسلام.

 

أيها المسلمون: تطبيق الإسلام واجب، ولا يتم تنفيذ هذا الواجب إلا بدولة وبسلطانه ولهذا صار إيجاد الدولة واجبا، ومبايعة سلطان المسلمين (خليفتهم) واجبا (إذا لم يتم  الواجب إلا به فهو واجب).

 

والهدف من إيجاد دولة الاسلام فوق تطبيق الأحكام واستئناف الحياة الإسلامية هو نشر هذا الدين العظيم بطريقته الشرعية ( الجهاد في سبيل الله، لإعلاء كلمة الله، وإنقاذ البشرية من الطواغيت والعباد إلى عبادة الله عز وجل .

 

فالحكم بالإسلام، وإيجاد سلطان المسلمين، وبناء دولة الاسلام هو الهدف العزيز الذي ينبغي للمسلمين إن يقفوا من موقف حياة أو موت.

 

يقول الله عز وجل: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم امنوا بما انزل إليك وما انزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا إن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا).

 

أيها المسلمون: إن الله عز وجل فرض فروضا يجب على المسلمين تنفيذ هذه الفروض، من هذه الفروض ما هو فردي يقوم به الفرد  ولا يسقط عنه حتى يقيمه مثل الصلاة والصوم، ومن الفروض ما يحتاج القيام به إلى جماعة ولا يستطيع الفرد وحده أن يقوم به بمعزل عن غيره، مثل فرض العمل لإقامة الدولة الإسلامية، دولة الخلافة، التي تطبق الإحكام الشرعية، وتعاقب المخالفين بإقامة الحدود.

 

إن فرض إقامة دولة الخلافة، ومبايعة خليفة للمسلمين من أهم الفروض، لان كثيرا من الفروض لا يتم تنفيذها إلا بخليفة، مثل إقامة الحدود على السارق والزاني والقاتل العمد والمرتد، ومثل دحر المعتدين وإعلان الجهاد وطرد يهود.

 

ما أحوج المسلمين اليوم إلى خليفة يجتث الفساد والمنكرات من حياة المسلمين، ويلغي معاهدات الصلح مع يهود الذي اغتصبوا فلسطين، ويرد الطامعين من الكافرين في بلاد المسلمين واحتلالها.

 

ما أحوج المسلمين اليوم إلى إظهار دين الله على كل الأديان، بإقامة شريعة الله، وبناء دولة الإسلام، ومبايعة خليفة المسلمين، الذي يقودهم إلى المسلمين إلى الجهاد لإعلاء كلمة الله، ويحمي الذمار والديار، ويطهر حياة المسلمين من كل المنكرات والموبقات والثقافات التي أفسدت على المسلمين حياتهم كالديمقراطية والرأسمالية والاشتراكية والإباحية والعلمانية.

 

ما أحوج المسلمين اليوم إلى من يوحد صفوفهم، ويلم شعثهم، ويعزهم، لظهور خير امة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؛ مؤمنين بالله عز وجل، ونسود العالم بهذا الدين العظيم..

 

أيها المسلمون:لقد أعزنا الله بالسلام ولن يعود هذا العز والمجد والحياة الكريمة الآمنة إلا بالإسلام.

 

فاعملوا لهذا الهدف العظيم مع العاملين له واستجيبوا لله والرسول.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أبو أيمن

إقرأ المزيد...

أجوبة أسئلة المشاركة في المزاد | العمل كمحامي دفاع | نظر الخاطب | المدراس وأهل الذمة

  • نشر في الأجوبة الفقهية
  • قيم الموضوع
    (1 تصويت)
  • قراءة: 1760 مرات

السؤال الأول: هل يجوز المشاركة في المزاد؟ أي، إحضار البضاعة للبيع، ومن يدفع أكثر يشتري البضاعة؟

 
 

الجواب: المزايدة في اللغة : التّنافس في زيادة ثمن السّلعة المعروضة للبيع .


وفي الاصطلاح هو : أن ينادى على السّلعة ويزيد النّاس فيها بعضهم على بعض حتّى تقف على آخر زائد فيها فيأخذها .

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق - وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة - عثمان بخاش

  • نشر في التعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1096 مرات


الحمد لله قاصم الجبارين والصلاة والسلام على امام المهتدين عبدالله ورسوله وعلى اله وصحبه ومن تبع سنته الى يوم الدين


مررت من ايام وانا اقرأ في كتاب الله عزوجل بقوله تعالى في سورة الانفال:"وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ( الانفال 73) فاستوقفني الفعل :"الا تفعلوه" وتساءلت كيف يفعل المؤمنون حالة كون الكافرين بعضهم اولياء بعض. وراجعت كتب التفسير والايات القرانية التي تتعلق بامر الجهاد وهي كثيرة ولكن توقفت منها عند قوله تعالى في سورة براءة " وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ( 36 ) ثم تاملت في إنطباق هذه الايات الكريمة على واقع المسلمين اليوم فوجدت ما لا يخفى من شواهد وفصول دامية ترينا كيف ان امم الكفر تداعت على الامة الاسلامية من الفيليبين الى تركستان الى وسط اسيا الى القفقاس الى العراق ولبنان وفلسطين الى الى، سواء مباشرة عبر جندهم كما صنعت الصين في تركستان والروس في القفقاس والامريكان في افغانستان والعراق واليهود في فلسطين ولبنان او عبر عملائهم المجرمين من حكام المسلمين كما صنع حكام الباكستان واليمن والسودان والصومال ونيجيريا...


وفي كتب التفسير اعجبني قول الامام الرازي في تفسيره للاية الكريمة في سورة الانفال شارحا معنى الفتنة:


والمعنى إن لم تفعلوا ما أمرتكم به في هذه التفاصيل المذكورة المتقدمة تحصل فتنة في الأرض ومفسدة عظيمة ، وبيان هذه الفتنة والفساد من وجوه : الأول : أن المسلمين لو اختلطوا بالكفار في زمان ضعف المسلمين وقلة عددهم ، وزمان قوة الكفار وكثرة عددهم ، فربما صارت تلك المخالطة سبباً لالتحاق المسلم بالكفار . الثاني : أن المسلمين لو كانوا متفرقين لم يظهر منهم جمع عظيم ، فيصير ذلك سبباً لجرأة الكفار عليهم . الثالث : أنه إذا كان جمع المسلمين كل يوم في الزيادة في العدة والعدد ، صار ذلك سبباً لمزيد رغبتهم فيما هم فيه ورغبة المخالف في الالتحاق بهم. (الرازي)


ثم توقفت عند حقيقة ان حلف الناتو بقضه وقضيضه قد اجمع على ذبح المسلمين في افغانستان حتى وجدنا الامين العام الجديد للناتو راسموسن (وهو رئيس وزراء الدانمرك السابق) اول ما صنع بعد تسلمه لمنصبه خلفا لسابقه ان طار الى افغانستان ليحذر امم الغرب من التهاون في ذبح المسلمين زاعما ان الدفاع عن شعوب الغرب انما يتم في جبال الهندوكوش وان هذه معركة مصير وبقاء لا مناص لهم من خوضها الى النهاية


ولم اتعجب من صنيع قادة الغرب واجماعهم على محاربة المسلمين بل حتى وجدنا ان الروس يتخوفون من انبعاث قوة اسلامية على حدودهم،وهم الذين ذاقوا باس المجاهدين المسلمين وخرجوا من افغانستان يحملون اذيال الخيبة والعار كما صنع من قبل الانجليز ، مما دفعهم الى التعاون المباشر بمد قوى الكفر في افغانستان بما تحتاجه من مؤن وعتاد وذلك بفتح جسر بري وجوي للقوات الامريكية رغم كل العداوات والخصومات بينهم.


قلت لم اعجب من ذلك فالله سبحانه نبهنا الى هذه الحقيقة "كما يقاتلونكم كافة" نعم فهذه هي الامم اجتمعت بقضها وقضيضها ومعهم عملاؤهم من حكام المسلمين ليستأصلوا شأفة المسلمين فيما عبر عنه كبيرهم السابق جورج بوش بانها حرب صليبية.


ولكني عجبت : اذا كان الكفار يقاتلوننا كافة فما بال المسلمين وهم يسمعون ويشاهدون ما جرى ويجري من مجازر ودماء واشلاء لاخوانهم وابنائهم من ساحات فلسطين الى لبنان الى العراق وافغانستان وغيرها وغيرها


ما بالهم يتحركون حركة الطائر المذبوح فينصرفوا الى ردات فعل لا تسمن ولا تغني من جوع. طبعا سطر المجاهدون صفحات ناصعة في صمودهم امام المحتل او المعتدي كما حصل في معركة غزة اول هذا العام وفي حرب تموز 2006 في لبنان . وهذا امر جلي لكل ذي بصيرة


ولكن يبقى التساؤل المفروض: ليس الهدف هو الصمود في وجه عدوان اجرامي وحشي هنا وهناك ثم بعد الام ودماء واشلاء نعلن النصر باننا صمدنا امام العدو ولم ينجح في تحقيق اهداف عدوانه... قد يكون هذا نصر جزئي محدود فضلا عن ان كلفته تكون غالية على الامة ، ولسنا نحزن على من نحسبهم قتلوا شهداء ولكننا نحزن لان مصدر الشر والعدوان ما زال قائما يتهددنا ويتوعدنا بمزيد من المجازر حين يشاء واين يشاء .


وعودة الى الاية الكريمة :"الا تفعلوه" اي ان لم تقف الامة وقفة رجل واحد في تولي المؤمن للمؤمن وتبروئه من الكفر واهله وبالتالي تتخذ الامة جمعاء موقف العزة والكرامة فتقضي على منبع العدوان وتنتقل من طور رد الفعل والدفاع الى الأخذ بزمام المبادرة لتحقق معنى الشهادة التي ائتمنها المولى عليها " وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس " فتعلي راية التوحيد فوق ربوع العالم ولا تكتفي باعلان النصر المجتزأ والمبتور ولا تقف عن جهادها حتى تكون كلمة الله هي العليا في الارض وما وراءها.


اما التوقف عند حدود سايكس بيكو واعتبار حرب يهود على اهلنا في غزة مسالة فلسطينية (او غزاوية عند ابي مازن اللاهث وراء اتفاق يرضي فيه الامريكان واليهود) بينما عشرات الاف الصواريخ والاف الطائرات والدبابات صم بكم لا تصلح لعبور سايكس بيكو الا بحسب تعليمات حكام الغرب،


وحين تتقيد هذه الحركة الاسلامية او تلك بحدود سايكس بيكو معرضة عن رابطة الولاء والبراء وحين يقف من يسمون علماء الامة يباركون سايكس بيكو وما نتج عنها و حين تعرض الامة عن حكم الله الصريح القطعي


حين يحصل هذا كله "تكن فتنة في الارض وفساد كبير"


فيا اهلنا واحبتنا اينما كنتم ندعوكم للاعتصام بحبل الله والعمل معنا لاقامة دولة الاسلام حيث يعز الحق واهله ويذل الشرك واهله و مبايعة امام يحكم بكتاب الله وسنة نبيه ويعلي راية الجهاد


فهل انتم فاعلون
"يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله ولرسول اذا دعاكم لما يحييكم"


غفر الله لنا ولكم في هذا الشهر الفضيل و جعلني واياكم من عتقائه وجمعنا واياكم في ظلال لواء نبيه يوم الدين

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع