الثلاثاء، 15 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/13م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

رمضان والخلافة- رأس الإسلام هو المطلوب - أبو أيمن

  • نشر في سياسية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 989 مرات


الحمد لله رب العالمين حمد التائبين الطائعين المخلصين وصلي اللهم على سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد


أيها المسلمون حديثنا اليوم قد يكون موقف أعمى أغنى من موقف بصير


أيها المسلمون هذا عبد الله بن أم مكتوم صحابي جليل أعمى العين بصير القلب أنزل الله في شأنه قرآنا ست عشر آية تليت وستظل تتلى ما كر الجديدان.


عبد الله بن أم مكتوم مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خال خديجة زوج رسول الله وسميت أمه أم مكتوم لأنها ولدته أعمى هذا الصحابي الأعمى عاش محنة المسلمين في مكة ولاقى من بطش قريش وقسوتها ما لاقاه المسلمون وزيادة كان دائم البحث والسؤال عما ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من جديد حتى جاءه مرة يسأله أن يعلمه فشغله عما هو أولى بعناترة قريش عتبة وشيبة وأبي جهل وأمية والوليد بن المغيرة طمعاً في إسلامهم فنزل قرآن يعاتب الرسول الكريم ((عبس وتولى...)) ليكون هذا الموقف لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين عامة درساً بأن الإسلام ليس للخاصة وليس للأقوياء ولا للأغنياء ولا لأصحاب الجاه كما أن الخاصة لا تكون محظية في الدعوة أكثر من العامة فعبد الله الأعمى أسلم وحسن إسلامه قبل زعماء وقادة وعناترة قريش قبل أكابرها وصناديدها وقبل زعمائها.


أيها المسلمون انتصر الإسلام بالفقراء والضعفاء انتصر الإسلام بالمستضعفين في الأرض ولاقى الإسلام والمسلمون من القادة والزعماء الصد والعنف والقمع والتنكيل كحال المسلمين اليوم وحال دعاة الإسلام اليوم وحال حملة الدعوة اليوم.


عبد الله الأعمى فالعمى هذه الإعاقة لا تعيق المسير والعمى لا يحجب السبيل السوي والعمى لا يعيق العمل ولا يحبسه عن التضحيات فعبد الله هاجر مع مصعب سفير رسول الله إلى المدينة وأحدثا معاً فيها من إيجاد رأي عام للإسلام في كل بيت من بيوت المدينة ما عجز الصحابة المبصرون والرسول بين ظهرانيهم عن إحداث الرأي العام في مكة وهي وطنهم وهي بلدهم وعشيرتهم وقومهم وصحبهم.


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤوي إليه عبد الله بن أم مكتوم يكرمه وقد بلغ من تكريمه أن استخلفه على المدينة وهو أعمى وقد نزل قرآن يعفي أصحاب الإعاقات من الجهاد {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ}.


عبد الله هذا الصحابي الجليل حمل لواء المسلمين في معركة القادسية حيث التقى الجمعان في أيام ثلاثة قاسية أنجبت المعركة بعدها بانتصار المسلمين ودانت دولة من أعظم الدول هي دولة فارس (الفرس) بعد أن أبلى المسلمون فيها بلاء حسناً وقدموا آلاف الشهداء كان بينهم عبد الله بن مكتوم.


أيها المسلمون قادة عظام ورجال عظام وجند عظام مخلصون كان لهم النصر وكانت لهم الغلبة بهذا الدين الحنيف والملة القيمة.


اللهم في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك أشدد وطأك على كل من يحول دون عودة الإسلام إلى الحياة.


اللهم اجعل حصاد الكاذبين والمنافقين والموالين والعملاء والظالمين على يد شباب المسلمين.


اللهم أكرم أمة الإسلام في هذا الشهر الفضيل بدولة الإسلام ولم شعث المسلمين على يد خليفة المسلمين المرتقب يعملون معاً لنصرة هذا الدين وإعزازه وإعزاز أتباعه.


وتقبل الله أيها المسلمون طاعاتكم وعباداتكم وصومكم.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

رسالة إلى المسلمين في العالم - أ. أبو الإمام

  • نشر في سياسية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 838 مرات

 

يقول الله تعالى في أمة الإسلام: ((كنتم خير أمة أخرجت للناس, تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)) أي أن المسلمين هم خير الأمم بإسلامهم والالتزام به. وقد أخرجهم ربهم بهذا الدين العظيم لإخراج الناس من غير المسلمين من الظلمات إلى النور بنشر هذا الدين بين الأمم ولكن عندما تخلت هذه الأمة عن تطبيق إسلامها انحدرت إلى ذيل الأمم بعد أن كانت سيدة الأمم بلا منازع, ولكن تبقى الأمة الإسلامية خير الأمم إن عادت إلى دينها تحكمه بينها وتحمله إلى الناس كافة فهل لها من عودة إلى ذلك كي تعود لها خيرتها التي أرادها لها الله نأمل من الله أن يشرح صدر هذه الأمة للإسلام قريبا لتعود لها دولتها التي فيها عزتها وكرامتها وسيادتها وتطبيق شرع ربها وما ذلك على الله بعزيز.


امة الإسلام ليس هذا بعيد المنال إن عزمتِ أمرك على ذلك فبذور وحدتك لا زال موجوداً في شرع الله الذي هو بين أيدي المسلمين ويعيش معهم إن هم جدوا في الرجوع إليه رغم معيقات الحاضر المؤلم في حياة المسلمين فإلههم واحد وقبلتهم واحدة وقرآنهم واحد ونبيهم واحد وسنتهم واحدة وحجهم واحد وصومهم واحد وقبلتهم واحدة فهل لها صياغة حياتها على أساس العبودية لله الواحد الأحد وعلى قيم الإسلام الرفيعة وبموجب تشريعاته السامية في شهر الرحمات والمغفرات والعتق من النار وتبدأ ذلك في هذا الشهر العظيم بأول بداية أن يكون صومها واحد مع التماس هلال شهر رمضان وعيدها واحد مع إطلالة شهر شوال لكي لا تتكرر الدوامة المحزنة كما تحصل في كل عام, بشأن بدء الصوم أو الانتهاء منه ويكون هذا حافزاً لهم أن يهتموا بوجود أمير واحد لهم ليطبق فيهم شرعه ويكون موحداً لهم تحت راية واحدة راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيه نافذ فيهم وأمره مطاع بينهم مزيلٌ لكل خلاف بينهم.


امة الإسلام, انت امة من دون الأمم امة واحدة هكذا أراد لك الله عز وجل أن تكوني لقوله تعالى: ((إن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)) وهذه الأمة الواحدة التي أراد الله لها أن تكون امة واحدة في دولة واحدة في أمير واحد في علم واحد في جيش واحد قوة واحدة في اقتصاد واحد في دستور واحد في مالية واحدة تتكافأ دماؤهم وهم يد على مَن سواهم يسعى بذمتهم أدناهم أصبحوا للأسف بعد تخليهم عن أمر ربهم وشرعه شذر مذر تكالبت عليهم الأمم مفرقة لهم طامعة فيهم تحول بينهم وبين وحدتهم وبين مجمع قوتهم مستغلة هذه الفرقة والضعف فيهم لسلب أراضيهم ونهب خيراتهم وأموالهم وسفك دمائهم وإذلالهم وانتهاك أعراضهم وساندهم في ذلك من يدعون أنهم حكامٌ للمسلمين من عرب وعجم وقد وفروا على الغرب مؤونة قتال المسلمين فهم أصبحوا جميعا المذل للمسلمين قبل عدوهم المنفذين لاموا مر الغرب الكافر في المسلمين مهما كانت هذه الأوامر إجرامية مذلة للمسلمين مستخدمين أبناء المسلمين في جيوشهم وأجهزتهم الأمنية لتنفيذ هذه الجرائم في المسلمين كل ذلك من اجل بقائهم حكاماً جالسين على كراسي الذل والتآمر التي أجلسهم عليها الغرب الكافر بعد أن قسم المسلمين بعد زوال دولتهم دولة عزتهم إلى أكثر من خمسين كياناً ووضع على كل كيان عميلاً له ينفذ أوامره بكل دقة بل يفدح في الإجرام بالمسلمين والتضييق والنهب ليثبت الإخلاص المتناهي للغرب ليبقى الغرب راضٍ عنه فيبقيه أجيرا مخلصاً له جالساً على كرسي الذل والعار والتآمر.


فانظري امة الإسلام إلى فعل من يسمون حكاماً زوراً وبهتاناً في بلاد المسلمين من يقوم بسحق أهل العراق المسلمين أليسوا من نصبتهم أمريكا حكاماً بعد تكاتف حكام آخرين مع أمريكا لاحتلال العراق ونهب أموالها وخيراتها وسفك دماء شعبهم, وانظري في باكستان كيف يفعل حكام باكستان في منطقة القبائل في وادي سوات ومنطقة وزيرستان من تدمير واستخدام الأرض المحروقة فيهم فقط لأنهم يطالبون بتحكيم شرع الله هذا ذنبهم فاستخدموا إلى جانب أمريكا وقوتها قوة أبناء المسلمين في الجيش الباكستاني من أجل سحقهم وانظري إلى أفغانستان وما يجري بها من اجتماع أمريكا وبريطانيا والقوة العالمية الناتو لسحق الإسلام والمسلمين هناك وانظري إلى كشمير وتخلي المسلمين وأبناء الجلدة عنهم وانظري إلى الشيشان وتحكم الإلحاد فيهم ولا منقذ لهم وانظري امة الإسلام نزاع المسلمين بعضهم مع بعض في الصومال خدمة للغرب وانظري إلى أي اتجاه أردتي فهل يسرك النظر أم يدميك المشهد؟


امة الإسلام انك أنت المسؤولة عن ذلك إن لم تجمعي أمرك وتوحدي صفك وتجمعي قواك وأهل نصرتك وتعزمي أمرك إلى موطن عزتك وكرامتك إلى أن تعودي امة واحدة كما أراد الله بنظام واحد بأمير واحد يخاطب الغيم أمطري حيث شئتِ, فساتيني خراجك بإذن الله ويخاطب الكفر أنّى كان اسلم تسلم والجواب تراه لا ما تسمعه يقيم العدل فينا وينشر العدل على ربوع العالمين يكون أول جائع فينا وآخر من يشبع وانظري امة الإسلام الفقر فينا في كل مكان ونحن نجلس على بحور من الأموال المنهوبة بأيدي المسلمين والتي ينعم الغرب فيها ونحن ننظر ولا نستطيع أن نفعل شيئاً.


امة الإسلام هذا حالك لا يخفى على احد والواقع يصعب ويطول وصفه ولكن أين العبرة وأين المعتبر أين من يحزم أمره لإنقاذ أمته أين الرجوع لهذا الإسلام العظيم الذي يعز كل من التزم به وذل كل من تخلى عنه؟؟


أين التسابق والمنافسة للعمل لإيجاد الإسلام حكماً وحاكماً في واقع التطبيق؟ أين التنافس إلى جنة عرضها كعرض السماء والأرض؟؟ أين الرجال في الأمة؟ هل عقمت النساء بعد خالد وأبي عبيدة والقعقاع والزبير وصلاح الدين ومحمد الفاتح؟ لا والله إن الأمة ولادة الرجال أمثالهم وسيخرج من بينهم من هو احرص على الإسلام منهم والخير في هذه الأمة كثير فهي الموصوفة بالخيرية وإن كبت لحظة إلا أنها بدأت هذه الأمة بتلمس طريقها فأصبح الواحد فينا يسمع بالمطالبة بالإسلام ودولته في كل مكان وإقبال الناس زرافات ووحدانا إلى الإسلام والعاملين إليه في كل مكان لأكبر دليل وما ازدياد البطش في المسلمين بيد الأنظمة وبيد الغرب الكافر لأكبر دليل على ذلك.


أمة الإسلام: دولة المسلمين على منهاج النبوة الثانية أزف زمانها وهذا أوانها فهل لكي من تسابق على أن يكون أحدكم من رجالها فمن يبغي المنافسة فيكم لينال وسام الشرف فيكم وسهم السبق إلى هذا الشرف والخير العظيم.


أمة الإسلام: اغتنموا العمل المخلص في هذا الشهر العظيم والذي تتضاعف فيه الأجور عند الله تعالى واصنعي عزك فيه واصنعي قوتك فيه فان لم تصنعيه بنفسك لا تنتظري من هؤلاء الحكام خيراً يوماً لكي فوالله ما وجدوا إلاً لإذلالك وإبقائك في هذه الحالة ونقلك من حالة سوء إلى أسوء.


فخطابي لكي امة الإسلام كل واحد على قدر موقعه وقدرته فيك فأهل القوة فيكِ والعلماء والتنافس في العمل بين أفراد الأمة كله يجب أن يصهر في بوتقة العمل الواحد تحت هدف واحد وهو استئناف حياة إسلامية ولا يكون ذلك إلا من خلال دولة تطبقه وتحمله للناس ولا تكون دولة بدون خليفة يطبق شرع الله فإلى هذا الخير العظيم وإلى هذا العز الكبير وإلى رضا الله فوق كل ذلك وإلى الخلاص من إثم الميتة الجاهلية ادعوكم أيها المسلمون فبادروا إلى ذلك كل واحد فيكم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً واعلموا أن النصر مع الصبر واعلموا أن عزمتكم على ذلك أن الله ناصرُكم ولن يتركم أعمالكم أما إن تخاذلتم بقيتم في مواقعكم ولم يتغير حالكم وفوق ذلك غضب الله عليكم. فبادروا بادروا إلى الخير العميم إلى دولة الإسلام لتنقذوا أنفسكم ودماء المسلمين وارض المسلمين وأموال المسلمين وأعراضهم. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبوعبد الله

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات - ذو البجادين - إعداد أبي دجانة

  • نشر في من الصحابة والسلف
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1101 مرات

 

عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، قال : كان رجل من مزينة ممن كان في نواحي المدينة في حجر عم له ، فكان ينفق عليه ويكفه ، فأراد الإسلام ، فقال له عمه : لئن أسلمت لأنتزعن منك كل شيء صنعت إليك ، فأبى إلا أن يسلم ، فانتزع منه كل شيء صنعه به حتى إزار ورداء كانا عليه ، فانطلق إلى أمه مجردا فقامت إلى بجاد لها من شعر أو صوف فقطعته باثنين ، فاتزر بأحدهما وارتدى بالآخر ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فصلى معه الصبح قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح تفقد الناس ونظر في وجوههم ، فرآه فقال : « من أنت ؟ » قال : أنا عبد العزى ، وكان اسمه قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بل أنت عبد الله ذو البجادين ، الزمنا وكن معنا » ، فكان يكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حجره ، قال : فكان إذا قام يصلي من الليل جهر بالدعاء والاستغفار والتمجيد قال : فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ، أمراء هو ؟ قال : « دعه ، فإنه أحد الأواهين » ، قال : فلما كان في غزاة تبوك خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات ، قال : فقال ابن مسعود : إذا أنا بنار ليلا في ناحية العسكر فقلت : ما هذا ؟ فانطلقت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ، وعمر ما معهم رابع ، قال : فإذا ذو البجادين قد مات ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر وهو يقول : « دليا إلي أخاكما » قال : فأضجعه رسول الله صلى الله عليه وسلم لشقه ، ثم قال : « اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه ، اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه ، اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه » قال : فقال ابن مسعود : فيا ليتني كنت مكانه في حفرته "

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف- مراعاة سلم القيم - عبدالرحمن الحارس

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1154 مرات

 

عَنْ ‏‏ابْنِ عُمَرَ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏إِذَا تَبَايَعْتُمْ‏ بِالْعِينَةِ ‏‏وَأَخَذْتُمْ ‏أَذْنَابَ الْبَقَرِ‏ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ" رواه أبو داود


جاء في عون المعبود شرح سنن أبي داود بتصرف يسير " ( إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ) ‏‏َقَالَ فِي الْقَامُوس: وَعَيَّنَ أَخَذَ بِالْعِينَة بِالْكَسْرِ أَيْ السَّلَف أَوْ أَعْطَى بِهَا. قَالَ وَالتَّاجِر بَاعَ سِلْعَته بِثَمَنٍ إِلَى أَجَل ثُمَّ اِشْتَرَاهَا مِنْهُ بِأَقَلّ مِنْ ذَلِكَ الثَّمَن اِنْتَهَى . قَالَ الرَّافِعِيّ : وَبَيْع الْعِينَة هُوَ أَنْ يَبِيع شَيْئًا مِنْ غَيْره بِثَمَنٍ مُؤَجَّل وَيُسَلِّمهُ إِلَى الْمُشْتَرِي ثُمَّ يَشْتَرِيه قَبْل قَبْض الثَّمَن بِثَمَنِ نَقْد أَقَلّ مِنْ ذَلِكَ الْقَدْر. ‏
‏‏ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَأَخَذْتُمْ أَذْنَاب الْبَقَر وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ) ‏‏حُمِلَ هَذَا عَلَى الِاشْتِغَال بِالزَّرْعِ فِي زَمَن يَتَعَيَّن فِيهِ الْجِهَاد ‏
‏ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَتَرَكْتُمْ الْجِهَاد) ‏‏أَيْ الْمُتَعَيَّن فِعْله ‏
‏ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (سَلَّطَ اللَّه عَلَيْكُمْ ذُلًّا) ‏‏ أَيْ صَغَارًا وَمَسْكَنَة وَمَنْ أَنْوَاع الذُّلّ الْخَرَاج الَّذِي يُسَلِّمُونَهُ كُلّ سَنَة لِمُلَّاكِ الْأَرْض . ‏


‏وَسَبَب هَذَا الذُّلّ وَاَللَّه أَعْلَم أَنَّهُمْ لَمَّا تَرَكُوا الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه الَّذِي فِيهِ عِزّ الْإِسْلَام وَإِظْهَاره عَلَى كُلّ دِين عَامَلَهُمْ اللَّه بِنَقِيضِهِ وَهُوَ إِنْزَال الذِّلَّة بِهِمْ فَصَارُوا يَمْشُونَ خَلْف أَذْنَاب الْبَقَر بَعْد أَنْ كَانُوا يَرْكَبُونَ عَلَى ظُهُور الْخَيْل الَّتِي هِيَ أَعَزّ مَكَان . قَالَهُ فِي النَّيْل.‏"


يجب على المسلم أن يكون الله ورسوله أحب إلى نفسه من الدنيا وما فيها، وأن يضحي بجميع مصالحه وارتباطاته في سبيل الله، وان يكون لمقام الدعوة المقام الأول في حياته الدنيا، وهذا هو الإيمان الحق وعنوان التجرد لله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) وقد علمنا الرسول الكريم ترتيب سلم القيم بقوله: " إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم".


وقدْ ضَرَبَ لنا السلفُ الصالحُ أمثلةً في ذلك يَقتدي بها العاملون المُخلصون: فهذا خالدُ بنُ الوليد يقول يوماً " ما ليلةٌ يُهدَى إليّ فيها عَروسٌ أو أُبَشَّرُ فيها بوليدٍ بأحَبَّ إليّ من ليلةٍ شديدةِ الجليدِ في سَرِيَّةٍ من المجاهدينَ أُصبِحُ بهم المشركين ". وهذا مُصعبُ بنُ عميرٍ يقول فيه رسولُ الله: "لقد رأيتُ مُصعَباً هذا وما بمكّةَ فتىً أنعمَ عندَ أبويْهِ منه، لقد تركَ ذلك حُبّاً للهِ ورسولِه". وهذا سعيدُ بنُ عامرٍ يقول لزوجتِهِ وقد آسَفَها إنفاقُ زوجِها في سبيلِ الله " تعلَمِينَ أنّ في الجنةِ من الحورِ العِينِ والخيراتِ الحِسانِ ما لوِ أطَلَّتْ واحدةٌ منهنّ على الأرضِ لأضاءَتْ جميعا، ولَقَهَرَ نورُها نورَ الشمسِ والقمرِ معاً، فَلَأِنْ أُضَحِّيَ بكِ من أجلهِنَّ أحْرى وأوْلى من أنْ أُضَحِّيَ بهنَّ من أجلِكِ".


وهناكَ مفارقةٌ عجيبةٌ، الإسلامُ يجمعُ بينَ زوجيْنِ كريميْنِ هما حنظلةُ الغَسيلُ وجميلة، وأبَواهُما منْ ألَدِّ أعداءِ الإسلامِ والمسلمين، حنظلةُ بنُ أبي عامرٍ الراهب والأبُ رأسُ الكُفرِ والعمالَةِ لدولةِ الروم، وجميلةُ بنتُ عبدِ اللهِ بنِ أُبَيّ والأبُ رأسُ النِّفاقِ بالمدينةِ المنورة.


مرّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم بسيّدةٍ من بني دينارٍ استُشْهِدَ في معركةِ أحُدٍ: أبُوها، وزوجُها، وأخُوها. وحين أبْصَرَتِ المسلمينَ العائدينَ من المعركة، سارَعَتْ نحوَهُم تسألُهُم عن أبنائِها، فَنَعَوْا إليها الزوجَ والأبَ والأخَ وإذا بها تسألُهُمْ في لَهْفَة: وماذا فعلَ رسولُ الله؟؟ قالوا: خيراً، وهو بِحَمْدِ اللهِ كما تُحبّين. قالت: أَرُونِيهِ، حتى أنْظُرَ إليه. فلَبِثوا بِجِوارِها حتى اقتربَ الرّسولُ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلمّا رأَتْهُ أقْبَلَتْ نحوَهُ تقولُ: كلُّ مُصيبةٍ بعدَكَ، أمْرُها يَهُون.

إقرأ المزيد...

نفحات إيمانية - شهر رمضان شهر الفتوحات والانتصارات - معركة عين جالوت - أبو إبراهيم

  • نشر في مع التاريخ
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1250 مرات


الحمد لله الذي فـتح أبواب الجـنـان لعباده الصائمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسـلين، المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه الطيـبين الطـاهرين، ومن تبـعه وسار على دربه واهتدى بهديه واستـن بسنــته، ودعا بدعوته إلى يوم الدين، أمـا بعد:


إخوة الإيمان:
معركة عين جالوت من المعارك التي حدثت في شهر رمضان وتحديدا في يوم الجمعة الخامس عشر من رمضان سنة 658هـ وقد شاءت الأقدار أن تجعل معركة تحرير بلاد المسلمين من خطر التتار على أرض فلسطين التي سبق أن خلد على ترابها السلطان ((صلاح الدين الأيوبي)) انتصاراته الرائعة على الصليبيين.


وذلك أن (( قطز)) سلطان مصر استمر على خطته التي تستهدف المبادرة بالهجوم على التتار الذين عاثوا في أرض الشام خرابا وتدميرا، فأمر قائده الباسل (( ركن الدين بيبرس)) أن يتابع إغاراته الجريئة على قوات التتار المبعثرة في سائر أنحاء البلاد، وأن يتصدى لطلائعهم التي دأبت على إثارة الفزع والرعب في نفوس الأهالي، وأثبت (( بيبرس)) مهارة فائقة في مناوشة التتار، حتى اختبر قوتهم، ومواضع تجمعاتهم، وصار على علم بكل تحركاتهم!


وبعث (( بيبرس)) بتقاريره إلى (( قطز)) الذي تابع السير حتى انضم إلى (( بيبرس)) عند (( عين جالوت)) بين (( بيسان)) و (( جنين)) بفلسطين.


ونظم (( قطز)) القوات المصرية الشامية عند هذا الموقع الجديد، وجعلها على أهبة الاستعداد لقتال التتار، ثم أمر بعقد مؤتمر حربي، حضره رؤساء الفرق الحربية، لرسم خطة المعركة، فحضهم على القتال، وذكرهم بما أوقعه التتار بالمسلمين من القتل والسبي والحريق، وخوفهم من وقوع مثل ذلك، وحثهم على استنقاذ الشام من التتار، ونصرة الإسلام والمسلمين، وحذرهم عقوبة الله.


وقد كان خطاب (( قطز)) مؤثرا حتى إن الأمراء ورؤساء الفرق الحربية أجهشوا بالبكاء، وأقسموا أغلظ الأيمان على التضحية والجهاد.

واستعد (( كتبغا)) نائب ((هولاكو)) في الشامية، عندما بلغه زحف القوات المصرية الشامية، فأصدر أمره بجمع جند التتار المتفرقين في سائر أنحاء البلاد، وتنظيم صفوفهم عند ((عين جالوت)).


وفي يوم الجمعة، الخامس عشر من رمضان سنة ستمائة وثمان وخمسين هجرية، التقت مقدمة قوات المسلمين بطلائع التتار، وأنزلت بهم هزيمة فادحة!
وفي صبيحة اليوم التالي استطاع التتار أن يعيدوا تنظيم صفوفهم، واحتلوا المنطقة الجبلية من مسرح القتال، ليسيطروا على الميدان، حتى صار منظرهم يبعث على الرهبة في النفوس، ولا سيما أنهم كانوا متحفزين للانتقام، والدخول في معركة حاسمة. وزاد في خطورة الموقف الذعر الذي ساد أهل القرى المجاورة، والضوضاء التي امتلأ بها وادي ((عين جالوت)).


إخوة الإيمان:
قال صلى الله عليه وسلم: "إنما الإمام جنة يتقى به ويقاتل من ورائه". فعندما اصطدم العسكران، أظهر السلطان (( قطز)) مهارة وشجاعة نادرة في القتال. ورفع روح الجند المعنوية، فاشترك بنفسه في المعركة، وحدث أن جواده أصيب بسهم أرداه. فنزل (( قطز)) من على جواده، وصار يحارب على قدميه. ورآه أحد الأمراء الأبطال، فترجـل عن جواده وقدمه له، فامتنع (( قطز)) من ركوبه وقال له: " ما كنت لأمنع المسلمين من الانتفاع بك في هذا الوقت!" وظل (( قطز)) يحارب على قدميه، حتى جاءه أتباعه بجواد آخر!


ولما اشتد القتال، ألقى (( قطز)) خوذته على الأرض، وصاح بأعلى صوته: وآ إسلاماه! وحمل بنفسه على التتار، فازداد نشاط جند المسلمين وهجموا على التتار في عنف، حتى إن قائدهم الأعلى (( كتبغا)) خر قتيلا! وكان ذلك إيذانا بانهيار معنوية التتار، واضطراب صفوفهم، ذلك أن (( كتبغا)) كان خير قوادهم الحربيين، يعتمدون على رأيه وشجاعته وتدبيره، وهو الذي احتل بلاد فارس والعراق، وكان (( هولاكو)) ملك التتار يثق به، ولا يخالفه فيما يشير به.


إخوة الإيمان:
وذهل التتار من هذا القتل الذي حل بهم، وأرادت البقية الباقية من شجعانهم أن تستأنف الحرب، فجمعت صفوفها مرة أخرى، وهجمت على قوات المسلمين بشدة وعنف، حتى صار القتال أشبه بالزلزال، من تقارع السيوف وآلات الحرب.


وهنا صاح (( قطز)) مرة أخرى أثناء القتال: وآ إسلاماه! ثلاث مرات تشجيعا لجنده، ودلالة على اشتراكه بنفسه في الحرب، كما أخذ يردد: " يا الله، انصر عبدك قطز على التتار"!


وكأنما استجاب الله لهذا النداء، فحلت بالتتار هزيمة نكراء، قضت على معظم فرسانهم وشجعانهم. وعندئذ نزل (( قطز)) عن جواده، ومرغ وجهه بالأرض وقبلها، وصلى ركعتين شكرا لله تعالى.


إخوة الإيمان:
وبلغت أنباء هذا النصر بلاد الشام بعد يومين من المعركة، فأخذ أهلها يهتفون ويرددون أناشيد الفوز والسرور، وفر عملاء التتار ونوابهم من المدينة، بعد أن سيطروا عليها سبعة أشهر وعشرة أيام.

ثم ازدادت جرأة الأهالي وحماستهم، وهجموا على ممتلكات التتار، كما أنزلوا العقاب القاسي بكل من سقط في أيديهم من الخونة.


إخوة الإيمان:
وتابع السلطان (( قطز)) السير إلى (( دمشق))، ولما وصل (( طبرية)) بعث إلى سلطان الشام يخبره بما ناله من نصر، ويحث الأهالي على التمسك بالنظام، وتجنب الفوضى.


وفي شهر رمضان دخل دمشق، ونزل بقلعتها حيث استقبله الأهالي بالترحاب، وتضاعف شكر المسلمين لله تعالى على هذا النصر العظيم! وبادر (( قطز)) وهو في دمشق إلى إرسال ركن الدين (( بيبرس)) على رأس قوة لمطاردة التتار في شمال الشام، وتطهير البلاد منهم نهائيا.
وكان لهذا الزحف الإسلامي تأثير في النفوس، وأصبح التتار في ذعر شامل، وشربوا من الكأس التي جرعوها لضحاياهم من قبل، فلما علموا بأن القوة الإسلامية على رأسها ركن الدين (( بيبرس)) قد اقتربت من حمص، ألقوا ما معهم من متاع وأسلاب، وأطلقوا الأسرى، وطلبوا النجاة لأنفسهم، واستطاعت جيوش المسلمين أن تنزل بفلول التتار هزيمة فادحة، جعلت ((هولاكو)) صاحب خطة غزو الشام يفقد صوابه، ولا سيما بعد أن قتل نائبه (( كتبغا)) ورأى نهاية مجهوداته تكلل بالخزي والعار!


إخوة الإيمان:
ومما زاد في شأن وقعة (( عين جالوت)) أنها لم تكن نصرا ماديا فحسب، بل إنقاذا من عقدة نفسية رسخت في أذهان المسلمين عن وحشية التتار، وزحفهم الذي لا يقاوم، إذ كانت تلك أول لطمة قاتلة نزلت في الشرق بجيوش التتار، بل كانت بمثابة المعجزة التي لم ينتظر أحد حدوثها. وما كاد المسلمون يبرئون من هذا المرض النفسي العضال حتى أخذوا يحصنون أنفسهم بالتضامن ويسيرون قدما في سبيل الجهاد، حتى حرروا ديارهم من التتار، واستعادوا مكانتهم بين أمم العالم أجمع. فرحم الله أياما كان فيها المسلمون مسلمين حقا، وعجل الله أياما يعز فيها


وختاما إخوة الإيمان: نسأل الله عز وجل، في هذا اليوم المبارك من أيام شهر رمضان الفضيل، أن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة، وأن يجعلنا من جنودها الأوفياء المخلصين. وأن يعيد لأمة الإسلام أيام عزها ومجدها ويمكن لها في الأرض، نسأله سبحانه وتعالى أن يكون ذلك قريبا وعلى أيدينا وفي رمضان. إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.


والسلام عليكـم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أبو إبراهيم

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع