الإثنين، 14 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/12م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

فقرة المرأة المسلمة- أمثالنا الشعبية في ميزان الشرع

  • نشر في من حضارتنا
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1035 مرات

 

ونبدأ بحديثِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم :(( إن الرجلَ ليتكَلَّمُ بالكلمةِ من رِضوانِ اللهِ تعِالِى ما كانِ يَظُنُّ أن تَبْلُغَ ما بلَغَت يَكتبُ اللهُ له بها رِضوانَه إلى يومِ يلقاه، وإنَّ الرجلَ ليتكلمُ بالكلمةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ تعالى ما يظنُّ أن تبلغَ ما بلغت، يكتبُ اللهُ له بهَا سَخَطَهُ إلى يوم ِيلقَاه ُ))
فيجبُ أن يكونَ كلامُنا وأفعالُنا واعتقاداتُنا ومعاملاتُنا وأسماؤُنا موافقةً لشرع الله سبحانه وتعالى.

واليوم نكملُ الحديثَ بذكرِ بعضِ الأمثالِ الأخرى التي تناقضُ العقيدةَ الإسلاميةَ ، فمثلاً نسمع :
= خـَــبـّي قـِـرْشـَـك الأبيض ليومك الأسود: وهو يتناقضُ مع عقيدةِ الرِّزقِ لأن اللهَ تعالى يقول:
(وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)

= رزقُ الهِبِل على المجانين :
نسمعه كثيرً وهو قول شيطاني، فالرزاقُ هو الله وحدُه، وليس أحدٌ يملكُ لنفسه ولا لغيره رزقاً ولا نفعاً ولا موتا ولا حياة ولا نشورا؛ قال الله عز وجل:" إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " الذرايات 58
وقال: { اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقَدِرُ } [ الرعد 26 ]وآيات الرزق كثيرة ،،
فالرزق بيد الله سبحانه وتعالى وقد كتبه وقدَّره وهذا رسولنا العظيم عليه الصلاة والسلام يقول :" لو أنكم تَوَكَّلون على الله حقَّ توكُّلِه لرزقَكُمُ اللهُ كما يرزقُ الطيرَ تغدو خِماصاً وتَرُوحُ بِطاناً ". رواه أحمد


=نسمع أيضاً: الرزق يحب الفهلوة أو الخفية :
اعلموا - وفقنا الله وإياكم - أنَّ من أعظمِ الأسبابِ التي تفتح أبوابَ الرزق تقوى الله وحسنُ التوكُّل عليه، قال تعالى وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } [الطلاق 2-3].
أي ومن يتق الله فيما أمر به، ويترك ما نهى عنه، يجعل له من كل ضيق مخرجا وفرجا{ ومن أسباب ضَنْك العيش وضيق الرزق الإعراض عن شرع الله. قال تعالى } وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا (
فإن كان المقصودُ من (الفهلوة) هو خداعُ الناس ومداهنتُهم أو غِشُّهم كما يُستدَلُّ بهذا المثل كثيراً في مثل ذلك فهذا مما يَسْتَجْلِبُ سَخَطَ الرب وعقابَه. ومن العقابِ الحرمانُ من الرزق.
وإن كان المقصودُ (بالخفية) الاجتهادُ في الأسباب فلينظرْ هل هي أسبابٌ مباحةٌ شرعا فالأخذُ بها مشروعٌ، وإن كانت محرّمةٌ فلا يجوزُ الأخذُ بها والرزقُ إنما يأتي من الله سبحانه،

وهناك أمثالٌ أخرى تسيء الأدبَ مع الله جلّ جلاله وعظُمَ شأنه :
= يعطي الحلق للي بلا ودان ، او الفول للي ما له أسنان :
قولٌ قبيحٌ فيه إساءةُ أدبٍ مع الله تَعالى ، واتهامٌ له سبحانه بأنه يسئُ التصرفَ - حاشاه - في كونِه وخلقِه، فيعطى من لا يستحقُّ ويمنعُ عمَّن يستحق، وبأنَّ البشرَ أعلمُ من الله بمواقعِ الفضل. بل لابدَّ من اليقينِ بأنّ اللهَ أعلمُ بمواقعِ فضلِه ومَنِّه، يرزقُ من يشاءُ ،،
كما أنه سبحانه يعطي الدنيا لمن يحبُّ ولمن لا يُحب و يرزقُ الكافرَ والمؤمنَ،، يقول سبحانه :.
{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (49) سورة القمر
{ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } الزخرف: 32

= مما نسمعه كذلك لا بيرحم ولا بيخلي رحمة ربنا تنزل :
جملةٌ خبيثةٌ؛ فاللهٌ تعالى لا يؤوده شيء ولا ينازعُه في سلطانِه منازعٌ، ولا يملكُ أحدٌ أن يمنعَ شيئا من أمرِ اللهِ ورحمتِه قال عز وجل:{ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [ فاطر:2 ]
وقال تعالى :{ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ } [ الزمر:38 ] فآيُّ مخلوقٍ هذا الذي يستطيعُ أن يمنعَ رحمةَ ربِّنَا من أن تَنْزِلَ على عبادِه.


= اسعى يا عبد وانا أسعى معك :
إن السعي هو للبشر ، وليس لله سبحانه وتعالى أن يسعى ،،فكيف نتكلم هكذا عن رب العزة وننسب إليه فعلاً هو لمخلوقاته فقط !!


= أبكى على الزمان اللي عمل القصير شمعدان :
هذاأيضاً سوءُ أدبٍ واعتراضٌ على قَدَرِ اللهِ ووصفِهِ بالظُّلْم- حاشاه- والقدرُ والزَّمانُ خلقُ الله، قال عز وجل:.{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [القصص :68 ].
والله عزَّ وجلَّ يرزقُ منْ يشاءُ، وهو أعلمُ بمواقعِ فضلِه، وهو القائلُ:{ إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا } [ الإسراء :30].
والواجبُ على العبدِ المؤمن أن يرضى بقضاءِ اللهِ على سبيلِ الإذعانِ والتَّسليمِ منشرحَ الصدرِ راضيا، قال تعالى:{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } [الأحزاب:36 ].

=من الأمثال كذلك: ساعة لربك وساعة لقلبك :
هو أيضاً قولٌ شيطاني، لأن الساعاتِ وأوقاتَ الزمانِ كلَّها لله رب العالمين فهو خالق الزمان والمكان، ومن المعلوم أن من يقول هذا يقصد أن الزمن الذي نعيشه ينبغي أن نقسمه بين الطاعات وبين اللهو والمجون، وهذا خطأ ولا شك؛ لأن الإنسان سوف يُسأل عن وقته :أي عمره قال رسول الله:{ r لا تزول قدما عبد حتى يُسأل عن أربع:عن عمره فيم أفناه، وعن علمه ما فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه } [ صحيح الترمذي ]. والعبد ينبغي أن يعيش طائعاً لله دائما حتى في لهوه،

= حاجة تقصر العمر:
قول خاطئ لأن الآجال والأنفاس معدودة ولا يتجاوز إنسان عمره المكتوب له ولا يقصر عنه، جرى بذلك القلم حين خلقه الله، ثم كتبه الملك على كل أحد في بطن أمه بأمر الله عز وجل عند تخليق النطفة، قال الله تعالى} وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً" [آلعمران :145]
وقال: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ " [الأعراف:34]

وإلى مجموعة أخرى تناقض العقيدة وبها شرك ولو عن غير قصد او انتباه : فنسمع مثلاً :
= اسم النبي حارسه وصاينه :
هي عبارة يقولها عوام الناس، وخاصة النساء، ومعناها أن اسم النبي صلى الله عليه وسلم يحرس الطفل ويصونه، وهذا باطل بلا شك، وتأليه للنبي عليه الصلاة والسلام ووضعه في مقام غير مقامه. فهذا القول جمع بين الشرك بالله وبين الإساءة إلى رسوله الكريم r :فمن ناحية لا يملك الحفظ والصيانة ودفع الضرر وجلبه إلا اللُهُ وحدَه، ومن ناحية أخرى فإن رسول الله لا يملك لأحد ضرا ولا نفعا، ويقول الله عز وجل في كتابه على لسان رسوله الكريم :
{ قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا } [الجن:21 ].
{} قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ } [ يونس:49].
وتعظيم النبي لا يكون إلا باتباع سنته وهديه والسير على نهجه وطريقته ،،

= امسك الخشب، خمسة في عينك،، خمسة وخميسة :
ومثل هذه الأقوال، لن تدفع حسدا ولن تغير من قدر الله شيئاً، بل هو من الشرك، ولا بأس من التحرز من العين والخوف مما قد تسببه من الأذى، فإن العين حق ولها تأثير، ولكن لا تأثير لها إلا بإذن الله، والتحرُّزُ من العين لا يكون إلا بالرقى الشرعية والذي يجب عند الخوف من العين قوله تعالى:{ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ [الكهف:39].


فإن كان يعتقد أن الخشبَ بذاته أو الخمسة وخميسة تدفع الضر من دون الله أو مع الله فهو شرك أكبر وإن كان يعتقد أنها سبب والله هو النافع الضار فهذا كذب على الشرع والقدر، وهو ذريعة للشرك فهو شرك أصغر.

= القول عن الذي مات: "ربنا افتكره " سبب النهي: لأن فيه نسبة صفة النسيان إلى ذات الله عز وجل، تعالى الله عن ذلك.. والله سبحانه وتعالى لا ينسى أحداً من خلقه ولا يتذكره إلا عند مجيء أجله فقط!!تعالى عن ذلك سبحانه


ومثله قول: "نسيتني يا فلان نسيك الموت :
سبب النهي: لأنهم حكموا على ملك الموت بأنه ينسى ويقول الله سبحانه وتعالى في " كتابه الحكيم : "لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٍ"


هذا غيض من فيض من الأمثال التي تناقض العقيدة الإسلامية ،، وكما ذكرنا، في كثير منها شركٌ بالله سبحانه وتعالى ،، نعوذ بالله من الشرك به قولاً او فعلاً ,, ونسأله أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ،،
وإلى لقاء آخر في حلقة جديدة مع : أمثالنا في ميزان الشرع ،،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أعدته للإذاعة : مسلمة

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات- بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 999 مرات

 

حَدَّثَنَا ‏سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّالَقَانِيُّ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ اللَّخْمِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ ‏ ‏قَالَ:أَتَيْتُ ‏ ‏أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ ‏ ‏فَقُلْتُ لَهُ كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الْآيَةِ قَالَ أَيَّةُ آيَةٍ قُلْتُ قَوْلُهُ تَعَالَى ‏:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ‏} قَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏بَلْ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا ‏‏مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعْ الْعَوَامَّ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ‏ ‏وَزَادَنِي غَيْرُ ‏ ‏عُتْبَةَ ‏ ‏قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ قَالَ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ ‏


رواه الترمذي وابن ماجة وأبو داود

إعداد أبي دجانة

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف- من قام ليلة القدر

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 971 مرات

 

جاء عند الإمام ابن حجر في فتحه بتصرف يسير "‏قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مِنْ ذَنْبِهِ" اِسْمُ جِنْسٍ مُضَافٌ فَيَتَنَاوَلُ جَمِيع الذُّنُوبِ, إِلَّا أَنَّهُ مَخْصُوصٌ عِنْدَ الْجُمْهُورِ. قَالَ الْكَرْمَانِيّ: وَكَلِمَة "مِنْ" إِمَّا مُتَعَلِّقَة بِقَوْلِهِ "غُفِرَ" أَيْ غُفِرَ مِنْ ذَنْبِهِ مَا تَقَدَّمَ. ‏"


مستمعينا الكرام: إنه شهر رمضان، شهر العمل الدؤوب، وشق الدروب، وإحياء القلوب, تلك القلوب التي أنهكتها تفاصيل الحياة الدنيا، فلنروها بالقرآن؛ علّها تحيا من جديد في شهر القرآن.


نعم إنه شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، فاجعلوا أيها المسلمون من قرآنكم نبراسا ينير دربكم ودرب أمتكم -خير أمة أخرجت للناس-، دعوا رمضان يصدح بالحق من جديد كما صدح به أول مرة.


أعيدوا رمضان كما كان في سابق عهده، شهرا للفتوحات والانتصارات، لا تركنوا ولا تستكينوا ولا تفتروا اشحذوا عزائمكم واعلوا من همتكم وارفعوا راية دينكم اجعلوا رمضان هذا يشهد قيامكم وصيامكم، صبركم وعملكم، انتصاركم لدينكم وقوة إيمانكم ورباطة جأشكم.


يا من رضيتم بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا, هذا هو شهر رمضان فاستقبلوه بالتضحيات واملئوه بالطاعات واعلموا أن وعد الله لا محالة آت.


فالثبات الثبات وغذوا الخطوات وبادروا بالصالحات والزموا طريق النجاة فما النصر إلا صبر ساعة. ولتحذروا مزالق الشيطان، وكيد أعوانه؛ فإنها فتن كقطع الليل المظلم فاستبقوها بالأعمال.


ذلك ما وصى به نبينا الكريم فسارعوا إلى استباق الخيرات واجتناب المنكرات.


نسأل الله أن يثبتنا وأن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همنا وحزننا


اللهم ثبت العاملين المخلصين وانصر الإسلام والمسلمين بدولة الخلافة التي تقيم أحكام الدين "إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون"

إقرأ المزيد...

نفحات إيمانية- خير أمة أخرجت للناس

  • نشر في من القرآن الكريم
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1171 مرات


الحمد لله الذي فتح أبواب الجنان لعباده الصائمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن تبعه وسار على دربه، واهتدى بهديه واستن بسنته، ودعا بدعوته إلى يوم الدين، أما بعد:


قال الله تعالى في محكم كتابه، وهو أصدق القائلين: (كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).

دعا الإسلام الناس إلى كل خير، ونهاهم عن كل شر، وطلب من المسلمين أن يكونوا مؤمنين بالله، آمرين بالمعروف، ناهين عن المنكر، ليكونوا كما أرادهم الله خير أمة أخرجت للناس، قال جل من قائل: (كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله).


وروى الترمذي في سننه عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم".


في هذا الحديث النبوي الشريف، يبين عليه الصلاة والسلام وجوب القيام بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، بهذه الصيغة المؤكدة التي تجعل السامع يستشعر الرهبة من الله تعالى، الذي بيده آجالنا، وأرزاقنا وكل أمورنا.


ويبين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الواجب يعم أفراد الأمة.

وقد أوجب الإسلام الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، لما له من أهمية في حياة الناس، ففيه حراسة الخير والفضيلة في المجتمع، وفيه توجيه الفرد والجماعة إلى الالتزام بالحق، وفيه نجاة الأمة من عقاب الله. فإذا تركت الأمة هذا الواجب، فإنها تخسر ذلك كله، وتفسح المجال أمام الباطل وأهله، وفوق ذلك يعم الفساد، وينتشر الانحلال، وتبوء الأمة بغضب الله وسخطه، نعوذ بالله من ذلك.


وحتى ندرك الفرق بين ما كانت فيه الأمة الإسلامية وما آلت إليه بعد ذلك، نستحضر الصور المشرقة لأولئك الرجال الذين سطروا مواقفهم الخالدة بأحرف من نور، فكانوا حقا حملة دعوة، ورجال دولة في جميع المجالات.


فهذا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، بعد أن فتحت المدائن، وهزمت جيوش فارس، أرسل رسله تحمل بشرى النصر ومعها الغنائم إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي لما رأى الغنائم التي كان فيها تاج كسرى المرصع بالدرر، وثيابه المنسوجة بخيوط الذهب، ووشاحه المرصع بالجواهر، وسواراه اللذان لم تر العين مثلهما قط، وما لا حصر له من النفائس الأخرى، جعل عمر يقلب هذا الكنز الثمين بقضيب كان بيده، ثم التفت إلى من حوله وقال: [إن قوما أدوا هذا لبيت المال لأمناء]. فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان حاضرا: "إنك عففت فعفت رعيتك يا أمير المؤمنين، ولو رتعت لرتعوا". وهنا دعا الفاروق سراقة بن مالك رضي الله عنه، فألبسه قميص كسرى وسرواله وقباءه وخفيه، وقلده سيفه ومنطقته، ووضع على رأسه تاجه، وألبسه سواريه.


عند ذلك لما رأى المسلمون كيف أنجز الله لنبيه وعده لسراقة، وهو مهاجر هارب مطلوب، هتف المسلمون: الله أكبر، الله أكبر، ثم التفت عمر إلى سراقة وقال: [بخ بخ أعرابي من بني مدلج على رأسه تاج كسرى، وفي يديه سواريه] ...!


ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: [اللهم إنك منعت هذا المال رسولك، وكان أحب إليك مني، وأكرم عليك، ومنعته أبا بكر، وكان أحب إليك مني، وأكرم عليك، وأعطيتنيه لتمكر بي]...! ثم لم يقم من مجلسه حتى قسمه بين المسلمين.


إخوة الإيمان:
وهذه صورة أخرى مشرقة لعلماء المسلمين، فقد دعا الوالي ابن هبيرة كلا من الحسن البصري سيد التابعين، والشعبي وقال لهما: [إن الخليفة يزيد بن عبد الملك، قد استخلفه الله على عباده، وأوجب طاعته على الناس، وقد ولأني يزيد على العراق، وهو يراسلني أحيانا لتنفيذ ما لا أطمئن لعدالته، فهل تجدان لي رخصة في ذلك ]...؟


فأجاب العالم الشعبي جوابا فيه ملاطفة للخليفة، ومسايرة للوالي، والحسن البصري ساكت، فالتفت إليه ابن هبيرة وقال له: ما تقول أنت يا أبا سعيد؟ فقال: [يا ابن هبيرة، خف الله في يزيد، ولا تخف يزيد في الله، واعلم أن الله عز وجل يمنعك من يزيد، وأن يزيد لا يمنعك من الله.


يا ابن هبيرة، إنه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد لا يعصي الله ما أمره، فيزيلك عن سريرك هذا، وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، حيث لا تجد هناك يزيد.


يا ابن هبيرة، إن تك مع الله في طاعته يكفك الله بائقة يزيد وأذاه في الدنيا والآخرة، وإن تك مع يزيد في معصيته الله، فإن الله يكلك إلى يزيد، واعلم يا ابن هبيرة أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ].


فمال ابن هبيرة عن الشعبي، وبالغ في تكريم الحسن البصري، فقال الشعبي:[والله ما قال الحسن قولا أجهله، ولكني أردت فيما قلت وجه ابن هبيرة ، وأراد الحسن وجه الله، فأقصاني الله عن ابن هبيرة، وأدناه منه].


إخوة الإيمان: لو كان هناك إحساس بأن تحاسب الأمة على كل صغيرة وكبيرة، وتقوم بواجبها الشرعي في المحاسبة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لما تمادى الحكام الظلمة في غيهم وطغيانهم، ولكنهم وجدوا أمة لا مبالية، فطمعوا وطمعوا الأعداء، فحصل ما نراه وما نلمسه من مصائب، وهذا لن يطول إن شاء الله تعالى. ففجر الإسلام سيشرق من جديد، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا.


وختاما إخوة الإيمان: نسأل الله عز وجل، في هذا اليوم المبارك من أيام شهر رمضان الفضيل، أن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة، وأن يجعلنا من جنودها الأوفياء المخلصين. إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الأستاذ أبو إبراهيم

 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع