الأحد، 13 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/11م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

رسالة إلى المسلمين في العالم

  • نشر في سياسية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 951 مرات

((ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق....))

منذ أن تكالبت قوى الكفر والشر على أمة الإسلام واستطاعت أن تهدم كيانها وحصنها الحصين فغابت شمس الخلافة من الوجود والكفر يتكالب على الأمة الإسلامية يستبيح بيضتها ويدنس مقدساتها وينتهك إعراضها ويحاول أن يطمس معالم عزها وعرى دينها القويم. وسلط عليها طغمة غاشمة من عبيد الكافر يتاجرون بها في أسواق اليهود والنصارى فكانت حربا صليبية على الإسلام وأهله لا تبقي ولا تذر .فصرخات الاستغاثة والتلوع ما زالت تطلقها الأمة في الشيشان وكشمير وأفغانستان والعراق والصومال وفلسطين امة تقتل بلا رحمة وارض تحرق ولا مغيث. وللأسف تخاذل المسلمون أمام هذا العدوان الصليبي الحاقد فأصابهم الوهن حب الدنيا وكراهية الموت .ولكن ثلة من المسلمين هنا وهناك وقفت تدافع عن الأمة وترد ما استطاعت عدوان الكافر على الإسلام وأهله هذه الثلة المؤمنة بزغ نور فجرها في بيت المقدس على يد العالم تقي الدين النبهاني .فأخذ يدعو المسلمين للعمل لإعادة الخلافة لتعيد المسلمين من جديد جمرة الأمم ومربع السيادة فيها فخاض شباب حزب التحرير غمار هذه الحرب الضروس ضد الكفر والكافرين يحملون لواء عودة الخلافة الإسلامية غير عابئين بما أصابهم ويصيبهم في سبيل ذلك فكانوا أولي العزمات القوية والإيمان الراسخ رسوخ الجبال حسبهم إرضاء الله سبحانه وتعالى ونوال رضوانه متبعين في ذلك خطى رسولهم الكريم وصحبه الغر الميامين فكانوا بحور رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

يا أبناء الأمة الإسلامية: إنكم ترون بأم أعينكم فضاعة المؤامرة على دينكم وأرضكم وأمتكم وترون بأم أعينكم حال أمتكم قتل وتدمير وتشريد ونهب للخيرات يتطاول عليكم حثالة البشر يسومونكم سوء العذاب وحكامكم اشد عداوة. أكثر ظلما .كل ذلك ما كان ليكون لولا ضعف الإيمان في النفوس وتمكن الوهن منها.

يا أبناء الأمة الإسلامية: ألم يأن لكم أن تدركوا أن صمتكم وترددكم عن الوقوف في وجه الظلم والظالمين يجرئهم على ارتكاب الجرائم بحق أمتكم وأرضكم ودينكم؟

ألم يأن لكم يا أبناء الأمة الإسلامية أن تدركوا أن عدوكم اضعف ما تظنون وان حضارته الفاسدة المفسدة آيلة للسقوط وان انهيارها وشيك فأنتم ترون المأزق الذي تعيشه الحضارة الغربية الكافرة وإفلاسها الفكري وجرائمها ضد البشر والحجر.

أَبَعد ذلك يبقى لذي عقل من المسلمين عذر على عدم العمل مع المخلصين الصادقين لتوجيه الضربة القاضية للحضارة الغربية الكافرة وهدمها إعادة مجد الأمة الإسلامية وسيادة الدين الإسلامي في الدنيا ألم يأن لكم بأبناء الأمة الإسلامية أن تدركوا إنكم امة عظيمة جديرة بالنصر إن انتم تمسكتم بدينكم وهانت الدنيا بأعينكم وانتم ترون كيف أن الكافر وعملاءه يرتجفون من الإسلام ويصيبهم الهلع من عودته فيحاولون منع ذلك بشتى الوسائل ولكن أنى لهم ذلك وقد وعد الله بالنصر والتمكين وبشرهم بذلك رسولهم الكريم.

ألم يأن لكم يا أبناء الأمة الإسلامية أن تدركوا أن الخلافة فرض ربكم وبشرى رسولكم .أن الخلافة عزكم ومجدكم ورضى ربكم, أن الخلافة قاهرة عدوكم وصون لإعراضكم وتحرير لأرضكم.

آن الأوان يا أبناء الأمة الإسلامية أن تخرجوا عن صمتكم وترددكم وان تقولوا كلمة الفصل الخلافة أو الموت وان تضعوا أيديكم بأيدي المخلصين شباب حزب التحرير لإقامة الخلافة وان ترنو أبصاركم إلى هناك إلى جنة عرضها السماوات والأرض مع النبيين والصديقين والشهداء و الصالحين وان تخلعوا عن أنفسكم لباس الذل والهوان وأن تحطموا قيود العبودية وتنطلقوا فاتحي ن محررين سيرة سلفكم الصالح تنالوا عز الدنيا والآخرة .

اللهم مكن لعبادك المؤمنين في الأرض يقيموا شرعك وينصروا عبادك ويهزموا أعداءك واجعلنا منهم ومن العاملين معهم إنك ولي ذلك والقادر عليه .

والحمد لله رب العالمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو الأمير

إقرأ المزيد...

نفحات إيمانية- شهر رمضان شهر الفتوحات والانتصارات- لا بد للحق من قوة تنصره وتحميه

  • نشر في سياسية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1049 مرات

 

      الحمد لله الذي فتح أبواب الجنان لعباده الصائمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن تبـعه وسار على دربه، واهتدى بهديه واستـن بسنته، ودعا بدعوته إلى يوم  الدين، أما بعد: أما بعد:

       قال الله تعالى في محكم  كتابه وهو أصدق القائلين:  (لقد أرسلنا رسلنا، وأنزلنـا معهم الكتاب والميزان ليـقوم النـاس بالقسط، وأنزلــنـا الحديد فيه بأس شديد، ومنافع للنـاس، وليعلم الله من ينـصره ورسـلـه بالغـيب، إن الله قوي عزيز).

      إخوة الإيمان: أخبرنا ربنا سبحانـه وتعالى أنـه أرسل الملائكة  إلى الأنبياء  والرسل ، وأرسل الأنبياء والرسـل إلى الأمم ، وأيدهم بالمعجزات البينات، والحجج الواضحات، وأنزل معهم الكتاب ليبين الحق، ويميز للناس  صواب العمـل  فيتـبعوه، ووضع في الأرض  ميزان الحق  والعدل ؛ لتسوى به الحقوق ، ويـقام به العدل ، وأنزل الحديد وجعل فيه القـوة  والبأس الشديد، لتتخذ منه آلات الحروب التي يستخدمها المؤمنون لنصرة الله ودين الله ورسل الله، وذلك باستعمال الأسلحة القوية هذه في مجاهدة الكـفار ، وردع  أصحاب النفوس  المريضة، الذين انحرفوا عن منهج الله، واعتدوا على حقوق  عباد الله.

      وقد بـين لنا سبحانه وتعالى الحكمة من كل ذلك، بين الحكمة  من إرسال الملائكة والرسل ، وإنزال الكتاب والميزان ، وإنزال الحديد، وهي اختبار وامتحان الإنسان ، هـل يـقف إلى جانب الحق، موقف المناصر  لدعوة  الله ومنهج  الله، أم يـقف مع أهـل  الباطل  موقف المشاقق لله ولرسوله، المعادي والمحارب لدعوة الله ومنهج الله ....؟! والله سبحانه وتعالى هوالحق وهوالقوي القادر على إهلاك من أراد إهلاكـه، وهو سبحانـه العزيز الذي لا يـفتـقـر إلى نصرة أحد من البشر، وإنـما أمرهم بالجهاد؛ لينتفعوا به، ويستوجبوا ثواب الامتثال لأمر الله.

      من كل ما سبق، ومن مفهوم الآية الكريمة ومنطوقها، يتبين لنـا أن الحق لا بد له من قوة تنصره وتحميه، لأجل  ذلك رأينـا النبي صلى الله عليه وسلم، وكما تـخبرنا كتب السيرة يخرج إلى الطائف يلتمس النصرة  من ثـقيف، والمنعة بهم من قومه ، ورجاء أن يقبلـوا منه ما جاءهم به من الله عز وجـل، غير أنهم لم يفعلوا ذلك، وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم.

      واستمر رسول الله يعرض نـفسه عـلى القبائل ، ويتحسس أهل القـوة، حتى من الله عليه بالنـصر  والتأييد.

      إن التغيير أمر ضروري، ونحن مأمورون به شرعا ، ولم يبق للقادرين على تغيير  الأوضاع  من عذر، وليس هناك ثواب أعظم من ثوابهم، وعمل يمدح الله فاعليه أجل من عملهم، إنهم بعملهم هذا ينقذون أمة  من الهلاك، ويخلصون شعوبا  من الدمار. إن من قتل نفسا  بغير حق  فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنـما أحيا النـاس جميعا، فما ظنكم بمن يحيي الناس جميعا  بالعمل  لإعادة الحكم  بما أنزل الله، استجابة  وامتثالا لأمر  الله تعالى القائل  في محكم  كتابه: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم). والقائل: (أومن كان ميتا  فأحييناه وجعلنا له نورا  يمشي به في الناس  كمن مثله في الظلمات ليس بخارج  منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون).

فهل هناك عمل يثيب الله عليه فاعليه أعظم من العمل لإعادة سلطان  الإسلام  بعد أن دثر؟ وإحياء القرآن بعد أن هجر؟

      وفي المقابل  إن قصر هؤلاء القـادرون على التغيير ، فلم يقوموا بواجبهم وتركوا الأمة  تهلك، أيكون ذنب أكبر من ذنبهم وإثم أعظم من إثمهم؟ وجريمة  يعاقب الله عليها فاعليها أفظع من جريمتهم؟

إخوة الإيمان: هذه  سنة  من سنن  الله في خلقه، فلا بد للحق من قوة تنصره وتحميه ولا بد من أن تكون القوة  ذاتية ، فلا يجوز الاحتكام إلى الأعداء لأنه انتحار سياسي، ولله در الشاعر الذي قال:

يـا أمـة لخصـوم  ضدهـا  احتكمـت

                                        كيـف ارتضيـت خصيما ظالمـا حكما؟

بالمدفــع استشهـدي إن كـنت ناطقـة

                                        أو رمت أن تـسمعي من يشتكي الصمما!

سلي الحوادث والتـاريخ هـل  عرفــا

                                         حقـا  ورأيا  بغير الـقـوة احـتـرما؟

لا تطلبي مـن يـد الجـبـار  مرحمـة

                                        ضعــي عـلى هامـة جبـارة قـدما!

      فهلموا أيها المؤمنون لعمل أوجبه الله عليكم، ألا وهو  نصرة الإسلام وأهل الإسلام، والعمل مع العاملين المخلصين الذين يعملون جادين لإقامة الخلافة والحكم  بما أنزل الله تبارك وتعالى.

(إن هذا لهـو الفـوز العظيم، لمثـل هذا فليعمـل  العاملون)

(وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)

اللهم أقر أعيننا بقيام  دولة الخلافة، واجعلنا من جنودها الأوفياء المخلصين.

 

أبو إبراهيم

والسلام عليكم ورحمة  الله وبركاته.

إقرأ المزيد...

فقرة المرأة المسلمة- قصص وعبر- التهجد في الليل

  • نشر في من الصحابة والسلف
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1006 مرات


الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمدٍ المبعوثِ رحمةً للعالمين
وبعد ..


نرحّبُّ بكم من إذاعةِ المكتبِ الإعلاميِّ لحزبِ التحريرِ، ونلتقي وإياكم في هذه الإذاعةِ الطيبةِ والحلقة الثانية من قصص السلف الصالح في رمضان، لنأخذ مواقف ونعتبر منها.


ولقاؤُنا لهذا كيف كان السلفِ وتهجدهم لله تعالى في رمضان.


السلفُ والتهجدُ للهِ سبحانَه وتعالى في رمضانَ


التهجدُ أو قيامُ الليلِ دأبُ الصالحين ، حيثُ وصفَهم اللهُ سبحانَه وتعالى بقولِه : " والذينَ يبيتونَ لربهمْ سجداً وقياماً " وقالَ النبيُ صلى اللهُ عليه وسلمَ وهوَ يصفُ عبدَ اللهِ بنَ عمرِ بنِ الخطابِ رضيَ اللهُ عنهما : "إنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ ".


والتهجدُ هو سمةُ الذاكرين لقولِ النبيِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ : " إِذَا أَيْقَظَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّيَا أَوْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَمِيعًا كُتِبَا فِي الذَّاكِرِينَ وَالذَّاكِرَاتِ ".


والتهجد أيضاً هو العلامةُ التي يُعرَفُ بها المتقون ، كما قالَ اللهُ سبحانَه وتعالى وهو يثني عليهمْ : " إنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" .


ولذلك كان السلفُ الصالحُ حريصين على أداءِ تلكَ العبادةِ ( عبادةُ قيامِ الليل ) فهذا عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ كان إذا هدأتْ العيونُ قامَ فيُسَمعُ له دويٌ كدويِ النحلِ حتى يصبحَ، وكان طاووسُ رحمه اللهُ إذا اضطجعَ على فراشِهِ يتقلبُ عليه كما تتقلبُ الحبةُ على المقلاةِ ثمَّ يثبُ ويصلي إلى الصباحِ ، ثمَّ يقولُ: طيّرَ ذكرُ جهنمُ نومَ العابدين.


وكان الحسنُ رحمَهُ اللهُ يقولُ : ما نعلمُ عملاً أشدُ منْ مكابدةِ الليلِ ونفقةِ هذا المالِ ، فقيلَ له: ما بالُ المتهجدين مِن أحسنِ الناسِ وجوهاً؟ قال: لأنهم خلوْا بالرحمنِ فألبسهُمْ نوراً من نورِه. (نسأل الله سبحانه وتعالى أن نلقاهه ونحن من أحسن الناس).


وكان الفضيلُ بنُ عياضٍ يقولُ : إني لأستقبلُ الليلَ من أولِهِ فيُهولَني طولُه فأفتتحُ القرآنَ فأصبحُ وما قضيتُ نهمتي(8) .

 


هذا كانُ حالُهم في سائرِ الأيامِ فإذا ما جاءهمْ رمضانُ أكثروا من القيامِ ، وبالغوا في التهجدِ من الليلِ حتى كان بعضُهم يقضي جُلَّ الليلِ في التبتلِ إلى اللهِ أسوةً برسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، فقدْ روى مالكٌ في الموطأِ عنْ عبدِ اللهِ بنِ أبي بكرٍ رضيَ اللهُ عنه أنه قالَ : سمعتُ أبي يقولُ:" كنّا ننصرفُ في رمضانَ من القيامِ فيستعجلُ أحدُنا الخدمَ بالطعامِ مخافةَ الفجرِ ".

وهذا عبدُ اللهِ بنُ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما كانَ إذا فرغَ الناسُ من الصلاةِ بالمسجدِ أخذَ إداوةً ( إناءٌ يصنعُ من الجلدِ ) من ماءٍ ثمََّ عادَ إليه ، فلا يخرجُ منه حتى يصليَ فيه الصبحَ .


وصارَ منَ السلفِ منْ يختمُ القرآنَ في تهجدِه كلَّ عشرةِ أيامٍ ، ومنهمْ مَنْ يختمُه في تهجدِّه كلََّ سبعِ ليالٍ.

وحتى من تقدمَ بهمُ السنُّ قدْ حرصوا على أخذِ قسطِهم من هذا الزاد ، حكى الوليدُ بنُ عليٍ عن أبيه أنَّ سويدَ بنَ غفلةٍ كان يؤمُّنا في شهرِ رمضانَ في القيامِ ، وقدْ أتى عليه عشرون ومائةُ سنةٍ ..

وبعضُهم كان يتقاسمُ ليلَه مع أهلِه وأولادِه ، قالَ أبو عثمانَ النهدي: تضيّفتُ أبا هريرةٍ رضيَ اللهُ عنه سبعاً ( أي نزلتُ عليهِ ضيفا ) فكان هو وامرأتُه وخادمُه يقسمون الليل ثلاثاً ، يصلي هذا ثمَّ يوقظُ هذا...


ولمْ ينتشرْ ذلكَ بين الصفوةِ فقط ، وإنما كان أمراً مألوفاً لدى عامةِ الناسِ ، يقولُ نافعٌ مولى ابنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما : سمعتُ ابنَ أبي ملكيةٍ يقولُ: كنتُ أقومُ بالناسِ في شهرِ رمضانَ فأقرأُ في الركعةِ الحمدُ للهِ فاطر ونحوها، وما يبلُغُني أنّ أحداً يستثقلُ ذلك .


وقالَ يزيدُ بنُ خصفةِ عنِ السائبِ بن ِيزيد : كانوا يقومونَ على عهدِ عمرَ بنِ الخطابِ رضيَ اللهُ عنه في شهرِ رمضانَ بعشرين ركعةً ، وكانوا يقرءون بالمائتيْن ، وكانوا يتوكئون على عصيِّهم في عهدِ عثمانَ بنِ عفانَ رضيَ اللهُ عنه من شدةِ القيامِ ..


هل نعجزُ عن أن نكونَ مثلَ هؤلاء ؟! كلا ! وإنما نحتاجُ فقط إلى قليلٍ من العزمِ مع التفكرِ فيما ينتظرُ من يفعلْ مثلُ ذلك من النعيمِ الدائم ِفي جناتٍ عرضُها كعرضِ السمواتِ والأرضِ ..

ولا يفوتنا أن نذكرَ أنَّ هؤلاءِ السلفَ كانوا يحرصونَ على التدبرِ فيما يقرءون ويسمعون ، ولم يكن همُّ أحدَهم فقط كم قرأَ في كلِ ركعةٍ ، فهذا سعيدُ بنُ جبيرٍ كان يصلي بالناسِ في رمضان َ، ويرجّعُ القراءةَ ، فربما أعاد َالآيةَ مرتين ..

وكذلك حرصوا على القراءةِ في الصلاةِ من ذاكرتِهم دون مصحفٍ ، وكانوا يكرهونَ القراءةَ للصلاةِ في المصحفِ ، وإنْ وردتْ عن البعضِ فيها إباحة ، فقدْ جاءَ في تاريخِ بغدادَ عن سويدٍ بنِ حنظلةٍ البكري أنه مرَّ بقومٍ يؤمُهم رجلٌ في المصحفِ في رمضانَ فكرهَ ذلكَ ، ونحّى المصحفَ .

ونذكرُ أيضاً أنََّ المقرئينَ الذين كانوا يؤمون الناسَ في الصلاةِ كانوا يحرصون على أنْ يجعلوا صلاتهَم بالناسِ دونَ مقابلٍ إلا مَن كان إماماً راتباً من قبلِ الدولةِ ؛ طمعاً في ثوابِ اللهِ في الآخرةِ ، فقدْ أخرجَ ابنُ أبي شيبةٍ من طريقِ معاويةِ بنِ قرةٍ أنه قالَ : كنتُ نازلاً على عمرو بنِ النعمانَ بنِ مقرن ، فلمّا حضرَ رمضانَ أتاه رجلٌ بكيسِ دراهمَ فقالَ : إنَّ الأميرَ مصعبَ بنَ الزبيرِ يقرئُك السلامَ ، ويقولُ : لمْ يُدْعَ قارئاً إلا وقدْ وصلَ إليهِ منا معروفٌ ، فاستعنْ بهذا ، فقالَ : قلْ له واللهِ ما قرأنا القرآنَ نريدُ به الدنيا ، وردهُ عليه..
ولم يرضَ القراءُ بجعلِ قراءتِهم ابتغاءَ ثوابِ الآخرةِ فقط ، بل حرصوا بصفتِهم أهلُ القرآنِ على أنْ يتفوقوا على غيرهم في الاجتهادِ في رمضانَ ، فهذا رجلٌ يسمى ابنُ اللبانِ كان يصلي بالناسِ صلاةَ التراويحِ في جميعِ الشهرِ، وكانَ إذا فَرِغَ مِنْ صلاتِه بالناسِ في كلِّ ليلةٍ لا يزالُ قائماً في المسجدِ يصلى حتى يطلعَ الفجرَ ، فإذا صلى الفجرَ دارسَ أصحابَه ، وقدْ وصفَهُ الخطيبُ البغداديُ في تاريخِ بغدادَ بقولِه : وكان وِرْدُه كلُ ليلةٍ فيما يصلي لنفسِه سبعاً من القرآنِ ، يقرأُه بترتيلٍ وتمهلٍ ، ولمْ أرَ أجودَ ولا أحسنَ قراءةً منه ..

وهذا البخاريُ كان يجتمعُ إليهِ أصحابُه فيصلي بهم ، فإذا جاءَه السَحَرُ أقبلَ يقرأُ ما بينَ النصفِ إلى الثلثِ من القرآنِ ..

وأخيراً أقولُ : إنَّه كان من سنةِ السلفِ في رمضانَ أنْ يأتوا بالأشربةِ في المساجدِ أوقاتَ القيامِ والتهجدِ ، فيشربُ منها الفقراءُ وغيرُ الفقراءِ ، كما كانوا يقومونَ بتطييبِ المساجدِ في رمضان َوالجُمعِ كيْ لا تتغيرُ رائحتُها بسببِ طولِ المكثِ فيها فيملها الناسُ ، وقدْ وردَ في تاريخِ دمشقَ أنَّ مولى لعمرَ بنِ الخطابِ رضيَ اللهُ عنهُ كانَ يأخذُ المجمرَ قدّامَه إذا خرجَ إلى الصلاةِ في شهرِ رمضانَ.

فما أجملَها منْ خلالٍ !! وما أحسنَها من فضائلٍ..

اللهم اجعنا ممن يقولون القولَ فيتبعون أحسنَه
اللهم أعنّا على تلاوةِ القرآنِ واجعلْه ربيعَ قلوبِنا، وأعنّا على قيامِ الليلِ المضاعفِ في هذا الشهرِ الفضيلِ
اللهم ارحمنّا واغفرْ لنا واجعنا من عتقاءِ رمضانَ
اللهم آمين

فتاة الإسلام

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات- ما يقوله الصائم إذا أفطر

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 943 مرات


إذا فرغ الصائم من عبادة ربه بالصيام وأفطر ، فإن دعاءه عندئذٍ يخرج من فم امتنع طيلة النهار عن الأكل والشرب طاعةً لله وتعبُّداً أي يخرج من فمٍ عابدٍ لربه صابرٍ على الجوع والعطش فاستحق من الله سبحانه أن يستجيب دعاءه . فعلى المسلم عقبَ هذه العبادةِ ، بل وعقبَ كلِّ عبادة أن يحمد ربه وأن يدعوه ، وأن يُخلصَ في الدعاء ، لأن الدعاء آنذاك مقبول مستجاب بإِذن الله . فعن عبد الله بن أبي مُلَيكةَ قال : سمعت عبدَ الله بنَ عمرو بنَ العاص رضي الله تعالى عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن للصائم عند فِطرهِ لدعوةً لا تُردُّ ، قال ابن أبي مُلَيكةَ : سمعت عبدَ الله بنَ عمرو يقول إذا أفطر : اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كلَّ شيء أن تغفر لي ". رواه ابن ماجة وسنده صحيح . ورواه الحاكم . ورواه أبو داود الطيالسي دون أن يذكر دعاء ابن عمرو . والذِّكْرُ والدعاء مشروعان بأية صيغة من الصيغ ولكنه بالمأثور أفضل . هذا وقد ورد في الذِّكرِ والأدعيةِ المأثورة عقبَ الصيام وبدء الإفطار ما يلي :


- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال : ذهب الظمأُ وابتلَّت العروقُ ، وثبت الأجرُ إن شاء الله " رواه النَّسائي في السنن الكبرى وأبو داود والحاكم والبيهقي . ورواه الدارَقُطني وقال : إسناده حسن .


- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند الناس قال : " أفطر عندكم الصائمون ، وأكل طعامَكم الأبرارُ ، وتنزلَّت عليكم الملائكة " رواه الدارمي وابن أبي شيبة والبيهقي وعبد الرزاق . وفي لفظ ثانٍ عند البيهقي " ... وصلَّت عليكم الملائكة " فيستحبُّ للصائم إذا أفطر أن يقول ما يلي ( اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ، ذهب الظمأ وابتلَّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ) ثم له أن يدعو أيضاً بما شاء . ودعاء عبد الله ابن عمرو رضي الله تعالى عنه ( اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كلَّ شيء أن تغفر لي ) فيضمها الصائم إلى دعائه إِن شاء .

- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قـال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صام ثم أفطر ، قال :" اللهم لك صمتُ ، وعلى رزقك أفطرتُ ... " رواه ابن أبي شيبة ورواه أبو داود والبيهقي من طريق معاذ بن زهرة.

إعداد أبي دجانة

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع