الثلاثاء، 15 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/13م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

رسالة إلى المسلمين في العالم

  • نشر في سياسية
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 950 مرات

 

 

الحمد لله رب العالمين، وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين، وبعد.

فلم يعد خافيًا على أحدٍ من الناس اليوم ما يعيشه المسلمون من ذلةٍ ومهانة، وما يحيط بهم من ظروف صعبة، وأحوال مريرة، تتمثل في كيد الأعداء وتسلطهم على بلاد المسلمين، كما تتمثل في أحوال المسلمين أنفسهم، وما طرأ على مجتمعاتهم من بُعْدٍ عن تعاليم الإسلام، وإقصاء لشريعة الله سبحانه، ورفض الحكم بها والتحاكم إليها.

وما تمر به الأمة الإسلامية اليوم من محنة عصيبة وخطر داهم من قبل أعداء الدين والمسلمين بقيادة طاغوت العصر المتغطرس أمريكا وحلفائها، والذين رموا الأمة المسلمة عن قوس واحدة يريدون بها الشر ومزيداً من التفتت والتفرق والنيل من دينها وأبنائها وثرواتها وتغريبها وإقصاء ما بقي فيها من شرائع الدين وشعائره، وهذا تأويل قوله -صلى الله عليه وسلم-: "يوشك أن تتداعى الأمم عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قالوا: أمن قلة نحن يومئذ. قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت".

لقد اقتضت حكمة الله - عز وجل -أن يوجد الصراع بين الحق والباطل على هذه الأرض منذ أن أُهبط آدم -عليه السلام- وإبليس اللعين إلى الأرض إلى أن تقوم الساعة، وقد جعل الله - عز وجل - لهذا الصراع والمدافعة سنناً ثابتة لا تتغير ولا تتبدل (( فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً)) (فاطر: من الآية43).

ولا تظهر هذه السنن إلا لمن تدبر كتاب الله - عز وجل - واهتدى بنوره وهداه (( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)) (صّ: 29) .

وما أصدق ما قاله ابن القيم -رحمه الله تعالى- على واقعنا اليوم وهو يصف زمانه ، فكيف لو رأى زماننا ؟ !!.

قال - رحمه الله تعالى- : ( لما أعرض الناس عن تحكيم الكتاب والسنة والمحاكمة إليهما، واعتقدوا عدم الاكتفاء بهما، عرض لهم من ذلك فساد في فطرهم، وظلمة في قلوبهم، وكدر في أفهامهم، ومحق في عقولهم، وعمتهم هذه الأمور وغلبت عليهم حتى ربى عليها الصغير، وهرم عليها الكبير. فلم يروها منكراً، فجاءتهم دولة أخرى قامت فيها البدع مقام السنن والهوى مقام الرشد، والضلال مقام الهدى والمنكر مقام المعروف والجهل مقام العلم، والرياء مقام الإخلاص، والباطل مقام الحق، والكذب مقام الصدق، والمداهنة مقام النصيحة، والظلم مقام العدل، فصارت الغلبة لهذه الأمور. اقشعرت الأرض وأظلمت السماء وظهر الفساد في البر والبحر من ظلم الفجرة، وذهبت البركات وقلت الخيرات، وهزلت الوحوش وتكدرت الحياة من فسق الظلمة وبكى ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والأفعال الفظيعة، وشكا الكرام الكاتبون والمعقبات إلى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والقبائح، وهذا والله منذر بسيل عذاب قد انعقد غمامه، ومؤذن بليل بلاء قد ادلهم ظلامه، فاعزلوا عن طريق هذا السبيل بتوبة نصوح ما دامت التوبة ممكنة وبابها مفتوح، وكأنكم بالباب وقد أغلق، وبالرهن وقد غلق، وبالجناح وقد علق "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) [الفوائد ص 49].

يا أمة الإسلام:

الغاية من الخلق والوجود عبادة الله سبحانه وتعالى كما أمر حيث قال جل من قائل "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ومن مقتضيات هذه العبادة أن يحكم شرع الله سبحانه وتعالى في مناحي الحياة كلها ولا يمكن هذا إلا بإعادة سلطان الإسلام ودولته إلى واقع الحياة، قال الله عز وجل : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً ) النساء :60 .

يقول الحافظ ابن كثير في تفسيره لهذه الآية ( هذه الآية ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة وتحاكموا إلى ما سواها من الباطل وهو المراد بالطاغوت هاهنا ) .

ويقول ابن القيم في إعلام الموقعين: ( من تحاكم أو حاكم إلى غير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم , فقد حكم الطاغوت وتحاكم إليه ).

ويقول الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان : ( وكل تحاكم إلى غير شرع الله فهو تحاكم إلى الطاغوت ).

أيها المسلمون:
هلموا إلى نصرة دينكم وإعادة تحكيم شرع ربكم بالعمل مع العاملين المخلصين لنصرة هذا الدين واستئناف الحياة الإسلامية وعلى منهاج النبوة طريقة الرسول الكريم عليه من ربنا أفضل الصلاة والتسليم.
أسأل الله عز وجل في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك أن يشرفنا بنصرة دينه، وإعلاءِ كلمته وأن يمكن لنا ديننا الذي ارتضاه لنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو خليل

 

إقرأ المزيد...

فقرة المرأة المسلمة- أمثالنا الشعبية في الميزان

  • نشر في من حضارتنا
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1037 مرات

 

إنَّ المرأةَ في الإسلام كانت وما زالت موضعَ تكريمٍ وإعزازٍ وإكبار ، فهي أمٌّ وربةُ بيتٍ وعِرْضٌ يجبُ أن يُصان وقد كرَّمَها بنتاً وزوجةً وأختاً وأمّاً وجدَّة ، وتعرَّضت تلك المرأةُ المسلمةُ مثلما تعرَّضَ غيرُها إلى هجمةٍ استعماريةٍ شَرِسَةٍ تُريدُ أن تنالَ مَنْها وتُبعِدَها عن دورِها الذي خلقَهَا اللهُ له وعنْ أحكامِ الشَّرعِ والتَّقَيُّدِ به منْ خِلالِ شِعَاراتٍ براقةٍ زائفةٍ ،، ومُسَمَّياتٍ باطلةٍ مُضلَّةٍ،، وأفكارٍ غريبةٍ عن دينِهَا ،،
وكذلك تعرَّضت العائلةُ الْمسلمةُ من ناحيةِ كونِهَا أسرةً صغيرةً داخلَ بيتِهَا أو من ناحيةِ عَلاقَتِهَا مع بقيةِ أفرادِ العائلةِ خارج البيتِ من أقاربَ ومعارف ، إلى محاولاتٍ للنَّيْلِ من متانةِ تلك العلاقةِ وقوتِهَا ،،
ومن ضمنِ هذه المحاولاتِ بعضُ الأمثالِ الشعبيةِ التي تُسيءُ إلى المرأةِ وتحطُّ مِنْ كرامتِهَا ،،وغيرُها مِمّا يطعنُ بالعلَاقةِ الأُسَرِيَّةِ داخلَ وخارجَ البيت ،، والتي نُسلِّطُ الضوءَ عليها هُنَا كما سلَّطْنا في حلَقَاتٍ سابقة على غيرِها ،، وذلك لنبتعدَ عن استخدامِهَا ولِنَنْهى غيرَنَا عن ذلك ،،

ومن تلك الأمثال :
= شاور المرأة واخلف شورتها .
هذه الأمثالُ تدعو إلى مخالفةِ المرأةِ بعد استشارتِها، أو الحثِّ على عدمِ مشاورتِها أساسًا ،مُتَناقِضاً معَ ما جاء في الآيةِ الكريمةِ في سورةِ الشُّورَى "وأمرهم شورى بينهم "، كما أنها تتنافى مع سيرةِ الرسولِ الكريمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فكمَا نعلمُ أن الرسولَ عليه السلام كان يشاورُ أمهاتِ المؤمنينَ ويسمعُ لهم، وما حادثةُ الحديبية وسماعُه لِمشورةِ أمِّ سلمة رضي الله عنها بخافيةٍ على أحد؛ وهذه الأمثالُ تدعو في نفسِ الوقتِ إلى أبشعِ الأخلاقِ ألا وهو الاستبداد في الرأيِ الذي يؤدِّي إلى تكديرِ صَفْوِ العلاقاتِ الإنسانيةِ عمومًا والزوجيةِ خصوصًا، ويفَرِّغُها من مضمونِها القائمِ على المودَّةِ والرحمةِ والعِشرةِ بالمعروفِ،،

= ومن الأمثالِ الشعبيةِ ما يَحضُّ على كراهيةِ الأنثى بل ويدعو إلى القسوةِ في التعاملِ معها من مثل (يا مخلفة البنات يا عايشة في الهم حتى الممات) و (اكسر للبنت ضلع يطلع لها اثنان) و(موت البنت سترة)
نجدُ أنفسَنَا لسنا في حاجةٍ إلى توضيحِ عِظَمِ خَطَرِ هذه الأمثالِ التي تدعو بدَعوى الجاهليَّةِ الأولى " وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَكَظِيمٌ *يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمون " [النحل 58،59].فالإسلامُ دينُ الرحمةِ والشفقةِ ، وقد وقفَ ضدَّ هؤلاء المتجبِّرينَ والعُصَاةِ في الزمنِ الماضي وسيقفُ إلى أن تقومَ الساعة.

ومثله =" لمّا قالوا غلام، انسند ظهري وقام ، لما قالوا بنية، انهد الحيط عليّ "
وهذا يمثِّلُ التفريقَ بين الولدِ والبنتِ وتفضيلَ الذكرِ على الأُنثى وعلى عدمِ الرِّضَى برزقِ اللهِ من الأولادِ غيرَ مُتَمثِّلين لقولِه تعالى " لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ {42/49} أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير ٌ"
ويقول رسولُ البشريةِ صلَّى الله عليه وسلم " من كانت لَهُ ابنة فأدَّبَها وأحسنَ تأديبَهَا وعلَّمَها فأحسنَ تعليمَهَا كانت له سِتْراً مِنَ النَّارِ" .و«النساءُ شقائقُ الرجالِ » و "رفقاً بالقوارير" .

وهناك من الأمثال ما يدعو إلى فقدان الثقة في المرأة وعدم ائتمانها على سر مثل:
= "لا تأمن للمرأة إذا صلَّت ولا للشمسِ إذا ولَّت) و(منْ أعطَى سرَّهُ لامرأتِه يا طول عذابه وشقائه)( وإبليس يتعلم من المرأة )
ومدارُ هذهِ الأمثلةِ الشَّعبيةِ الظالِمةِ عدمُ الثِّقَةِ في المرأةِ , التي هي بطبيعةِ الحالِ أمٌّ أو زوجةٌ أو أختٌ أو ابنة، ، ولا شكَّ أنَّ التاريخَ يَحْفَلُ بنساءٍ فُضْلَياتٍ كان لهنَّ دورٌ بارزٌ عميقُ الأثرِ في الحضارةِ الإسلاميَّةِ خاصة والإنسانيةِ عامة، و الْمُؤسِفُ أنَّ هذه الأمثالَ تَصِفُ نصفَ المجتمعِ أو أكثرَ بالخيانةِ والسفاهةِ ،، والرسولُ صلى الله عليه وسلم يقول :" الدنيا مَتاعٌ وخيرُ مَتاعِ الدنيا المرأةُ الصالحة) رواه مسلم .
وبالمقابل نسمع = يا مآمنة للرجال يا مآمنة للمية في الغربال، وهذا يتنافى مع روحِ الشرعِ الذي يجعلُ حُسْنَ الظنِّ أساسَ المعاملاتِ مع المسلمين والمسلمات .

أما الأمثالُ التي تَحُطُّ من قيمةِ المرأةِ عامة في علاقتها بالرجلِ وكذلك تسيءُ إلى العلاقةِ الزوجيةِ فحدِّث ولا حرج من مثل
= (جهنم زوجي ولا جنة أبويا)، مثلُ هذه الأمثالِ التي صيغت بأسلوبٍ استهزائيٍّ بعيدةٍ كلَّ البُعدِ عن خُلُقِ الإسلام، وهي قائمةٌ على الاستهزاءِ بالعلاقاتِ الزوجيةِ بل والأَبَوِيَّةِ أيضًا ، فالشطرُ الأولُ من الْمَثَل يدعو إلى الاستكانةِ والذِّلَّةِ والتهاونِ في الحقوق، والشطرُ الثاني من المثل يغفَلُ ما أمرَ به الشرعُ الحكيمُ من البِرِّ بالأبِ والطاعةِ والإحسانِ إليه كما أنه يدعو إلى النفورِ وبغضِ المعيشةِ مع الآباءِ وإن كانت جِنة.
وكذلك = "امشى في جنازة ولا تمشى في جوازة،" وربُّنا يقول : خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثم خَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا " ،،
= (انتفي ريشه ليلوف بغيرك) وكأنَّ العَلاقةَ الزوجيةَ تَخْلو منَ الأمانِ والرّحمة، مِمَّا يُعطي أسلوباً خاطئاً لأصولِ العلاقةِ الزوجيةِ الصحيحة ،وربُّ العزَّةِ يقول : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) ،

وإذا نظرنا إلى العلاقةِ بين الأقاربِ والأصدقاءِ والناسِ فماذا نجدُ من أمثال ؟
= " الأقاربُ عقارب "
هذا مثلٌ مٌضِلٌّ يحضُّ على قطيعةِ الرَّحْمِ التي أمرِ اللهُ أن توصلِ، ويصطدم ُمع مبادئِ الإسلامِ حيثُ يقولُ اللهُ تعالى:
{ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى } [النساء :36].
وقال عز وجل:{ وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [ النساء: 1]
وقال رسول الله ( من سَرَّهُ أن يُعَظِّمَ اللهُ رزقَهُ، وأنْ يَمُدَّ في أجَلِه فَلْيَصِلْ رحْمَهُ } [ صحيح رواه أحمد 6291].
وقال ): صلةُ القرابةِ مثراةٌ في المالِ، مَحَبٌّة في الأهلِ، مَنْسَأَةٌ في الأجَلِ } [صحيح الطبرانى 3768 ].
وليس هذا فحسب، بل إنَّ مَنْ يَصِلُ مَنْ وَصَلَهُ من ذَوى قُرباه، ويقطعُ مَنْ قطعَهُ منهم فليس بواصل، قال:{ ليسَ الواصلُ بالمكافِئ، ولكنَّ الواصلَ الذي إذا قَطَعَتْ رَحِمَهُ وَصَلَهَا } فالمشروعُ أن نَصِلَ أقاربَنا وإنْ قَطَعونا وآذونا.

= " أنا وأخويا على ابن عمى وأنا وابن عمى على الغريب:"
هذه عصبيةٌ جاهليةٌ وضلالٌ كبيرٌ يتعارضُ مع قولِه تَعَالى(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [ الحجرات:10 ]وكذلك يتعارضُ مع قولِه صلَّى الله عليه وسلم( أنصرْ أخاكَ ظالماً أو مظْلوماً. فلما قالَ رجلٌ: يا رسولَ الله أَنْصُرُهُ مظلوماً فكيف أنصره ظالماً ؟ قال: تَمْنَعُهُ عن الظُّلم؛ فإنَّ ذلك نَصْرُهُ ) أو كما قال ،،

= "اللهم قني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم"
عبارةٌ خبيثةٌ من جهتين:
أولا: تدعو إلى الشكِّ في الأصدقاءِ وسوءِ الظَّن بهم، وقد نهانا الشارعُ الحكيمُ عن سوءِ الظن { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } [الحجرات 12 ، ومن المعلومِ أنَّ الأخوَّةَ في الله من أعظمِ مظاهرِ الدين، بل هي تضمنُ للعبدِ أن يكونَ مع أخيه في ظلِّ الله يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه. قال رسول الله:{.. ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرَّقَا عليه.. [الحديث، متفق عليه].والجهةُ الثانيةٌ:أ نَّها توهمُ الإنسانَ بأنه يمكنُه أن يستغْنِيَ عن عونِ اللهِ ونُصْرَتِه في مواجهةِ أعدائِه، وهذا مُحال.
قال تعالى:{ إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [ آل عمران 160].{( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } [ الروم:47 ].
وهذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يُلِحُّ على ربهِ في الدعاءِ والتضَرُّعِ أن ينصرَهُ ببدرٍ حتى أشفقَ عليه الصدِّيُق رضي الله عنه؛ وقال له"أكثرتَ على ربِّك". فلا قوةَ إلا بالله ولا نصرَ إلا به. فأَحْسِنِ التوكُّلَ على مولاك، وسَلِّمْ أمرَك كُلَّهُ له تَكُنْ مِنَ الفائِزين بإذنه سبحانه، فاللهم قنا شَرَّ كُلِّ ذي شَرٍّ أنت آخذٌ بناصِيَتِه. ونعوذُ بالله من شَرِّ ما خَلَقَ .

= "كُتر السلام يقل المعرفة"
هذا قولٌ خاطئٌ آخر لا يجبُ أن يتفوهَ به مسلمٌ، فالشارع ُالحكيمُ حضَّ على إفشاءِ السلامِ؛ لأنَّهُ مِفْتَاُح الحبِّ والمودَّةِ في اللهِ فقال عزَّ وجل:{ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً } [ النور:61 ]
وقال صلى الله عليه وسلم {والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنةَ حتى تؤمنوا، ولا تُؤْمنوا حتى تَحابُّوا، ألا أدُلُّكم على شيءٍ إذا فعلتمُوه تحابَبْتُم أفْشوا السلامَ بينَكُم } [ صحيح مسلم -
وقال { : من أشراطِ الساعةِ أن يَمُرَّ الرجلُ في المسجدِ ولا يُصَلِّي فيه رَكْعَتَيْن، وأن لا يُسَلِّمَ الرجلُ إلا على من يَعْرِفَ } صحيح -الطبراني 5896].

= ما ينوب المخلص إلا تقطيع هدومه
مثلٌ خبيثٌ يدعو إلى تَرْكِ النَّهْىِ عنِ الْمُنْكرِ، ويمنعُ إصلاحَ ذاتِ البينِ بين الناسِ. فلا شكَّ أنْ تَشَاجُرَ الناسِ واشتبَاكُهم مُنْكَرٌ ينبغي الإسراعُ بتغييرَه. قال تعالى:{ فأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُم } [الحجرات 10. ]
وقال رسولُ الله: { من رأى مِنْكُم مُنْكراً فلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِه، فإنْ لم يستطِعْ فَبِلِسَانِه، فإن لم يستطِعْ فَبِقَلْبِه } [صحيح مسلم، وأبى داود، وصحيح الجامع 6250. ]
وقال:. { أُخبرُكُم بأفضلَ منْ دَرَجَةِ الصيامِ والصدقةِ؟ قالوا:بلى يا رسولَ الله. قال:إصلاحُ ذاتِ الَبْيِن، فإَّن فَسادَ ذاتِ البيْنِ هي الحالقةُ } [ حسن أبو داود. ]

"اتق شر الحليم، اتق شر من أحسنت إليه"
هذا أيضاً من الأمثالِ الخاطئةِ؛ لأنَّ الحليمَ ليس شرِّيراً، والإحسانُ لا يتبعُه شَرٌّ، وهذا الكلامُ حضَّ على اعتبارِ الشَّرِّ في كلِّ الناسِ حتى أهْلِ الحِلْمِ منهم، وحضَّ على البُعْد عنِ الإحسانِ مع أنَّ فِعْلَ الخيْرَاتِ ليس يُقْصَدُ به إلا وجهُ اللهِ وحده. ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول : "الخيرُ فيَّ وفي أمَّتي إلى يومِ الدين ".

إذن كما نرى إخوتي وأخواتي أن الهجمةَ الاستعماريةَ على المفاهيمِ والأفكارِ لم تترك ْمَدْخَلاً إلاَّ نفذَتْ مِنْه مهمَا صَغُرَ ،، ولم تتركْ باباً للدُّخولِ منه إلى الإفسادِ إلا طَرَقَتْهُ ،، وحسبُنا اللهُ ونعم الوكيل ،، ونسأله تعالى أن يُزيحَ الغُمَّةَ ويزيلَ الغِشَاوةَ عن العُيونِ والقلوبِ ،،
وإلى لقاء آخر من سلسلة أمثالنا الشعبية في ميزان الشرع ،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعدته للإذاعة : مسلمة

إقرأ المزيد...

رمضان والخلافة- صفية بنت حيي بن أخطب

  • نشر في من الصحابة والسلف
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1039 مرات


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد


حديثنا اليوم أيها المسلمون تحت عنوان قصة لمسلمة كان والدها من ألد أعداء الإسلام، تآمر مع قريش على ضرب المسلمين في غزوة الخندق، وحرض كذلك إخوانه من يهود بني قريظة، إنه حيي بن أخطب زعيم يهود وابنته صفية بنت حيي بن أخطب.


لكن صفية هذه بنت حيي لم ترث حقد أبيها الأسود، هداها الله للإسلام لتكون من أمهات المؤمنين، وقد أدركت صفيه هذه صدق الدعوة التي بشرت بها التوراة (كتاب يهود) وتم فتح خيبر، وكانت صفية من بين الأسرى، وأعلنت إسلامها وهي عند إحدى نساء المسلمين أم سليم، فحملتها أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إليها وقال: «لم يزل أبوك من أشد اليهود لي عداوة حتى قتله الله، فقالت صفية: يقول الله عز وجل: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، بمعنى لا تحمل صفية وزر أبيها فقد أسلمت، فقال صلى الله عليه وسلم: اختاري فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بأهلك، قالت: لقد أحببت الإسلام، وصدقت بك يا رسول الله قبل أن تدعوني، وليس في اليهودية لي أب ولا أخ، والله ورسوله أحب إلي من أرجع إلى قومي».


أيها المسلمون أعتقها رسول الله وجعل عتقها صداقها، وتزوجها عليه الصلاة والسلام، وعاد المسلمون من خيبر بعد أن مكنهم الله من يهود إلى المدينة.


أيها المسلمون الإسلام يجب ما قبله، ويمحو السيئات بعد الإيمان، ويطمئن القلوب والنفوس، ويبقيها نظيفة من كل دخن وخبث، فهذه صفية تحولت من ابنة حيي بن أخطب زعيم الكفر وألد أعداء الإسلام، تحولت بعد أن هداها الله إلى أن تكون زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وواحدة من أمهات المؤمنين.


فهل في الدنيا مبدأ، هل في الدنيا عقيدة، دين أجل وأرقى وأعظم من الإسلام حيث ينفي الأحقاد، والغل والحسد، والبغضاء من نفوس من آمنوا وأسلموا وصاروا بالإسلام أخوة متحابين.


هذه صفية، أخلصت الإيمان وحرصت على تعاليم الإسلام، وكانت تقوم على خدمة رسول الله وكان لها موقف الرجال يوم أن حاصر الخارجون على خليفة المسلمين عثمان ومنعوا عنه الطعام والشراب، وكانت صفية تتقحم الأخطار وتوصل إليه الطعام مما يؤكد صدق إسلامها، وقوة إيمانها وولائها وانتمائها لهذا الدين العظيم، وحرصها على رأب الصدع الذي أصاب وحدة المسلمين.


ماتت رضي الله عنها عن عمر يقارب مئة عام في عهد الخليفة معاوية.


ما بال كثير من المسلمات ينفرن ممن يجاهدون في سبيل الله بالكلمة والقلم واللسان ويحملون دعوة الإسلام لعودة سلطان المسلمين في دولة الإسلام، ما بال هؤلاء النسوة لا يقفن بجانب أزواجهن لنصرة هذا الدين .ونصرة من يحمل هذه الدعوة للمسلمين.


اللهم اجمع كلمتنا على الإيمان والتقوى، ووحد صفوفنا، وقيض لنا من يحكمنا بشريعتك ويقودنا إلى الجهاد في سبيلك وإعلاء كلمتك.


اللهم هؤلاء يهود يحتلون مسرى رسولك فاشدد وطأتك عليهم ومكنا من رقابهم واجعل الدائرة تدور عليهم بقيام دولة الإسلام دولة الخلافة الراشدة بقيادة خليفة المسلمين.


اللهم تقبل منا طاعاتنا وصيامنا وقيامنا وتنفلنا وصلاتنا في هذا الشهر المبارك شهر رمضان.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أبو أيمن

إقرأ المزيد...

نفحات إيمانية- ما لا أس له فمهدوم وما لا حارس له فضائع

  • نشر في من الصحابة والسلف
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1634 مرات


الحمد لله الذي فـتح أبواب الجـنـان لعباده الصائمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسـلين، المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه الطيـبين الطـاهرين، ومن تبـعه وسار على دربه، واهتدى بهديه واستـن بسنــته، ودعا بدعوته إلى يوم الدين، أمـا بعد:


قال الله تعالى في محكم كتابه، وهو أصدق القائلين:(إن الدين عند الله الإسلام ! ومن يبتغ غـير الإسلام دينا فـلن يـقبــل منه وهو في الآخرة من الخاسرين(


إخــوة الإيمـان:
روي على لسان علي كـرم الله تعالى وجهه، وقـيل روي على ألسنـة غـيره، أنـه قــال: "الديـن أس، والسـلطـان حـارس، ومـا لا أس لـه فمهـدوم، ومـا لا حـارس لـه فـضائـع"...!!


يا لها من عبارة رائعة في معنـاها وفي مبناها!! فالدين هو الأساس الذي يـقوم عليه السـلطان أي الحكم، فإذا أقيم السـلطان على غـير الدين ، فقـد أقيم على غـير أساس ، وما لا أساس لـه فمهدوم. والأساس أي الدين، يحتاج إلى سـلطان يحرسه، ويحميه من عبث العابثين، فإذا زال الحارس ضاع الأساس، أي إذا زال السـلطان ضاع الدين.


إخــوة الإيمـان: ورحم الله أم سلمة رضي الله تعالى عنها إذ قالـت: "كيف أنتـم إذا دعاكـم داعيان: داع إلى كتاب الله، وداع إلى سـلطان الله أيهما تـجيبون؟". قالـوا: نـجيب الداعي إلى كتاب الله . قالـت: "بــل أجيبوا الداعي إلى سـلطان الله، فإن كتاب الله مع سـلطان الله"...!!


ما أجمـل سؤال أم سلمة رضي الله عنها!! وما أدق جوابها، وأحسن إرشادها!! فـقـد وافـق رأيها رأي القائل: "الديـن أس، والسـلطـان حـارس، ومـا لا أس لـه فمهـدوم، ومـا لا حـارس لـه فضائـع". فالدين بتعالـيمه موجود بكتـاب الله، وسنـة رسوله صلى الله عليه وسلم. وسـلطان الله هو الحارس بـل والعامل بكتاب الله وسنـة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أجبنـا الداعي إلى كتاب الله، وتركــنـا الداعي إلى سـلطان الله أضعنـا كتاب الله، وعطــلنـا العمـل به وبسنـة رسول الله صلى الله عليه وسلم


إخــوة الإيمـان :أما إذا أجبنـا الداعي إلى سـلطان الله حفظنـا كتاب الله وسنـة رسوله صلى الله عليه وسلم لأن سـلطان الله هو الحارس لكتـاب الله وسنـة رسوله صلى الله عليه وسلم. وروي على لسان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنـه قال: "لا إسلام بـلا جماعة، ولا جماعة إلا بإمارة".


إن النـاظر المدقــق في قـول عمر يرى أن قـولـه هذا يـفيد بمنطـوقه ومفهومه أساس الحكم في الإسلام. فالإسلام هو الدين السماوي الذي أنزلـه الله على نـبيـه محمـد صلى الله عليه وسلم ليكـون دينا للعالمين، وقد نـسخ ما قـبلـه من الأديان بقوله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام ! ومن يبتـغ غـير الإسلام دينا فـلـن يـقبــل منه وهو في الآخرة من الخاسرين). ثـم جعـلـه المنهج الوحيد للبشر لسيروا عليه ويحتكموا إليه فقال تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتـبـع غـير سبيل المؤمنين نـولــه ما تولــى ونـصله جهنـم وساءت مصـيرا).


إخــوة الإيمـان: الإسلام ليس دينا نظريا، بــل هو دين عمـلي، أي منهج مـقرر للعمـل به في واقع الحياة، والمنهج العمـلي يحتاج إلى من يعمـلـه ويـفـعــلـه في الحياة، وهذا لا يتـم إلا بـوجود الجماعة التي تعتـنـقـه، وتـلتـزم بأحكامه، فـتجعـل منه قـيادة فكريـة لها، وتجعـل من أحكامه حـلـولا لمشكلاتها، وإذا لـم تـوجد هذه الجماعة لا يوجد الإسلام في واقع الحياة، ولـهذا قال عمر: "لا إسلام بلا جماعة".


أما إذا اعتـنـق الإسلام أفراد كما هو الحال في الأقطار الأجنبية فلا يعتـبر الإسلام موجودا في واقع الحياة، وكذلك هو غـير موجود في واقع الحياة في الأقطار التي تـسمي نـفسها إسلامية، لكون المجتمعات في تلك الأقطار تـسير على منـاهج مخـالفـة للإسلام، فالجماعة التي عـناها عمر هي التي تتـخذ الإسلام منهجا لها.


وأما قول عمر:"ولا جماعة إلا بإمارة". فالإمارة هي السـلطان الذي يدبـر شـؤون الجماعة، ويسيرها على منهج الله، فيــقـوم المعوج منها، ويـنـفـذ الأحكام عليها، فإذا لـم تـوجد الإمارة صارت أمور الجماعة فـوضى، وبالتـالي تـتـفرق وتخرج عن المنهج، وإذا خـرجت عن المنهج لم يعد الإسلام موجودا في واقع الحياة،و رحم الله الشاعر الذي قال :


لا يصـلـح النـاس فـوضى لا سراة لـهم
ولا سـراة إذا لـم تــرس أوتـــــاد


وإذا فوجود الإسلام في واقع الحياة مربوط بوجود الإمارة، والإمارة إذا كانت مـتــقيـدة في رعايتـها لشؤون النـاس بالإسلام فهي سـلطان الله، وإذا لـم تكـن مـتــقيـدة بـه، كانت سـلطانا للطـاغـوت، وسـلطان الطـاغـوت فـاسد على كــل حال.


إخــوة الإيمـان :أليس كتاب الله وسنـة رسوله بين أيديكـم إلا أنـهما معطـلان، قـد عـلــقـهما النـاس في المكتبات والسيـارات وعلى الجدران؟ ولقـد صدق القائـل: إن فرض إقامة السـلطان هو الفرض الذي تــقام به كــل الفـروض، ورحم الله الخــليفـة الثالث عـثمان بن عـفـان ـ رضي الله تعالى عنه ـ حين قال :"إن الله يزع بالسـلطـان ما لا يزع بالقـرآن ". فـسـلطـان الله أي الإمام هو الذي يـقاتـل من ورائه، ويـتــقـى بـه، فـبـه تـتـوحد كـلمة المسلمين، ويرهب جانـبهم، ويـنصف مظلـومهم، وبـه تـرجـع إليهـم عـزتـهم، ويـنفـضون غـبار الذل عن جـباههم، ويطبــقـون شرع ربهـم، وينشـرون الهدى بين النـاس، فـيه تزول الفـرقـة، وتـحمى البـيضة، وتـشحن الثــغـور بالجيـوش، فـتـحمي أعراضهم وأموالـهم، فـهو الراعي والحارس، وما لا حارس لـه فـضائع، كما هو حالـنـا اليوم، فـنحن أضيع من الأيتـام على مآدب اللــئام ورحم الله القائـل:


رسـول الله قــم وانـظر بـلادا *** تـقـحمها الـردى فـي كـل واد
تـرى الرايات فيهـا قـد أذلــت *** ولـطـخـت البيــارق بالسـواد
وأصـبحنـا كأنـا غـثـاء سيـل *** نـمـر بــلا حسـاب أو عـداد
أو الأيتـام قــد فـقـدوا أباهـم *** ولا أم تـــزودهـــم بـزاد
نـهيم على الوجـوه بكـل أرض *** ونـخضـع راكعيـن لكـل حـاد


وختامـــا: إخوة الإيمان نسأل الله عز وجل، في هذا اليوم المبارك من أيام شهر رمضان الفضيل، أن يعزنا بالأسلام وأن يعز الأسلام بنا وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة، وأن يجعلنا من جنودها الأوفياء المخلصين. إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه،


والسلام عليكـم ورحمة الله تعالى وبركاته.


أبو أبراهيم

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات- الإجتهاد في العشر الأواخر من رمضان

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1156 مرات

 

وردت في الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان الأحاديث التالية :


عن عليٍّ رضي الله عنه قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أيقظ أهله ورَفَع المِئْزَر ، قيل لأبي بكر - بن عياش أحد الرواة - ما رَفَعَ المِئزر ؟ قال : اعتزل النساء " رواه أحمد وابن أبي شيبة والبيهقي وأبو يعلى . ورواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح .

- وعن عائشة رضي الله عنها قالت :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره " رواه مسلم والنَّسائي والترمذي وابن ماجة وأحمد .
- وعنها رضي الله عنها قالت :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العَشْرُ أحيا الليل وأيقظ أهله وجدَّ ، وشدَّ المِئْزَر " رواه مسلم والبخاري وأبو داود والنَّسائي وابن ماجة وأحمد .

فهذه الأحاديث الشريفة تدل على مشروعية الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان ، وعلى إحيائها بالعبادة ، وعلى الحث على إيقاظ الأهل فيها لجني ما أعدَّ الله فيها لعباده العُبَّاد من خير وثواب .

إعداد أبي دجانة

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع