- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تكون النظرة المبدئية عند سماع قادة الغرب
تنتظر خطاب الرئيس الأمريكي ترامب، تنتظر خطاب رئيس وزراء يهود نتنياهو، تنتظر بفارغ الصبر ما سيقولون، البعض ينتظر لأنه يعلم يقينا أن مصائر الشعوب كلها تترتب بعد هذا الخطاب!
نعم في عالم مضطرب يموج بالأحداث، وتضجّ فيه الشاشات بخطابات الزعماء والرؤساء، يقف كثير من الناس مترقّبين، ينتظرون خطاب ترامب، يترقبون ما سيقوله نتنياهو، يصغون لتصريحات قادة الغرب، وكأن مصير الأمة مرهون بكلماتهم، ومستقبلها معلّق على جملٍ ينطقون بها، أو خطط يعلنونها!
والسؤال لماذا لا نتجه وبدرجة اليقين ذاتها لصاحب الخطاب الذي لا تنفك عراه حتى آخر الزمان، صاحب الخطاب الذي أعني هو صاحب القول الفصل وهو الله تعالى؟! ويا للعجب! كيف غفلنا عن خطاب الله؟! خطاب من لا يخلف الميعاد، ولا يتبدل قوله، ولا تخرّ أمامه الكلمات، خطاب الحق... الفصل... النور المبين؟!
إنّ الحقيقة الكبرى التي يجب أن نعود إليها هي أن أقدار البشر لا يصنعها البيت الأبيض، ولا يرسمها الكيان الغاصب، بل هي بيد الله سبحانه وتعالى، الذي قال وقوله الحق: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ﴾ فترامب حين يتحدث لا يتحدث ليغير مجرى التاريخ، بل يحاول أن يُنقذ ما تبقى من هيبة زائفة لدولة استعمارية أنهكها الإفلاس السياسي والأخلاقي، ويهود حين يُكثِرون من الخطابات، فهم إنما يصرخون من وجع الضربات، ولأنهم يرون نهايتهم تقترب.
أما نحن، أمة الإسلام، فعلينا أن نُحسن الإنصات لخطاب آخر؛ خطاب رب العالمين، الذي قال: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾، ولنتذكر قوله سبحانه: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي﴾ وقال عز وجل: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾، فهذه ليست شعارات، بل هي وعود ربانية، وعود من لا يُخلف الميعاد.
نعم، الطريق ليس سهلاً، والله سبحانه قد أخبرنا: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ﴾ وقال تعالى: ﴿إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾ فلماذا نجزع؟ ولماذا ننتظر من عدوّنا حلاً لأزمتنا؟!
ترامب لا يتحرك اليوم لأنه قوي، بل لأنه غارق، ولأنه يعلم أن الغلبة لم تعد له، وأن ما لم يأخذه بالحرب والتآمر، سيحاول أن يأخذه عبر خطة خبيثة سياسية، فيها الكثير من الخداع، والكثير من الحبال الممتدة لأدواته في بلادنا من الحكام الخونة والمنافقين.
لكننا نقول له، ولكل من وراءه: لن تُخدع غزة، ولن تُركع غزة، ولن تمرّ مخططاتكم ما دامت الأمة تحيا وفيها رجال كأهل غزة، وفيها من يعملون لإقامة الخلافة الراشدة التي تُعيد لهذه الأمة وحدتها، وسلطانها، وكرامتها.
وإلى أهلنا في غزة: الصبر، الصبر، فما النصر إلا صبر ساعة، والله ناصركم، وقد وعدكم ووعده الحق، والعاقبة للمتقين.
وإلى أبناء أمة الإسلام المخلصين الواعين: أفيقوا، واشحنوا الأمة بخطاب الله لا بخطابات الساسة، ولا تتركوا الناس تتيه في دوامة التحليلات والمناورات، بل أعيدوهم إلى المنبع الصافي، إلى الوعد الحق، إلى المشروع العظيم الذي يليق بأمة محمد ﷺ؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المحمود العامري – ولاية اليمن