الجمعة، 11 ربيع الثاني 1447هـ| 2025/10/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مسرحيةُ الاعترافِ بدولةِ فلسطين

 

ها هوَ العالمُ ينهض، أو هكذا يظن، ويصفق بحرارةٍ لقرارِ الاعترافِ بدولةِ فلسطين وفقَ حلٍّ للدولتين.

 

إنها الطبخةُ الأمريكيّةُ التي نضجت على نارٍ هادئة، قُدّمت للعالمِ كوجهِ سلامٍ؛ أبطالُها حكامُ السعودية، بينما الواقعُ لم يكن سوى علبةِ مسكّناتٍ "ماركة واشنطن".

 

السعوديةُ، بوقارها الرسمي، أدّت دورَ الميسّر لتقولَ للعالم ها نحن نقدّم المبادرةَ ونُتيحُها.

 

أما الإنجليزُ فقد سبقهم التاريخ حين أتى بهذا الكيانُ المشوَّهُ، مدعوماً بمشروعِ دولةٍ واحدةٍ، فلم ينجحوا في تمريرِه.

 

وبِدهاءِ واشنطن وخبثِها المعروفِ، أخرجت من جعبتها مشروعَ الدولتينِ وجعلت العالمَ يصوّت؛ أما الضميرُ العالميّ فقد "استيقظ" فجأةً من سباته العميق.

 

في الحقيقةِ، إنّ هذا الضميرَ المشوَّهَ لم يستيقظ؛ بل ما زال يتثاءبُ مستسلماً لخطا أمريكا ووعودها الخادعة. وها هوَ العالمُ يصفق للمشهد، بينما فلسطينُ غارقةٌ في دمائها تحتَ قصفِ قواتِ الاحتلال وطائراتِه التي لا تفرّق بين طفلٍ وشيخٍ وامرأةٍ، ليبقى المشهدُ مادةً في نشراتِ الأخبارِ وخطاباتِ الأممِ المجرمة.

 

إنها، باختصارٍ يا سادة، لعبةُ شطرنجٍ أمريكيةٌ تحرّكُ فيها واشنطنُ القطعَ، وتُوهمُ البقيةَ أنّهم أصحابُ قرارٍ.

 

النتيجةُ، للأسفِ، بقاءٌ وتمدّدٌ للكيانِ، والفلسطينيّون ينتظرون سرابَ الدولةِ الموعودة.

 

إنها مسرحيّةٌ كتبت فصولَها واشنطنُ ومُثِّلت على خشبةِ الأممِ المتحدةِ، بينما يجلس حكّامُ المسلمينَ في مقاعدِ المتفرّجينَ، حتى يظهر الوجهُ الحقيقيُّ للصفقةِ (ضياعُ الحقوقِ وتثبيتُ الاحتلال).

 

ليبقى العملاءُ الذين باعوا القضيةَ بثمنٍ بخسٍ على الكراسيِ الوفيرةِ والابتساماتِ العريضةِ في ممرّاتِ البيتِ الأبيضِ، يتزيّنُون بزِيٍّ عربيٍّ ويتحدّثون عن "السلام"؛ وهم في الحقيقةِ حملةُ مفاتيحِ السجونِ التي حُشرَت فيها شعوبُهم. يظنّون أنّهم رجالُ دولةٍ، وما هم في الحقيقةِ إلا صدى لأوامرِ أمريكا.

 

أيّها المسلمونَ، إنّ هؤلاء الخونةَ لا يفاوضون باسمِكم ولا يتحدّثون بلسانِكم؛ إنّما يتاجرون بدمائِكم على موائدِ الغرب. لقد جعلوا من القضيةِ الفلسطينيةِ سلعةً في سوقِ المساوماتِ، يبيعونها بأبخسِ الأثمانِ؛ فلا تخدَعْنَكُم شعاراتُهم ولا خطاباتُهم.

 

فالأرضُ لا تتحرّرُ بقراراتِ الأممِ المتحدةِ ولا بتصفيرِ العالمِ أو تصفيقِه؛ إنّما تتحرّرُ حين تنهضُ الأمةُ وتدركُ أنّ وعدَها قد حان. وعلى الأمةِ أن تدركَ أنّ الخلاصَ الحقيقيَّ لا يكون على أيدي هؤلاء الرويبِضاتِ، بل عليها أن تُعيدَ مجدَ أجدادِها التليدَ، وأن تتذكّرَ أنّ وعدَ اللهِ آتٍ لا محالةَ بإذنِ الله.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مؤنس حميد – ولاية العراق

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع