- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا لها أياديها القذرة في كل صراع... والسودان ليس استثناءً
(مترجم)
على مدى العقد الماضي، كشفت أمريكا عن نفسها كمدبر لبعضٍ من أبشع وأعنف الصراعات في العالم. من روسيا وأوكرانيا إلى الهند وباكستان، إلى الصين وتايوان، إلى سوريا والعراق وأفغانستان واليمن وكينيا ومالي والكاميرون، وهذه أمثلة قليلة فقط! ومع ذلك، لم يكشف أيٌّ منها أمريكا أكثر من دعمها وتورطها السّافر في الإبادة الجماعية التي تُرتكب في غزّة ضدّ أهل فلسطين. قبل العدوان على غزة وحصارها الشامل وتدميرها، لم يكن الكثيرون يدركون مدى قذارة الحكومة الأمريكية وكيف أنها قادرة على تحريك اللاعبين كما لو كانوا بيادق على رقعة شطرنج. انكشف زيف هذه الخدعة رغم عقود من الدعاية الأمريكية التي روّجت لفكرة أنّ تورطها يقتصر على تعزيز الديمقراطية، وإزاحة الطغاة، وتطبيق القانون الدولي، أو حماية حقوق الإنسان، وما إلى ذلك. ومع تصاعد العنف ضدّ الشعب الفلسطيني، اتضح جلياً أن أمريكا هي من تُقدّم الأسلحة والدعم المالي اامليشيات والحكومات المتحاربة (وأحياناً لكلا الجانبين)، وأنها تُهمل القوانين الدولية، وأنها تُشوّه وتُعذّب وتغتصب وتقتل، وأنها، رغم ادعائها بأنها نصيرة العدالة، ترتكب في الواقع أعمال عنف ضدّ المدنيين الأبرياء يومياً في جميع أنحاء العالم. إنهم لا يدعمون كيان يهود فحسب، بل يدعمون أيضاً الطغاة والحكام غير الشرعيين والمليشيات والفصائل في جميع أنحاء العالم. بهذا الإدراك، يجب أن نفهم أنّ العنف والفوضى اللذين يحدثان في السودان لا يختلفان من حيث هوية اللاعبين الدوليين، وأنهما لا يحدثان في فراغ.
لطالما كان النظام السوداني في أيدي قوة دولية، بدءاً من بريطانيا، التي دبرت استقلال السودان المزيف عام 1956، ولكن سرعان ما انتقل إلى أيدي أمريكا بعد صعودها كقوة عظمى في العالم. ولأسباب عديدة بما في ذلك موارد السودان الثمينة للغاية وموقعه الجيوسياسي الاستراتيجي، تحاول الدول الغربية باستمرار الحصول على نصيبها من الكعكة. تحاول دول مثل روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا كسب موطئ قدم باستخدام وكلائها، مثل بريطانيا مع الإمارات، أو باستخدام المرتزقة مثل روسيا عبر مجموعة فاغنر، أو باستخدام النفوذ الاقتصادي مثل الصين. ومع ذلك، لم يتمكن أحد من التغلب على سيد الدمى، أمريكا، في لعبتها الاستعمارية الجديدة. من ناحية أخرى، تستخدم أمريكا تكتيكات مختلفة للحفاظ على قبضتها على السودان، مثل دعم الفصائل العسكرية المختلفة هناك والانخراط في مناورات خفية مختلفة لمنع حكومة مدنية من تولي السلطة في البلاد. وتستخدم أمريكا أيضاً وكلاءها مثل السعودية والإمارات ومصر وتركيا باعتبارهم "لاعبين وسطاء"، ما يسمح لهم بلعب دور في المنطقة، طالما ظل ذلك الدور ضمن حدود السياسة الأمريكية.
حركة أنيانيا، في الجنوب، كانت كائنا وُلِد من الحرب الأهلية الأولى وأنتجت حركة تحرير جنوب السودان المدعومة من أمريكا والمبشرين النصارى. وضعت أمريكا أُسسها لانفصال جنوب السودان في نهاية المطاف وسيطرتها من خلال دعمها للحركة الشعبية لتحرير السودان، إلى جانب علاقة عمر البشير الخيانية معهم، ومشاركتهم في قيادة اتفاقية نيفاشا. بعد أن رأت أمريكا خطتها لفصل جنوب السودان، وضعت أعينها على منطقة دارفور، التي كانت تستخدمها بريطانيا سابقاً كوسيلة للاحتفاظ بأي بقايا من السيطرة التي كانت لديها من قبل من خلال تأجيج الحروب هناك. ومع ذلك، وكالعادة، تستخدم أمريكا نفوذها وأموالها وتهديداتها لإحباط أي خطط تتعارض مع خططها. واليوم، تحافظ أمريكا على سلطتها من خلال الرجال على كلا الجانبين الذين يقاتلون على الأرض. عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي منذ الانقلاب وقائد القوات المسلحة السودانية، وكذلك محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع. تسيطر أمريكا على القوات المسلحة السودانية عبر وكيلتها، السعودية، التي تُرسل الأموال إلى القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، عبر وكيلها حميدتي. ورغم ولاء حاكمها لبريطانيا، استمرت الإمارات في دعم هذه القوات وعميل أمريكا حميدتي، أملاً في كسب بعض النفوذ عليه وعلى أتباعه إذا ما نجحت خطة أمريكا وانقسم السودان مرةً أخرى. يا له من أمر مخزٍ أن يقاتل البرهان وحميدتي بدماء الشعب السوداني لا لشيء إلا خدمة مصالح أمريكا في فصل دارفور عن السودان، تماماً كما فعلت عندما فصلت جنوب السودان!
إلى أهل السودان، أودّ أن أترككم مع هذا النداء من أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة في جواب سؤال صادر بتاريخ 23 ذي القعدة 1446هـ الموافق 21 أيار/مايو 2025م:
"أيها الأهل في السودان.. إننا نناديكم، فتداركوا الأمر قبل الندم ولات حين مندم.. وخذوا على رقاب الطرفين المتقاتلين وأطروهما على الحق أطرا.. وانصروا حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة، ففيها عز الإسلام والمسلمين وذل الكفر والكافرين.. ورضوان من الله أكبر.. ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾".
لمزيد من التحليل المفصل للوضع في السودان من الماضي إلى الحاضر، أحثكم على قراءة هذه المقالات، والبحث في الموقع عن المقالات العديدة التي كتبها أمير حزب التحرير، وكذلك الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان.
جــواب ســؤال: قضية البشير مع المحكمة الدولية، وحقيقة تخفيف التصعيد بين أوروبا وأمريكا حول السودان
جواب سؤال: رفض حركة العدل والمساواة توقيع وثيقة الدوحة للسلام في دارفور
جواب سؤال: هجمات المسيّرات وتطورات الحرب في السودان
بيان صحفي: يا حكومة البشير، متى أصبح السودانُ ولايةً أمريكية؟!
بيان صحفي: الاستعمار الأمريكي يصفع البرهان ويعوم حميدتي بالرغم من جرائمه بحق أهل السودان
بيان صحفي: الساسة في السودان ينفذون مؤامرات أمريكا لتمزيق البلاد!
#أزمة_السودان #SudanCrisis
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سارة محمد – أمريكا