الإثنين، 17 صَفر 1447هـ| 2025/08/11م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

خيانة الدول العربية: تصدير الأغذية للعدو الغاصب الذي يُجَوِّع أهل غزة!

 

 

في مشهد يُدمي القلوب ويُبكي العيون، يُقتل أهل غزة جوعاً وقصفا، بينما تصدّر الدول العربية الخضروات والفواكه والزيوت إلى الكيان الغاصب، وتفتح له أبوابها التجارية مشرعة، فتزوّده بالوقود والغذاء اللازم لمواصلة عدوانه، وتمنع ذلك عن أطفال غزة الذين يصرخون من الجوع والمرض والعطش! إنها صورة تجلّي الخيانة العظمى في أبرز صورها.

 

كشفت تقارير رسمية موثقة من مصادر دولية متعددة مثل (COMTRADE، Middle East Eye، Morocco world news) أن دولاً عربية عدة - أبرزها مصر، والمغرب، والإمارات، والأردن - تواصل تصدير منتجات غذائية إلى كيان يهود في ذروة عدوانه على غزة. فتصدّر مصر وحدها تحضيرات غذائية بقيمة ملايين الدولارات شهرياً، والمغرب ترسل العصائر والسكريات، والإمارات تصدر سلعاً متنوعة عبر الممر البري، بينما تُغلق المعابر وتُمنع المساعدات من الوصول إلى أهلنا المحاصرين في غزة.

 

أي خيانة أعظم من أن يُجَوَّع المسلم ويُطعم العدو؟! أي عار هذا الذي يجعل الخضار المصرية والمغربية تُعرض في أسواق يهود، بينما لا تجد أسر غزة حبة طماطم أو كيس طحين؟!

 

إن كيان يهود هو كيان غاصب لأرض المسلمين، وجوده في فلسطين حرام شرعاً، وهو عدو يجب قتاله لا محاورته، واستئصاله لا التعايش معه. وما يقع في فلسطين هو عدوان على أرض الإسلام، وقتل لإخواننا المسلمين، والواجب الشرعي تجاهه ليس البيانات ولا الشجب ولا تصدير الخضروات، بل تحريك الجيوش لقتاله واقتلاعه من الجذور. وإن أي علاقة؛ تجارية كانت أو سياسية أو أمنية مع كيان يهود هي خيانة لله ورسوله، وهي نقض للعقيدة الإسلامية، وموالاة للكافرين، قال ﷺ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ»، فكيف تُسلم الأنظمة إخواننا في غزة وهم يُذبحون جوعاً، بينما تمدّ العدو بالغذاء؟!

 

لم يعد خافياً أن هذه الأنظمة لا تحاصر غزة فقط، بل تحاصر الأمة كلها. فبينما تُغلق معبر رفح بوجه الجرحى والمساعدات، تُفتَح المعابر التجارية أمام منتجات كيان يهود والعلاقات الاستخباراتية. وحين يُطلب من هذه الأنظمة السماح بمرور القوافل الإنسانية تُماطل وتختلق الأعذار، لكنها تُسهّل مرور المنتجات إلى ميناء حيفا!

 

وفي الوقت الذي يُمنع فيه إدخال أكياس الحليب لأطفال غزة، تُرسل شاحنات السكر والعصير إلى أسواق المحتل، في مشهد يجعل حتى العدو يستغرب من سخاء هذه الأنظمة، ويعترف - كما ورد في صحيفة "ذا ماركر" العبرية - أن مصر تصدّرت قائمة الدول العربية التي ضاعفت صادراتها لكيان يهود رغم العدوان على غزة. فأي عار أكبر من أن يخرج العدو نفسه ممتناً للأنظمة العربية على دعمها الاقتصادي في ظل الحرب؟!

 

إن الواجب الشرعي اليوم على جيوش المسلمين أن تتحرك فوراً لتحرير فلسطين كاملة، من النهر إلى البحر، وإسقاط الأنظمة التي تُطبع وتخون وتُغلق الأبواب بوجه الدم المسلم وتفتحها للعدو. ففلسطين لا تحرر بالتفاوض، ولا بالمساعدات، بل بالقوة، وما يقع اليوم في غزة لا يُحتمل، ويجب على كل مسلم قادر أن يتحرك في وجه أنظمة الخيانة، ويدعو الجيوش للانقلاب على حكامهم الخانعين، وإقامة الخلافة الراشدة التي توحّد الأمة وتقتلع كيان يهود اقتلاعاً.

 

إن التطبيع، والتبادل، واتفاقات التجارة الحرة، والممرات البرية... كلها تسميات خادعة لحقيقة واحدة: التحالف مع العدو المحتل ضد الأمة. وهذه العلاقات لا يجوز تبريرها بمصالح اقتصادية أو اتفاقات دولية، لأن كل ما يُخالف حكم الله فهو باطل. ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْوالنصوص القطعية في تحريم التبادل مع العدو الحربي، وتحريم تسليمه ما يُقويه أو يُعينه على الظلم، لا تقبل التأويل. بل إن ديننا يحرم بيع العنب لمن يتخذه خمراً، فكيف بمن يبيع الغذاء والدواء لمن يقتل أهل الإسلام؟!

 

أيها المسلمون، يا أهل الكنانة، يا أهل المغرب، يا أهل الشام، يا أهل الخليج... إن ما يجري في غزة هو امتحان عظيم، وإن الأمة اليوم تعيش لحظة فارقة، فإما أن تنتصر لأرضها ودينها وتحرّر مقدساتها، أو تستمر تحت نير الخيانة والذل.

 

إن الجيوش التي تملك القوة هي القادرة على الحسم، وإن سكوتها عن نصرة فلسطين جريمة، ومشاركتها في تصدير الغذاء للعدو خيانة كبرى. قال ﷺ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ ...». وإن أكبر المنكرات اليوم هو بقاء كيان يهود قائماً، ودعم العدو المحتل بالمواد الغذائية، وتجويع أهل غزة، وخيانة الحكام المتواطئين.

 

ورغم هذا الواقع المظلم وما فيه، فإن الأمة لم تمت، وإن شعوب المسلمين تُدرك من هو عدوها ومن خانها، وتتحين اللحظة للانقضاض على الطغاة والعملاء، وإعادة سلطان الإسلام، وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تُنهي هذه المهزلة، وتحرر المسجد الأقصى، وتعيد فلسطين كاملة إلى حضن الأمة.

فليكن صراخنا:

 

جوع أهل غزة لا يقابله إلا زحف الجيوش لا تصدير الغذاء لليهود.

نصرة فلسطين لا تكون بالمفاوضات، بل بالسلاح والدماء والتضحيات.

العلاقات مع كيان يهود خيانة، مهما تلونت بالأسماء.

الجيوش إلى الأقصى، إلى تحرير المقدسات ونصرة المستضعفين.

 

﴿انْفِرُوا خِفَافاً وَّثِقَالاً وَّجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمود الليثي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع