الجمعة، 07 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

وقفة مع آية

 

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾

 

 

هذه الآية تحذير رباني شديد، موجّه لكل من يحمل نور الحق ثم يخفيه. فالكتمان هنا ليس مجرد خطأ فكري، بل جريمة تُطفئ نور الهداية وتفتح الطريق أمام الباطل ليتمكن.

 

نزلت الآية أولاً في علماء أهل الكتاب الذين عرفوا الحق وكتموه، لكنها اليوم تنطبق على كل من يكتم أحكام الله، أو يجمّل الأنظمة الوضعية، أو يسكت عن بيان الحق من أجل سلطان أو دستور أو قانون.

 

وفي واقعنا نرى صوراً متعددة من هذا الكتمان: علماء يبررون للحكام ويخفون أن الحكم بما أنزل الله فرض، وأن الحكم بغيره كفرٌ بيّن... خطباء يتحدثون عن التوحيد، ثم يمدحون الديمقراطية والحدود الوطنية، مع أن الإسلام أمة واحدة ودولة واحدة... دعاة يعلمون أن الشرع يوجب إقامة الخلافة، لكنهم يسكتون حتى لا يُغضبوا الأنظمة... سياسيون ينتسبون للإسلام، لكنهم يخفون حقيقة أن التشريع لغير الله باطل لا يجوز الرضا به.

 

هذا كله داخل في قوله تعالى: ﴿أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾، أي يطردهم الله من رحمته، ويلعنهم كل من تأذّى من كتمانهم للحق.

 

وفي المقابل فإن منهج حزب التحرير قائم على إظهار البينات والهدى كما هي، بلا خوف ولا مجاملة، وبالصدع بأن طريق الأمة هو إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وأن كل الأنظمة القائمة اليوم باطلة لا يجوز الرضا بها.

 

فالآية دعوة واضحة: إمّا أن تكون من أهل البيان، أو من أهل الكتمان، والأمة اليوم بحاجة لمن يصدع بالحق، لا لمن يسكت عنه.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مؤيد الراجحي – ولاية اليمن

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع