- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
التنازع بين البشر أسبابه وعلاجه
أولا: تعريف التنازع:
أ- التنازع بالمعنى اللغوي
الأصل اللغوي: من الفعل "نَزَعَ"، الذي يعني الجذب، السحب، والإزالة.
التنازع: هو التجاذب والتدافع بين طرفين أو أكثر، حيث يحاول كل طرف جذب الأمر لنفسه.
مثال: يُقال: "تنازع الرجلان على الشيء" أي تجاذبا واختلفا عليه.
ب- التنازع بالمعنى الشرعي (في القرآن والسنة)
في القرآن الكريم، وردت مادة (نزع) في مواضع عدة، وأشهر استخدام لكلمة "تنازع" جاء في سياق النهي عن الخلاف والنزاع: النهي عن التنازع (الاختلاف) لأنه يؤدي إلى الضعف:
الآية: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [سورة الأنفال: 46].
المعنى الشرعي هنا: النهي عن الاختلاف والتصارع بين المسلمين، لأن ذلك يؤدي إلى: الفشل، وذهاب القوة والشجاعة (ريحكم). وهو تحذير من التفرقة التي تُضعف الأمة.
معان أخرى لمادة (نزع) في القرآن: السحب والإزالة: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ﴾ [الأعراف: 43]، أي أزلنا وأخرجنا.
الانتزاع بالقوة: ﴿فَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ﴾ [الأعراف: 108].
جـ- التنازع بالمعنى الاصطلاحي (في العلوم الإسلامية)
يختلف المعنى الاصطلاحي حسب العلم:
في علم أصول الفقه:
"تنازع الأدلة" يعني تعارض دليلين شرعيين ظاهرياً، فيحتاج المجتهد إلى الجمع بينهما أو الترجيح.
في السياسة الشرعية:
"التنازع على السلطة" يعني الصراع والاختلاف على الحكم، وهو محرم لأنه يؤدي إلى الفتنة.
ثانياً: أسباب التنازع بين البشر
* أصل المشكلة (التنازع): الغرائز وحاجة الإشباع
خلق الله الإنسان وزرع فيه غرائز وحاجات عضوية (كالجوع، العطش، الجنس) يحتاج إلى إشباعها. والمشكلة ليست في وجود هذه الغرائز، بل في طريقة إشباعها، وعندما يُترك الناس دون توجيه رباني، يسعون لإشباع غرائزهم بطرق خاطئة تسبب التنازع والصراع، والسبب الرئيسي لذلك: عدم فهم أن الإسلام لم يحرم إشباع الغرائز، بل نظمها بضوابط تحقق التوازن.
أمثلة على إشباع الغرائز بطريقة خاطئة تسبب التنازع:
1- غريزة البقاء (البقاء/التملك)
* من مظاهرها: حب التملك والرغبة في البقاء والسيطرة على الموارد.
* سبب التنازع: عندما تُشبع بشكل فردي وأناني دون ضوابط وأنظمة مثل الرأسمالية التي تجعل المنافسة غير المنضبطة أساساً للاقتصاد ومنها كالأسباب التالية:
أ- أسباب نفسية وفردية:
مثل الأنانية وحب الذات: تفضيل المصلحة الشخصية على المصلحة العامة
والغرور والكبرياء: الاعتقاد بالأفضلية ورفض آراء الآخرين.
الحسد والضغينة: عدم تقبل نجاح الآخرين أو امتلاكهم للخيرات.
ب- أسباب مجتمعية واقتصادية:
مثل المنافسة على الموارد: الصراع على الثروة، الماء، الأراضي، أو الوظائف.
والفوارق الطبقية: اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
والبطالة والفقر: يخلقان بيئة خصبة للتوتر والجريمة.
جـ- أسباب سياسية:
مثل الصراع على السلطة: بين الأحزاب، الجماعات، أو الدول.
والظلم والفساد: يؤدي إلى السخط والثورة.
والتدخل الخارجي: قد يفتعل النزاعات لخدمة مصالحه.
** نتيجة الإشباع الخاطئ:
- الصراع على الثروات (النفط، المياه، الأراضي).
- الحروب الاقتصادية والاستعمار.
- الظلم المجتمعي والطبقي.
2- غريزة النوع (الجنس/التكاثر)
* من مظاهرها: الرغبة في التكاثر وإشباع الدافع الجنسي.
* سبب التنازع: عندما تُشبع بالزنا والإباحية
** نتيجة الإشباع الخاطئ:
- الصراع على النساء (الخطف، الاغتصاب).
- تفكك الأسر وانتشار الأمراض.
- الصراعات العائلية على النسب والميراث.
3- غريزة التدين (التعبد/العقيدة)
* من مظاهرها: الحاجة الفطرية للعبادة والخضوع لقوة أعلى.
* سبب التنازع: عندما تُوجّه في عبادة غير الله كعبادة الطواغيت والأفكار المنحرفة ومن أمثلتها كالآتي:
أ- أسباب ثقافية وفكرية:
مثل الاختلاف في المعتقدات: الدين، العقيدة، أو القيم.
والتعصب: التعصب للعرق، القبيلة، أو المذهب.
وسوء الفهم: نتيجة لاختلاف اللغات أو العادات أو التقاليد.
** نتيجة الإشباع الخاطئ:
- الحروب العقائدية (الطائفية، التكفير).
- الصراع بين الأديان والمذاهب.
- الاستبداد الفكري والديني.
ثالثاً: المبدأ الأساسي للمعالجة:
العلاج لا يكون بكبت الغرائز بل بتنظيم إشباعها وفق منهج الله تعالى، الذي خلق هذه الغرائز وهو أعلم بكيفية تسخيرها لتحقيق الاستخلاف والعمران، كذلك توجيهها بالطريقة الصحيحة ضمن إطار شرعي يحقق التوازن الفردي والمجتمعي.
1- معالجة التنازع الناتج عن غريزة البقاء (التملك والسيطرة والسلطة)
من مظاهر التنازع ما يأتي:
أ- الصراع على الثروات والموارد.
* العلاج الإسلامي:
• تحريم الاحتكار
عن معمر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ» (رواه مسلم)
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي الله ﷺ قال: «الجَالِبُ مَرْزُوقٌ، وَالْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ» (رواه ابن ماجه)
• إقرار مبدأ التكافل
قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ (سورة المائدة: 2)
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» (متفق عليه)
* الآلية التطبيقية:
• إلزام الأغنياء بالزكاة
قال تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾ (سورة التوبة: 103).
وقال تعالى: ﴿وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ (سورة الأنعام: 141).
وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ (سورة المعارج: 24-25).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهُ إِلَّا أُحْمِيَ عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُجْعَلُ صَفَائِحَ فَيُكْوَى بِهَا جَبِينُهُ وَجَنْبُهُ وَظَهْرُهُ» (متفق عليه).
• تشجيع الصدقات
قال تعالى: ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ﴾ (سورة البقرة: 261).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» (رواه مسلم).
• تحريم كنز الأموال
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (التوبة: 34).
ب - التنازع على المناصب والسلطة
* العلاج الإسلامي:
* تطبيق نظام الشورى والبيعة
الآلية التطبيقية:
1- شروط الخليفة: الإسلام، الذكورة، العدالة، الكفاءة، العلم بالشرع.
2- خطوات التطبيق
• ترشيح مجلس الشورى لعدد من المرشحين.
• عرض المرشحين على الأمة للاختيار.
• المبايعة العامة من ممثلي الأمة.
• المبايعة الخاصة (أهل الحل والعقد).
3- ضمانات النزاهة
• الشفافية الكاملة في عملية الاختيار.
• حق الأمة في محاسبة الخليفة وعزله إذا انحرف
* جعل السلطة أمانة ومسؤولية لا مغنماً
الآلية التطبيقية:
1- المسؤولية أمام الله ثم الأمة
• القسم: يؤدي الخليفة والقادة القسم على تطبيق الشرع.
• المحاسبة اليومية: يجب أن يقدم تقريراً دورياً عن أعماله.
2- منع الاستئثار بالمال
• رواتب محددة من بيت المال.
• منع التملك من أموال الدولة.
3- التطبيق العملي
مثال عمر بن عبد العزيز: كان يرفض هدايا الدولة ويقول: "هذا مال المسلمين".
• النهي عن التنازع على السلطة كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا﴾
آلية التطبيق:
1- منع تعدد المرشحين
• يرفع مجلس الشورى اسم مرشح واحد فقط للأمة.
2- التحذير من الفتنة
• عقوبة المفسد: من يحاول إثارة الفتنة يعاقب عقوبة رادعة.
3- الالتزام بالطاعة
• طاعة ولي الأمر في المعروف.
• تحريم الخروج إلا بكفر بواح.
جـ- الظلم الاقتصادي
* العلاج الإسلامي:
• تطبيق نظام اقتصادي عادل يحقق التوزيع المتوازن للثروات
* الآلية التطبيقية:
• منع الربا
قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾ [البقرة: 275]
وقال تعالى: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ [البقرة: 276]
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة: 278]
وعن جابر رضي الله عنه قال: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ» (رواه مسلم)
• تحريم الغش
قال تعالى: ﴿وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [ص: 24]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا» (رواه مسلم)
وكان النبي ﷺ يمر على الصبرة من الطعام فيدخل يده فيها، فإن وجد بللاً قال: «مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟» (رواه البخاري)
• تطبيق نظام الإرث
قال تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ﴾ [النساء: 11]
وقال تعالى: ﴿وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ﴾ [النساء: 12]
• ضمان الحد الأدنى للمعيشة.
على الدولة أن تضمن للفرد الحاجات الأساسية كالمأكل والمشرب والمطعم والملبس.
• إحياء مفهوم الملكية العامة (الماء والكلأ والنار)
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلاَثٍ: الْمَاءِ، وَالْكَلَأِ، وَالنَّارِ» (رواه أبو داود)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لاَ يُمْنَعُ فَضْلُ الْمَاءِ لِيُمْنَعَ بِهِ الْكَلَأُ» (متفق عليه)
د- الحروب والاستعمار
* العلاج الإسلامي:
• فرض الجهاد دفاعاً عن الحقوق
• ردع المعتدي.
* الآلية التطبيقية:
• إعداد القوة العسكرية
قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ [الأنفال: 60].
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ» (رواه مسلم)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «المُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ» (رواه مسلم).
• توحيد الصف
قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103].
وقال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: 46].
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» (متفق عليه)
• عدم ترك الثغرات للعدو
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ﴾ [النساء: 71].
وقال تعالى: ﴿وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ﴾ [التوبة: 5]
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا» (متفق عليه).
وعن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: «حَرَسٌ لَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ» (رواه النسائي).
٢- معالجة التنازع الناتج عن غريزة النوع (الجنس والتكاثر)
من مظاهر التنازع ما يأتي:
أ- الفساد الأخلاقي.
* العلاج:
• تحريم الزنا ومقدماته
قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً﴾ [الإسراء: 32]
وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الذين آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 19]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا، مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الْإِصْغَاءُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ» (متفق عليه)
• الأمر بالعفاف وغض البصر
قال تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ﴾ [النور: 30]
وقال تعالى: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ﴾ [النور: 33]
وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «يَا عَلِيُّ، لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ» (رواه أبو داود)
• منع السبل المؤدية إلى الفساد الأخلاقي
قال تعالى: ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ﴾ [الأحزاب: 33]
الآلية التطبيقية:
• تطبيق حد الزنا
قال تعالى: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ﴾ [النور: 2]
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «خُذُوا عَنِّي، خُذُوا عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ» (رواه مسلم)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لَعَنَ اللَّهُ الزَّانِيَ وَالزَّانِيَةَ» (رواه البخاري)
• تربية النشء على الحياء
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ﴾ [النور: 58]
وقال تعالى: ﴿وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا﴾ [النور: 59]
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» (رواه البخاري)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ» (متفق عليه)
• تيسير سبل الزواج
قال تعالى: ﴿وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ﴾ [النور: 32]
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ رَزَقَهُ اللَّهُ امْرَأَةً صَالِحَةً فَقَدْ أَعَانَهُ عَلَى شَطْرِ دِينِهِ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ فِي الشَّطْرِ الْبَاقِي» (رواه الطبراني)
• منع التبرج والسفور والفواحش الظاهرية والباطنية
قال تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور: 31]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا» (رواه مسلم)
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «أَيُمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ» (رواه الترمذي)
ب- تفكك الأسرة.
* العلاج:
• إقرار نظام الزواج الشرعي
قال تعالى: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ﴾ [النور: 32]
وقال رسول الله ﷺ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ» (متفق عليه)
• تحديد الحقوق والواجبات
قال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [البقرة: 228]
وقال رسول الله ﷺ: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ» (رواه الترمذي)
الآلية التطبيقية:
• تشجيع الزواج: من الكتاب من حيث إنه:
1- سكن وطمأنينة
قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21]
2- سبيل للعفة
قال تعالى: ﴿وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ﴾ [النور: 32]
وتشجيع الزواج: من السنة من حيث إنه:
1- نصف الدين
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ رَزَقَهُ اللَّهُ امْرَأَةً صَالِحَةً فَقَدْ أَعَانَهُ عَلَى شَطْرِ دِينِهِ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ فِي الشَّطْرِ الْبَاقِي» (رواه الطبراني)
2- سنة المرسلين
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: «النِّكَاحُ مِنْ سُنَّتِي، فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» (رواه ابن ماجه)
3- حفظ للدين والعرض
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ: الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ» (رواه الترمذي)
4- تكاثر الأمة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ» (رواه أبو داود)
• تحريم الطلاق بدون مبرر
قال تعالى: ﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة: 229]
وقال رسول الله ﷺ: «أَبْغَضُ الْحَلَالِ إِلَى اللَّهِ الطَّلَاقُ» (رواه أبو داود)
• نشر ثقافة المودة والرحمة
قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21]
وقال رسول الله ﷺ: «لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقاً رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» (رواه مسلم)
جـ- الاختلالات الاجتماعية
العلاج:
الفصل بين الجنسين في المواطن التي يخشى فيها الفتنة وحتى في مجالات العمل والتعلم المشروعة.
الآلية التطبيقية:
• وضع ضوابط للاختلاط
• ترسيخ مفهوم الحجاب والعفة.
رابعاً: معالجة التنازع الناتج عن غريزة التدين (التعبد – والعقيدة)
* من مظاهر التنازع مما يأتي:
1- توجيه التعبد لرب واحد ونبذ الفرقة والصراع المذهبي
* العلاج الإسلامي
• توحيد مصدر التلقي (الكتاب والسنة)
قال تعالى: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ [النساء: 59]
وقال تعالى: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: 10]
وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» (رواه أبو داود)
• التحذير من البدع والاختلاف
قال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران: 105]
وقال تعالى: ﴿أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ [الشورى: 13]
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» (متفق عليه)
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان رسول الله ﷺ يقول: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» (رواه مسلم)
* الآلية التطبيقية
• الدعوة إلى منهج السلف الأولين
قال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ﴾ [التوبة: 100]
• ترك التعصب للأشخاص والمذاهب، وقبول الحق من أي مذهب كان
• احترام اجتهادات العلماء في المسائل الفرعية، وعدم الإنكار في مسائل الخلاف السائغ
2- التطرف والغلو
* العلاج الإسلامي
• الدعوة إلى الوسطية والاعتدال
• رفض التكفير بالمعاصي
• التفريق بين الثوابت والاجتهادات
* الآلية التطبيقية
• تفنيد شبهات المتطرفين
• نقد الأفكار المنحرفة بالحجة والبرهان
3- الاستبداد الديني
* العلاج الإسلامي
• إقرار مبدأ الشورى
• منع احتكار تفسير النصوص
* الآلية التطبيقية
• إتاحة حق الاجتهاد ضمن ضوابط شرعية
• منع إسكات العلماء
ومن الأسباب التي جعلت هذه الثغرات تمكن العدو من انتهازها في نفخ سمومه بين الأوساط بحيث إنه شجع ما يأتي:
1- إشاعة الروابط الجاهلية: مثل العنصرية القومية أو الطائفية (العربية ضد الفارسية أو التركية، والسنة ضد الشيعة)، والتي تغذيها الأنظمة الحاكمة لتحقيق مصالحها وإلهاء الأمة عن قضيتها الأساسية.
2- التبعية للقوى الدولية: حيث يؤدي خضوع الحكام لأجندات القوى الخارجية (مثل أمريكا وحلفائها) إلى إثارة الصراعات الداخلية وتمزيق النسيج المجتمعي لخدمة مصالح تلك القوى.
3- الفهم الخاطئ للمجتمع: إن بعض الجماعات الإسلامية تساهم في الإشكالية بفهمها الخاطئ بأن إصلاح المجتمع يتم فقط من خلال إصلاح الأفراد فرداً فرداً، بينما يرى حزب التحرير أن المجتمع كيان له مقوماته الخاصة (الأفكار والمشاعر والنظام) التي تحتاج إلى تغيير جذري على مستوى النظام العام وليس الأفراد فقط.
ولا يمكن التخلص من هذه إلا عن طريق:
1- إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي تُعتبر الحل السياسي الوحيد الذي يزيل الأنظمة القائمة على الروابط الجاهلية ويوحد المسلمين تحت راية العقيدة الإسلامية، ما يقطع دابر أسباب التنازع من جذورها.
2- توحيد الأمة تحت رابطة العقيدة الإسلامية: جعل الإسلام هو الرابط الوحيد والأساسي، وإلغاء كافة الروابط الأخرى التي تسبب الفرقة، مثل القومية والوطنية، استناداً إلى مبدأ ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾.
3- رفض المشاركة في الأنظمة القائمة ورفض العنف: حيث يجب أن تلتزم الأمة بمنهج عمل سياسي فكري سلمي وترفض المشاركة في الأنظمة التي تراها جاهلية، كما يجب أن ترفض استخدام العنف كوسيلة للتغيير، معتمدة على نشر الوعي وطلب النصرة من أهل القوة والمنعة لإقامة الخلافة.
وأي تنازع ليس قدراً محتوماً، بل هو مرض له علاج واضح. والعلاج الناجع لا يكون بمعالجة الأعراض (مثل محاولة التوفيق بين الأنظمة المتصارعة)، بل بإزالة السبب الأساسي، أي غياب دولة الإسلام، والعمل على إقامتها لتوحيد الأمة وتحرير إرادتها.
وأخيراً فإن العلاج عند حزب التحرير هو نظام الإسلام الشامل:
- لا يكفي توجيه الأفراد أخلاقياً، بل يجب إقامة نظام كامل يضبط إشباع الغرائز للجميع.
- هذا النظام هو دولة الخلافة التي تطبق الإسلام في:
- النظام الاقتصادي: يحرم الربا والاحتكار، ويوجب الزكاة، ليمنع التنازع على المال.
- النظام الاجتماعي: يحرم الزنا ويأمر بالزواج، ليحفظ الأنساب والأعراض.
- نظام العقوبات: يقيم الحدود لردع الظالمين.
- النظام السياسي: يوحد الأمة تحت قيادة واحدة تمنع التشرذم.
** الخلاصة من ذلك كله أن الغرائز نفسها ليست شراً، بل هي محايدة. والشر يكمن في طريقة إشباعها، والحل ليس بكبت الغرائز، بل بتوجيهها عبر نظام إسلامي شامل. والنتيجة بعد ذلك أنه عندما تُشبع الغرائز بالطريقة الصحيحة، تتحول من مصدر للتنازع إلى مصدر للتعاون والاستقرار.
كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فادي السلمي



