الثلاثاء، 01 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
انعقدت قمة منظمة الدول التركية في وقت بلغ فيه القمع والعنف ضد المسلمين ذروته

بسم الله الرحمن الرحيم

 

انعقدت قمة منظمة الدول التركية في وقت بلغ فيه القمع والعنف ضد المسلمين ذروته

 

 

 

الخبر:

 

شارك شوكت ميرزياييف رئيس أوزبيكستان في الاجتماع الدوري لمجلس رؤساء دول منظمة الدول التركية يوم 6 تشرين الثاني/نوفمبر في بيشكيك. كما شارك في المؤتمر رئيس أذربيجان إلهام علييف، ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، ورئيس تركيا رجب أردوغان، ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، والأمين العام لمنظمة الدول التركية كوبانيتشبيك أومورالييف. وترأس المؤتمر رئيس قرغيزستان صدر جباروف. (الرئاسة الأوزبيكية، 2024/11/06م)

 

التعليق:

 

بدأ ميرزياييف خطابه في اجتماع القمة الحادي عشر لمنظمة الدول التركية بحقيقة أن العمليات الجيوسياسية العالمية أصبحت أكثر تعقيداً، وتزايد حدة المنافسة وانعدام الثقة بين الدول الرائدة، وتزايد بؤر الصراع والحرب، والمخاطر المختلفة. وقال في سياق حديثه، من بين أمور أخرى: "هنا نتحدث أولاً عن الحرب الظالمة المستمرة في الشرق الأوسط والمعايير المزدوجة الملحوظة. لا شيء يمكن أن يبرر المأساة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة ولبنان، والهجمات المدمرة ضد المدنيين، وخاصة الأطفال الأبرياء والمسنين والنساء. كما أننا ندين بشدة الإجراءات الرامية إلى الحد من أنشطة وكالة الأمم المتحدة الخاصة للاجئين الفلسطينيين. إن الحل الوحيد لهذه الحرب الطويلة الأمد هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود عام 1967، وفقا للوثائق والقرارات المعيارية الدولية".

 

صحيح أن ميرزياييف ورؤساء البلاد الإسلامية المشاركة في القمة يشعرون بالقلق إزاء الوضع في الشرق الأوسط إلا أن ما يقلقهم ليس هو أن العنف ضد المسلمين قد وصل ذروته، بل كون العواقب المترتبة عليه خطيرة على سلطاتهم. أي أن يدرك المسلمون أنه لا خلاص لهم من الوضع الحالي المهين والمتخلف إلا بإقامة دولة الخلافة، واحتمال توجيه المسلمين الضربة الأخيرة لإقامة دولتهم يتزايد يوما بعد يوم، وحينها ستنهار جميع الأنظمة في البلاد الإسلامية الواحد تلو الآخر.

 

إن إدانة ميرزياييف اللينة لكيان اليهود واعترافه بسياسات الغرب المنافقة، مع استمراره في العلاقات معهم، تظهر أن كلماته ليست بسبب قلق حقيقي بشأن محنة المسلمين في فلسطين، لأنه قالها فقط لإعطاء منظمة الدول التركية مظهر العالمية واكتساب سمعة زائفة. كما أن تكرار أن قضية فلسطين يجب أن تحل من خلال حل الدولتين الأمريكي، يظهر مدى ابتعاد هؤلاء الرؤساء عن الإسلام والأمة الإسلامية. إلا أن المسلمين ظلوا يطالبون حكامهم بتعبئة جيوش المسلمين إلى فلسطين. والحقيقة أن هذا هو الحكم الشرعي: طرد يهود من أرض فلسطين المباركة وتحرير الأقصى تماما.

 

والآن، فيما يتعلق بقضية مهمة أخرى ذكرت في هذه القمة، وهي اعتماد الأبجدية المشتركة للدول التركية. ففي هذا الصدد، قال أردوغان: "تركيا وأذربيجان وشمال قبرص مستعدة للتحول إلى الأبجدية التركية الموحدة. نحن ننتظر قرارات كازاخستان وقرغيزستان وأوزبيكستان وتركمانستان". إن الغرض من اعتماد أبجدية مشتركة هو ضرب اللغة والأبجدية الروسية، وخاصة الأبجدية السيريلية، التي لا يزال لها تأثير قوي في آسيا الوسطى. ومع ذلك، فقد سبق لروسيا أن تغلبت على الحصان في هذا الصدد. لأن رؤساء دول آسيا الوسطى وعدوا بزيادة الاهتمام باللغة الروسية والترويج لها. وطبعا فإن هذين الأمرين متعارضان تماماً ويشكلان جزءاً من الصراع الفكري والثقافي نفسه. فمن ناحية، هناك مشاريع مثل منظمة الدول التركية وأبجديتها التركية المشتركة، والتي تنفذها أمريكا عبر تركيا، ومن ناحية أخرى، روسيا وعملياتها الموجهة إلى الحفاظ على نفوذها في آسيا الوسطى.

 

كما تمت مناقشة القضايا التجارية والاقتصادية والاستثمارية واللوجستية في القمة. ويمكن القول إن هناك العديد من العوائق أمام تنظيم ممرات النقل وحرية حركة السلع والخدمات. وتشمل هذه عضوية كازاخستان وقرغيزستان في EOII تحت حكم روسيا، ووضع دول منظمة الدول التركية مصالحها الوطنية أولاً، والحدود الزائفة التي رسمها الكفار المستعمرون، ورفض روسيا السماح لدول آسيا الوسطى بتنفيذ سياسات مستقلة بدونها. ويجب التأكيد على أن التقارب بين هذه الدول يلزم ألا يتجاوز المستوى الذي تتطلبه المصالح الأمريكية. ولعل من خلال منظمة الدول التركية يجب على دول آسيا الوسطى الابتعاد عن روسيا والصين والوقوف إلى جانب أمريكا وحماية مصالحها.

 

والحقيقة أنه قد تم التأكيد مرة أخرى أن منظمة الدول التركية لن تحرك ساكناً في حياة المسلمين وممتلكاتهم وشرفهم. بل على العكس من ذلك على خلفية هذه القمة، فإن هذا التنظيم هو مشروع أمريكي، يعمل على تقسيم المسلمين بين الأتراك والقوميات الأخرى، ما يزيد من الانقسام. إن أحد أهداف إنشاء وتعزيز منظمة الدول التركية هو إضعاف تأثير روسيا والصين على دول آسيا الوسطى، وهدف آخر هو صرف انتباه المسلمين عن الوحدة على أساس الإسلام. لذلك، لا ينبغي للمسلمين أن يتشتتوا بمثل هذه المنظمات الوضيعة. ويمكن الاستشهاد بجامعة الدول العربية كمثال حي على ذلك؛ فقد ارتكبت خيانة عظمى للإسلام والمسلمين، إذ تخلت تماماً عن أرض فلسطين المباركة وسلمتها لليهود. وكذلك منظمة الدول التركية ليست أكثر من مشروع مشتت مماثل آخر.

 

إن المشروع الحقيقي الوحيد لخلاص المسلمين هو الخلافة على منهاج النبوة؛ فهي وحدها التي توحد المسلمين تحت دولة واحدة وقيادة أمير واحد (الخليفة). والخلافة وحدها هي التي تحرر بلاد المسلمين المحتلة من أيدي العدو، وعلى وجه الخصوص، ستحرر أرض فلسطين المباركة من يهود، وتقطع أذرع الدول الاستعمارية الكافرة مثل أمريكا وروسيا التي تصل إلى أراضينا. ولذلك ينبغي علينا نحن المسلمين أن نبذل وسعنا لإقامة هذه الدولة المباركة المنشودة، وننظر إلى الأمر على أنه تاج الفروض!

 

﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام أبو خليل

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوزبيكستان

آخر تعديل علىالثلاثاء, 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع