الخميس، 08 ذو القعدة 1445هـ| 2024/05/16م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
نفاد الصبر الاستراتيجي.. ماذا بعد؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

نفاد الصبر الاستراتيجي.. ماذا بعد؟!

الخبر:

قالت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، السبت، إن الهجوم الذي شنته بلادها ضد (إسرائيل) كان "ردا على العدوان على مقرنا الدبلوماسي في دمشق، ويمكن اعتبار الأمر منتهيا". وأضافت البعثة، في بيان عبر منصة إكس: "ومع ذلك، إذا ارتكب النظام (الإسرائيلي) خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أكثر حدة بكثير". (CNN عربي، 2024/04/14م)

قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، لشبكة CNN، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أخبر رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو، خلال اتصال هاتفي، أنه "يجب عليه اعتبار الليلة فوزا لأن التقييم الحالي للولايات المتحدة هو أن الهجمات الإيرانية كانت غير ناجحة إلى حد كبير وأظهرت القدرة العسكرية المتفوقة لـ(إسرائيل)". (CNN عربي، 2024/04/14م)

التعليق:

بعد حوالي نصف قرن من نشأة جمهورية إيران (الإسلامية)، قامت قواتها المسلحة بشن هجوم مباشر على أراضي فلسطين المحتلة، بصواريخ ومسيرات في ليلة ما بين السبت والأحد الماضي، معلنة بذلك نفاد صبرها الاستراتيجي وتغيير قواعد الاشتباكات العسكرية بينها وبين كيان يهود!

وبعد مشاورات عديدة، بررت فيها حقها في الرد الانتقامي على العدوان على مقر قنصليتها في دمشق وقتل ضباط من الحرس الثوري التابعين لها، وخاصة بعد التأكد من السماح لها بالرد بالشكل الذي يوافق ويتوافق مع الخطوط الحمر والحدود التي رسمها أرباب النظام الدولي الكافر المستعمر في الظرف الحالي، قامت إيران بالعملية العسكرية الأخيرة لرد الاعتبار!

أي حدود أولى أن تراعى ولا يسمح بتعديها أم أن فلسطين للفلسطينيين؟! والأقصى من يحميه، إن لم تكن لدماء أهل فلسطين قيمة عند المرشد الإيراني؟! الحقيقة أن الشيء من مأتاه لا يستغرب؛ فإيران منذ نشأتها ليست إلا دولة عضوا في النظام الدولي وكل أملها أن تكون رقما في المجتمع الدولي، فهي جمهورية محدودة الفكر طائفية ومنخفضة الإحساس قوميا، لا تجرؤ على حمل الإسلام مشروعا بديلا للرأسمالية الاستعمارية الكافرة.

فالعملية الأخيرة، ليست إلا حلقة جديدة في مسلسل استعمار الأمة وسفك دماء أبنائها. والصبر الاستراتيجي ليس إلا صمتا استراتيجيا متواصلا على المظالم التي تعيشها الأمة جراء التقسيم الوطني الإقليمي وعدم تحكيم شرع الله، بتطبيق الإسلام كاملا بوصفه نظام حياة صالحاً لكل البشر ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.

أليس الأولى أن تتركوها فإنها عند رسول الله ﷺ منتنة «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ»؟ أليس الأولى أن تعملوا مع المسلمين القادرين على بيعة خليفة من أهل القدرة والكفاية، يحكم الناس بما أنزل الله ويوحد المسلمين ويحمل الدعوة الإسلامية لتحرير الناس كافة من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الرأسمالية الاستعمارية إلى سعة الإسلام والآخرة؟ نعم العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولا عزة في الشرعية الدولية مهما غيرتم وبدلتم ولبستم.

 قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد طاطار

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس

آخر تعديل علىالثلاثاء, 16 نيسان/ابريل 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع