الإثنين، 09 رجب 1447هـ| 2025/12/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
توضيح الحكم الشرعي ليس إثارة نعرات طائفية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

توضيح الحكم الشرعي ليس إثارة نعرات طائفية

 

 

الخبر:

 

أوقفت السلطات الأردنية عدداً من الأشخاص معظمهم من طلبة الجامعة الهاشمية على خلفية حديثهم عن تحريم الاحتفال بعيد الميلاد "الكريسماس"، والدعوة إلى عدم المشاركة بهذه المناسبة، من دون توجيه أي تهم، أو السماح بالزيارة والتواصل مع الموقوفين. وصرحت الجهات الأمنية أنها ترصد أية منشورات تثير الفتن والنعرات الدينية وستلاحق ناشريها ومعيدي بثها واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم.

 

التعليق:

 

عاش النصارى واليهود في الدولة الإسلامية كرعايا، يتمتعون بحقوق أهل الذمة ويؤدون الجزية، وكان لهم دور بارز في مختلف المجالات كالتجارة والطب والسياسة والاقتصاد والعلم. ومنذ العهدة العمرية، عاشوا في كنف الدولة الإسلامية محتفظين بأعيادهم وطقوسهم في بيوتهم ودور عبادتهم. حيث اشترط عليهم الفاروق أن لا يُظهروا أعيادهم في دار الإسلام، وقد قال رضي الله عنه: (إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخَطة تتنزل عليهم). واستمر هذا عبر قرون متعاقبة، من الخلافة الراشدة إلى الخلافة العثمانية. ومع هدم دولة الخلافة وغياب تطبيق الإسلام، وتحكّم الغرب، اختلطت الأمور وأصبحت مظاهر الاحتفال بأعياد النصارى في كل مكان وصورة. وكأنها أصبحت ضرورة بحجة التعايش المشترك والتسامح الديني واحترام الأديان!! مسميات وضعوها لتمييع وتشويه أحكام الإسلام ومفاهيمه في سياق الهيمنة الثقافية الغربية.

 

وأسهمت وسائل الإعلام، وما يسمى بالدراما والإعلانات التجارية، ثم المنصات الرقمية، في تسويق تلك الأعياد والمناسبات وأهمها عيد الميلاد بوصفها مناسبات إنسانية عامة، لا تقتصر فقط عليهم، بل عادي أن يشاركهم المسلمون في الاحتفال بها من باب التسامح والاحترام لهم ولدينهم!! فأصبح العديد من المسلمين يشاركون جيرانهم وأصحابهم وزملاءهم في مظاهر الاحتفال بهذا العيد غافلين أو متغافلين أنه يعبر عن عقيدتهم التي هي كفر، فهي تقول أن الله ثالث ثلاثة، حاشاه عز وجل، وهذه عقيدة شِرك تصديقاً لقول الله تعالى: ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ﴾، وقال جل جلاله: ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾. فكيف بعد هذه الأدلة نشاركهم بعيد ميلاد (ابن الرب)؟!! وكيف نعتبر من يوضحون الحكم الشرعي بالاحتفال به بمثيري النعرات الطائفية والفتن الدينية!! فهم هنا يحافظون على عقيدتهم دون إساءة لغيرهم أو تدخل وانتقاص في دينهم. فالسِّلم الأهلي والتعايش والاحترام لا يعنيان أبداً التنازل عن العقيدة، أو الجمع بين عقيدة التوحيد والشرك إرضاء للأهواء والمخططات لتغريب الإسلام وعَلمنته.

 

يمكن مجاملتهم في مناسبات لا تتعلق بالعقيدة، فنزورهم في مرضهم وفرحهم، نساعدهم ونقف معهم في محنتهم، لا نؤذيهم ولا نقاطعهم، نحترم جوارهم ونحفظ عهدهم ومالهم وعِرضهم. لكن لا نوافقهم على عقيدتهم. وهذا كله من صلب ديننا وأحكامه. وعلى من يقول غير ذلك ويعتبر النهي عن الاحتفال بعيد الميلاد فتنة طائفية خاصة ممن يعتبرهم الناس علماء ودور إفتاء، مراجعة آيات الله وأحاديث رسوله ﷺ جيدا وأن يفهمها ويتدبرها بعيدا عن الأهواء والإملاءات ولا ينساق إلى من يعمل على رضا البشر بدل رضا رب الناس.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مسلمة الشامي ( أم صهيب)

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع