- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا ترى أكثر مما يرى المهزومون
الخبر:
نقلت وسائل إعلامية مقطعا لمديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي غابارد وهي تتحدث عن الإسلام في أحد المؤتمرات، ومما نقل عنها قولها "هناك تهديد لا نتحدث عنه بما يكفي، أعظم تهديد قريب وبعيد المدى لحريتنا وأمننا". وقد ربطت ما أسمته بالأيديولوجيا الإسلاموية بالإرهاب وبالحركات الإسلامية معللة ذلك بأنها "تسعى إلى إنشاء خلافة عالمية تحكمنا هنا في أمريكا"، و"تهدّد الحضارة الغربية، من خلال الحكم بالشريعة، والحكم بما يسمّونه مبادئهم الإسلامية، وإذا فشلت في الامتثال سيستخدمون العنف أو أيّ وسيلة يرونها ضرورية لإسكاتنا".
التعليق:
قد بدت البغضاء من أفواههم، تماما مثلما بدت في سلوكهم وسياساتهم، تلك السياسات التي يقف في جوهرها العداء للإسلام والمسلمين.
إن أمريكا لطالما شنت حروبها الإجرامية على الإسلام والمسلمين تحت عنوان الحرب على الإرهاب، وما زالت، ولكن الجديد مؤخرا هو أن سياسييها لم يعودوا يخفون الحقيقة في أن حربهم هي على الإسلام ذاته، وعلى قيمه وعقائده ومعتنقيه، لدرجة وصفه بالسرطان.
والحقيقة في كون أمريكا تشن حربها على الإسلام وعلى قيمه وعلى أهله والتي لم تعد خافية، ليست في التصريحات فقط، بل وفي الأفعال حيث باتت واضحة وضوح الشمس، فحربها على أهل غزة حين دعمت كيان يهود وحاربت معه لإفناء البشر وتدمير الحجر، ودعمها لذلك الكيان المجرم للعدوان على دول الجوار، وحروبها التي قتلت فيها الملايين لم تكن على الإرهاب، بل على الإسلام.
على أن أسوأ ما في حرب أمريكا على الإسلام، هي تلك الأدوات التي تتخذها في حربها، وهم الحكام وبعض النخب والمؤسسات، وخصوصا النخب العلمانية التي تحارب قيم الإسلام وأفكاره، والمؤسسات الممولة التي تسعى لتفكيك المجتمع وتقويض بنيانه، حتى صارت أحكام الإسلام القطعية الواضحة تحارب جهارا نهارا، والأسوأ من تلك النخب هم علماء السلاطين الذين سخرهم الحكام للمهمة ذاتها ولكن باسم الدين تدليسا وتلبيسا.
المفارقة هي في أن أمريكا، ومديرة استخباراتها تدرك خطورة الإسلام على الحضارة الغربية، وتتكلم عن الخلافة لأنها تدرك أن الخلافة هي الناحية العملية والبنية التي يتمثل فيها هذا الخطر، ولعلهم يدركون أيضا أن حضارتهم الباطلة مهددة بالحضارة الإسلامية حال انبعاثها، وإلا فلماذا الحديث عن الخلافة وتطبيق الشريعة في أمريكا مع أن معطيات الواقع الظاهرة لا توحي إلا بمظاهر الضعف؟
إن الغرب وأمريكا يدركون عدوهم، وهو الإسلام وأهله، ويدركون مكامن القوة فيه حال انبعاثه، ويدركون أنه مركوز في نفوس معتنقيه وعلى وشك الانطلاق، ولهذا هم يصرحون بعداوته، ويمكرون ضده، ويسعون لتشويهه، وحالهم كحال الشيطان عندما قال ﴿إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ﴾، المحزن فقط هو أن يكون إدراك العدو لطبيعة الإسلام وحقيقته وحقيقة أمته أكثر من بعض أبناء الأمة، الذين لا يرون في أمتهم إلا الضعف وقد استسلموا للوهن!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن اللداوي



