الإثنين، 02 رجب 1447هـ| 2025/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أوكرانيا بين مطرقة العدو وسندان الحليف

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أوكرانيا بين مطرقة العدو وسندان الحليف

 

 

الخبر:

 

يلتقي مفاوضون أمريكيون بمسؤولين روس في ولاية فلوريدا اليوم السبت، لإجراء أحدث مناقشات بشأن إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، وذلك بعد اختتام الوفد الأوكراني المفاوض اجتماعاته في أمريكا مع نظرائه الأوروبيين والأمريكيين.

 

وسيقود كيريل ديمترييف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوفد الروسي الذي سيلتقي مع المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد ‌كوشنر، وسط آمال تشيعها الجهود الدبلوماسية المكثفة بالتوصل إلى حل.

 

من جانبه، قال رئيس الوفد الأوكراني المفاوض رستم عمروف إن الوفد اتفق مع الأمريكيين على اتخاذ خطوات إضافية ومواصلة العمل المشترك خلال الفترة القريبة المقبلة.

 

يأتي ذلك بالتزامن مع تصريح للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال فيه إن بلاده لن تسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتحكم في أي انتخابات رئاسية محتملة قد تشهدها البلاد. ولفت زيلينسكي في تصريحات من وارسو إلى أن بوتين لا يريد السيطرة على الانتخابات في روسيا فحسب، بل يسعى الآن للتدخل في الانتخابات الأوكرانية أيضا.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أمس الجمعة - قبيل المحادثات بشأن الحرب في أوكرانيا - إن واشنطن تعتقد أنها حققت تقدما، لكنْ هناك طريق يجب قطعه، مضيفا أن "أصعب القضايا هي دائما القضايا الأخيرة". وبينما صرّح روبيو بأن التوصل إلى حل للنزاع بين الدولتين لا يحتل صدارة أولويات بلاده أشار إلى أن مسألة إبرام اتفاق سلام متروكة لأوكرانيا وروسيا، وإلى أن "الأمر لا يتعلق بفرض اتفاق على أي طرف". (جريدة القدس، 20/12/2025م)

 

التعليق:

 

أصبح واضحا للعيان ولكل ذي عقل أن أمريكا تخلت عن أوكرانيا وضحّت بها من أجل مصالحها. وواضح أيضا أنها طلبت من روسيا مطالب كبيرة خلال قمة ألاسكا بين الرئيسين الروسي والأمريكي، ومن الواضح كذلك أن روسيا ليس في مقدورها رفض طلب ترامب، لأن ذلك يعني وصول الأزمة لكسر العظم بين روسيا والغرب وهذا ما تريده أوكرانيا وبريطانيا بل حتى أوروبا لكي لا يكون ثمن الحل من جيوبهم وأراضيهم، لذلك روسيا لا يمكنها رفض طلبات ترامب، والتي في غالبيتها اقتصادية مثل استحواذ أمريكا على معظم العقود التجارية مع روسيا، أي تريد أمريكا ابتلاع كعكة روسيا لوحدها دون مشاركة أحد، هذا بعد أن بلعت كعكة أوكرانيا.

 

لأجل هذا كله ردت روسيا على طلبات ترامب بشروط قاسية منها بلع أقاليم أوكرانيا الأربعة، وضمانات أمنية قاسية في حق أوكرانيا وأوروبا.

 

أما أمريكا فهي لا تعارض ذلك مبدئيا، لكنها تعلم مدى تصلب أوكرانيا بسبب دعم أوروبا ومحاولتها ثني أوكرانيا عن الموافقة أو على أقل تقدير تغيير في الشروط أو جعلها أقل حدة وخطراً عليها، لذلك تأتي هذه الاجتماعات في أمريكا وهي ليست في عجلة من أمرها طالما الحرب والموت والدمار ليس على أرضها، بل من المرجح أن تتغول روسيا على أوكرانيا أكثر لتجبرها وتجبر أوروبا على الموافقة، كل ذلك وترامب وكأنه لا يرى ولا يسمع بل بالعكس فكلما تعنت المفاوض الأوكراني لوح بضرورة إجراء انتخابات رئاسية أوكرانية. وبهذا أضحت أوكرانيا تحت مطرقة الدب الروسي الثقيلة وسندان أمريكا الحليف الذي أمدها بالسلاح وحثها على استفزاز روسيا، فإلى أين المفر؟

 

إن أمريكا مثلها مثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد الطميزي

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع