الأحد، 23 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/14م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
(الجرتق) بديلا لا يتعارض مع العلمانية الفاسدة تشجعه الأنظمة الخاسرة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(الجرتق) بديلا لا يتعارض مع العلمانية الفاسدة تشجعه الأنظمة الخاسرة

 

 

الخبر:

 

وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر: هنيئاً للسودان وشعبه وللإنسانية جمعاء بهذا التكريم لتراث "الجرتق السوداني" يعكس جمال الروح السودانية وعمقها. (الجزيرة، ١١ كانون الأول/ديسمبر ٢٠٢٥م)

 

التعليق:

 

استطاع الغرب الرأسمالي أن يشجع المجتمع في بلاد المسلمين على العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية، التي لا علاقة لها بالإسلام، تعمدا منه في إبعاد الثقافة الإسلامية التي تشكل خطراً إذا تمكنت من المجتمع لتجعله مجتمعا قويا بقوة عقيدة الإسلام، الذي لا يقبل ثقافة غير ثقافة منبثقة عن هذه العقيدة، ويحارب كل ما عداها، وتم ذلك بجهود منظمة الأمم المتحدة (اليونسكو) وعملها الدؤوب مع الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين، لإشغال الناس بما لا ينفع.

 

المستشرق الإنجليزي Gibb في كتابه wheither islam قال: (لقد استطاع النشاط التعليمي والثقافي عن طريق المدارس العصرية والصحافة وتعليماتنا الخاصة أن يترك في المسلمين - ولو من غير وعي منهم - أثرا جعلهم يبدون في مظهرهم العام لا دينيين إلى حد بعيد. ولا ريب أن ذلك هو اللب المثمر في كل ما تركت محاولات الغرب لحمل العالم الإسلامي على حضارته من آثار. فالواقع أن الإسلام كعقيدة وإن لم يفتقد إلا قليلا من أهميته وسلطانه. ولكن الإسلام كقوة مسيطرة على الحياة الاجتماعية قد فقد مكانه).

 

نتيجة طبيعية أن يهتم وزير ثقافة في دولة تموج بالحروب، ويحتفل مع منظمة الأمم المتحدة اليونسكو، يهنئ أهل بلده الذين يعانون من الجوع والمرض والدمار، يهنئهم بثقافة (الجرتق) الذي لا يعكس إلا تراجعا عن مبادئ الشريعة الإسلامية، ويرتبط رباطا وثيقا بالوثنية، والحضارات النيلية، وهو طقوس تهدف للبركة والحماية من العين والحسد بارتداء العروسين لملابس مميزة (الأحمر، السرتي)، الجلوس على عنقريب مزين، تبادل الحبوب، رش اللبن، وقطع الرحط (خيط حرير مزين)، فهل أمر الله بذلك أم على الله تفترون؟!

 

إن إشغال الناس بالسفاسف هي مخططات استعمارية تاريخية طوال قرون شارك فيها علمانيون يروجون لما يبقينا في المربع الأول من الجهل والتضليل، في ظل ظروف تمنع عن كل منافح من أجل دينه وثقافته الإسلامية، أي سلاح فكري، يقاوم به الغزو والمسخ الثقافي، بدءاً بمسخ التعليم، ثم برهن الإعلام للسفاسف والاستجهال والضحك على الناس وترويج ثقافة غابرة لا تمس في شيء واقع الناس ومشاكلهم التي جعلتهم يعيشون على حافة الحياة.

 

قطعا أدرك الغرب أن الإسلام وأحكامه، هو العدو الوحيد له لأن الإسلام أثبت أنه حالة استثنائية في مقاومة العلمنة التي تقر كل تفسخ، فقرر الغرب عبر مؤسسات الدولة أن يروج لهذه العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية الوثنية، لتكون بديلا لا يتعارض مع علمانيتهم الفاسدة وأنظمتهم الخاسرة.

 

ولكن ليس مستغربا أن يروج لهذه السياسات هؤلاء الحكام الذين يرضون الغرب ويغفلون عن استهداف دينهم بهذه السياسات.

 

إن الإسلام وأنظمته هو التحدي الوحيد أمام العلمانية التي تسيطر على العالم وتورثه التخلف والرجعية والانحلال، ولا سبيل للانعتاق الحقيقي إلا بدولة الخلافة التي تعلي شأن الثقافة الإسلامية وتبعد كل ثقافة أخرى عن أمة التوحيد.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع