- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
إلغاء قانون قيصر المشروط
الخبر:
تنفس السوريون الصعداء بعد تصويت مجلس النواب الأمريكي على إلغاء قانون قيصر ورفع العقوبات المفروضة على بلادهم. ورحبت سوريا على لسان وزير خارجيتها أسعد الشيباني بالخطوة الأمريكية، حيث وصفها بـ"الإنجاز التاريخي والانتصار للحق، ولصمود الشعب السوري"، واعتبر أن إلغاء القانون يعكس إدراكا متزايدا لأهمية دعم سوريا في مرحلتها الحالية.
وينص مشروع القانون على أن إلغاء العقوبات يخضع لشروط معينة تتم مراجعتها كل فترة ومنها، أنه يجب على سوريا أن تحترم حقوق من يسمونهم بالأقليات، وأن تثبت أنها تتخذ خطوات ملموسة في مكافحة التنظيمات الإرهابية، وأن تمتنع عن العمل العسكري الأحادي الجانب ضد دول الجوار.
التعليق:
قانونُ قيصر هو اسمٌ للعديد من مشاريع القوانين التي قدمت من الحزبين في الكونغرس الأمريكي ضد نظام الأسد البائد بحجة "حماية المدنيين في سوريا"، وكان ذلك في عام 2019.
وفي أواخر عام 2025 يأتي إلغاء أمريكا للقانون، دون أن يتضمن بندا للعودة التلقائية إليه. ومع أن الإلغاء يعني رفع عقوبات قيصر نهائيا، ولكنه تضمن شروطا غير ملزمة تطلب من الإدارة الأمريكية تقديم تقرير إلى الكونغرس في مدة لا تتجاوز الـ90 يوما من تاريخ إقراره، ثم كل 180 يوما بعد ذلك على مدى أربع سنوات.
وبكلمات أخرى فإن سيف العقوبات سيبقى مسلطا على رقبة نظام أحمد الشرع الجديد، ليثبت جدارته في مكافحة الإرهاب، أي في محاربة الإسلام، وعدم القيام بأي عمل عسكري ضد الجيران، أي كيان يهود، واحترام حقوق العرقيات الصغيرة الدينية والإثنية وإشراكهم العادل في الحكومة والبرلمان، ما يعني فتح باب الشرذمة والتشظي للبلاد.
وسبق هذا الإلغاء تقديم أحمد الشرع آيات الطاعة والخضوع لترامب الذي استقبله في البيت الأبيض وأهداه قبعة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى - ماغا" في إشارة رمزية أن نظام أحمد الشرع سيكون طوع بنان أمريكا وسهما في كنانتها قبل كل شيء بل وحربا على الإسلام السياسي، ولا مانع بعد ذلك من رفع العقوبات لتأتي الشركات الأمريكية وغيرها فتحتكر ثروات البلاد بحجة التنمية وإنقاذ الاقتصاد السوري.
لا شك أن ذلك القانون أثر بشكل كبير على أهل سوريا قبل نظام الأسد، ولكن إبقاءه ساري المفعول بعد سقوط نظام آل أسد لم يكن سوى لابتزاز الحكام الجدد الذين قبلوا الدنية مبكرا وانخرطوا بإرادة تامة في مخططات أمريكا للمنطقة بعد أن رموا بمطالب الثورة وراء ظهورهم وعلى رأسها تطبيق شرع الله.
ولمن لا يزال يمني النفس أن يعود أحمد الشرع ومن معه إلى جادة الصواب، وينحازوا لمطلب الأمة في سوريا بعد إلغاء القانون؛ إلى هؤلاء نقول سارعوا لمراجعة أنفسكم والانحياز إلى الإسلام والمسارعة في إعادة الثورة إلى الطريق القويم وإلا فإن من يهن مرة يسهل الهوان عليه مرات ومرات، وعندها ما لجرح بميت إيلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسام الدين مصطفى



