الخميس، 20 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/11م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
خطاب أحمد الشرع كسراب يحسبه الظمآن ماء

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

خطاب أحمد الشرع كسراب يحسبه الظمآن ماء

 

 

الخبر:

 

في الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، ألقى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع خطاباً فجراً في ساحات المسجد الأموي بدمشق، حيث ظهر مرتدياً الزي العسكري، متعهّداً بإعادة بناء البلاد وتوحيدها "من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها"، بحسب ما ذكره موقع يورونيوز.

 

واستهل الشرع كلمته باستحضار مقولة الخليفة أبي بكر الصديق، قائلاً: "أطيعوني ما أطعتُ الله فيكم، لن يقف في وجهنا أحد، ولن تعترض طريقنا العقبات"، مشدداً على أن مرحلة إعادة الإعمار ستتم "بما يليق بسوريا وتاريخها" وبهدف نصرة المستضعفين وتحقيق العدالة. (الجمهور الإخباري)

 

التعليق:

 

"أطيعوني ما أطعت الله فيكم" عبارة اقتطعها الشرع من خطبة أبي بكر الصيق رضي الله عنه بعد توليه الخلافة، والطاعة هنا على ما بايعوه عليه من الحكم بكتاب الله وسنة رسوله، فهي ليست طاعة على المجهول، بل عهد عليه من الأمة أن يحكمها بشرع الله، وحثه للأمة على حقهم في محاسبته إن لم يف بعقده، وهذا واضح من خطبته رضي الله عنه كاملة، فبعد أن حمد الله وأثنى عليه قال: "أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".

 

هذه الخطبة التي انطلقت من لسان صادق وقلب مؤمن، تشع بالعزة والحزم، مع الذل لله وأوليائه، فهي خطبة صدقها الواقع، وكلمات ترجمت إلى أعمال، أشهرها حروب الردة التي أصر عليها الصديق رضي الله عنه، ومخالفته لجمهور الصحابة أن اعتزال الفتنة بتركها هو الأولى، حتى قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما جاء في صحيح البخاري: "فوالله! ما هو إلا أن رأيت أن الله شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق".

 

هذا هو ديدن الصحابة والخلفاء الصادقين تصدّق أعمالهم أقوالهم، وليس كالرويبضات الكذابين، يبيعون الأمة الشعارات وتكذب أعمالهم الخسيسة أقوالهم الرنانة، ويُلبسون على الناس دينهم.

 

فأي عز يدعيه حاكم سوريا وهو يعطي الدنية مع كل حدث أمام أعداء الأمة؟! فكيان يهود يصول ويجول ويقصف ويقتل، وفي المقابل يصرح هذا الحاكم أنه مع السلام!

 

وأي حق يقدمه للأمة وسجونه مشرعة الأبواب للمخلصين ممن لا ذنب لهم إلا النصح لله؟!

 

فعلى الأمة أن تفيق من غفلتها ولا تنخدع بمعسول الكلام ودغدغة المشاعر، ولتكن كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني".

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد الطائي – ولاية العراق

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع