- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكرى الثورة اختلاط الحابل بالنابل نذير شؤم
الخبر:
شهدت ساحات التظاهر مشاركة وائل الحقلي، الرئيس السابق لإحدى حكومات أسد الهارب، في فعاليات ذكرى انتصار الثورة وهروب بشار. كما سجّلت عدة ساحات تعليقات من الثوار استنكرت حضور من وصفوهم بمجموعات الشبيحة والفلول في احتفالات النصر، في مشهد أثار استياء الأوساط الثورية.
التعليق:
لا نريد أن نصل إلى مرحلة نقول فيها: يداكَ أوكتا وفوكَ نفخ؛ فقد مرّت علينا ثورات كان يفترض أن تكون نتائجها عبرةً لنا، وإلى أين انتهت بعد أن أشركت من نسميهم اليوم فلولاً، وكانوا يُسمَّون سابقاً أزلاماً. ومن المفترض ألّا نقع في الحفرة مرة ثالثة أو رابعة؛ فالعبرة ليست في العدد، بل في أن المشهد يتكرر.
اليوم نشهد في سوريا احتفالات يشارك فيها رجالات كانوا يتبجحون بحبّهم لأسد وجيشه "البواسل" الذين قتلوا أهلهم ونكّلوا بهم. فالحقلي لما كان جيش النظام ينكّل ويقتل العشرات إن لم نقل المئات كان هو رئيسا للحكومة. وكذلك الشبيحة أو الفلول؛ فقد قتل النظام المئات من أهلهم، بل ولسوء وقاحتهم كانوا مشاركين معه في ذلك. ولهذا وُصفوا بالشبيحة قبل السقوط، ودُمغوا بالفلول بعده، واليوم نراهم في مقدمة المشهد يتراقصون ويصفقون ويهتفون للحرية التي حاربوها!
كلّ ذلك سببه أمر واحد هو غياب المساءلة والمحاسبة والملاحقة، يضاف إليه رسائل التطمين التي أرسلت لهم؛ فازدادت وقاحتهم وجرأتهم. وبالمقابل، نشهد أبناء الثورة الذين قاتلوا وجاهدوا بكل ما يملكون، وبذلوا، وهُجّروا، تمضي عليهم سنوات في سجون الشمال. فاحذروا أن تقعوا في المقولة التي لم يُطبّقها الدكتور مرسي رحمه الله: "لا تقتلوا أسود بلادكم فتأكلكم كلاب أعدائكم".
ننبهكم، وسنبقى ننبهكم: حافظوا على الثورة، واعملوا على تطبيق ثوابتها بمحاسبة رموز النظام وأركانه، واسعوا بجدّ لقطع نفوذ الدول، وأحسنوا إلى من وهبكم النصر وأعزّكم بعد ذلة بأن تقيموا شرعه؛ فذلك هو الشكر والعرفان. إنّ السير اليوم واضح أنه نحو المجهول، ونحو مصير من ذكرناهم في بداية حديثنا، فتنبهوا قبل فوات الأوان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا



