- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخلافة ليست أمراً صغيراً كما يدّعي روبيو
الخبر:
في مقابلته مع شون هانيتي من قناة فوكس نيوز، صرّح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في 2 كانون الأول/ديسمبر 2025: "أظهر الإسلام الجذري أن رغبته لا تقتصر على احتلال جزء من العالم والرضا بخلافته الصغيرة؛ بل إنه يسعى إلى التوسع. إنه ثوري بطبيعته. يسعى إلى التوسع والسيطرة على المزيد من الأراضي والسكان". (وزارة الخارجية الأمريكية)
التعليق:
من اللافت للنظر أن روبيو استخدم كلمة جذري بدلاً من متطرف أو عنيف لوصف الإسلام. باختياره كلمة جذري، لم يُخطئ روبيو. فالدولة العميقة في أمريكا لا تخشى الطائفية أو حمل السلاح بقدر ما تخشى المشروع السياسي الكامل لتطبيق الإسلام جذرياً، ثم نشر دعوته للسيطرة على العالم أجمع. أما اختيار كلمة صغيرة لوصف الخلافة، فهو أسلوبٌ للتقليل من شأن العدو، وتعزيز الحليف. في الواقع، روبيو نفسه يعلم جيداً أن الخلافة ليست قليلة في شيء، إذ يربطها بالتوسع. فعندما ينصر الله الأمة، ستُقام الخلافة الراشدة في أي جزء من البلاد الإسلامية، قبل أن تُوحدها كأكبر دولة في العالم.
علاوة على ذلك، تؤكد تصرفات روبيو أنه يعلم أن الخلافة ليست صغيرة. ففي العامين الماضيين، انتهكت وزارة الخارجية الأمريكية مبدأ حرية التعبير الغربي، بإشرافها على حظر الدعوة إلى الإسلام وتطبيقه في جميع أنحاء البلاد الإسلامية، بل حتى بين الجاليات المسلمة في الغرب.
أيها المسلمون: يقول المثل العربي، "الفضل ما شهدت به الأعداء". إن أهمية الخلافة تنطق على لسان أعدائنا. بالتأكيد، ليس هناك شيء صغير في خلافتنا، بل هي واجب شرعي عظيم سيحاسبنا الله عليه يوم القيامة. يقول النبي ﷺ: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لا نَبِي بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنا؟ قَالَ: فُوا بِبَيْعَةِ الأَوَّلِ فَالأوَّلِ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ» رواه البخاري ومسلم. فلنجتهد جميعا في سبيل رضوان الله بإعادة الخلافة الراشدة.
في الواقع، ليس هناك شيء صغير في خلافتنا، فهي فضل عظيم من الله سبحانه وتعالى يقيم العدل ويدفع الظلم. قال أبو بكر الطُّرْطُوشيُّ المتوفى سنة 520هـ في "سراج الملوك": (اعلَموا أرشَدَكُم اللَّهُ أنَّ في وُجودِ السُّلطانِ في الأرضِ حِكمةً للهِ تعالى عَظيمةً، ونِعمةً على العِبادِ جَزيلةً لأنَّ اللهَ سُبحانَهُ وتعالى جَبَلَ الخَلائِقَ على حُبِّ الانتِصافِ، وعَدَمِ الإنصافِ، ومَثَلُهم بلا سُلْطانٍ كمَثَلِ الحوتِ في البَحرِ يَزدَرِدُ الكَبيرَ والصَّغيرَ، فمَتَى لم يَكُن لَهم سُلْطانٌ قاهِرٌ لم يَنتَظِم لَهم أمرٌ، ولم يَستَقِرَّ لَهم مَعاشٌ، ولم يَتَهنَّوا بالحَياةِ).
دع الأعداء يرون ما يخشونه عند أبوابهم!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصعب عمير – ولاية باكستان



