الخميس، 22 جمادى الأولى 1447هـ| 2025/11/13م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
قمة C5+1 هي خطوة مهمة لأمريكا في سحب آسيا الوسطى إلى فلكها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

قمة C5+1 هي خطوة مهمة لأمريكا في سحب آسيا الوسطى إلى فلكها

 

 

الخبر:

 

شارك الرئيس شوكت ميرزياييف رئيس أوزبيكستان في قمة قادة دول آسيا الوسطى والولايات المتحدة بصيغة C5+1، والتي عُقدت في البيت الأبيض في واشنطن، المقر الرئاسي الرسمي لرئيس أمريكا. (الرئاسة الأوزبيكية، 2025/11/06)

 

التعليق:

 

شارك رؤساء دول آسيا الوسطى الخمس في فعالية برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي استقبل قادة آسيا الوسطى في البيت الأبيض لأول مرة بصيغة C5+1. وأقيم هذا التجمع احتفالاً بالذكرى العاشرة على إطلاق هذا التنسيق. وقبل انعقاد القمة المذكورة، تبنى مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع قرار الاعتراف بالأهمية الاستراتيجية لمنصة C5+1 الدبلوماسية وتعميق الشراكة بين الولايات المتحدة ودول آسيا الوسطى. جاء في قرار مجلس الشيوخ الأمريكي ما يلي:

 

- يؤكد مجدداً على الأهمية الاستراتيجية لمنصة C5+1 في تعزيز السيادة الإقليمية والاستقرار والمصالح الأمنية المشتركة مع الولايات المتحدة؛

 

- يعبر عن الشكر لتوسيع التعاون في مجال الطاقة والمعادن المهمة من خلال تطوير ممرات النقل؛

 

- يسجل التزام دول آسيا الوسطى المستمر بتنسيق إجراءاتها لمكافحة الإرهاب في إطار C5+1

 

- يعرب عن أمله في تقليص الحواجز التجارية الاستراتيجية، وكذلك تعزيز الازدهار والصداقة بين الطرفين.

 

هذه الوثيقة تحدد الاتجاهات الرئيسية للولايات المتحدة في جذب دول آسيا الوسطى إلى فلكها، وقد انعكس ذلك أيضاً في قمة C5+1.

 

فقد شملت المناقشات موضوع البحث عن المعادن الأرضية النادرة اللازمة للأجهزة عالية التقنية مثل الهواتف الذكية، والسيارات الكهربائية، والطائرات المقاتلة، وأهمية تنويع سلسلة الإمداد. ووفقاً لخدمة الصحافة الرئاسية في أوزبيكستان، وقعت أوزبيكستان في 6 تشرين الثاني/نوفمبر اتفاقيتين مع أمريكا تتعلقان بالمعادن النادرة. ولم يتم الكشف حتى الآن عن أية معلومات حول شروط وقيمة الاتفاقيتين. وفقاً للمعلومات الرسمية، تعمل أوزبيكستان وأمريكا على تطوير استخراج وإعادة معالجة اليورانيوم والنحاس والتنغستون والموليبدنوم والجرافيت. من المعروف أن ميرزياييف عاد من أمريكا مع ثماني اتفاقيات جدية. فعلى سبيل المثال، تم توقيع اتفاقية جديدة بمليارات الدولارات لشراء طائرات بوينغ. حتى الآن، شروط الاتفاقية غير معروفة بشكل كامل. وفقاً للبيت الأبيض، في 6 تشرين الثاني/نوفمبر، وقعت كازاخستان على شراء 15 طائرة، وطاجيكستان على 14 طائرة، وأوزبيكستان على 8 طائرات، ليكون مجموع الطائرات التي اشترتها الدول الثلاث 37 طائرة بوينغ. باختصار، هذه القمة كانت مليئة بالاتفاقيات والصفقات المشكوك فيها، والتي تخدم في المقام الأول المصالح الأمريكية.

 

ومن الجدير بالذكر أيضاً، أن الوثيقة المقدمة من مجلس الشيوخ الأمريكي لم تتضمن مسائل القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. وهذا يعني أن أمريكا تخلت عن القيم الفكرية التي كانت تحميها وتصدرها مقابل مصالحها الوطنية. ولكن هذا ليس أمراً مستغرباً؛ فخلال أحداث غزة، دفنت أمريكا بنفسها القيم الغربية، مثل حرية التعبير وحقوق الإنسان، تحت الأرض. هذا الأمر أظهر مرة أخرى كم هي ديمقراطية الرأسمالية منافقة، ولا تعترف بشيء سوى المنفعة.

 

تم الإعلان في القمة عن خبر آخر مهم، وفي الوقت نفسه، مثير للاشمئزاز للغاية. فقد أعلن ترامب في 6 تشرين الثاني/نوفمبر انضمام كازاخستان إلى اتفاقيات أبراهام. وبحسب بيان ترامب، فقد أعلن عن ذلك بعد محادثة هاتفية مع رئيس وزراء يهود نتنياهو ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف. للأسف، تحولت الأحاديث السابقة حول انضمام كازاخستان إلى هذه الاتفاقية إلى حقيقة. والآن حان دور أذربيجان وأوزبيكستان. وهذا يدل على أن دماء المسلمين في فلسطين المباركة لا تعني شيئاً للأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية.

 

وهكذا، تطرح الأسئلة المهمة التالية: ماذا سيحدث إذا نجحت أمريكا في تنفيذ خططها فيما يتعلق بآسيا الوسطى، وخاصة أوزبيكستان؟ في هذه الحالة، ستحقق مصالحها المرجوة، أي أنها ستعزز الأمن القومي وأمن الطاقة، وتقلل الاعتماد على الصين في توفير المعادن المهمة لصناعتها، وستحصل على قوة نفوذ كبيرة موالية لها على مقربة من روسيا، وستتمكن من وضع عوائق مختلفة أمام مشروع "حزام واحد، طريق واحد" الصيني، وتقييد تحركاته على الساحة الدولية. نعم، أمريكا تحقق مثل هذه المصالح الضخمة. والآن، ماذا ستجني آسيا الوسطى وأوزبيكستان من التقارب مع أمريكا؟ بالتأكيد، ليس هناك خيرٌ على الإطلاق لشعب المنطقة المسلم في هذا الأمر. ما سيتغير في هذه الحالة هو أن الاعتماد على روسيا والصين سينخفض إلى حد ما، وستملأ أمريكا الفراغ الذي سيحدث بشكل رئيسي. ولكنهم لن يتمكنوا من تجاوز كونهم مجرد دول كرتونية متخلفة وضعيفة توفر قاعدة مواد خام رخيصة وقوة عاملة رخيصة كما هو الحال الآن. ولن يتوقف نهب ثرواتنا، وسيتدهور إمداد الطاقة أكثر، وسيستمر اقتصادنا في الانهيار... وكذلك، سيظل خطر التضحية بـ 80 مليون نسمة من سكان منطقتنا دون تردد في الصراع المستمر على المنافع بين تلك الدول الاستعمارية.

 

لذلك، لا يوجد أي خير وأي جدوى للمسلمين في التقرب من أمريكا رأس الكفر أو من أية دولة أخرى. الطريق المستقيم الوحيد للنجاة هو التوجه إلى إسلامنا العظيم، نعمة الله الكبرى، وتسليم الأمر إليه. وذلك يكون بالتخلي عن النظام الرأسمالي الفاسد الذي يطبق علينا حالياً، والذي هو أساس الاستعمار، وإقامة نظام الخلافة الذي يطبق الإسلام كاملاً، وهذا، بإذن الله، سيتحقق بالتأكيد.

 

﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ...﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام أبو خليل – أوزبيكستان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع