الجمعة، 16 جمادى الأولى 1447هـ| 2025/11/07م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
يا فيدان! إن كنتم مستعدين لكل التضحية، فلتمشوا بجيشكم صوب فلسطين!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

يا فيدان! إن كنتم مستعدين لكل التضحية، فلتمشوا بجيشكم صوب فلسطين!

 

 

الخبر:

 

صرح وزير الخارجية التركي، حقان فيدان، عقب الاجتماع الوزاري بشأن غزة الذي عُقد في إسطنبول بمشاركة وزراء من إندونيسيا وباكستان وقطر والسعودية والإمارات والأردن، قائلاً: "نحن مستعدون لتقديم كافة أشكال التضحيات من أجل السلام". وأضاف: "إن "إسرائيل" تنتهك الهدنة. فمنذ بدء وقف إطلاق النار، قتلت حوالي 250 فلسطينياً". (حريات، 2025/11/03م)

 

التعليق:

 

لقد تبلّدت مشاعر الأمة تجاه التصريحات الجوفاء التي يطلقها الحكام العملاء والخدم، الذين لا يفعلون شيئاً للفلسطينيين ولا للمسلمين، ولا يحركون إصبعاً لوقف المجازر والإبادة الجماعية بحقهم! لقد اعتادت الأمة على اجتماعاتهم التي هي أشبه بحفلات شاي وقهوة ثم ينفضّون! الأمة أصلاً لم تعد تنتظر منهم شيئاً سوى هذه البيانات الفارغة! بل إن تصريح فيدان التافه هذا، الذي أدلى به بعد اجتماع الخيانة، يكشف وحده حجم التناقض! فهو يزعم الاستعداد لكل تضحية، وفي اللحظة نفسها يقر بأن يهود قد قتلوا نحو 250 فلسطينياً منذ الهدنة! فأي تضحية هذه؟ وأين هي؟ إذا كنتم مستعدين حقاً لكل تضحية، فلماذا لا تحركون جيوشكم ضد كيان يهود رداً على قتله 250 فلسطينياً منذ الهدنة؟ هذا ناهيك عن الـ67 ألفاً الذين استشهدوا سابقاً.

 

إن التضحية لا تعني إطلاق بضعة تصريحات حول فلسطين، بل تعني تحمل الصعاب التي قد تنجم عن تحريك الجيوش. التضحية ليست إحصاء الانتهاكات وعدد الضحايا، بل هي تحمل تبعات الحصار الدولي نتيجة إرسال الجيوش للرد على مقتل المسلمين. فالتضحية الحقيقية هي عدم السكوت على الظلم، بل التأسي بفعل الرسول ﷺ والمعتصم. التضحية لا تعني إرسال قوات حفظ سلام لحماية يهود وتثبيت كيانهم، فهذا ليس تضحية، بل هو خيانة واضحة.

 

لذلك فإن التضحية الحقيقية من أجل فلسطين تكون بالأعمال التي توجع كيان يهود وتستأصل شأفته. أما ما عدا ذلك، فهو مجرد هراء في هراء ولا يُسمى تضحية. لذا إن كنتم تريدون حقاً أن تضحوا من أجل الأمة ومن أجل دماء شهداء فلسطين، فحركوا جيوشكم فوراً!

 

ومن جهة أخرى، فإن اجتماعكم في إسطنبول مع بضعة مسؤولين عملاء من البلاد الإسلامية لتمرير خطة ترامب الخيانية، لا يثبت أبداً أنكم مستعدون لكل تضحية. ففي اجتماعات لا حصر لها قبل هذا، كررتم القول بأنكم مستعدون للتضحية بكل شيء من أجل الفلسطينيين ولكن لم نرَ منكم أي تضحية تذكر، ولا أي خطوة عملية، سوى بضعة تصريحات تطلقونها بعد الاجتماع. لقد تغاضيتم عن علم وعمد عن استشهاد 67 ألف مسلم في غزة، وإصابة مئات الآلاف. لهذا، فإن اجتماعكم في إسطنبول لم يكن هدفه بحث ما يمكن فعله لفلسطين، بل العكس تماماً؛ لقد كان الهدف هو بحث كيفية حماية كيان يهود وكيفية دمجه في المنطقة وفقاً لخطة ترامب الغادرة. أليست هذه هي الغاية من وراء "قوة السلام" التي تريدون إرسالها؟

 

يبدو أن تضحياتكم لا تُبذل إلا في سبيل تطبيق خطة أمريكا وترامب الخائنة. فلو أنكم قدمتم للأمة عُشر معشار ما قدمتموه أو ستقدمونه لأمريكا من تضحيات، لكانت الأمة احتضنتكم ولكن مع الأسف، أثبتت أحداث غزة أنكم في وادٍ، والأمة في وادٍ آخر تماماً. والتاريخ خير شاهد على أنه لم ولن يوجد مرجع يقدم تضحية حقيقية من أجل الأمة سوى الخلافة. وفي غياب الخلافة، سيظل المسلمون يواجهون الآلام الفظيعة والنكبات في كل أصقاع الأرض، بسبب هؤلاء الحكام الخونة المتسلطين على رؤوسهم. فاليوم غزة والسودان واليمن، والله أعلم أين ستكون الكارثة غداً!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أرجان تكين باش

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع