الجمعة، 02 جمادى الأولى 1447هـ| 2025/10/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
حل الدولتين بين الفكرة والحقيقة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

حل الدولتين بين الفكرة والحقيقة

 

 

الخبر:

 

أردوغان: الحفاظ على اتفاق غزة مهم للغاية.. وحل الدولتين شرط أساسي للسلام الدائم. (الشرق)

 

التعليق:

 

حل الدولتين تنادي به أغلب دول العالم، وعلى رأسها أمريكا صاحبة الفكرة والمُرَوِّجَة لها. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما المعوقات التنفيذية لهذه الفكرة؟ وهل أمريكا جادة بتنفيذها على أرض الواقع؟ وهل الفكرة طُرِحت كفكرة إشكالية تُذكي الصراع في منطقة الشرق الأوسط والبلاد الإسلامية وكيان يهود، ما يتيح لأمريكا البقاء في المنطقة وإحكام السيطرة عليها؟

 

حل الدولتين يقوم على أساس فكري نشأ في أمريكا في مواجهة مشروع بريطاني، وهو الدولة العلمانية الواحدة، والذي سقط ولم يصمد أمام مشروع حل الدولتين. ومشروع حل الدولتين يقوم على تصور أن تكون هناك دولتان متجاورتان، واحدة لكيان يهود وتقع على مساحة ٧٥% من أرض فلسطين، والأخرى على مساحة ٢٥% مما تبقى من فلسطين. ولكن هناك عقبات لم تُؤخذ بالحسبان، وهي مُعِيقَة لهذا المشروع، أو تغافل عنها الأمريكان قصداً، وهي:

 

العقبة الأولى: البعد العقدي: إن فلسطين عند المسلمين أرض وقف، ومُتعلِّقة بعقيدة الأمة. والإقرار بكيان يهود ولو على شبرٍ واحد منها حرام قطعاً، سواء أكان ذلك الإقرار إكراهاً أو لعدم العلم بحكمها. أما من يعلم حكم أرض فلسطين، مسرى الرسول ﷺ، وربطها بمكة المكرمة كأولى القبلتين وثالث مساجدها التي لا تُشَدُّ الرحال إلا إليها، والتي فتحها أمير المؤمنين الفاروق عمر رضي الله عنه وتسلم مفاتيحها، والتي جُبِلَت أرضها بدماء ملايين الشهداء منذ الفتح العمري، فإن من يُقِرُّ أو يوافق على مشروع الدولة الواحدة أو مشروع الدولتين فاسق بلا شك، ومنافق معلوم النفاق. وحكم أرض الإسلام أنه إذا اغتُصِب شبر منها، كان الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة حتى تُستَرَدَّ ويُطرَد الغازي والمحتل، ولو استُشهِد في سبيل ذلك من استُشهِد.

 

العقبة الثانية: التنازع على الموروث التاريخي: تنازع كيان يهود والمسلمون حول هذه الأرض، وادعاء كلا الطرفين بأحقيته بها. وهي موروث تاريخي لدى الجانبين يَمنع تفرد أحدهما بها دون الآخر.

 

العقبة الثالثة: مقومات الحياة: فلو - جدلاً - أُقِيمت دولة فلسطينية على ما تبقى من الضفة الغربية، فكيف ستكون قابلة للحياة وهي لا تملك أياً من مقوماتها الأساسية؟

 

العقبة الرابعة: المسجد الأقصى: المسجد الأقصى الذي يدعي كيان يهود أنه مقام على هيكلهم المزعوم، والذي لا يمكن إقامته إلا بإزالة المسجد الأقصى. وهذا التهديد لوحده سيسبب تفجيراً للمنطقة، ما سيكون مانعاً وحاجزاً لتحقيق مشروع الدولتين.

 

فإذا عُلِمَت كل تلك العقبات، وفوقها العامل الديموغرافي، فيتبين أن المشروع هو مشروع إنشائي إشكالي يُراد منه إبقاء الصراع والنزاع على أشده وإبقاء أوراق المنطقة في يد أمريكا، ترتبها كما تشاء وتشعلها متى تشاء، وتجمع الدول وراءها كالقطيع الذي يسمع صداها.

 

لذلك، لا يمكن حل هذه الإشكالية إلا بعلاج وحل جذري، وهو إقامة مشروع الأمة الخالد؛ الخلافة على منهاج النبوة، تُستأنف به الحياة الإسلامية، ويُقتَلَع به الكيان ونفوذ أمريكا من بلاد المسلمين كلها.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سالم أبو سبيتان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع