- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
«لَوْ كَانَت الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّه جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِراً مِنْها شَرْبَةَ مَاءٍ»
الخبر:
صرّح السيسي يوم 6 تشرين الأول/أكتوبر 2025م على حسابه الرسمي على إكس قائلا: "في ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، نهنئ شعب مصر الأبي والقوات المسلحة الباسلة، ونستعيد بفخر روح العزيمة والوحدة التي صنعت المجد وحمت الوطن.. وبينما تمر المنطقة اليوم بمرحلة تاريخية دقيقة وتشهد مساعي مكثفة لإحلال السلام، تؤكد مصر موقفها الثابت: إن الأمن والاستقرار المستدامين لن يتحققا إلا من خلال سلام عادل وشامل، يقوم على مرجعيات الشرعية الدولية، ويضمن الحقوق المشروعة للشعب
الفلسطيني الشقيق، ويفتح آفاقاً غير محدودة للتعايش السلمي والتعاون بين جميع شعوب المنطقة. كل عام ومصرنا الغالية وشعبها العظيم بخير وأمن وسلام".
التعليق:
في ذكرى مرور 52 عاما على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973م، نذكّر السيسي العميل المتواطئ المنافق وكل حكام المسلمين وجيوشهم بأنّ:
- النّصر المحقق في الساعات الأولى من معركة تشرين الأول/أكتوبر دليل على أن أسطورة الجيش الذي لا يقهر واهية وأن الهزيمة الكبرى التي ألحقها الجيشان المصري والسوري بجيش يهود هي حجة قائمة على كلّ حكام المسلمين وقادة جيوشهم وجنودها بأن التخاذل عن نصرة غزة وتحرير الأرض المباركة فلسطين هو خيانة عظمى لله ورسوله وللمؤمنين.
- الهزيمة الطوعية الهزلية التي أعقبت النّصر المُتَنازَل عنه لإقامة السلام الكاذب وبناء حاجز العجز بين فلسطين ودول الطوق تحت فزّاعة الجيش الذي لا يُغلب هو اعتراف صريح بشرعيّة هذا الكيان المسخ وعقد ضمان لحماية بقائه وعدم زواله.
- "المصالحة لا المواجهة" و"منظومة السلام" و"مرجعيات الشرعية الدولية" هي شعارات العملاء أمثالك، الذين يحكمون بالكفر ويحتكمون إلى الطاغوت والمتشبثين بالدنيا وبهرجها والذين يؤثرون ما يفنى على ما يبقى فقال فيهم سبحانه وتعالى: ﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُورا﴾. فمفهوم سلامهم هو اغتصاب أرض وهتك عرض وحرب إبادة لا هوادة فيها، فهل يكون مرجعنا اتفاقيات باطلة: ورقة سلام مبتورة عُقدت مع محتل غاصب نبيع فيها أرضا إسلامية وكرامة وعزة ونشتري خنوعا وذلة؟!! فالشرعية الدولية هي ذاتها التي تعمل مع الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين على تصفية قضية فلسطين وتعميم التطبيع.
- ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، فعن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ السَّاعديِّ قالَ: قَالَ رَسُول اللَّه ﷺ: «لَوْ كَانَت الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّه جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِراً مِنْها شَرْبَةَ مَاءٍ». رواه الترمذي، وَقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. ولكن الله يمهل الكافرين والفاسقين والظالمين في الدنيا ليتمادوا في ضلالهم وطغيانهم فيجازيهم بما كسبت أيديهم في الآخرة، يوم يتبرأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا.
﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. درة البكوش