الجمعة، 11 ربيع الثاني 1447هـ| 2025/10/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
خطة ترامب انتداب أمريكي أدواتها حكام المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

خطة ترامب انتداب أمريكي أدواتها حكام المسلمين

 

 

الخبر:

 

أصدر البيت الأبيض في 29 أيلول/سبتمبر 2025 خطة مفصلة تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، متبوعة ببرنامج شامل لإعادة الإعمار وإعادة تنظيم الوضع السياسي والأمني في القطاع.

 

الخطة تسعى لتحويل غزة إلى "منطقة خالية من السلاح"، مع توفير آلية انتقالية للحكم بضمانات دولية وإقليمية، تحت إشراف مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هيئة دولية جديدة تُعنى بمتابعة التنفيذ". (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

في صفقة تقايض الحياة، مجرد الحياة، بالاستسلام، يطرح ترامب خطته المكونة من عشرين بندا، وقد جاءت واضحة تماما في جانب، وهو المتعلق بكيان يهود وأمنه وأسراه، بينما جاءت مبهمة مفخخة في الجانب الآخر المتعلق بغزة ومصير أهلها، في نقاط تحوي مضامينها تفاصيل شديدة الشر، وكلها تؤكد وصم أهل فلسطين بالإرهاب وتجرم جهادهم ضد المحتل، أما أسوأ ما في الخطة فهو أن ترامب قد نصب نفسه وليا لأمر غزة لتكون تحت انتداب أمريكي فيما يسمى بـ"مجلس السلام".

 

وبغض النظر عما ورد في الخطة الملعونة، فإن الملاحظ الثابت في تاريخ قضية فلسطين، ومنذ ضياعها، أن دور حكام المسلمين لم يختلف أو يتغير، فهم منذ النكبة والنكسة، وحتى اللحظة لا يزالون يقومون بالدور القذر ذاته، تارة بالهزيمة والتسليم، وتارة بالخذلان والتخلي، وتارة بالتواطؤ والتآمر، وأما أقبح الأدوار فهو دورهم الأخير في خطة ترامب، بأن يكونوا هم بأنفسهم أداة التنفيذ، حيث التقى بهم كبيرهم في البيت الأبيض وأمرهم فأطاعوا، واستبقوا خطته التي تشارك في صياغتها القتلة المجرمون ترامب ونتنياهو ببيان، يرحبون فيه ويمجدون بالدور القيادي لترامب، مع أنه هو الذي مول ودعم وغطى الإبادة، ويشيدون بـ"جهوده الصادقة لإنهاء الحرب في غزة، والتأكيد على ثقتهم بقدرته على إيجاد طريق للسلام"!

 

حكام المسلمين أبدوا جاهزيتهم للتنفيذ، بعسكرهم وقواتهم، وإمكانياتهم وأموالهم، لتحقيق أهداف نتنياهو التي عجز عنها من خلال الحرب، بتصفية المجاهدين ونزع سلاحهم لمنح يهود أمنا لأمد بعيد، ومنح جنوده الذين أرهقوا حد اللجوء للانتحار بعض الراحة. وهم على أتم الاستعداد لتنظيف مخلفات الاحتلال وغسل الدماء من ساحة الجريمة بالإعمار، كترغيب لأهل غزة، مع التلويح بالترهيب وطرد احتضانهم لقيادات الفصائل وتركهم لمصيرهم في حال رفض الخطة.

 

ولكن، للنزاهة والدقة، والحق يقال، إن الحكام لا يسعون لتحقيق أهداف نتنياهو من الحرب فقط، بل هم يسعون لتحقيق أهدافهم أيضا، إذ إن لهم وليهود عدواً مشتركا، يقض مضاجعهم ويهز عروشهم ويهدد أمنهم واستقرارهم، ألا هو الجهاد الذي لم تنطفئ جذوته في فلسطين، حيث اتفق الكل، على أن ذلك هو المشكلة التي لا بد من الخلاص منها ليرتاحوا جميعا وينعموا بالاستقرار في ظل الإبراهيمية!

 

إن هؤلاء الحكام الذين يبيعون فلسطين في غياب أهلها مقابل عروشهم ورضا ترامب عنهم، يؤسسون لحقبة جديدة من الاستعمار، أكثر بشاعة وأشد ذلا، وهم يهينون الأمة ويهلكونها بإدخالها في ذلك الطور الجديد، وإنه إن كان ثمة ضعف في الأمة الآن فإنه لا يتمثل إلا فيهم، فهم الأشد خطرا عليها.

 

 والخلاصة، إن الخلاص منهم قد صار مفتاح الفرج، وباباً لإقامة الدين الذي عطلوه، وسببا لاستجلاب نصر من الله سبحانه هم من موانعه.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الرحمن اللداوي

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع