- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
البراغماتية – التوجّه الجديد لسوريا
(مترجم)
الخبر:
في 25 آب/أغسطس 2025، أعلن الرئيس السوري، أحمد الشرع، خلال لقاءٍ مع وفدٍ إعلاميٍّ عربيٍّ رفيع المستوى، أنه لا يعتبر نفسه امتداداً لأيٍّ من الأحزاب أو الحركات الإسلامية، سواءً الجهادية أو جماعة الإخوان المسلمين أو حتى الربيع العربي. ووفقاً لنديم قطيش، المدير العام لقناة سكاي نيوز عربية، كشف الشرع أيضاً عن وجود محادثاتٍ رفيعة المستوى جاريةٍ بشأن اتفاقيةٍ أمنيةٍ مع الكيان الصهيوني، بدعمٍ من الولايات المتحدة ودول الخليج. ومع إقراره بأن الظروف لم تتهيأ بعدُ لإبرام معاهدة سلامٍ شاملة، صرّح الشرع بأنه لن يتردد في السعي إلى مثل هذه الاتفاقية إذا كانت تخدم "مصالح" سوريا. (المرصد السوري).
التعليق:
إن تنصل أحمد الشرع من الجماعات الإسلامية ليس مفاجئاً بالنظر إلى مساره في التخلي عن منظور الحكم بالإسلام، ومنح أنصار بشار الأسد الحصانة تحت شعار "المصالحة الوطنية"، والانخراط الآن في مفاوضات مع كيان يهود. هذه الخطوات تُبرز أن إرثه السياسي ليس من الإسلام أو الربيع العربي، بل من التقليد القومي العلماني الذي هيمن طويلاً على الطبقة الحاكمة في سوريا.
في المقابل، عبّر شعب سوريا وثورته المباركة باستمرار عن هويته وطموحه الإسلاميين. وجسّدت شعاراتهم الإيمان والعزيمة: "هي لله هي لله، لا للسلطة ولا للجاه"، و"يا الله، ما لنا غيرك يا الله" و"خلافة للأبد، غصب عنك يا أسد". وبينما جسّد الشعب الإخلاص والتضحية والمثالية، عكست تصريحات أحمد الشرع وأفعاله براغماتية سياسية وتنازلات وتجاهلاً للرؤية الإسلامية للثورة.
إنه لأمرٌ مأساويٌّ للغاية أن نشهد ثورةً قدّمت تضحياتٍ جسيمة - عائلاتٍ وأرزاقاً وأرواحاً ضحّت بها في سبيل الله وحكمه - يغتصبها نظام يسعى الآن إلى الشرعية بموافقة أمريكا وكيان يهود. هذه هي القوى ذاتها المتواطئة في تدمير سوريا والإبادة الجماعية المستمرة لأمتنا في غزة. ويتردد صدى حديث النبي ﷺ بقوة في هذا السياق: «مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَى عَنْهُ النَّاسَ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ».
بوصفنا أتباعاً لنبينا الحبيب ﷺ، لا يستسلم المسلمون لليأس أبداً. غزوة الخندق تذكيرٌ خالد: عندما حاصرت قريش وحلفاؤها المدينة المنورة، ضاقت الدنيا بالمسلمين جوعاً ومشقة، ولكن في تلك المحنة، بشّر النبي ﷺ بالنصر؛ مفاتيح الشام وفارس واليمن. يُعلّمنا هذا التاريخ أنه حتى في قلب العاصفة، يبقى المؤمنون صامدين متفائلين، مُدركين أن المصائب زائلة وأن نصر الله آتٍ لا محالة.
إن الواجب على الأمة إذاً هو مواصلة بناء الزخم نحو النصر الحتمي من خلال التوحد حول الإسلام ورفض التنازلات التي تُضعف مبادئنا. إن التحرير الحقيقي لسوريا وللبلاد الإسلامية جمعاء لن يتحقق إلا بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، النظام الذي يضمن العدالة والمحاسبة والكرامة للأمة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد الشامي