الأحد، 29 ربيع الأول 1447هـ| 2025/09/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
خارطة الطريق التي أقرتها الرباعية خطوة عملية في تنفيذ مخطط انفصال دارفور!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

خارطة الطريق التي أقرتها الرباعية خطوة عملية في تنفيذ مخطط انفصال دارفور!

 

 

الخبر:

 

قال مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية والشرق الأوسط، مسعد بولس، إن خارطة الطريق التي أقرتها مجموعة الرباعية مؤخراً لإنهاء الحرب في السودان تتضمن إطاراً زمنياً واضحاً. (سودان تربيون، 17/9/2025م)

 

التعليق:

 

إن خارطة الطريق التي ذكرها مستشار الرئيس الأمريكي هي بالضبط خطوات مخطط أمريكا لانفصال دارفور. وهي في الأصل رؤية أمريكا التي أقرتها السودان منذ آذار/مارس 2025م قبل انسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم لتُخرج موضوع الحرب بين عميليها البرهان، وحميدتي الذي أصبح الآن حاكما على كل دارفور حسب بيان حكومة تأسيس السبت 30/8/2025م بعد انسحاب الجيش منها ما عدا الفاشر.

 

وهذه النقاط التي جاءت في بيان الرباعية هي نفسها الخارطة التي وصفت أنها مسربة قدمها سفير السودان بالأمم المتحدة الحارث إدريس للأمين العام أنطونيو غوتيريش في 10/3/2025م معنونة باسم خارطة الطريق الحكومية. مذيلة بسري للغاية وشخصي، بإيجاز رؤية حكومة السودان في شأن تحقيق السلام والاستقرار في البلاد في ظل التطورات الراهنة.

 

وبحسب الوثيقة، يكون هناك وقفٌ لإطلاق يتخلله الانسحاب الكامل من ولاية الخرطوم وكردفان ومحيط الفاشر والتجمع في ولايات دارفور التي يمكن أن تقبل بوجود المليشيا في مدة أقصاها 10 أيام. وهذا الذي حدث بالفعل في الخرطوم وفي ولايات دارفور الأربع. والأوضاع في كردفان تتجه إلى ذلك خاصة بعد تحرير الجيش لمدينة بارا.

 

ثم: (تكون بداية عودة النازحين ودخول المساعدات الإنسانية في مدة أقصاها ثلاثة أشهر، فضلاً عن ضرورة استعادة الحياة ودولاب العمل في مؤسسات الدولة المختلفة مع صيانة البنى التحتية الضرورية مثل المياه والكهرباء والطرق والصحة والتعليم، على ألّا تزيد مدة تنفيذ هذا الأمر على ستة أشهر). هذا أيضا يحدث الآن بالفعل في الخرطوم!

 

ثم كما جاء فيها: (أنه بعد إكمال الأشهر التسعة يمكن الدخول في نقاش وتفاوض مع الجهة الراعية حول مستقبل المليشيا المتمردة، وتشكيل حكومة من المستقلين تشرف على فترة انتقالية تُدار فيها الدولة بعد الحرب، وإدارة حوار سوداني - سوداني شامل داخل السودان ترعاه الأمم المتحدة ولا يستثني أحداً، يقرر خلاله السودانيون مستقبل بلادهم). وقد تم تعيين كامل إدريس رئيسا للوزراء الذي بالفعل شكل حكومته.

 

وقد اتفق في 12 أيلول/سبتمبر الجاري وزراء خارجية مجموعة الرباعية التي تضم أمريكا والسعودية والإمارات ومصر على حزمة مبادئ لإنهاء الحرب في السودان بينها إقرار ما سموه هدنة إنسانية لمدة أولية ثلاثة أشهر، على أن تؤدي فوراً إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومن ثم إطلاق عملية انتقالية شاملة وشفافة. وحسب بيان صادر عن وزراء خارجية الرباعية، فإن الهدنة الإنسانية ستكون لتمكين الدخول السريع للمساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء السودان.

 

ووضعت المحادثات جداول زمنية شملت إطلاق عملية انتقالية شاملة وشفافة تختتم في غضون تسعة أشهر لتلبية تطلعات السودانيين نحو تأسيس سلس لحكومة مدنية مستقلة تتمتع بشرعية واسعة ومساءلة، باعتباره أمرا حيويا لاستقرار السودان على المدى الطويل والحفاظ على مؤسسات الدولة.

 

 والواضح أن الأمور تسير نحو إعادة تدوير قوات الدعم السريع والرضا بها باعتبارها واقعا ومن ثم تسلم لها دارفور كما سُلم الجنوب للحركة الشعبية أيضا برعاية وإشراف تامّين من أمريكا.

 

أما الذي بشر به مستشار الرئيس الأمريكي واتفقت عليه الرباعية في 12/9/2025م، فلم يذكر كيفية الاقتصاص من المجرم المسؤول عن هذه الآلام والأذى الذي حدث للناس ولا معاناتهم ولا الأرواح التي فقدت ولا الدماء التي أريقت ولا الخراب والدمار الذي لحق بالبلاد والعباد لتنفيذ خطة أمريكا لتقسيم السودان وتمزيقه مرة أخرى. قاتلهم الله أنى يؤفكون!

 

لكن الأمر المؤسف والمحزن هو تعامل أهل السودان بلا مبالاة مع هذه الجرائم التي تُرتكب لتنفيذ مخططات الكافرين في البلاد كما حدث في الجنوب والآن يحدث في دارفور! فأين العلماء والأئمة والمفكرون؟! أين السياسيون العقلاء والحكماء من أبناء البلاد المخلصين؟ أين الضباط في الجيش الشرفاء المخلصين لأمتهم ودينهم، كيف لهم أن يرضوا بهذه المخططات ويسمحوا بتنفيذها؟!

 

ألا يعلمون أن تقسيم بلاد المسلمين جريمة عظيمة يحرم السماح لها والسكوت عليها؟ فقد قال النبي ﷺ: «إذا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ، فاقْتُلُوا الآخِرَ منهما» أخرجه مسلم عن أبي سعيد الخدري. وأخرج مسلم كذلك عن عرفجة بن أسعد عن النبي ﷺ قال: «مَن أتاكُمْ وأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ علَى رَجُلٍ واحِدٍ، يُرِيدُ أنْ يَشُقَّ عَصاكُمْ، أوْ يُفَرِّقَ جَماعَتَكُمْ، فاقْتُلُوهُ».

 

فكيف السكوت عن التمزيق والانفصال؟!

 

ما كانت هذه المخططات لتمرر وهناك دولة للمسلمين تقيم أحكام الإسلام وتطبق شرعه، فإقامة دولة الإسلام فرض بل تاج الفروض، والحاكم في الإسلام وقاية وحماية للأمة من كل شر، وصيانة من كل المخططات، قال النبي ﷺ: «الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِن ورَائِهِ ويُتَّقَى بِهِ» أخرجه البخاري.

 

يا أهل السودان: هلا عملنا لهذا الفرض العظيم لإفشال مخططات الكافرين أجمعين؟

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد جامع (أبو أيمن)

مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع