الإثنين، 23 ربيع الأول 1447هـ| 2025/09/15م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ضربة قطر ورسائل الطغيان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ضربة قطر ورسائل الطغيان

 

 

الخبر:

 

هجوم بالسلاح الجوي للكيان الغاصب على العاصمة القطرية في محاولة لاغتيال قيادات حركة حماس أثناء اجتماعهم لمناقشة مقترح ترامب لوقف الحرب على غزة.

 

التعليق:

 

لم تشفع مليارات قطر وهداياها السخية التي ألقيت تحت قدمي ترامب في حماية أراضيها وكرامتها من الإذلال، ولم تمنع اتفاقيات الدفاع مع أمريكا عن قطر التي تنفق عليها بلا حساب منذ عقود من استهداف كيان يهود لها بوقاحة، هذا الكيان الذي لا يملك أن يصل بطائراته إلى تخوم قاعدة العديد الأمريكية دون تنسيق كامل معها، بل كانت جميع المعطيات تؤكد أن إذلال قطر واستباحة أجوائها كان رسالة من أمريكا وكيان يهود مقصودة، مفادها أن الشرق الأوسط الجديد قد ولد وولدت معه قواعد جديدة أبرزها: أن من حق أمريكا وذراعها الأيمن أن يضربا حيث شاءا ومتى شاءا، وأن مصالحهما تبيح كل محظور وتلغي كل الأعراف والمواثيق والعهود والعقود، وقد قرأ العالم بأسره هذه الرسالة الصارخة التي هدمت ما بقي من دبلوماسية واحترام مزعوم لسيادة الدول.

 

لقد كرست الرسالة قاعدة جديدة في السياسة الأمريكية تؤكد أن الكذب والغدر هو لغة الخطاب الأمريكي الجديد فهي تدعو خصومها للتفاوض ثم تتفاخر بالغدر بهم كما فعل ترامب مع قيادات إيران بعد الضربة التي استهدفتهم في بداية الجولة الأخيرة حيث قال ساخرا بأنه لم يبق منهم من يكمل التفاوض معنا، وذلك بناء على ما وصله من معلومات أولية بمقتلهم، ثم هو بالأمس يعرض على حماس ورقة تفاوضية وعند اجتماعهم لمناقشتها يتم ضربهم بنية اغتيالهم بضوء أخضر وتنسيق حتمي مع الجيش الأمريكي وقواعده في المنطقة.

 

هذه هي الرسالة للشرق الأوسط الجديد التي أشار إليها المسؤولون في الكيان الغاصب، "نحن السادة وأنتم العبيد، دماؤكم وأراضيكم وحقوقكم لا وزن لها أمام رغباتنا ومصالحنا، فمقاومة احتلالنا إرهاب، والاعتراض على سياساتنا معاداة للسامية، والتفكير بالتخلص من نفوذنا سبب كاف لإمطاركم بأسلحة أمريكية تدفعون ثمن تصنيعها من ثرواتكم راغمين أذلاء"!

 

فيا أيها المسلمون: لم يشهد تاريخنا إذلالاً مثل هذا الذي فرضه علينا نواطير الغرب الكافر حكام الضرار، وما ذلك إلا لتركنا فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يد الحكام العملاء، وإقامة دولة الإسلام الجامعة المجاهدة، ووالله إن الكلام في هذا المقام ليطول ولكن يكفينا حديث رسول الله ﷺ: «إذا تبايعتُم بالعينةِ وأخذتم أذنابَ البقرِ، ورضيتُم بالزَّرعِ وترَكتمُ الجِهادَ سلَّطَ اللَّهُ عليْكم ذلاًّ لاَ ينزعُهُ حتَّى ترجعوا إلى دينِكُم».

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الشيخ عدنان مزيان

 

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع