- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحكومة العراقية بين مطرقة التهديدات الأمريكية وسندان الفصائل المسلحة
الخبر:
أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، مساء الثلاثاء 2025/8/5، اعتراض واشنطن على سعي البرلمان العراقي لتشريع قانون الحشد الشعبي، مشيرة إلى أن إقراره سيؤدي إلى تغيّر طبيعة الشراكة الأمنية الثنائية مع بغداد.
وقالت المتحدثة باسمها، تامي بروس خلال مؤتمر صحفي في واشنطن، "نعارض بشدة تشريع قانون الحشد الذي يعزز جماعات مسلحة مرتبطة بإيران ومنظمات إرهابية".
وكان باحثون أمريكيون حذروا في تقرير نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، من أن تمرير قانون الحشد الشعبي سيقوّض إصلاحات الأمن العراقي، ويمنح غطاءً قانونياً لفصائل تعمل خارج سلطة الدولة، بما في ذلك مجموعات مصنفة أمريكياً كـ"منظمات إرهابية".
التقرير، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، دعا الإدارة الأمريكية إلى الرد عبر أدوات ضغط متعددة، منها فرض عقوبات على قادة الحشد المقربين من طهران، تجميد بعض جوانب التعاون الأمني مع بغداد، وربط المساعدات العسكرية بمستوى الالتزام بالإصلاحات الأمنية ومبدأ احتكار الدولة للسلاح.
التعليق:
لا يزال قانون الحشد الشعبي يثير انقساما حادا بين النواب العراقيين لإقراره، في ظل ضغوط إقليمية ودولية كبيرة، أدت إلى تأجيله عدة جلسات، ووصل الخلاف بين الكتل السياسية إلى السباب والتشابك بالأيدي داخل مجلس النواب في جلسة الثلاثاء الأخيرة.
والمدقق في واقع العراق يرى بوضوح الضياع الذي تعيشه الدولة، حيث لا سلطة حقيقية لها، بل ليس بإمكانها بكل أجهزتها العسكرية والأمنية أن تدخل في مناطق نفوذ الفصائل المسلحة كجرف الصخر مثلا، بل وصل الاستخفاف بها أن يطلب الأمين العام للكتائب، أبو حسين الحميداوي، بحجر السوداني لغاية الانتخابات.
ويأتي تصريح المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي، يوم الخميس 2025/8/7، بأن "فصائل المقاومة" في المنطقة، باتت تعمل "بقوة أكبر من السابق"، مؤكداً أن هذه القوى أصبحت "أكثر تنسيقاً وتماسكاً" من أي وقت مضى، يأتي هذا التصريح مبررا لتعنت الفصائل العراقية، وكأنها تعطي المبرر لأمريكا لتنفيذ تهديداتها سواء الاقتصادية أو حتى العسكرية.
يا أهل العراق: لا شك وأنتم تشاهدون وتعيشون هذا الواقع المزري، وهذا الضياع، حتى بتّم تسيرون في ظلام دامس ونحو المجهول، فليست هناك دولة بمعنى الدولة، وليس هناك أمان، بل ضياع بمعنى الضياع. ولا حل لهذا التخبط، ولا خلاص من هذا المجهول إلا بإسقاط هذا النظام والانعتاق من هيمنة الكافر المحتل، وإقامة سلطان الإسلام، فهو الوحيد القادر على القضاء على جميع الفتن والانقسامات التي أوجدها الكافر، وهو الوحيد القادر على الحفاظ على الأموال الخاصة والعامة، وهو الوحيد القادر على الحفاظ على هيبة الدولة، وهو الجدير بالتفاف الأمة حوله من خلال العدل النابع من منهاج الشريعة الإسلامية.
فكونوا أنصار الله، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الطائي – ولاية العراق