- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
ما هذا العمى الذي يغطي البصيرة في إيران؟!
الخبر:
وزير خارجية إيران يطالب الأمم المتحدة بتحميل كيان يهود وأمريكا مسؤولية الهجوم عليها ويطالب بتعويضات، ووجه عراقجي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش طالب فيها مجلس الأمن "بالاعتراف بالكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة كمبادرين بالعدوان، وتحميلهما المسؤولية الكاملة عن ذلك، بما في ذلك دفع التعويضات وجبر الأضرار الناجمة". (آر تي، 29/6/2025)
التعليق:
إذا كان قادة إيران بهذه الرسالة للأمم المتحدة، التي يعرفون بأن أمريكا تسيطر عليها سيطرة تامةً، ويطالبونها بإدانة أمريكا وكيان يهود بسبب مبادرتهما بالعدوان على إيران، أي يطالبون أمريكا بإدانة نفسها، إذا كانوا يظنون بأن هذا ممكن فإن هذا هو العمى الذي ما بعده عمى، ولا نظنهم كذلك.
وإذا كانوا يظنون بأنهم أمام شعبهم يقومون بتصرف ما بعد الهجوم الشديد الذي تعرضت له إيران وراح ضحيته عدد من كبار قادتها وعلمائها وجزء غير يسير من برنامجها النووي، فإن هذا هو التضليل السياسي، وإذا كان التضليل السياسي موجهاً للشعب فإنه يسمى خيانة، أي أكبر من تضليل.
كان بإمكان إيران الدفاع عن نفسها بشكلٍ أفضل! فكل التقارير كانت تتحدث عن قرب نفاد مخزون كيان يهود من ذخيرة الدفاع الجوي، أي أن كيان يهود كان مهدداً بانكشاف أجوائه أمام الصواريخ الإيرانية كما كانت أجواء إيران مكشوفة أمام طائراته، تلك الطائرات التي وفرت لها أمريكا كل أسباب النجاح، مثل المرور قرب قواعدها العسكرية في سوريا والعراق والأردن وتزويدها بالوقود ومشاركتها المعلومات الاستخبارية، فكان بإمكان إيران الصبر وعدم الموافقة على وقف إطلاق النار لا سيما وأن كيان يهود شديد الحساسية للخسائر، ولكنها لم تفعل!
كان بإمكان إيران أن تدك القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج، قبل أن تخرج أمريكا منها المعدات والجنود وهي تستعد للمشاركة العلنية في الحرب، ولكنها لم تفعل. وكان بإمكان إيران أن تشرك قواتها البرية فتهاجم العراق وتقلب الحكومة العميلة لأمريكا وتضرب المصالح الأمريكية وتقترب من كيان يهود، فتصبح صواريخها القصيرة المدى قادرة على الوصول له، بل وكان بإمكانها أن تشرك قواتها البحرية فتقلب أنظمة الحكم في الإمارات والبحرين وقطر التي تتعاون مع أمريكا وتنفذ سياستها وتحتل قواعد أمريكا العسكرية فيها، فتقلب الطاولة على أمريكا بتوسيع الحرب، وتقلب الطاولة على الغرب بأكمله عن طريق حجب النفط عنه وبلبلة عجلته الاقتصادية حتى تصيح أمريكا ومعها أوروبا أن أوقفوا الحرب.
ولو قامت إيران بأي من هذه التحركات الكبيرة لكانت قادرة على الاشتراط والمطالبة بتحميل أمريكا وكيان يهود المسؤولية، ولكنها لم تقم بأي من ذلك واكتفت بأن رأس النظام قد نجا!
واليوم يطالبون بتحمل المسؤولية والتعويضات، والأنكى أنهم يفاوضون أمريكا من وراء ستار، بل وبدون ستار! فكيف بالنصر يكون حليفكم وأنتم لا تجرؤون على مثل هذه الأعمال وتنتظرون عدوكم أن يفتح معكم المفاوضات؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال التميمي