- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
توغل يهود في رويحينة بريف القنيطرة والسكوت هو سيد الموقف!
الخبر:
أفادت قناة الجزيرة، نقلاً عن مصادر في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، بأن قوة ليهود توغلت إلى أطراف قرية رويحينة بريف المحافظة.
وسبق أن صرّح الرئيس السوري أحمد الشرع بأن سلطات الإدارة السورية الجديدة تعمل على إيقاف هجمات يهود المتواصلة على المناطق الآمنة في محافظة القنيطرة جنوب غربي البلاد. وأكد الشرع العمل على إيقاف اعتداءات يهود عبر مفاوضات غير مباشرة من خلال وسطاء دوليين.
التعليق:
يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾.
هكذا علّمنا الله، وهكذا رسم لنا الخطوط للفلاح والنجاح. ويمكنني أن أفهم من هذه الآية أنها تخص المسلم في حال اعتدى عليه مسلم، فما بالك عندما يعتدي عليه عدوٌّ غاصب لبلاده؟
قد يقول قائل: إننا اليوم في حالة تتطلّب منا أن نبني أنفسنا وأن نستقر، والوقت ليس وقت حروب ولا فتح جبهات؛ فلقد أرهقتنا الحرب وأتعبتنا، والنبي ﷺ قام بهذا الفعل، فعقد صلح الحديبية. وردي على ذلك أن النبي ﷺ نقض صلح الحديبية بعد اعتداء كفار مكة وحلفائهم على حليفه ﷺ.
فالعُهود أولى من أمورٍ أخرى قد تفكّر فيها، ولا يُقال: إن محمداً خذل من دخل في حِلفه.
وحالتنا اليوم هي اعتداءٌ في كل وقت وحين، وليست على أحلاف لنا، بل علينا أنفسنا، على أعراضنا، على أطفالنا، على من ناصرنا وأيّدنا، على من ظاهرنا على مرّ سنوات الثورة: غزّة التي تُذبح على عينك يا تاجر، وكذلك إخواننا الذين سقطوا تحت قصف يهود لمناطقنا.
لمن يقول إنّ "الجاهزية غير مكتملة"، أقول: راجعوا كلام رياض نعسان آغا عندما تكلّم عن معركة الفلول، وذكر أننا جمعنا ملايين المقاتلين في بضع ساعات، فما بالك عندما تكون الوجهة يهود، الذين بارك الله من يقاتلهم فقال فيهم: ﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً﴾؟
إن الاستمرار في موقف المتفرّج يُذهب الهيبة ويُسقط المهابة من عيون أعدائنا، والأهم من ذلك، يُفقد أهلنا الذين ناصرونا ثقتهم بنا.
وللذين يقولون "الوقت ليس وقت حرب"، أنتم أنفسكم من كنتم تقولون: "نحن في طور الإعداد والتجهيز، ولا نمتلك الإمكانيات"، وعندما ضُربت القنيطرة، رأيتم كيف حُسمت المعركة.
وللذين يقولون "نحن منهَكون"، أنتم أنفسكم من كنتم ترددون هذه العبارات، عندما كان الشباب يطالبون بفتح الجبهات واستعادة القرار العسكري، وأن العدوّ وحاضنته قد انتهيا، فكنتم ترمقونهم بعيون المستهزئ! وعندما حصلت المعركة، رأيتم صدق قولهم وكم كنتم مخطئين.
وللذين يقولون "لا نريد فتح جبهات"، نقول: الجبهات مفتوحة منذ عام 2011، وعلى جميع الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية والفكرية... والحمد لله، ثبت الحقّ وانتصرنا، ولا نعلم بأي وادٍ تهيمون؟!
وأما الذين يتحدّثون عن "التجهيز"، فقد ألجمكم الله سبحانه بمحكم آياته: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾.
يَحزّ في النفس أن يُعتدى علينا كل حين، ونلتزم بـ"ضبط النفس"، الذي كنا نستهزئ به عندما كان يردّده أسد المجرم. نحزن أن بيننا وبين الظفر خطوات، وبيننا وبين العزّة شعرة، ولا نستغلّ الموقف ولا المشهد!
كونوا عباد الله، وتحلَّوا بالبأس الشديد، وبادروا، فإن الفرص لا تتكرّر، والخذلان عصيب، صعب، وعاقبته وخيمة، ولقد كان لكم فيمن سبقكم عبرٌ وآيات.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا