- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
ليس من حق أمريكا أن تصنف المجاهدين بـ(المقاتلين الأجانب) وليس علينا طاعتها
الخبر:
ترافق إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا مع خمسة شروط أو مطالب، منها "مغادرة جميع المقاتلين الأجانب" من الأراضي السورية. ويشكّل هذا المطلب تحدياً كبيراً بالنسبة للإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع لما لهؤلاء المقاتلين من دَين في عهدة هيئة تحرير الشام على مدى السنوات الماضية وحتى سقوط نظام بشار الأسد. (الشرق الأوسط)
التعليق:
إن المجاهدين المسلمين الذين قَدِموا للدفاع عن إخوانهم أهل الشام من داغستان وتركستان وبلاد القوقاز، كان دافعهم هو الدفاع عن أعراض ودماء المسلمين، وليس لديهم أجندات خاصة وليس بمفهومهم الهيمنة والسيطرة والمن على ما فعلوا، إنما فعلوا ذلك ابتغاء مرضاة الله.
أمريكا أم الخبائث اشترطت على الحكومة السورية الجديدة التخلص منهم، وذلك حسب ادعائها لخطورتهم ولما يحملون من أجندات قد تضر بمصالح أمريكا وكيان يهود، وقد يسببون عدم استقرار على الحكومة الجديدة، ولذلك لا بد من التخلص منهم إما بترحيلهم إلى بلادهم أو احتجازهم ووضعهم قيد المعتقلات.
فهل يجوز ذلك؟ وهل يجب تلبية النظر في هذه المطالب؟ وهل حقاً هؤلاء يشكلون خطورة على أهل الشام؟ وما هو الواجب الشرعي بحقهم؟ آلاف الأسئلة التي تدور حول هذه المسألة.
إن المسلمين دماؤهم واحدة وأعراضهم واحدة، وأرض الإسلام التي وطئتها سنابك خيل المسلمين هي أرض كل مسلم أيا كانت لغته أو لونه، قال رسول الله ﷺ: «لَا فَضْلَ لِعَرَبِيّ عَلَى عَجَمِيّ وَلَا لِعَجَمِيّ عَلَى عَرَبِيّ، وَلَا لِأَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبْيَضَ إلّا بِالتّقْوَى». وقال ﷺ: «المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَا هُنا، ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ، بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ: دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ».
إن هؤلاء الأنصار الذين غادروا ديارهم وتركوا أهلهم وأموالهم ابتغاء مرضاة الله وتحقيقاً لنداء الله الخالد ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ وحكمه الشرعي القطعي، فهل بعد كل هذه التضحيات الجسيمة يُنظر إليهم بعد أن منّ الله على أهل الشام بالنصر على طاغيتهم سفاح الشام أن يسجنوا أو يقتلوا أو يشردوا أو يسلّموا لطواغيت بلاد المسلمين وبأوامر أمريكية لكي يعذبوهم وينكلوا بهم أشد التنكيل؟! إنْ فَعَلَ النظام السوري الجديد فهو بئس ما يَفعل وأسوأ فعلٍ يفعله! فكيف لمسلم يقبل لأخيه المسلم نكران الجميل ورد الجميل بالنكران؟! ما هذه أخلاق المسلم ولا شيمه ولا هي من قيم الإسلام!
إن أمريكا تريد احتواء الثورة السورية كما فعلت في أفغانستان، وذلك بالمحافظة على النظام العلماني القذر، فإلى متى يظل المسلمون يقعون في فخاخ أمريكا وشراكها وألاعيبها وهم غافلون عن ذلك؟!
إن توجيه التهم لهؤلاء هو ضربة في صميم الأخوة وضرب لفكرة النُصرةِ والجهاد، فلا يقع أهل الشام في ذلك ولا يجوز فعل ذلك لحُرمته، فقد قال رسول الله ﷺ: «لو أنَّ أَهلَ السَّماءِ وأَهلَ الأرضِ اشترَكوا في دمِ مؤمنٍ لأَكبَّهمُ اللهُ في النَّارِ». إن الواجب إكرام هؤلاء والمحافظة عليهم والدفاع عنهم ودفع الأذى عنهم ودمجهم بالمجتمع المسلم وتزويج من ليس له زوجة وإعطاؤه بيتاً يؤويه واحتضانه نظير ما فعل وما قدم، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو سبيتان