السّودان يشهد أكبر كارثة جوع في العالم!

الخبر:

 قال برنامج الأغذية العالميّ الأربعاء إن الحرب المشتعلة في السّودان منذ عامين أدخلت هذا البلد في أكبر كارثة جوع في العالم، مؤكّدا أنّ 24.6 مليون شخص يعانون جوعاً حاداً. وأضاف البرنامج الأمميّ أنّ 638 ألف سودانيّ يواجهون جوعا كارثيّا، وهو المعدّل الأعلى في العالم (الجزيرة نت، 1/5/2025م)

التّعليق:

بسبب الحرب التي اندلعت بين الجيش وقوّات الدّعم السّريع يعيش أهل السّودان البالغ عددهم 50 مليون نسمة أوضاعا مأساويّة تزداد سوءا وخطورة كلّ يوم.

فمنذ الـ15 من نيسان/أبريل 2023 والحرب في السّودان مستعرة، وقد أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى ونزوح أكثر من 13 مليون شخص وأغرقت البلاد في أزمة إنسانيّة حادّة.

كما تسبّبت في دمار هائل لحق بالبنية التّحتيّة وانهيار شامل للقطاعات الاقتصاديّة، فقد دمّرت 65% من المساحة الزّراعيّة، وخفضت إنتاج الحبوب إلى 46% عن إنتاج العام الماضي (حسب منظّمة الأغذية والزّراعة)، كما أوقفت أكثر من 70% من الإنتاج الصّناعيّ؛ فتسبّب ذلك في فقدان معظم الأسر السّودانيّة مصدر دخلها، وارتفع مؤشّر الفقر إلى 90%.

 في تعليقه حول الوضع في السّودان أشار فولكر تورك، المفوّض السّامي لحقوق الإنسان إلى أنّ "المأساة المتفاقمة في السّودان لا تعرف أيّ حدود". فهذه الحرب قد أتت على الأخضر واليابس في السّودان وجعلت أهلها يتذوّقون مرارة الجوع بعد أن فقدوا الغذاء.

الحرب في السّودان حرب فتنة، أشعلها الغرب حتّى يحقّق مصالحه، أشعلها دون رحمة فتكبّد الأطفال والنّساء وأهل السّودان كافّة نتائجها الوخيمة؛ تقتيل وتجويع وتهجير...، وكيف لا تكون هذه نتائجها وأمريكا هي من تديرها لتبعد منافسيها بريطانيا وأوروبا عن هذا البلد. حرب طرفاها الجيش وقوات الدعم السريع هم من أبناء السّودان ولكنّ المشرف عليها أمريكا، فهي التي ترعاها وتحرّك طرفيها كما تريد ومتى تريد لضمان مصالحها.

اقتتال بين إخوة ولصالح من؟ لصالح الكافر المستعمر الذي لا يكترث لدماء الأبرياء ولا لهلاك الأطفال والنّساء!

فيا أهلنا في السّودان: أبعد كلّ هذه الآلام والتّضحيّات ما زلتم صامتين؟! هل أنتم راضون بما يحدث بين أبنائكم من قتل وتقتيل؟ إلى متى تستباح الدّماء ويُجوَّع الأطفال وتُستَضعَف النّساء؟!

يا أهل السّودان: نادوا بتوحيد صفوف أبنائكم وتوحيد هدفكم وغايتكم وانفضوا عنكم غبار التّبعيّة للعدوّ الكافر واجتثّوه من جذوره وأخرجوه من بلادكم، وارفعوا سقف مطالبكم ليكون السّودان دولة تقيم شرع الله وترفع رايته فيلتفّ جميع أبنائها والمسلمين حولها فيفوزوا برضوان الله ويسعدوا في الدّنيا والآخرة.

كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير

زينة الصّامت