أقوال علماء الأمة في وجوب الخلافة عبدالرحمن عبدالخالق في كتابه الشورى
- نشر في أخرى
- قيم الموضوع
- قراءة: 377 مرات
الخبر:
نقلت جريدة أخبار الخليج خبرا بتاريخ 2014/5/5 عنوانه "مؤتمر الحضارات ينطلق اليوم بمشاركة 350 شخصية فكرية".
وقد نقل الخبر مشاركة كبار الشخصيات والمفكرين في المؤتمر وعلى رأسهم شيخ الأزهر أحمد الطيب ووزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة والأمير حسن بن طلال والأمير علي بن الحسين والدكتور أحمد هليل والدكتور محمد السماك وقداسة آرام الأول والمطران نيفون صقيلي.
وقد استمر المؤتمر على مدى ثلاثة أيام، وشمل الجلسات التالية:
- دور الحضارات الإنسانية في تعزيز وحدة المجتمع البشري
- اختلاف الحضارات سبيل إلى تحالفها
- التعارف الإنساني دعوة ربانية وفطرة بشرية
- التعليم الديني وأثره في تعايش أبناء الحضارات
- خطاب الكراهية وأثره السلبي على أتباع الحضارات
- التطرف الفكري وأثره في تنامي ظاهرة العنف وصدام الحضارات
- المحاصصات السياسية على أتباع الحضارات المتنوعة
- الأثر السلبي لتحويل التنوع الثقافي والفكري إلى هويات تجزيئية
- التعددية الحضارية وواجبات المواطنة
- الديمقراطية وحقوق الإنسان في ظل حضارات متعددة
- القانون ودوره في تنظيم العلاقات بين أتباع الحضارات والثقافات المتنوعة
- مملكة البحرين ومسيرة التسامح والتعايش الحضاري
التعليق:
إنه لمن الكافي للتدليل على خبث مثل هذه المؤتمرات وفساد ما تبث من أفكار النظر إلى أسماء المدعوين والمشاركين فيه والمذكورة أسماؤهم أعلاه. ومع ذلك، فإن لنا وقفة سريعة مع مفهوم حوار الحضارات:
أولا: إن هدف الحوار بين الحضارات المطروح حاليا هو إيجاد توافق بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، وهذا وهم وضرب من الخيال، يقول "اشبنجلر" (1880-1936) مثلا أنّ «لكلّ حضارةٍ كيانَها المنعزلَ عن غيرِها من الحضاراتِ، وكلٌّ منها يكوِّن وحدةً أو دائرةً مقفلةً بنفسِها. وما يشاهَدُ من تشابهٍ في الموضوعِ بينَ حضارةٍ وحضارةٍ فهو تشابهٌ في الظاهرِ، لأنّ كلّ حضارةٍ تعبيرٌ عن روحٍ، والروحُ تختلفُ بين حضارةٍ وحضارةٍ. وإذا اشتركت العناصرُ الخارجيّةُ المؤثِّرةُ في حضارتينِ تقبَّلتْ كلٌّ منهما هذهِ العناصرَ على نحوٍ مباينٍ كلّ المباينةِ للنحوِ الّذي تتقبّل عليهِ الحضارةُ الأخرى هذه العناصرَ، لأنّ كلّاً منها لا تستطيعُ أن تهضُمَ هذهِ العناصرَ إلاّ إذا أحالتْها إلى طبيعتِها. وهكذا تَبطلُ أوهامُ المؤرِّخينَ عن التأثيرِ والاستمرارِ والوحدةِ التاريخيّةِ».
وهذا، ناهيك عن أن إيجاد توافق بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية لا يستوي شرعا، فكيف للحق أن يتوافق مع الباطل؟! فالحوار يجب أن لا يكون إلا على أساس واحد وهو أننا نمتلك الفكر الصحيح، وعلى الآخر أن يتنازل عن فكره ويتبع الفكر الإسلامي الصحيح.
ثانيا: إن الحوار يكون بين أطراف متكافئة في القوة، وإلا كان الحوار إملاءً من القوي إلى الضعيف والمغلوب، فأي حوار هذا وهم يحتلون بلادنا ويتحكمون بنا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وفكريا (حضاريا)... ويؤكد ذلك صامويل هانتغتون في كتابه (صراع الحضارات) قائلا: "لم يربح الغرب العالم بسبب تفوق أفكاره أو قيمه أو ديانته، وإنما ربحه بسبب تفوّقه في استعماله للعنف المنظم".
ثالثا: إن الذي يجري من قبل الغرب هو صراع بين الحضارات، وهذه حقيقة العلاقة بين الحضارات وأمر محتم. ويؤكد ذلك صامويل في ذات الكتاب حيث يقول:
"إن المشكلة بالنسبة إلى الغرب ليست مشكلة الأصوليين الإسلاميين، بل المشكلة في الإسلام نفسه، الذي يمتلك حضارة مختلفة يؤمن أصحابها بتفوقها في الوقت الذي يتألمون من ضعف أحوالهم. والمشكلة للمسلمين هي ليست وكالة المخابرات المركزية أو وزارة الدفاع الأمريكية، المشكلة في الغرب نفسه ذي الحضارة المختلفة والتي يؤمن أصحابها بتفوقها وصلاحيتها كنظام عالمي، يرغبون في فرض هذه الحضارة على العالم".
رابعا: يجب التمييز بين الحضارة والمدنية. فأشكال المدنية من مخترعات وأبنية وعمران وعلوم ليست هي المقصودة في الحضارات، فالحضارات هي مجموع المفاهيم والقيم عن الحياة.
وأخيرا، إن مثل هذه المؤتمرات ما هي إلا أجوبة واضحة على سؤال من أسئلة الغرب لنا: هل أنتم في حالة صراع أم حوار معنا؟ فأراد العملاء الرويبضات أن يطمئنوا الغرب، إلا أننا نقول للغرب: إن هذه المؤتمرات وحضورها ومنظميها لا يمثلونا، بل هم من صناعتكم، فلا تفرحوا، فحضارة الإسلام، قريبا بإذن الله، ستدمغ وتزهق حضارتكم التي أفسدت النسل والحرث، ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو عيسى
الخبر:
نشر موقع "وادي مصر" خبرا جاء فيه: قال الإعلامي محمد الغيطي: "أن الخلافة ليست لها علاقة بالإسلام في صدره الأعظم، وليست لها علاقة بالقرآن والسنة كان كل خليفة يأتي بالدم والضغينة والكراهية وعلى جثث الآخرين، والخلافة الأموية كانت زفت".
ووصف الغيطي، في برنامج "صح النوم" على قناة التحرير: "جماعة الإخوان أنهم ما زالوا يعيشون في الوهم ويأخذون حبوب الهلوسة، وعايشين في الوهم، ويتشدقون بأشياء ليست لها علاقة بالإسلام كالخلافة التي جلبت الدماء والعار لنا".
التعليق:
مع أن اسمه محمد، لكنه يبدو وكأنه لم يقرأ القرآن يوما، أو لم يمر على سيرة النبي عليه الصلاة والسلام العطرة وسنته الشريفة، وأنه اكتفى فقط بترهات علي عبد الرازق، الذي كفره الأزهر وحكم بردته.
أقول ذلك لأنه ادعى أن الخلافة لم تذكر في القرآن، مع أن آيات الحاكمية التي وردت في كثير من سور القرآن الكريم، وآيات الحدود، والعقوبات، والآيات التي تتحدث عن المعاملات المالية والتجارية، والآيات التي تعالج النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية؛ كلها تعني وجوب وجود دولة تطبقها، وترعى شئون الناس بحسبها وعلى أساسها، وهذه الدولة هي الخلافة.
أما السنة وقد ادعى الغيطي أيضا أنه ليس فيها شيء عن الخلافة، فقد روى مسلم عن أبي حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين، فسمعته يُحدّث عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر، قالوا فما تأمرنا؟ قال: فُوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم». وروى مسلم عن أبي سعيد الخدري عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال: «إذا بُويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما».
أما الادعاء بأن الخلافة لم تكن موجودة في صدر الإسلام، وليس لها علاقة بالصحابة، فإن الصحابة كلهم أجمعوا طوال أيام حياتهم على وجوب نصب الخليفة.
ومع اختلافهم على الشخص الذي يُنتخب خليفة - كما حصل في سقيفة بني ساعدة التي استدل بها الغيطي على عدم وجود الخلافة - فإنهم أي الصحابة لم يختلفوا مطلقاً على إقامة خليفة، لا عند وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا عند وفاة أي خليفة من الخلفاء الراشدين. فكان إجماع الصحابة دليلاً صريحاً وقوياً على وجوب نصب الخليفة.
وأما أن العمل لإقامة الخلافة فرض على جميع المسلمين، وأن نظام الحكم في الإسلام هو الخلافة، فقد قـال الله سبحانه وتعالى مخاطباً الرسـول عليه الصلاة والسلام: ﴿فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ ﴾، وقال: ﴿ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾. وخطاب الرسول عليه الصلاة والسلام بالحكم بينهم بما أنزل الله هو خطاب لأمته صلوات الله وسلامه عليه، ومفهومه أن يوجِدوا حاكماً بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام يحكم بينهم بما أنزل الله، والأمر في الخطاب يفيد الجزم؛ لأن موضوع الخطاب فرض، وهذا قرينة على الجزم كما في الأصول، والحاكم الذي يحكم بين المسلمين بما أنزل الله بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام هو الخليفة. ونظام الحكم على هذا الوجه هو نظام الخـلافة. هذا فضلاً عن أن إقامة الحدود وسائر الأحكام واجبة، وهذه لا تقام إلا بالحاكم، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، أي أن إيجاد الحاكم الذي يقيم الشرع هو واجب. والحاكم على هذا الوجه هو الخليفة، ونظام الحكم هو نظام الخـلافة.
وأما الادعاء بأن الخلافة وهم، فإنا نقول أن الخلافة حق، بل وعد من ربنا سبحانه وتعالى، لقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، وبشرى من رسوله عليه الصلاة والسلام الذي قال: «تكونُ النُّـبُوَّةُ فيكمْ ما شاءَ اللّهُ أنْ تكون، ثمّ يرْفعُها اللّهُ إذا شاءَ أنْ يرْفَعَها. ثـُـمّ تكونُ خِلافةً على مِنهاج النبوَّة، فتكونُ ما شاءَ اللّهُ أنْ تكون، ثـُمّ يرْفعُها إذا شاءَ أنْ يرفعَها. ثـُمّ تكونُ مُلْكاً عاضّاً، فتكونُ ما شاءَ الله أنْ تكونَ، ثـُمّ يرفعُها إذا شاءَ الله أنْ يرفعَها. ثـُـمّ تكونُ مُلْكاً جَبريَّةً، فتكونُ ما شاءَ الله أنْ تكونَ، ثـُـمّ يرفعُها إذا شاءَ أنْ يرفعَها. ثـُـمّ تكونُ خِـلافـةً على مِنهـاج النُّـبُوَّة، ثم سكت» أخرجه أحمد.
وأكثر من ذلك فإن راية الخلافة لن ترفرف على البلاد الإسلامية فقط، بل ستعم العالم كل العالم إن شاء الله، قال عز وجل: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ وقال: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾، وعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا»، وعن تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: «ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل يعز بعز الله في الإسلام ويذل به في الكفر».
ويومها سيقول محمد الغيطي وأمثاله ممن يسخرون من الخلافة ومن العاملين لها، كما حكى الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾، ونقول: ﴿قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾.
﴿فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك