بيان صحفي تمت بحمد الله وقفة إحياء الذكرى الثالثة والتسعين لهدم الخلافة
- نشر في الأردن
- قيم الموضوع
- قراءة: 2929 مرات
-الجزء الأول-
-الجزء الثاني-
إنّ حكّامنا وسيّاسيّينا وغيرهم من المضبوعين الذين يُولّون وجوههم قبل الغرب وعواصمه لم يُدركوا بعد ما أدركه أربابهم وأسيادهم أو قل لم يفهموا بعد أو ربّما لم يأذن لهم أسيادهم أن يفهموا أنّ هذا الزّمن هو "زمن الأمّة الإسلاميّة" وأنّ هذه المرحلة هي مخاض عسير تعقبه ولادة حضارة عالمية فيها يتصالح الإنسان مع الكون والحياة وفيها يتناغم الأمر الكوني مع الشّرعي - حضارة تتواضع لله ربّ العالمين وشريعته وتجعلها تاجا بعد إساءة حضارتي البشر من اشتراكيّة شاذّة ورأسماليّة مقيتة لم تجد لنفسها عزمًا ولا لبنيانها أساسًا...
حكّام رويبضاتٌ وسياسيّون تُفّه - باستثناء المخلصين من السياسيين - تسكنهم تناقضات عجيبة تبعًا لتناقضات حضارةٍ غربيّة تؤمن بالشّيء ونقيضه، هذه النّخبة التي تدّعي وتزعم تحريرًا للفكر تجدها لا تجعل من تفكيرها إلاّ اجترارًا وتبريرًا ممنوعاً عليه اجتياز حدودٍ لم يكونوا طرفًا في خطّها ولا رسمها بل يتعاملون معها وكأنّها قضاءٌ ملزم وقدر محتم، يصرحون بالدّيمقراطيّة - ذاك الأفيون - ثم لا تلبث أن تكون دكتاتوريّة إذ "الدّيمقراطيّة بلا الحديد والنّار إن هي إلاّ أسماكٌ بلا بحار" عليها رجل كالسّيسي جبّار وآخر فرعون الشام بشّار تجري من تحته الدّماء كالأنهار.. نعم تنتحر الدّيمقراطية وتذبح نفسها من الوريد إلى الوريد كي لا تسمح لعدوّها مشروع الأمّة العملاق أن يأخذ أشواطًا ويملأ مساحات فهي حمقاء إذ تُلزم نفسها بأن تسمع دعوة الخلافة تقرع آذان أصحابها، فلو أفرز صندوقها من لا يرتضيه حيتان المال والأعمال قتلت نفسها بغير حقّ وراحت تولول "لا لدكتاتوريّة الأغلبيّة" وتنقلب على صندوقها...
ستسحب الأمّة الإسلاميّة بقيادة حزب التّحرير ذاك الطّود الأشمّ والرّائد الذي لا يكذب أهله البساط من تحت أرجل الدّيمقراطية التي تزداد غوصا في الأرض يومًا بعد يوم ولكنْ لا ثباتا ومتانةً بل غرقًا لأنّ الأرض التي من تحتها هي رمال متحرّكة تبتلع من فوقها، فالدّيمقراطية كذبة وسراب خادع لا يتّبعه إلا الأغبياء والغبي لا يدرك الحقائق دون مسّ ٍ وجسّ ٍ بعدما أعيانا معه الاستدلال بالفكر والفقه والتنزيل على الوقائع.
أيها الدّيمقراطيّون ها هي ثورة الأمّة تمتدّ يومًا بعد يوم ويزيدها الله مدًّا بعد مدّ، فيها يتخلّق الوعي على أساس الوحي وها هي قلوب المسلمين وأفئدتهم تهوي لعودٍ حميد إلى السّيرة الأولى من كوننا - نحن أمّة الإسلام - خير أمّة أُخرجت للنّاس.
هذه الثورة جعلت من المستحيل ممكنا عريضا بل واقعا كائنا ولو بعد حين ناهيك أنّ نداء الواجب لإقامة الدّين وإعلاء كلمة الله لتكون هي العليا زادت الإصرار درجات والكفاح صلابة والهدف على مرمى حجر نراه بالبصيرة في انتظار أن يمنّ الله علينا فيكحّل بالنّصر المبين أبصارنا، نعم ثورة جعلت من الممكن مستحيلا كأن تعود الدّكتاتورية ويعود السكوت القهري يوم كان النّاس يهمسون بالحقّ همسا خشية أن تكون للجدران آذان تحمل أخبارهم إلى دهاليز وظلمات بعضها فوق بعض تحت أقبية الدّاخليّة، أصبح مستحيلاً أن نعود إلى زمنٍ جعل فيه الحكّام وزبانيّتهم وراء الشّمس مكانًا لكلّ من تسوّل له نفسه أن يتعرّض للنّظام الجبري أو القائمين عليه ولو بالتلميح بل ولو بالإيماء بل جعلوا من التّفكير بالتّغيير جريمة يعاقب عليها القانون... زمن أقاموا فيه على الأنفاس عدّادًا.
لقد جاءت ثورة الأمّة بالحقّ لتذهب عنا الرجس والخوف والوهن لتنبّئنا بأنّ الحكّام زبدٌ زائل بدأ يذهب جفاءً وأن الإسلام حقّ وأمّته باقية وحزب التّحرير أهل للقيادة والحكم عن اقتدار وجدارة، وأن التاريخ قد انعرج وأنّ سنّة الله لن تجد لها تبديلا ولا تحويلا فحقّ عليه سبحانه نصر المؤمنين وأنّه منتقم جبار يملي للظّالم حتى إذا أخذه لم يفلته... باختصار الثّورة هي استجابة الله - لا أمريكا - لدعوة مظلومٍ هي الشّعوب التي قهرتها الديمقراطية العلمانيّة الرّأسمالية من أمة الإسلام بل حتّى من غيرهم وهي - أي الثّورة - قد تكون ترجمة عمليّة لـ "لأنصرنّكم ولو بعد حين، وإجابة دعوة المظلوم لن تكون بإذن الله إلا أن ترسو سفينة الثّورة في ميناء "الخلافة الرّاشدة الثانية على منهاج النبوّة".
﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾ [غافر: 51]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد بن حسين - تونس

2014-06-08

قال رضا بلحاج الناطق الرسمي باسم حزب التحرير ان حزبه متجه نحو مقاطعة الانتخابات المقبلة التي اعتبرها وهما وخديعة كبرى وجب تفكيكها ملمحا إلى امكانية دعوة الجميع إلى مقاطعتها .
وبيّن بلحاج في تصريح صحفي أدلى به على هامش ندوة نظمهااليوم الأحد 8 جوان 2012 حزب التحرير تحت عنوان دستورمرفوض حكم فاشل وثورة تستمر وذلك بمدينة الساحلين من ولاية المنستير أن حزبه سيعمل على تشكيل رأي عام رافض للانتخابات التي قدر أن يقاطعها 6 ملايين تونسي مقابل 4 ملايين بالنسبة الى انتخابات 23 أكتوبر 2011.
وأشار الى وجود مساع حثيثة من أجل عدم تنظيم الانتخابات قال ان من بين وسائلها الإرهاب متحدثا عن وجود مشروع لإبادة الثورة فضلا عن صراع ارادات حسب ما جاء على لسانه.
وطالب في هذا الصدد بالكشف عن حقيقة الإرهاب وكل من يتآمر على البلاد وفق تقديره.
واعتبر النطاق باسم حزب التحرير أن الدستور الثاني للجمهورية التونسية لم يقدم جديدا للبلاد ولا سيادة للشرع فيه مؤكدا رفض حزبه لهذا الدستور الذي قال انه لا يسد منافذ التدخل الأجنبي في تونس ولا يوفر للمؤسستين العسكرية والأمنية ما يخول لهما حماية البلاد.
المصدر:تونس الرقمية
2014-06-08

اكد المتحدث الرسمي باسم حزب التحرير رضا بالحاج ان حزبه سيحرض على مقاطعة الانتخابات المقبلة.
و توقع بالحاج خلال ندوة سياسية للحزب في منطقة الساحلين من ولاية المنستير تحت عنوان دستور مرفوض وحُكم فاشل وثورة تستمر ، ان يقاطع 6 ملايين تونس الانتخابات القادمة ، مشيرا الى امكانية عدم مشاركة حزبه في الانتخابات لكنه سيحرض التونسيين على عدم المشاركة ومقاطعة الانتخابات، مضيفاأنّها ستكون "مقاطعة إيجابية ونشِطة" هلى حد تعبيره. و تابع رضا بالحاج قائلا "سنعمل على إيجاد رأي عام مضاد للانتخابات، وإن كان 4 ملايين تونسي لم يشاركوا في الانتخابات الماضية فنحن نسعى ليقاطعها 6 ملايين".
و لفت إلى أن للحزب قاعدة شعبية تمكنه من ذلك وهو "ما سيوفر رأس مالي سياسي لدى حزب التحرير والصادقين بأن الثورة ليست بذمة من استعجلوا السلطة، بل في ذمة شعب بدأت تُخلق فيه الرؤى وقادر على حكم نفسه بأعلى درجات الرشد".
المصدر: أرابسك تونس
الخبر:
يوافق الرابع من يونيو/حزيران من كل عام ذكرى مجزرة ساحة تيانانمين والخاتمة المأساوية للمظاهرات الشعبية بين 15 إبريل، 1989 و4 يونيو 1989، التي طالب فيها الطلبة والعمال بإصلاحات جوهرية في النظام. تابع العالم هذه المظاهرات الحاشدة وصحا في الرابع من يونيو على مشهد اقتحام الدبابات للميدان وفض الاعتصام بالقوة المفرطة وقتل الآلاف بوحشية.
التعليق:
تبنت الحكومة الصينية وعلى مدى ربع قرن من الزمان سياسة التعتيم تجاه أحداث ساحة تيانانمن, فأسقطت أحداث عام 1989 من ذاكرتها لدرجة أن هناك جيلاً لا يعرف شيئاً عن تاريخ هذه المجزرة أو أسبابها وأصبح الحديث عنها من المحظورات. وفي التكنولوجيا، حُجبت كلمات البحث المرتبطة بمذبحة ومظاهرات تيانانمين، كما فرضت قيود على الدخول لموقع غوغل الذي يتعرض لملاحقة مستمرة وتعقب من الحكومة الصينية. ولم تفصح الحكومة الصينية لليوم عن عدد من قتلوا في هذه الأحداث أو قائمة بأسمائهم ويقدر العدد بين المئات والسبعة آلاف. وبالرغم من أهمية الحدث ورمزية مجزرة ساحة تيانانمين وارتباطها بذاكرة الكثيرين عبر العالم إلا أنها ليست الأبشع في تاريخ الحكومة الصينية التي أهدرت قيمة الإنسان وحاربت كل من يخالفها الرأي. من ذلك ما ذكرته منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي الذي أطلقته عبر إذاعة البي بي سي في 2014/5/27 "إن حالات الإعدام في الصين تساوي العالم أجمع" وقد بلغت هذه النسبة 72 من إعدامات العالم في 2009.
على صعيد آخر تصر الدول الغربية على تخليد ذكرى ساحة تيانانمن وتذكير الناس بفيديو لحظات الاقتحام وتمجيد صورة الثائر المجهول أو "رجل الدبابة" الذي وقف أمام مجموعة مصفوفة من الدبابات ليمنعها من التقدم. كما تشجب الحكومات والهيئات الغربية السياسات القمعية وتحجيم الرأي وملاحقة النشطاء خصوصاً قبل ذكرى المجزرة من كل عام. وقد نددت منظمة العفو الدولية بالتحقيقات والاستجواب وأحكام الإقامة الجبرية التي اتخذتها الحكومة الصينية ضد نشطاء بارزين لمنعهم من إحياء هذه الذكرى. وبالرغم من هذا القمع يصر النشطاء على المطالبة باعتراف الحكومة الصينية بخطئها تجاه المتظاهرين السلميين وتحقيق العدل لذويهم. كما دعت حكومات غربية بينها الحكومة الأمريكية الصين إلى إعلان مسؤوليتها عما حدث في الرابع من حزيران/يونيو عام 1989 بينما غضبت الصين من هذه التصريحات وأصرت أن هذا شأن داخلي وأن حركة الاحتجاج "معادية للثورة".
تطالب الدول الغربية الصين بتحقيق قيم حقوق الإنسان بينما تتجاهل هذه الشعارات في ممارساتها ونظرتها للسياسة الخارجية ومساندتها للأنظمة المستبدة التي تشرف على المجازر العلنية، أو تضع السيناريوهات المكشوفة لتنفيذ مسرحيات الهجمات الإرهابية التي تعيث في الأرض فساداً وتستبيح دماء البشر. تنظر بعين الرضا لفوز السيسي وتغض الطرف عن مجزرة رابعة بينما تطيل من عمر الطاغية بشار ويصرح وزير خارجية أمريكا أن الانتخابات السورية "صفر كبير للغاية".
تحاول الدول الغربية رفع شعارات حقوق الإنسان أمام الصين التي تصر على أنه مفهوم مسيس يخدم أغراضاً معينة، وتدعي أنها تتبنى مفهوماً خاصاً لحقوق الإنسان قائماً على رفع مستوى المعيشة في الصين ومحو الأمية وزيادة نسبة متوسط العمر المتوقع، وتتباهى بأنها حققت إنجازات كبيرة في هذه المجالات في العقود الماضية. وحقيقة الأمر أن الصين حققت هذه الرفعة الاقتصادية ولكن ضحت بقيمة الإنسان وسلبته حقوقه. ولعل أفضل مثال على ذلك هو ما تمارسه الصين من قمع على الأقلية المسلمة من الهوي أو الإيغور أو السياسات الخبيثة التي يستغل فيها النظام الصيني المسلمين الهوي ضد إخوانهم الإيغور لسلب حقوقهم والإضرار بهم.
المتتبع لهذا الملف يجد تعنتاً من الصين يقابله ازدواجية في المعايير من قبل الغرب وتوظيف واستغلال ملف حقوق الإنسان ضمن إطار المنافسة الاقتصادية والصراع على الأسواق العالمية. يسعى الغرب من أجل تركيز صورة معينة عن الصين في أذهان مرتبطة بالقمع والشمولية ولكن الغرب يتناسى أن سياساته تجاه بلاد المسلمين ركزت صورة لا تقل دموية وقمعاً عن صورة الصين في أحداث 1989 وفشل في إخفاء جرائمه كما فشلت الصين في وأد التاريخ والتعتيم على حادثة دموية نقلت عبر البث المتلفز لأنحاء العالم وتناقل المراسلون صورها لأسابيع.
﴿تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم يحيى بنت محمد