الأربعاء، 26 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/17م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق أربعة أحزاب أوزبكية تترشح للانتخابات البرلمانية

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 664 مرات


الخبر:


ذكر موقع يو زد ديلي في السادس من تشرين الثاني 2014 أن الأحزاب السياسية الأربعة المسجلة في أوزبكستان قد أنهت تسجيل مرشحيها للمجلس التشريعي لدى المجلس الأعلى لجمهورية أوزبكستان، حيث ستجري الانتخابات البرلمانية بتاريخ 2014/12/21.

 

التعليق:


فيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية القادمة تقوم وسائل الإعلام بحثّ الناس على المشاركة في الانتخابات. إن تلك الدعوات هي في الحقيقة مهزلة، فليس سرا أنه في بلداننا المغتصبة من قبل الطغاة فإن الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية ليست سوى أمر شكلي. فالناس يعيشون تحت ظلم وقمع الحكام المتسلطين، وإن الحديث عن الشفافية والديمقراطية وحرية التعبير ليس سوى كلام خادع لا يصدقه إلا الجهلاء.


إلا أنني أريد هنا أن أتحدث عن أمر آخر. فمنذ أن فتح قتيبة بن مسلم آسيا الوسطى بالإسلام، آمن الشعب الأوزبكي بالإسلام فأصبحوا مسلمين، واستمروا يحكمون بالإسلام قروناً إلى أن حكمها بالحديد والنار الطغاة من الكفار المستعمرين ثم من عملائهم الطغاة أيضاً الذين اتبعوهم بالجرائم والسيئات...


وهكذا فإن بلادنا تحكم بالطاغوت، سواء سمى الطاغية نفسه رئيس الجمهورية أو رئيسا للوزراء أو ملكاً يظن نفسه فرعون فإنهم يفصلون الدين عن الحياة ويتبعون أهواءهم.


إن حقيقة البرلمان هو أنه المكان الذي يجتمع فيه ممثلو الناس ليضعوا القوانين؛ فيقروها أو يرفضوها، وبعد ذلك تقوم الحكومة بتطبيق قرارات البرلمان تلك على الناس. وجوهر الأمر أن الناس يشرعون قوانين لحياتهم بأنفسهم ويرفضون تحكيم شرع الله سبحانه وتعالى.


أيها المسلمون! إن نظام الحكم في الإسلام يتميز عن سائر أنظمة الحكم الأخرى، لأنه يستند إلى الوحي المتمثل بالقرآن والسنة، والحاكم هو الخليفة كما أخبرنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: «وإنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر... »، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية».


وخليفة المسلمين يحكم الناس بالقرآن والسنة لأن السيادة لله وليس للبشر، كما قال الله تعالى في كتابه: ﴿فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ﴾.


لقد أعطى الإسلام للأمة حق انتخاب الخليفة، ومثال ذلك انتخاب الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ فقد اجتمع المسلمون في سقيفة بني ساعدة في المدينة واقترحوا عدة أشخاص ليكون أحدهم الخليفة فاقترح الأنصار سعد بن عبادة رضي الله عنه، أما المهاجرون فاقترحوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأبو عبيدة رضي الله عنه، ولكن عمر بن الخطاب رشح أبا بكر الصديق ومن بعدها اتفق الجميع على أن يكون خليفتهم أبو بكر وقاموا بمبايعته.


أيها المسلمون! إن الواجب علينا منذ زمن طويل أن نختار حاكما يحكمنا بالقرآن والسنة وليس بحسب أهوائه وشهواته. وإن انتخابات المجلس التشريعي حيث يضع البشر القوانين بأنفسهم هي حرام، وإننا في حزب التحرير، نقدم لكم أفضل الحلول وأنجعها بأن تعملوا معنا وتنضموا لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فسارعوا لإرضاء الله سبحانه وتعالى لتنالوا العزة والكرامة في ظل خليفة راشد في دولة الخلافة الراشدة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

 

إعداد وحدة الإنتاج الفني في المناطق الناطقة بالروسية
التابعة للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق أحلام اليقظة الأمريكية

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 616 مرات


الخبر:


طالب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الكونغرس بتفويض يتّسم بالمرونة بشأن استخدام القوة العسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وألا يقتصر هذا التفويض على العراق وسوريا، حتى لا يعطي ذلك انطباعا للمتشددين بأن لهم ملاذات آمنة. حيث قال كيري: "لا نعتقد أن التفويض باستخدام القوة العسكرية يجب أن يشمل تحديدا جغرافيا... نحن لا نتوقع تنفيذ عمليات في دول غير العراق وسوريا، لكن أينما تمثل الدولة الإسلامية تهديدا على المصالح الأمريكية والأمريكيين، فإننا لا نريد للتفويض أن يحد من قدرتنا على استخدام القوة الملائمة ضدها في تلك المواقع إذا اقتضت الضرورة... من وجهة نظرنا فإنه سيكون من الخطأ إيصال رسالة للدولة الإسلامية بأن هناك ملاذات آمنة لهم خارج العراق وسوريا".

 

التعليق:


لقد أصبح من المعهود على هذه الدولة المارقة التي لا تجد من يوقفها عند حدها صناعةُ الأعداء الحقيقيين والوهميين؛ من أجل الاستمرار في فرض الغطرسة واحتلال الأراضي. فما أن فرغت أمريكا من حربها الباردة مع الاتحاد السوفيتي، حتى باتت تبحث عن عدو جديد، فكان الإسلام عدوها الأول، فنظام الإسلام هو الوحيد الذي يمكنه محو نظامها الفاسد، وما أن أدركت هذا الأمر حتى بدأت تحوك مؤامرات تظهر فيها الإسلام كعدو، يُوجِب عليها الترحال إلى مشارق الأرض ومغاربها بلا رادع، بذريعة الحرب على "الإرهاب". فاستخدمت القاعدة كذريعة لضرب أفغانستان وانتهاك حرمة الأجواء الباكستانية، كما حرقت العراق وغيّرت النظام بنفس الذرائع.


ولم تكتفِ بهذا الأمر فقط، بل أصبحت تصول وتجول في البلاد، وتستخدم الطائرات بطيار وبدونه, تقصف وتحرق وتغتال وتنتهك الحرمات، كل هذا منذ زمن بوش الأب والابن. وقد سار أوباما على نفس سياستهما، ولم يحد عنها قيد أنملة، إلا أنه يأبى إلا أن يضع بصمة له في العداء للإسلام والمسلمين، فاستخدم فزاعة جديدة أسماها "الدولة الإسلامية"، وهو على يقين بأنه يدرب نفسه لمواجهة الدولة الحقيقية، التي ستقوم قريبا وتلقنه هو وسلفه دروسا تنسيهم وساوس الشيطان، وتكتب التاريخ من جديد. فها هو أوباما على لسان وزيرة خارجيته، يصرح ويقول جدّدوا دعمكم لنا في حربنا الطويلة على الإسلام والمسلمين، ويريد إطلاق العنان لجيشه في التفنن في القتل والإرهاب.


قد يظن السامع أن القوة الأمريكية بهذه العنجهية والغطرسة ستقضي على أي مستقبل لحكم الإسلام، لكن هذا ليس سوى وهم، ولن يكون إلا حلم يقظة من أحلام البيت الأبيض وساكنيه. نعم حلم، فمن هم هؤلاء رعاة البقر، حتى ينهوا التاريخ بصفحة سوداء يكتبونها بدماء المسلمين، ويتحدّوا المستقبل الذي وعدنا الله به وسُطّر في كتبنا أن الغلبة للإسلام والمسلمين مهما طال الأمد، كلا، فللإسلام رجال سيكسرون عنجهيتهم، ويلقون الرعب في قلوبهم، ويظهرون الدين كله ولو على جماجمهم. إنها مسألة وقت فقط حتى يحكم هذه الأرض مسلمون أتقياء أنقياء، يرأسهم خليفة ينفذّ شرع الله وحده.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف إذا أتيت مضجعك فتوضأ

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1137 مرات


نُحَيِّيْكُمْ جميعاً أيُّها الأحبةُ في كُلِّ مَكَانٍ في حَلْقَةٍ جديدةٍ منْ برنامَجِكُمْ: مَعَ الْحديثِ الشريفِ، ونبدأُ بِخَيْرِ تحيةٍ فالسلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ


عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:


قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ وَقُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ، فَقُلْتُ: أَسْتَذْكِرُهُنَّ وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، قَالَ: لَا، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ


جاء في فتح الباري بشرح صحيح البخاري

 

قَوْله: (إِذَا أَتَيْت مَضْجَعك)


أَيْ إِذَا أَرَدْت أَنْ تَضْطَجِع.

 

قَوْله: (فَتَوَضَّأْ وُضُوءَك لِلصَّلَاةِ)


الْأَمْر فِيهِ لِلنَّدَبِ. وَلَهُ فَوَائِد: مِنْهَا أَنْ يَبِيت عَلَى طَهَارَة لِئَلَّا يَبْغَتهُ الْمَوْت فَيَكُون عَلَى هَيْئَة كَامِلَة, وَيُؤْخَذ مِنْهُ النَّدْب إِلَى الِاسْتِعْدَاد لِلْمَوْتِ بِطَهَارَةِ الْقَلْب لِأَنَّهُ أَوْلَى مِنْ طَهَارَة الْبَدَن

 

قَوْله: (ثُمَّ اِضْطَجِعْ عَلَى شِقّك)


أَيْ الْجَانِب, وَخَصَّ الْأَيْمَن لِفَوَائِد: مِنْهَا أَنَّهُ أَسْرَع إِلَى الِانْتِبَاه, وَمِنْهَا أَنَّ الْقَلْب مُتَعَلِّق إِلَى جِهَة الْيَمِين فَلَا يَثْقُل بِالنَّوْمِ, وَمِنْهَا قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ: هَذِهِ الْهَيْئَة نَصَّ الْأَطِبَّاء عَلَى أَنَّهَا أَصْلَح لِلْبَدَنِ, قَالُوا يَبْدَأ بِالِاضْطِجَاعِ عَلَى الْجَانِب الْأَيْمَن سَاعَة ثُمَّ يَنْقَلِب إِلَى الْأَيْسَر لِأَنَّ الْأَوَّل سَبَب لِانْحِدَارِ الطَّعَام, وَالنَّوْم عَلَى الْيَسَار يَهْضِم لِاشْتِمَالِ الْكَبِد عَلَى الْمَعِدَة .

 

قَوْله: (وَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْت وَجْهِي إِلَيْك)


" أَسْلَمْت نَفْسِي" قِيلَ الْوَجْه وَالنَّفْس هُنَا بِمَعْنَى الذَّات وَالشَّخْص, أَيْ أَسْلَمْت ذَاتِي وَشَخْصِي لَك .


قَوْله: (أَسْلَمْت)


أَيْ اِسْتَسْلَمْت وَانْقَدْت, وَالْمَعْنَى جَعَلْت نَفْسِي مُنْقَادَة لَك تَابِعَة لِحُكْمِك إِذْ لَا قُدْرَة لِي عَلَى تَدْبِيرهَا وَلَا عَلَى جَلْب مَا يَنْفَعهَا إِلَيْهَا وَلَا دَفْع مَا يَضُرّهَا عَنْهَا


وَقَوْله: (وَفَوَّضْت أَمْرِي إِلَيْك)


أَيْ تَوَكَّلْت عَلَيْك فِي أَمْرِي كُلّه


وَقَوْله: (وَأَلْجَأْت)


أَيْ اِعْتَمَدْت فِي أُمُورِي عَلَيْك لِتُعِينَنِي عَلَى مَا يَنْفَعنِي; لِأَنَّ مَنْ اِسْتَنَدَ إِلَى شَيْء تَقَوَّى بِهِ وَاسْتَعَانَ بِهِ, وَخَصَّهُ بِالظَّهْرِ لِأَنَّ الْعَادَة جَرَتْ أَنَّ الْإِنْسَان يَعْتَمِد بِظَهْرِهِ إِلَى مَا يَسْتَنِد إِلَيْهِ,


وَقَوْله: (رَغْبَة وَرَهْبَة إِلَيْك)


أَيْ رَغْبَة فِي رَفْدك وَثَوَابك و "رَهْبَة" أَيْ خَوْفًا مِنْ غَضَبك وَمِنْ عِقَابك .

 

قَوْله: (لَا مَلْجَأ وَلَا مَنْجَى مِنْك إِلَّا إِلَيْك)


وَقَالَ الطِّيبِيُّ: فِي نَظْم هَذَا الذِّكْر عَجَائِب لَا يَعْرِفهَا إِلَّا الْمُتْقِن مِنْ أَهْل الْبَيَان, فَأَشَارَ بِقَوْلِهِ: "أَسْلَمْت نَفْسِي" إِلَى أَنَّ جَوَارِحه مُنْقَادَة لِلَّهِ تَعَالَى فِي أَوَامِره وَنَوَاهِيه, وَبِقَوْلِهِ "وَجَّهْت وَجْهِي" إِلَى أَنَّ ذَاته مُخْلِصَة لَهُ بَرِيئَة مِنْ النِّفَاق وَبِقَوْلِهِ "فَوَّضْت أَمْرِي" إِلَى أَنَّ أُمُوره الْخَارِجَة وَالدَّاخِلَة مُفَوَّضَة إِلَيْهِ لَا مُدَبِّر لَهَا غَيْره, وَبِقَوْلِهِ "أَلْجَأْت ظَهْرِي" إِلَى أَنَّهُ بَعْد التَّفْوِيض يَلْتَجِئ إِلَيْهِ مِمَّا يَضُرّهُ وَيُؤْذِيه مِنْ الْأَسْبَاب كُلّهَا. قَالَ: وَقَوْله رَغْبَة وَرَهْبَة مَنْصُوبَانِ عَلَى الْمَفْعُول لَهُ عَلَى طَرِيق اللَّفّ وَالنَّشْر, أَيْ فَوَّضْت أُمُورِي إِلَيْك رَغْبَة وَأَلْجَأْت ظَهْرِي إِلَيْك رَهْبَة.

 

قَوْله: (آمَنْت بِكِتَابِك الَّذِي أَنْزَلْت)


يَحْتَمِل أَنْ يُرِيد بِهِ الْقُرْآن, وَيَحْتَمِل أَنْ يُرِيد اِسْم الْجِنْس فَيَشْمَل كُلّ كِتَاب أُنْزِلَ .

 

قَوْله: (فَإِنْ مُتّ مُتّ عَلَى الْفِطْرَة)


قَالَ اِبْن بَطَّال وَجَمَاعَة: الْمُرَاد بِالْفِطْرَةِ هُنَا دِين الْإِسْلَام


في ضوء هذا الحديث الشريف، لا بد من لفت النظر إلى النقاط التالية:


أولا: يجب أن نحث أنفسنا على العمل بهذا الحديث الشريف ولزوم الدعاء عند النوم.


ثانيا: مداومة محاسبة النفس قبل النوم والتعود على ذلك. وقد كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ.


ثالثا: دعاؤنا (اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ...) يجب أن لا يكون دعاؤنا هذا كلمات فقط ننطق بها دون أن يتجاوز حناجرنا. بل يجب أن نكون صادقين مع الله سبحانه فيما نقول، فنكون بحق أسلمنا أنفسنا لله سبحانه، عاملين بقوله تعالى:

 

(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)، فشتان بين من يعيش على الإسلام وبين من يعيش بالإسلام وبين من يعيش للإسلام.


وإلى حينِ أَنْ نَلْقَاكُمْ مَعَ حديثٍ نبويٍ آخَرَ نتركُكُمْ في رِعَايَةِ اللهِ والسلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ

إقرأ المزيد...

السودان... أزمة الحكم وأفق الحل المبدئي

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 853 مرات


منذ أن احتل الإنجليز السودان فدخلوا الخرطوم وأم درمان العاصمة في 1898م ثم كردفان في 1900م فدارفور في 1916م؛ وحتى الآن وأحكام الكفر تطبق على البلاد!، فجعلوا الحكم يقوم على أساس فصل الدين عن الدولة، وجعلوا التشريع قوانين مستمدة من التشريع البريطاني وشيء من الفرنسي، ولم يتركوا أي أثر للإسلام لا في التشريع ولا في السلطة، ولما نلنا الاستقلال المزعوم؛ وخرج الإنجليز من السودان، وتسلم السلطة أبناؤنا كان الطبيعي بل الواجب أن تُزال أحكام الكفر وتشريعات الكافر المستعمر، ولكن الذي حصل أن الحكام ساروا على نفس الحكم الذي كان يسير عليه الإنجليز!، فجعلوا عقيدة فصل الدين عن الدولة أساس الحكم واستمروا في تطبيق القوانين التي خّلفها الإنجليز، وأخذوا بعض القوانين الأخرى، أي استمرت أحكام الكفر ولكن بدلاً من أن يطبقها الإنجليز بأنفسهم - وهذا طبيعي- صار يطبقها المسلمون بالنيابة عن الكافر المستعمر، وهذه بحق أم العجائب!...


لقد تخبط حكام السودان ومعهم فئة قليلة من المنضبعين بثقافة المستعمر ممن يسمون (المثقفين) في دوامة خيارات الحكم التي فرختها لهم حيةُ الاستعمار، فراحوا يتخبطون يمنة ويسرة ما بين نظام حكم جمهوري رئاسي وآخر برلماني بأوجه فيدرالية وكونفيدرالية، غير مفرقين بين حقيقة نظام الوحدة ونظام الاتحاد، فهم يتخبطون ويسيرون كمن يتخبطه الشيطان من المس!...


ومما ركز ذلك التخبط وجعله لا ينفك عن تفكير الحكام؛ أن الإنجليز لم يخرجوا من السودان إلا بعد أن بذروا بذرة انفصال الجنوب بل وسقوا البذرة حتى اشتد عودها، فما أن سلم الإنجليز السلطة للحكام الجدد حتى وجدوا أنفسهم مشغولين بقضية كبرى جعلتهم لا ينفكون عن طلب العون والمساعدة من المستعمر، فوقعوا بين يديه المتلطختين بدماء مجاهدي السودان هلكى، يحسبهم الجاهل شهداء نزال وهم في حقيقتهم صرعى غفلة واستحمار!... نعم، انشغل الحكام المتعاقبون على حكم السودان بقضية الجنوب، وليتهم انشغلوا بحلها حلاً إسلامياً طاهراً، بل انشغلوا في تأجيجها وإذكاء نيرانها يحسب أمثلهم طريقة أنه يعالج فيها وهو في حقيقته ينفذ للمستعمر كل أهدافه بجدارة!... نعم، صارت قضية الجنوب هي (بيضة القَـبَّانُ) التي يضبط من خلالها المستعمر الإنجليزي القديم والأمريكي الجديد نفوذه في السودان، فعبر قضية الجنوب يغير شكل الحكم كما يريد له المستعمر وينفذ له الحكام قراراته كاملة، فبدل أن ينشغل الحكام في معالجة أزمة الحكم ويضعوا رؤية مستنيرة تجيب على السؤال المصيري: (كيف يحكم السودان؟)، راحوا ينفذون خطط المستعمر في رؤيته القاضية بفصل الجنوب، وفي كل فصل من فصول الجريمة تتغير الرؤية لكيفية حكم السودان، أي أصبحت قضية الجنوب هي بيضة القبان التي على أساسها تتناغم معزوفة الشيطان؛ الكافر المستعمر في تمزيقها للبلاد، وإحكام سيطرتها على الأمة عبر العملاء والأتباع والحواشي والأزلام...


في 25 مايو 1969م بدأ حكم (النميري) وهو فصل من أخطر فصول أزمة الحكم في السودان... ففي ظل حكمه تفاقمت مشكلة الجنوب وازدادت تعقيداً، وساهم في تعقيدها إهمال الجنوب وعدم تنميته من قِبَل جميع الحكام المتعاقبين على السلطة، وساهم في تعقيدها أيضاً إقرارهم جميعاً بضرورة إعطاء أهل الجنوب وضعاً خاصاً، وكان هذا هو الفخ الذي أدى لقبولهم فيما بعد بفكرة (حق تقرير المصير)، وهي أخطر فكرة تحمل في أحشائها تمزيق أي كيان لمزق بل عشرات المزق، فيقول الناس يوماً كان ها هنا سودان!...


إن المستعمر الجديد على الساحة الدولية (أمريكا) عندما أوعز لـ(نميري) بتوقيع اتفاقية أديس أبابا مع متمردي الجنوب في يوم 1972/03/27م؛ قد أعطى المسرحية منعطفاً إجرامياً جديداً. فبعد أن كانوا في حالة المتمردين الخارجين على الدولة جعل منهم نِدّاً؛ على قدم المساواة مع الدولة، واعترف بهم ككيان سياسي. فأعطاهم بموجب الاتفاقية حُكْماً ذاتياً للأقاليم الثلاثة مجتمعة مع بعضها: الاستوائية وبحر الغزال وأعالي النيل؛ يرأسها رئيس يُعيَّن بعد توصية من المجلس المحلي للولايات، ويقوم هذا الرئيس بتعيين مجلس للوزراء مسئولاً عن إدارة هذا الكيان الوليد. كما وأقر لهم بموجب الاتفاقية جعل اللغة الإنجليزية لغة رئيسية لإدارات الدولة. وغيرها من التنازلات التي زادت في تعميق الفجوة بين الشمال والجنوب... وبدأ فصل جديد من فصول المسرحية تبادلت الحكومات المتعاقبة على الحكم؛ الأدوار في تنفيذ سيناريوهاته.


فحكومة المهدي أجرت الحوار على أساس الحكم الذاتي أو الإقليمي، وحكومة النميري نفذت الحكم الإقليمي وعيَّنت مجلساً أعلى لإدارة الحكم في الجنوب، وحكومة الإنقاذ بقيادة (البشير) نفذت الحكم الفدرالي وعرضت فكرة حق تقرير المصير لأهل الجنوب وتبنتها بقوة، وأحزاب المعارضة تبنتها في (مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية)، وهكذا تم الاتفاق بإقرار الجميع لمبدأ (حق تقرير المصير)، وهكذا انفصل الجنوب وجر على البلاد الويلات على كافة الأصعدة وما زالت ويلات انفصاله ماثلة للعيان... وها هو دارفور يسير على نفس الطريق للتفتيت، ففكرة الحكم واحدة وإقرار الجميع بفكرة الفيدرالية وحق المناطق في الانفصال طواعية متفق عليه بين الساسة!...


وهكذا أصبحت بلادنا مسرحاً لتنفيذ سيناريوهات المستعمر القديم والجديد، فالحكام وكثير من ساسة المعارضة متفقون على احتضان أفكار مدمرة لوحدة الأمة، وينفذون للغرب الكافر المستعمر ما يريد بل وأكثر مما يريد... وهكذا يتأرجح السودان بين كفي عفريت: كفٍّ أول يدير سيناريوهاته الكافر المستعمر؛ يهدف لتمزيق ما تبقى من السودان عبر أفكارِ حكمٍ تحمل في طياتها تفتيت المفتت أصلاً، وكف ثانٍ لحكام وساسة يتخبطهم شيطان الاستعمار من المس، فلا عقل لهم وبالتالي لا فلسفة حكم واضحة، هلكى متهالكين صرعى استحمار (المستخرب) لهم، ساء الجميع وساء ما يعملون!

 


فكان الفراغ السياسي القاتل:


يقول السياسي الفذ ورجل الدولة؛ العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة (أمير حزب التحرير): "إن الفراغ السياسي الواقع في بلادنا هو الذي يجعل هذه البلاد عرضة لأن يغزوها الكفار المستعمرون عبر الأضاليل والمؤامرات دون أن يخشوا بأساً ولا قهراً، فالفراغ السياسي يقتل المنطقة التي يستوطنها، وليس الفراغ السياسي هو عدم وجود أنظمة حكم في بلاد المسلمين فحسب، بل الأعمق أثراً والأشد خطراً هو الفراغ السياسي الناتج عن عدم حكم هذه الأمة بنظام منبثق عن عقيدتها ما يسبب انفصالاً في كينونتها، فيضطرب أمرها وتصبح أرضا مهيأة للقلاقل وللضعف والهوان، وتلك ثغرة بل ثغرات، فسَهُل على المستعمرين أن يغزوها ومن ثم يحكمها الطغاة... إنه منذ القضاء على الخلافة قبل نحو قرن، والفراغ السياسي يحيط بالبلاد والعباد، فقد عمد الكفار المستعمرون والمضبوعون بثقافتهم إلى المقاومة الشديدة بالسلاح والمؤامرات لأية محاولة من المسلمين لإعادة حكم الإسلام، ومن ثم عمدوا لإقامة أنظمة حكم بألوان علمانية، رأسمالية أو اشتراكية، دكتاتورية أو ديمقراطية، وأحياناً أنظمة مختلطة دون لون! وهكذا انتشر في بلاد المسلمين الظلم والجور والقمع، واستأسد سَقَطُ المتاع من الحُكام على الأمة، و"استنعموا" أمام أمريكا والغرب الكافر المستعمر...".


واليوم بعد أن عانى السودان ما عانى من أزمة الحكم بسبب إقامة السلطان على عقيدة غير العقيدة الإسلامية التي تعتنقها الأمة، أي بسبب إقامة الحكم على عقيدة فصل الدين عن الدولة، التي تعتبرها الأمة عقيدة كفر، فقد آن الأوان لأن نزيل عقيدة فصل الدين عن الدولة وأن نلغي قوانين الكفر وأن نضع مكانها عقيدة الإسلام وأحكام الشرع الحنيف.


والأمة كلها لا تريد أن تظل حدود الله معطلة، فحرمات الله لا تصان إلا بحدود الله، والأمة كلها لا تريد أن تفصل المحاكم لأنواع ودرجات، فالقضاء واحد هو القضاء الشرعي بأحكام الشرع الحنيف، ولا تريد بقاء أي قانون من قوانين الكفر، فلا قانون إلا ما كان من أوامر الله ونواهيه وما عدا ذلك لا يعتبر قانوناً لنا ولا تحل لنا طاعته، فلا قانون إلا أحكام الإسلام لذلك فإن من لهم قوة ومنعة القادرين على التغيير مطالبون بإرجاع السلطان للأمة والحكم لدين الأمة بالإسلام، وذلك بجعل الأمة تنتخب خليفة فتبايعه على الكتاب والسنة... فتلغى قوانين الكفر كلها دفعة واحدة بلا تدرج، والنظر في أحكام الشرع لتنزيل الأحكام على الوقائع الجارية، وتطبيق دستور دولة الخلافة الذي تبناه حزب التحرير من 191 مادة مما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من الأفكار والأحكام الشرعية...


إن الإنجليز حين احتلوا بلادنا واستولوا عليها طبقوا علينا أحكام الكفر جبراً بقوة السلاح... ولكننا اليوم ونحن نتصرف بإرادتنا ولنا السيادة على بلادنا، فأي عذر لنا في بقاء عقيدة الكفر أساساً للحكم وبإبقاء قوانين الكفر تتحكم في دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، أما آن الأوان لتطهير البلاد من رجس أحكام الكفر كما طُهرت من قبل بإخراج الإنجليز المستعمرين؟.


إن الحكام الذين تسلموا الحكم من الإنجليز، كان عليهم أن يزيلوا أحكام الكفر فور تسلمهم الحكم ولكنهم لم يفعلوا!، لأنهم من عملاء الكافر المستعمر يتولون الحكم نيابة عنه... أما اليوم وبعد أن عانت الأمة ما عانت من أزمات الحكم، ونير أفكار الغرب الكافر المستعمر فقد آن الآوان لكنس الأنظمة الوضعية، وإقامة دولة الخلافة الراشدة.

 


إن نظام الحكم في الإسلام هو نظام الخلافة، وهو معلوم غير مجهول، إن دولة الخلافة الراشدة تقضي على الفراغ الاستراتيجي عبر جملة أمور؛ أهمها:


1/ (السيادة للشرع) أي أن دولة الخلافة تطبق الإسلام فقط ولا شيء سواه... ونظام الخلافة يناقض النظام الجمهوري جملة وتفصيلاً، فليس الشعب مشرعاً بل المشرع هو الله سبحانه، وليس الحكم في يد الرئيس ووزرائه كما هو الحال في النظام الجمهوري الرئاسي، أو في يد مجلس وزراء كما النظام الجمهوري البرلماني، بل إن الخلافة تشريعها كله من عند الله سبحانه يؤخذ من مصادر التشريع بقوة الدليل، ولا دخل لآراء البشر إطلاقاً.


2/ (السلطان للأمة) أي أن السلطان في أساسه مستمد من الأمة، فالأمة تبايع بكامل إرادتها خليفة راشداً تتوفر فيه شروط الأهلية لتولي الحكم كما بينها الإسلام العظيم، وهذه ضمانة قوية تجعل الحكم مستقراً راسخاً، فإن قوة الخليفة والخلافة تكمن في سندها السياسي الحقيقي؛ أي الأمة العظيمة، وهذا نقيض كل الأنظمة الديكتاتورية ذات الوجه الديمقراطي المزيف في بلاد المسلمين.


3/ نظام الخلافة ليس نظاما اتحاديا تنفصل أقاليمه بالاستقلال الذاتي، وبالتالي فلا محل فيه لفكرة (حق تقرير المصير)، بل إن مصير الشعوب قد حدده الله رب العالمين خالق البشر أجمعين، وفرض على المسلمين أن يكون مصيرهم في ظل نظام وحدة وليس اتحاد؛ وشتان ما بين النظامين!، وأن تكون تلك الوحدة في ظل دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة. ولا توجد في الخلافة أنواع للحكومات ومستويات، بل لا توجد فيها حكومات، فالدولة والحكومة شيء واحد، هو الخليفة والمعاونون.


4/ يعين الخليفة بنفسه الولاة، بشرط الكفاءة والكفاية فيما يسند إليهم، وليس للبعد القبلي أو الجهوي البغيض أي دور في تعيين الولاة!، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخير ولاته من أهل الصلاح وأولي العلم المعروفين بالتقوى، فيُشرِبون قلوب الرعية بالإيمان ومهابة الدولة. ويجب أن يتحرى الخليفة عنهم ويكون شديد المراقبة، فيعزل لشبهة ولو لم يقطع بها دليل، لكي لا يفسدوا فيُفسدوا الناس... ولله در الفاروق عمر عندما وضع معالم سياسته الراشدة في اختيار الولاة قائلاً: "أريد رجلاً إذا كان في القوم وليس أميراً عليهم بدا وكأنه أميرهم، وإذا كان فيهم وهو عليهم أميراً بدا وكأنه واحد منهم، أُريد والياً لا يميز نفسه على الناس في ملبس ولا في مطعم ولا في مسكن، يقيم فيهم الصلاة ويقسم بينهم بالحق ويحكم فيهم بالعدل ولا يغلق بابه دون حوائجهم"، ولله در عمير بن سعد والي حمص في عهد الفاروق عمر رضى الله عنه، فقد رسم واجبات الحاكم المسلم في كلمات طالما كان يصدع بها في حشود المسلمين من فوق المنبر وها هي ذي: "ألا إن للإسلام حائطًا منيعًا وبابًا وثيقًا، فحائط الإسلام العدل، وبابه الحق فإذا نقض الحائط وحطم الباب استفتح الإسلام، ولا يزال الإسلام منيعاً ما اشتد السلطان وليست شدة السلطان قتلاً بالسيف ولا ضرباً بالسوط ولكن قضاءً بالحق وأخذاً بالعدل".


5/ أجهزة دولة الخلافة تختلف عن الأجهزة الحالية في الحكم، فأجهزة الحكم والإدارة في دولة الخلافة مأخوذة من الأجهزة التي أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وهي: (الخليفة - ا لمعاونون - وزراء التنفيذ - الولاة - أمير الجهاد - الأمن الداخلي - الخارجية - الصناعة - القضاء - مصالح الناس - بيت المال - الإعلام - مجلس الأمة).


6/ مالية جميع الأقاليم والولايات مالية واحدة، توضع في ميزانية واحدة، فينفق على كل ولاية بحسب حاجتها بغض النظر عن وارداتها، فرعاية شؤون الرعية من أوجب واجبات الحاكم.


7/ جهاز (مصالح الناس) يقوم بخدمة الرعية بأكمل وجه، فلا تأخير وتناقض وتداخل صلاحيات كما هو الحال في الوزارات في ظل الأنظمة الجمهورية، التي يجزأ الحكم فيها ويوزع على الوزارات ويجمعها مجلس وزراء بيده الحكم الجماعي، بل إن الحكم في الخلافة للخليفة فهو المبايع من قبل الأمة برضا واختيار، فيرعى شؤون الرعية عبر جهاز خدماتي متميز (مصالح الناس) يتابعه الخليفة بنفسه، فلا تداخل صلاحيات وتأخير مصالح الناس بحجة أن الميزانية نفدت والمالية لم تعطنا نصيبنا بعد، بل ميزانية الدولة واحدة وينفق على مصالح الناس بشكل عملي حاسم.


8/ أمير الجهاد وقواته المسلحة (الجيش) هو صمام الأمان، وهو حامي حمى البلدان، ووظيفته إضافة للجهاد في سبيل الله، هو ضمان أن تبقى الدولة موحدة لا قلاقل فيها ولا يسمح بوجود حركات انفصالية أبداً، ويوجب إعلان القتال فوراً لحفظ نظام الوحدة، والقضاء على نظام الاتحاد. فهو يد يبطش بها الكفر والكافرين، ومصدر أمان لكل الأمة بل ومصدر افتخار.


9/ لا حصانة للخليفة أو أي والٍ أو عامل في الدولة، فالخلافة ليست نظاماً ديكتاتورياً يستأسد فيه الحكام على الشعوب، بل يقف الخليفة وحكامه مقابل أي فرد من أفراد الرعية مسلماً أو غير مسلم في حضرة القضاء الشرعي، فينصف المظلوم ويعاقب الظالم.


10/ محكمة المظالم يدٌ من حديد يُبطش بها الطغاة والظالمين، وضمانة حقيقية لعدم استبداد الخليفة وديكتاتورية الولاة، يقول الله سبحانه في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا"، والنظر في المظالم كما قال أبو يعلى الفراء: "هو قود المتظلمين إلى التناصف بالرهبة، وزجر المتنازعين عن التجاحد بالهيبة"، فولاية المظالم تحتاج إلى سطوة الحماة، وتثبت القضاة، حتى يُزجرَ من تسولُ له نفسه من الولاة من ظلمِ الرعية، ويُرهب كل من يفكر أن يتعدى على الحقوق العامة؛ بل إن لها صلاحية عزل الخليفة نفسه!، ولذلك يكون لمحكمة المظالم دار تتناسب وعظمة هذا المنصب في الإسلام، الذي يحافظ على شكل الحكم فيمنع جعله حكماً عضوضا ديكتاتورياً ظالماً، وشعار هذه المحكمة قول العدل سبحانه: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾.


وختاماً: تلك عشر كاملة تدلل على أن الخلافة الراشدة هي القادرُ الوحيد على ملء الفراغ الاستراتيجي في السودان وبامتياز!، وما هذه النقاط العشر إلا غيض من فيض ما أعده حزب التحرير لمعالجة أزمة الحكم، ومَن غيرُ حزب التحرير قادرٌ على علاج أزمة الحكم وملء الفراغ الاستراتيجي عبر دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة دولة الإسلام المسلمين؟.


﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾



كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس محمد هاشم

 

 

 

 

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات الزهادة في الدنيا

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1109 مرات


حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا أبو حذيفة الفزاري يعني عبد الله بن مروان بن معاوية قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: قالوا للزهري ما الزهد؟ قال:"من لم يغلب الحرام صبره ولم يمنع الحلال شكره". يعني الصبر عن الحرام والشكر على الحلال.

 

حدثنا أحمد قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا أبو مسلم الحراني قال: حدثنا مسكين بن بكير عن محمد بن المهاجر عن يونس بن ميسرة بن حلبس الجبلاني قال: ليس الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال ولا بإضاعة المال، ولكن الزهادة في الدنيا أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك، وأن يكون حالك في المصيبة وحالك إذا لم تصب بها سواء، وأن يكون ذامُّك ومادحك في الحق سواء.

 

 

كتاب الزهد لابن الأعرابي




وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق كبح المزارعين غير المرخصين ليس الحل لمنع الفيضانات في مزارع كاميرون (مترجم)

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1069 مرات


الخبر:


نشرت صحيفتا "الأخبار اليومية" و"بيرناما" في 6 ديسمبر 2014 البيان الصادر عن وزارة الزراعة والصناعات الزراعية والتي أكدت من خلاله بأن توريد الخضروات للسوق المحلية لن يتأثر بالإجراءات التي تتخذها السلطات من تطهير لمزارع الخضروات غير المرخصة في مرتفعات كاميرون في ماليزيا، وقال داتوك سيري إسماعيل صبري يعقوب بأن إمدادات الخضروات من تلك المزارع ليست مدرجة في الإحصاءات لإمدادات النفط الوطنية، وقد أبلغ إلى الصحافيين خلال إطلاق مشروع AgroAgent في منطقة كرايونج سكوير اليوم "أن الحكومة ستبذل قصارى جهدها لإيجاد إمدادات بديلة بما في ذلك استيراد الخضروات إذا تأثرت الزراعة في البلد"، وفي الوقت نفسه، قال أن الوزارة لن تساوم مع أولئك الذين يوظفون العمال الأجانب للعمل في حقول الخضروات غير المرخصة في مرتفعات كاميرون" وأضاف بأن "الحكومة لن تتساهل مع أي من المزارعين غير القانونيين الذين يرغبون في إرسال مذكرة احتجاج بسبب الإجراءات التي تتخذها السلطات وإن كانت أثرت على إمدادات الخضروات في البلاد."، مشيرا إلى أنه "في حال كان هذا صحيحاً بأنه قد تأثرت إمدادات الخضروات، فإننا سوف نبذل قصارى جهدنا لإيجاد وسيلة توفير إمدادات كافية، ولكن لن نساوم على السماح للمهاجرين العاملين في الحقول غير المشروعة في مرتفعات كاميرون".

 

التعليق:


إن وجود مزارع دون ترخيص في مرتفعات كاميرون ليست هي السبب الرئيسي للفيضانات الهائلة التي حدثت في الآونة الأخيرة وأودت بحياة خمسة أشخاص، ومع ذلك، فقد اتخذت الحكومة خطوات غير حكيمة للحد من هذه المشكلة بإلقاء القبض على المهاجرين غير الشرعيين الذين أتوا إلى ماليزيا للعمل كمزارعين وإغلاق المزارع غير المرخصة، وكانت هذه الإجراءات قد أثارت قلق الماليزيين والتي يمكن أن تسبب نقصا شديدا في إمدادات الخضروات الطازجة، وإذا ما حدث هذا، فإن الحكومة ستقوم باستيراد الخضروات من الدول المجاورة مثل تايلاند وإندونيسيا، وهذه ليست بخطوة حكيمة، حيث وإن وُجد مزارعون يعملون بدون ترخيص ووجودهم يؤثر سلبا، إلا أنه يفترض التعامل مع هذه المسألة بشكل أفضل وأكثر كفاءة، لا وفقا لرغباتهم.


إن جشع بعض الأطراف في الواقع، وبحسب ما أفادت به الصحافة من قبل، قد أعاد تشكيل الأرض في المرتفعات، وأن الفساد الذي يمارس هنا في مشاريع كقطع الأشجار يمضي قدما بسلاسة، حيث يجب أن يتوقف الطمع في تحقيق الأرباح الضخمة التي تتجاوز الحدود، ويجب إيقاع العقوبة المناسبة على المخالفين حسب أعمالهم، أما مثل تلك الكوارث الطبيعية المأساوية فتحدث بسبب جشع الأيدي البشرية، وقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة الروم: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾.


مما لا شك فيه بأن تطبيق النظام الرأسمالي اليوم والذي يعتمد على الأرباح فقط، قد فتح الطريق أمام الجشع والحصول على الربح دون التفكير في جميع جوانب السلامة، ناهيك عن التفكير بالمنظور الإسلامي لهذه المسألة، فنحن بصفتنا مسلمين ملزمون بقبول الفاجعة بصبر ورضا، ومع ذلك، هذا لا يعني أننا سنواصل الصمت ونسمح لهذه القوى التدميرية، ألا وهي الرأسمالية، بأن تواصل جنونها دون هوادة، سائلين الله عز وجل أن يعجّل بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة والتي تنفذ الشريعة الإسلامية فضلا عن الحد من مثل هذه التصرفات اللامسؤولة المتكررة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سمية عمار

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع