سلسلة قضايا السودان رؤية مبدئية (متجددة)
- نشر في السلاسل المرئية
- قيم الموضوع
- قراءة: 2107 مرات
سلسلة قضايا السودان رؤية مبدئية (متجددة)
سلسلة قضايا السودان رؤية مبدئية (متجددة)
الحَمْدُ للهِ الذِي شَرَعَ لِلنَّاسِ أحكَامَ الرَّشَاد, وَحَذَّرَهُم سُبُلَ الفَسَاد, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَيرِ هَاد, المَبعُوثِ رَحمَةً لِلعِبَاد, الَّذِي جَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ الجِهَادِ, وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَطهَارِ الأمجَاد, الَّذِينَ طبَّقُوا نِظَامَ الِإسلامِ فِي الحُكْمِ وَالاجتِمَاعِ وَالسِّيَاسَةِ وَالاقتِصَاد, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ يَومَ يَقُومُ الأَشْهَادُ يَومَ التَّنَاد, يَومَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العِبَادِ.
سبحانك خالقي أنا الذي لم أزل لك عاصيا فمن أجل خطيئتي لا تقر عيني، وهلكت إن لم تعف عني، سبحانك خالقي بأي وجه ألقاك؟ وبأي قدم أقف بين يديك؟ وبأي لسان أناطقك؟ وبأي عين أنظر إليك؟ وأنت قد علمت سرائر أمري، وكيف أعتذر إليك إذا ختمت على لساني، ونطقت جوارحي بكل الذي قد كان مني.
فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب ج1
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخبر:
الأربعاء 16 من كانون الأول/ ديسمبر 2014م، قام مسلحون بمهاجمة مدرسة الجيش العامة، وتنقلوا بين الفصول الدراسية، ما أسفر عن مقتل العشرات، حتى تجاوز العدد أكثر من مائة، معظمهم من الأطفال. وبعد هذا الهجوم، أعلنت مجموعة غامضة من طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، ورد قائد الجيش (رحيل شريف) ردا قاسيا بمزيد من الضربات العسكرية في المناطق القبلية في باكستان. وذهب أيضا إلى أفغانستان برفقة رئيس الاستخبارات (رضوان أختار)، للقاء الرئيس الأفغاني أشرف غاني وقائد قوات التحالف في أفغانستان الجنرال جون كامبل، وطلب منهم دعمهم من أجل القضاء على الإرهاب. من جانب آخر فقد أسفر هذا الهجوم أيضا عن إنهاء الاضطرابات السياسية في باكستان التي قادها عمران خان.
التعليق:
هذه الجريمة بشعة لقول الله سبحانه وتعالى: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾. ومع ذلك، فإن مثل هذه الأعمال الوحشية، مثل قتل الأطفال، هي نتيجة مباشرة للسياسات الخارجية الأمريكية، وتحديدا سياسة الصراع الخفي والعمليات "السوداء" السرية، التي تنتهجها أمريكا، وتمارسها الاستخبارات والجيش الخاص التابع لها في جميع أنحاء العالم، لإيجاد حالة من انعدام الأمن و"الفوضى الخلاقة"، حتى يستخدم النظام وسادتُه بعد ذلك هذه الأفعال الوحشية من أجل تبرير العمليات العسكرية في المناطق القبلية للناس، والتي تحتاج إليها أمريكا لوقف من يقاوم احتلالها لأفغانستان.
إن دماء هؤلاء الأطفال الأبرياء هي في أعناق الخونة في القيادة العسكرية والسياسية لسماحهم للولايات المتحدة بالوجود على أرضنا، وتنظيم مثل هذه الهجمات. فمن جهة يدّعي النظام بأنه يحارب عملاء أمريكا من خلال العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش في المناطق القبلية، ومن جهة أخرى يسمح بالوجود الأمريكي الضخم على أرضنا، وبارتكاب العمليات الإجرامية. وهذا هو السبب في أنه حتى عندما ألقي القبض على بعض الخونة والجواسيس الأمريكيين، مثل ريموند ديفيس ويوجين جويل كوكس، تم إطلاق سراحهم فورا.
بغض النظر عمن نفذ هذا الهجوم الجبان، فإنه مدفوع من قبل الولايات المتحدة واستخباراتها، وسواء تمت على أيدي عملاء الاستخبارات الأمريكية - والشاهد على ذلك أنه تم إلقاء القبض على عملاء الولايات المتحدة متلبسين في الماضي، إلا أنه تم الافراج عنهم! - أو من قبل بعض المسلمين المخدوعين والراغبين في الانتقام، فإن دماء أطفالنا ليس في عنق هؤلاء الجناة فقط ولكن أيضا في أعناق الخونة في القيادة السياسية والعسكرية الذين أوجدوا هذه الفوضى، فالخونة في نظام رحيل/نواز هم الذين يخدمون مصالح الولايات المتحدة وليس مصالح الأمة وأبنائها.
يجب على مسلمي منطقة القبائل، الذين يقاتلون بإخلاص ضد الاحتلال الأمريكي في أفغانستان، يجب عليهم استنكار هذه المذابح، وعدم السماح للمغرّر بهم من بينهم ممن يجهلون الإسلام بالتحدث نيابة عنهم، فهؤلاء يمهدون الطريق لتنفيذ خطة أمريكا بعصيانهم لله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
لقد أعلن نظام رحيل/نواز عن مزيد من الهجمات والعمليات العسكرية في منطقة القبائل. متناسين أن هذه الهجمات هي التي تسببت بالمشكلة في المقام الأول! والحل ليس بمزيد من العمليات، فمن شأنها جعل الأمور أسوأ مما هي عليه الآن، ولكن الحل يكمن في طرد أمريكا وعملائها من باكستان. والحل الوحيد الذي يخرج باكستان من هذه الفوضى المؤسفة هو بأن يتحرك المخلصون في القوات المسلحة، من الذين بأيديهم القدرة المادية لإبطال الباطل، وإحقاق الحق الذي أمر به الله سبحانه وتعالى، بقطع رأس الأفعى، وتطهير باكستان من جميع مظاهر الوجود الأمريكي، بإغلاق السفارات الأمريكية والقنصليات، فهي حصون وقلاع وليست بنايات دبلوماسية، وطرد الأعداء الذين يجوبون البلاد طولا وعرضا وينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ويسعون في الأرض الفساد، وبطرد الدبلوماسيين الأمريكيين وعلى رأسهم السفراء، وبمنع أي نشاط للعملاء السريين والمخابرات التابعة للولايات المتحدة، وإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
كتب لإذاعة المكتب الإعلام المركزي لحزب التحرير
صهيب سلمان، باكستان
الخبر:
نشر موقع مفكرة الإسلام يوم الثلاثاء 2014/12/9 خبرًا بعنوان: ("سجون" السعودية: نبني إصلاحيات لا مثيل لها في العالم)؛ حيث جاء فيه: "قال مدير عام السجون اللواء إبراهيم الحمزي: إن الإصلاحيات الجديدة التي تعمل عليها المديرية هي مراكز لا يوجد لها مثيل في العالم. وأوضح خلال المؤتمر الصحفي المصاحب لفعاليات أسبوع النزيل الخليجي الموحد، أن 4 مشاريع بدأ العمل فيها بالفعل، متوقعاً أن يتم مشروع الرياض بعد شهرين، لنقل نزلاء سجون الحائر القديمة إليه، وينتظر مشروع جدة خلال هذا الشهر انتقال التيار الكهربائي له، بينما مشروع الدمام تم إنجاز 49% منه، والطائف وصل العمل فيه حتى الآن إلى 69%. كما أنه لدينا 9 إصلاحيات فئة (ب) جارٍ طرحها من خلال وكالة الوزارة للتطوير، وخلال شهر سيتم تسليمها للمقاولين، وأشار اللواء الحمزي، إلى أن المديرية تحرص على تأهيل النزلاء لسوق العمل، وقامت بتوفير كافة مشاريعها حتى في السجون الفرعية الصغيرة، حيث يوجد مصانع ذهب وألمونيوم وورش سباكة وخياطة، وتم افتتاح مدرسة لتعليم قيادة الشاحنات في سجون الدمام بهدف عودة هذا القطاع".
التعليق:
في الوقت الذي يعيش فيه أكثر من مليون سعودي حالة الفقر بناء على تقديرات غير رسمية، وتقول إحصائيات أن إيرادات صادرات السعودية من النفط تجاوزت الـ 336 مليار دولار لسنة 2012 فقط، يخرج علينا الإعلام المنافق ليروج لآل سعود إنجازاتهم الكاذبة في الرعاية والتطوير، وفي هذا الخبر عن موقع مفكرة الإسلام التي تتغنى بولاة أمر الخليج، يحاول الموقع إظهار الرعاية وتضخيم الإنجازات لو صحّت تلك الإنجازات وإيهام المتلقي أن إنشاء هذه الإصلاحيات وتطويرها عمل عظيم تقوم به الدولة. وحل النظام ليس إلا تقليد للأنظمة في الغرب بإنشاء تلك الإصلاحيات، والأصل في بلد غني بالموارد كالسعودية أن لا تحتاج إلى هذا العدد وهذه الإمكانات لإصلاح الأفراد بل الحل الوحيد والناجع للخروج من تزايد نسبة الجريمة وفساد الأفراد هو فقط بتطبيق الأحكام الشرعية وبالرعاية الصحيحة.
لو فكر القائمون على مفكرة الإسلام لما نشروا هذا الخبر فهو يظهر كم التقصير من قبل الحكام تجاه الرعية، ويظهر كم الظلم الواقع على الناس. لقد أرادوا تكحيل العين فأصابوها بالعمى.
إن بلداً كالسعودية فيه تركّز لرأس المال عند فئة قليلة من الأمراء والمتنفذين وعدم تطبيق الأحكام الشرعية إلا القليل منها، وليس على الجميع، إنما على عوام الناس ومن لا ظهر له، وترك الجناة والمجرمين الكبار يعبثون بمقدرات البلاد ويأكلون حقوق العباد ويبذرون الأموال، في مثل هكذا بلد، وبسبب فقد الرعاية الصحيحة، انتشرت الجرائم؛ فهذه الأنظمة فجرت ورتعت بل ولغت في عقول ونفوس شباب المسلمين فعملت على إيجاد الأجواء الفاسدة تأسيًا بحياة الغرب الكافر وهيأت الناس للفساد، ارتكاب الجرائم، وإدمان المخدرات وانتشرت الفواحش في أرض الحرمين الطاهرة.
والمثير للاهتمام أنهم يلاحقون المسلم التقي النقي الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وسجنوا العلماء الأتقياء الأنقياء، وضيقوا على من تعلق قلبه بالمساجد بحجة الإرهاب والتطرف، ولم يسعوا إلى بناء شخصيات إسلامية قوية لتواجه الغزو الثقافي الغربي ولم يهبوا لحماية فلذات الأكباد من هذه الشرور، بل روجوا للجريمة على أوسع نطاق، وأنتجوا جيلا ماديا بعيدا عن هويته الإسلامية، متخبطاً، يعيش في فراغ فكري قاتل، يرتكب الجرائم ثم ببساطة يذهب إلى سجون وإصلاحيات فاخرة. كل هذه التناقضات لن تحل إلا بالرجوع للإسلام والتخلص من هذه الأنظمة. إن نظام الإسلام يجعل من الفرد إنساناً فاضلاً لا يسعى للفساد، بل يتقي الله تعالى في كل أقواله وأفعاله، وبتطبيق الإسلام في المجتمع والدولة لن تنتشر الجريمة. إن الرعاية في الإسلام تكفل لكل فرد من أفراد الرعية أساسيات الحياة وتعمل الدولة فوق هذا ليتمكن الفرد من تحصيل الكماليات، فتقل معدلات الجريمة، وفي دولة الإسلام لا ينتظر وقوع الكارثة ليبحث لها عن حلول، وإنما في تطبيق الدولة للأحكام الشرعية البعد عن الوقوع في الكارثة، فالكارثة بحد ذاتها هي عدم تطبيق أحكام الله في الأرض. علينا أن نعرف من هو المجرم الحقيقي، فهم المجرمون لا أنتم... وهم بحاجة إلى إصلاح لا أنتم...
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم حنين
الخبر:
ذكرت وكالة رويترز للأنباء في 16 من ديسمبر/كانون الأول 2014 بأن دراسة استقصائية حديثة كشفت عن كون النساء في دلهي، في الهند، لا زلن لا يشعرن بالأمان على الرغم من تكثيف وزيادة أعداد قوات الشرطة في الشوارع فضلا عن أحكام قانونية أكثر صرامة أُقرت لردع الجرائم المرتكبة ضد النساء. وجاء في "استطلاع للرأي نشرته صحيفة هندوستان تايمز في 16 من ديسمبر/كانون الأول 2014 والذي يصادف الذكرى السنوية لحادثة الاغتصاب لفتاة كان عمرها 23 عاما في حافلة أثناء عودتها للمنزل بأن (91% من النساء اللاتي شملهن الاستطلاع واللاتي بلغ عددهن 2,557 لا يجدن أي تحسن في ظروف السلامة المُوَّفرة لهن). ووجد الاستطلاع ذاته بأن 86% من اللاتي شملهن الاستطلاع يتجنبن الخروج وحدهن بعد حلول الظلام. وقد نالت نيودلهي؛ والتي يشكل عدد سكانها 16 مليونا وتُسجل فيها نسبة الاغتصاب الأعلى مقارنة بمدن هندية أخرى سمعة مقيتة بأنها "عاصمة الهند للاغتصاب". وتقترح كالبانا فيسواناث، المشاركة في تصميم تطبيق سيفتيبِن وهو تطبيق يزود المستخدمين بمعلومات متعلقة بالسلامة، القيام بتحسينات في البنية التحتية كتوفير إضاءة أفضل للشوارع ووسائل النقل العمومية والإيصال للنقطة الأقرب كي لا تضطر النساء للسفر مشيا على الأقدام. وقد تم بالفعل توفير 320 مليون دولار للقيام بهذه التحسينات كدعم للسياسات الـ 18 المُقرَّة سابقا والتي من بينها توفير خدمة جي بي إس في الباصات وخدمات هاتفية لخطوط مساعدة مجانية للنساء وكذلك توفير دورات للتدريب على الدفاع عن النفس للأطفال والنساء كل هذا بهدف حماية النساء من التعرض للعنف والاعتداء.
التعليق:
إن حقيقة كون دلهي لا تزال تصنف كرابع أخطر مكان في العالم بالنسبة للنساء عند استخدامهن لوسائل النقل العام تُظهر بأن السبب الجذري لمشكلة العنف هذه هو أمر آخر غير غياب التكنولوجيا والمال. فهذه الظاهرة عالمية تشمل النساء على اختلاف طبقاتهن وثقافتهن سواء كُنَّ في البلدان المتقدمة أو غير المتقدمة.
إن هذه الممارسات التي تنتهج ضد المرأة لم تتغير مطلقا بل زادت وتيرتها في تصاعد واضح للأعمال الهمجية ضد النساء سواء أكان ذلك في بيوتهن أو في الأماكن العامة. وبغض النظر عن السياسات المتبعة لمعالجة ظاهرة إساءة معاملة النساء فإن أيّا من الحكومات الرأسمالية لم تتناول الحديث عن الهوية الأساسية للمرأة في المجتمع الرأسمالي والذي تُعتبر فيه كائنا يُستخدم ويُستغل تبعا للمتع الحسية أو المنفعة المادية. فكل الحكومات وعلى مستوى عالمي لا تُجرِّم استخدام المرأة في حملات الدعاية مثلا بغرض توفير أرباح كبيرة للشركات المحلية أو الغربية، كما أنها لا تعتبر أن في استغلال المرأة في صناعة الترفيه والإغراء أيَّ بأس؛ ما جعل امتهان النساء والفتيات أمرا طبيعيا وكرس عندهن فكرة كون مظهرهن الخارجي فوق أي اعتبار.
وليس غير نسف طريقة التفكير الليبرالية/العلمانية المدمرة وإزالتها من أذهان النساء ما سيوقف استخدام الرجال واستغلالهم لهن كلما وكيفما شاؤوا. أما الإسلام فقد حدد هوية واضحة للمرأة واعتبرها مخلوقا مكرما كما الرجل وحباها بوظائف بيولوجية ومجتمعية تناسبها، فهي ليست بأقل من الرجل ولا تقل أهمية عنه. فدور النساء وحقوقهن كأمهات وأخوات وزوجات وبنات وجدات مفصل وبدقة في الكتاب والسنة، وفي ظل الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة القادمة قريبا بإذن الله وتدابيرها الصارمة المنبثقة عن أوامر الله ونواهيه سيكون وقوع الانحرافات والانتهاكات أمرا صعبا للغاية خاصة عندما تُطبق أنظمة الإسلام كاملة (في الاقتصاد والتعليم والعقوبات والسياسة الخارجية) والتي ستعمل بانسجام تام تطبيقا لأحكام الله وشريعته التي أنزلها لخلقه أجمعين ما سيُحصن الأمة من أمراض اتباع الهوى والمنفعة على حساب مصالح الآخرين وإنسانيتهم. لقد بين الله تعالى الرحمة التي تتنزل على العباد عند احتكامهم لشرعه في سورة النور في آيتها الأولى؛ قال تعالى: ﴿سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، ثم ذكرت الآيات اللاحقة وسائل حماية النساء فجاء في الآيات 4-6 من ذات السورة الكريمة قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الخبر:
القدس العربي، حصل الأردن سياسيا ودبلوماسيا على «ضوء أخضر» من الإدارة الأمريكية يسمح باختبار سيناريو جديد للتعامل مع تداعيات الملف السوري تحديدا على أساس خطة انتقالية للسلطة في دمشق تجمع الأصوات المؤثرة دوليا وإقليميا لدعمها القيادة الروسية تحديدا.
وقد استضافت عمان لقاءات معمقة في هذا السياق طوال الأيام السبعة الأخيرة فيما تساند دولة الإمارات هذا الاتجاه بدعم أيضا من القيادة المصرية، حيث زار عمان الرئيس عبد الفتاح السيسي ثم نفذ العاهل الأردني زيارة مباغتة مساء الاثنين للمملكة العربية السعودية التي ما زالت متحفظة على فكرة التعامل مع بشار الأسد من أساسها.
ووجهة نظر الأردن في الكواليس كانت تتحدث عن ضرورة الحفاظ على «النظام السوري» نفسه وأجهزة الدولة مع مرحلة انتقالية تنتهي بمغادرة الرئيس بشار الأسد شخصيا وحتى عائلته على أساس عدم التورط مجددا بسيناريو «حل حزب البعث» في نسخته العراقية.
التعليق:
ما انفك الغرب منذ أن انطلقت ثورة الشام المباركة وهو يكيد لها لإجهاضها ووأدها ليخرج أهل الشام صفر اليدين دون تغيير حقيقي يقلب الموازين ويبدل الحال.
فكم حاول الغرب من خلال أذنابه حكام المسلمين والمرتزقة من السياسيين والعلماء والعسكريين والمبعوثين، أن يحتوي أهل الشام الثائرين ويختزل مطالبهم بتغيير شكلي يطال الوجوه والرتوش دون الجوهر واللب؟!، محاولات عديدة تنوعت ما بين الصبغة العسكرية والسياسية، أملا في أن تنطلي الحيلة والمكيدة على ثوار الشام الأباة.
وكم حلمت أمريكا أن تتمكن من أن تصنع بثورة الشام مثلما صنعت بثورة مصر حينما استبدلت وجهاً بآخر وأبقت على النظام وأركانه وأجهزته الأمنية وكل أدوات القمع والاستبداد السابقة!!
ولكن هيهات هيهات، فقد ذُهلت أمريكا من مستوى الوعي والإخلاص لدى ثوار الشام، وعيٌ وإخلاص تكسرت عليهما لغاية الآن مؤامرات جهنمية عديدة تكاد تتفطر منها السماوات والأرض.
نعم، إنّ ما تحلم به أمريكا هو أن تتمكن من الحفاظ على نفوذها في سوريا والإبقاء على سيطرتها على هذا البلد الذي يشكل بوابة كبيرة لأي تغيير يطال الشرق الأوسط، فهي تريد سوريا أن تبقى بحضنها وتحت استعمارها كما كانت أيام بشار وأبيه المجرمين، ولا يضيرها أن تطيح بالأسد وعائلته وأي شخص آخر ما دام النظام وأركانه وبنيته ستبقى كما هي تحت نفوذ أمريكا.
فاستغلت أمريكا السعودية والإمارات والكويت برجالهم وأموالهم من قبل وما زالت، واستغلت أردوغان رجلها في المنطقة وما زالت، وتستنزف إيران وحزبها في الإبقاء على نظام الأسد ومنع انهياره وفي محاولة إجبار الثوار على القبول بأحد المشاريع التصفوية المطروحة.
وها هي تريد أن تضيف إلى هؤلاء ملك الأردن عله يستطيع بالتعاون مع بقية العملاء السابقين والمحتملين كالسيسي، في محاولة تسويق مشروعها لتصفية الثورة السورية، بعد أن فتح الأردن أرضه لجيوش التحالف الصليبي وقواعده، مستغلة أمريكا بذلك ما للأردن من رجال ومخابرات تمكنوا من اختراق الصفوف الداخلية في الجبهة السورية تحت مسميات شتى.
وهو ما يتطلب درجة عالية من الحذر لدى الثوار المخلصين من المخطط المتجدد برجاله الجدد، ويتطلب عزيمة واعتصاما من الثوار بحبل الله المتين الذي من شأنه أن يقطع عنق كل خوان ومتآمر، وكما يتطلب جهدا حثيثا من المخلصين الواعين لتبصرة ثوار الشام وأهله من المخطط الجديد ورجاله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس باهر صالح
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين