السبت، 29 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نفائس الثمرات لا آكل السمن حتى يحيا الناس من أول ما يحيون

  • نشر في أخرى
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1314 مرات


قال أنس: وسمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوما وخرجت معه حتى دخل حائطا فسمعته يقول: وبيني وبينه جدار وهو في جوف الحائط: " عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ بخ والله يا ابن الخطاب لتتقين الله أو ليعذبنك".

 

أخبرنا مالك أخبرنا يحيى بن سعيد قال: " كان عمر بن الخطاب يأكل خبزا مفتوتا بسمن فدعا رجلا من أهل البادية فجعل يأكل ويتبع باللقمة وضر الصحفة فقال له عمر: كأنك مفقر قال: والله ما رأيت سمنا ولا رأيت أكلا به منذ كذا وكذا فقال عمر رضي الله عنه: لا آكل السمن حتى يحيا الناس من أول ما يحيون ".

 


كتاب الموطأ




وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق مجلس النواب في اليمن يمنح الحكومة الثقة ويلزمها بـ 22 توصية

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 577 مرات


الخبر:


ورد في صحيفة الثورة العدد (18292) الصادر يوم الجمعة 27 صفر 1436هـ الموافق 19 ديسمبر 2014م خبر جاء فيه: وافق مجلس النواب على البرنامج العام للحكومة وصوت بالإجماع على منحها الثقة.


وأقر نواب الشعب في جلستهم المنعقدة أمس الخميس برئاسة يحيى علي الراعي 22 توصية التزم بها رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح واعتبرها المجلس جزءاً لا يتجزأ من البرنامج العام للحكومة الذي تضمن ثلاثة محاور، الأول الجانب الأمني واتفاق السلم والشراكة ومخرجات الحوار الوطني، والثاني الجانب الاقتصادي، وشمل المحور الثالث قضايا أخرى.

 

التعليق:


لقد تعاقبت على اليمن حكومات عدة وكل حكومة تقدم برنامجها لنيل الثقة من السلطة المختصة بذلك، ومع التزام كل حكومة بتنفيذ برنامجها الذي بموجبه نالت الثقة إلا أنه لا يتم تنفيذه إلا فيما يخدم مصالح أصحاب النفوذ في اليمن من دول الغرب من جانب، وما يخدم مصالح القائمين على تنفيذ برامج هذه الحكومات من جانب آخر.


هذا بالنسبة للقائمين على التنفيذ، أما عن البرامج ذاتها فهذه البرامج لا تمت إلى عقيدة أهل الإيمان والحكمة بشيء كون هذه البرامج للحكومات المتعاقبة قائمة على أساس المبدأ الرأسمالي الذي يحمل عقيدة فصل الدين عن الدولة والحياة.


والمتابع لبرامج الحكومات السابقة والحالية لا يجد اختلافاً جوهرياً وإنما الاختلاف شكلي متمثل في تغيير الألفاظ فقط دون التعرض للمضمون.


إن برنامج حكومة بحاح هو نسخة محدثة من برامج الحكومات السابقة التي تقرر وتؤكد على النظام الجمهوري الديموقراطي العلماني والسوق الحر وبرامج منظمة اليونسكو في الجانب التعليمي وغيرها من البرامج المستوردة من ثقافة الغرب المستعمر.


والأصل الذي يجب أن تكون عليه هذه البرامج أو تلك هو أن تكون نابعة من عقيدة أهل الإيمان والحكمة في جميع شؤون الحياة سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسة الخارجية أو سياسة التعليم أوغيرها.


إن الواجب يفرض على حكومة بحاح أن تقدم برنامجاً نابعاً من عقيدة أهل اليمن (العقيدة الإسلامية) لا غير والذي يرضي الله سبحانه وتعالى الخالق المدبر بدلاً من الجري وراء إرضاء المخلوقين الذين ليس لهم حول ولا قوة.


إن مخرج أهل اليمن وسعادتهم هو في إرضاء رب العباد وذلك بالعمل على تطبيق أحكام الإسلام وأنظمته العادلة في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة القادمة قريبا بإذن الله.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن

إقرأ المزيد...

خبر وتعليق يتركون رأس الأفعى -بشار وزبانيته- ويتحالفون في الحقيقة على ثورة الأمة

  • نشر في خبر وتعليق
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1052 مرات


الخبر:


ينطلق الأربعاء 2014/12/18 في العاصمة البلجيكية بروكسل الاجتماع الأول لوزراء خارجية دول التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية لوضع "استراتيجية" تتجاوز الضربات الجوية ضد التنظيم في غرب العراق وشرق سوريا. وبحسب المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي سيترأس الاجتماع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وسيشارك فيه أكثر من ستين دولة من أعضاء التحالف الدولي الذي يشن ضربات جوية ضد التنظيم في غرب العراق وشرق سوريا.

 

التعليق:


تحالف دولي وعالمي وأممي يضم كل مجرمي العالم من رؤساء ووزراء وقادة جيوش ومن رويبضات العرب والعجم وأمراء أمروا أنفسهم على رؤوس الخلق كانوا عبيداً في الجاهلية فأكرمهم الله بالإسلام فأبوا إلا أن يعودوا أشد عبودية لأمريكا والغرب ولكل ما هو مادي في الكون ولسان حالهم يخاطب أمتهم التي انسلخوا منها: ﴿إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾.


إن كانت أطماع أمريكا وفرنسا وأستراليا وبريطانيا وكندا والدنمارك وبلجيكا وهولندا معروفة لدى الداني والقاصي في العالم الإسلامي بل وفي بلادهم فما بال هؤلاء القوم - السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين - لا يكادون يفقهون قولا؟! أما علموا أن الذين كفروا لا يقاتلون من أجلهم بل كذبوا وصدق رب العالمين حيث يقول: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ﴾. وهؤلاء الرويبضات ليسوا أحسن حالاً من بشار وطغمته الفاسدة الملحدة، بل هم سواء لأنهم يقاتلون ويدمرون ويقصفون الآمنين من المسلمين فأصبحوا وأولياء الشيطان سواءً، فحُق على كل المخلصين من أبناء الجيوش الإسلامية أن يقوموا عليهم ليقلعوهم وليغيروا عليهم ما استطاعوا لذلك سبيلا. وهم يستطيعون لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طلب منهم ذلك وهو الصادق المصدوق، فقال عليه الصلاة والسلام: «سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ، فَقَتَلَهُ»، مما يدل أن هذا في مقدور المسلم الذي يمكن له أن يصل لهؤلاء الحكام، فقادة الجيوش وضباطه هم من بطانة وحاشية وخاصة الملوك والحكام فوجب عليهم الصدع بالحق والتغيير ولو أدى هذا للموت فإن فيه درجة عالية كبيرة نغبط أصحابها عليها يوم القيامة.


وهذه أمريكا بقضها وقضيضها تذكرنا بقريش حين جمعت الجموع في وجه دعوة رسول الله كما جمعت أمريكا الجموع لتثبيت عميلها المخلص لها المجرم بشار ولإجهاض ثورة الأمة التي أنذرتها بزوال سلطانها. ففي الحديث المرفوع أنه خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت، لا يريد قتالا، وساق معه الهدي سبعين بدنة، وكان الناس سبع مئة رجل، فكانت كل بدنة عن عشرة، قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بعسفان لقيه بسر بن سفيان الكعبي، فقال: يا رسول الله، هذه قريش قد سمعت بمسيرك، فخرجت معها العوذ المطافيل، قد لبسوا جلود النمور، يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عنوة أبدا، وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قدموا إلى كراع الغميم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا وَيْحَ قُرَيْشٍ، لَقَدْ أَكَلَتْهُمْ الْحَرْبُ، مَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ خَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَ سَائِرِ النَّاسِ، فَإِنْ أَصَابُونِي كَانَ الَّذِي أَرَادُوا، وَإِنْ أَظْهَرَنِي اللَّهُ عَلَيْهِمْ، دَخَلُوا فِي الْإِسْلاَمِ وَهُمْ وَافِرُونَ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا، قَاتَلُوا وَبِهِمْ قُوَّةٌ، فَمَاذَا تَظُنُّ قُرَيْشٌ، وَاللَّهِ إِنِّي لَا أزالُ أُجَاهِدُهُمْ عَلَى الَّذِي بَعَثَنِي اللَّهُ لَهُ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ لَهُ أَوْ تَنْفَرِدَ هَذِهِ السَّالِفَةُ». ونحن نقول يا ويح أمريكا وحلفها أكلتهم الحرب، فما يظنون، هل ستعود الثورات مكلومة ومظلومة إلى بيوتها وترضخ لإرادة أمريكا؟ لا والله إنها ثورة انطلقت حيث وقفت خيل عقبة بن نافع ودارت حتى وصلت إلى عقر دار الإسلام ولن تقف حتى يعود الإسلام إلى دياره وترفرف راية العقاب من جديد على قبة الصخرة والأقصى الجريح، فليحشدوا ما شاؤوا، وليمكروا ما أرادوا وإننا نعلم أنهم ﴿مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾، لكننا على يقين بوعد الله وببشرى رسوله الكريم، فسيفضح الله ليس فقط هذا التحالف الدولي على الإسلام بل كل من سار معهم في السر والعلن وكل من سعى لاستجلابهم في السر والعلن وسيخزيهم ويردهم على أعقابهم خائبين خاسرين كما رد أجدادهم المعتدين على أعقابهم بالخزي والعار، ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أنس المقدسية

إقرأ المزيد...

مع الحديث الشريف الجزية

  • نشر في من السّنة الشريفة
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1242 مرات


نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏قَالَ: بَلَغَنِي ‏‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏أَخَذَ الْجِزْيَةَ مِنْ‏ ‏مَجُوسِ ‏الْبَحْرَيْنِ


الجزية مال مخصوص يؤخذ من غير المسلمين من أهل الذمة، وهم أهل الكتاب مطلقاً، والمشركين من غير العرب، وسائر الكفار. قال الله تعالى: [قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)]. روي عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد قال: «كتب رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى مجوس هجر يدعوهم إلى الإسلام فمن أسلم قبل منه ومن لا، ضربت عليه الجزية، في أن لا تُؤكل له ذبيحة، ولا تنكح له امرأة» رواه أبو عبيد. وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال عمر: ما أدري ما أصنع بالمجوس وليسوا أهل كتاب. فقال عبد الرحمن بن عوف: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: «سنوا بهم سنة أهل الكتاب» رواه أبو عبيد. وروى من طريق ابن شهاب: «أن رسول الله عليه الصلاة والسلام أخذ الجزية من مجـوس هجر» وأن عمر أخذ الجزية من مجوس فارس، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة. وأن عثمان أخذ الجزية من البربر، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة. وأما مشركو العرب فلا يقبل منهم الصلح والذمة، ولكن يدعون إلى الإسلام، فإن أسلموا تركوا وإلا قوتلوا قال تعالى: [سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ] معناه إلى أن يسلموا. والآية فيمن كان يقاتلهم رسول الله عليه الصلاة والسلام وهم عبدة الأوثان من العرب، فدل على أنهم يقاتلون إن لم يسلموا. وروى أيضاً من طريق الحسن قال: «أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يقاتل العرب على الإسلام، ولا يقبل منهم غيره، وأمر أن يقاتل أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون». قال أبو عبيد: وإنما نرى الحسن أراد بالعرب ها هنا أهل الأوثان منهم الذين ليسوا بأهل الكتاب، فأما من كان من أهل الكتاب فقد قبلها رسول الله عليه الصلاة والسلام منهم وذلك بَـيِّنٌ في أحاديث. ولم يثبت أن النبي عليه الصلاة والسلام أخذ من أحد من عبدة الأوثان من العرب الجزية، ولم يقبل منهم بعد نزول آية الفتح وسورة التوبة سوى الإسلام أو الحرب. وما روي أنه أخذ من العرب الجزية كأهل اليمن وأهل نجران، إنما أخذها من أهل الكتاب النصارى واليهود، ولم يأخذها من عبدة الأوثان من العرب. وينبغي للخليفة أن يبيّن لمن يقبل منهم الجزية، مقدار الجزية، ووقت وجوبها، ويعلمهم أنه إنما يأخذها منهم كل سنة مرة، وأن الذي يؤخذ من الغني كذا، ومن الأقل غنى كذا، ولا يؤخذ من الفقير لقوله تعالى: [عن يدٍ] أي عن قدرة، وأنها لا تؤخذ على النساء والصبيان، ولا تؤخذ الجزية منهم إلاّ من الرجل البالغ القادر على دفعها. عن نافع عن أسلم مولى عمر: «أن عمر كتب إلى أمراء الأجناد أن يقاتلوا في سبيل الله، ولا يقاتلوا إلاّ من قاتلهم، ولا يقتلوا النساء ولا الصبيان, ولا يقتلوا إلاّ من جرت عليه الموسى, وكتب إلى أمراء الأجناد أن يضربوا الجزية، ولا يضربوها على النساء والصبيان، ولا يضربوها إلاّ على من جرت عليه الموسى». قال أبو عبيد: يعني من أنبت. وقال: «هذا الحديث هو الأصل فيمن تجب عليه الجزية، ومن لا تجب عليه، ألا تراه إنما جعلها على الذكور المدركين دون الإناث والأطفال» ولم ينكر على عمر منكر فكان إجماعاً. ويؤيد ذلك ما جاء في كتاب النبي عليه السلام إلى معاذ باليمن: «إن على كل حالم ديناراً» فخص الحالم دون المرأة والصبي. وأما رواية: «الحالم والحالمة» فليست من المحفوظ عند المحدثين. والمحفوظ المثبت من ذلك هو الحديث الذي لا ذكر للحالمة فيه. وعلى فرض صحة وروده فإن ذلك كان في أول الإسلام، إذ كان نساء المشركين وولدانهم يقتلون مع رجالهم، وقد كان ذلك ثم نسخ بعدم أخذ الرسول من النساء والصبيان، وجرى على ذلك بعده عمر. والجزية التي تؤخذ يجب أن تكون مع خضوعهم لحكم الإسلام. والصغار المذكور في الآية: [حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)] هو أن يجري حكم الإسلام عليهم، وأن لا يظهروا شيئاً من كفرهم، ولا مما يحرم في دين الإسلام، وأن يظل الإسلام هو الذي يعلو في البلاد لقوله عليه السلام: «الإسلام يعلو ولا يعلى عليه».

احبتنا الكرام وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

إقرأ المزيد...

تهاوي أسعار النفط

  • نشر في ثقافي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1236 مرات

 

 

انخفضت أسعار النفط ابتداءً من منتصف هذا العام 2014م ولكن مع الاقتراب من نهايته تهاوت حتى فقد البرميل من سعره فوق 40% (من 110 دولار إلى 57 دولار)، والسؤال: لماذا تهاوت الأسعار وما مبررات ذلك ومن وراء الحدث؟


وللجواب على هذا الموضوع أقسِّمه إلى ثلاثة أقسام:


أولاً: واقع الإنتاج النفطي والاستهلاك.


ثانياً: الرابحون والخاسرون.


ثالثاً: الرأي السياسي.


أما واقع الإنتاج والاستهلاك، فالأصل أنهما متساويان إلا قليلاً زيادة أو نقصاً نسبياً حسب واقع العرض والطلب، ويتراوح الإنتاج حول 95 مليون برميل يومياً في هذه الأوقات منها 30 مليون برميل حصة منظمة الأوبيك (19 عضواً) وأكبر الأعضاء إنتاجاً هي السعودية بواقع 10 مليون برميل يومياً، وهي الدولة المرجحة للسعر وذلك لمقدرتها على زيادة الإنتاج بما تملك من احتياطيات نفطية هائلة تمكنها من السيطرة على السوق، وقد كان هذا الدور حتى 1970م للولايات المتحدة الأمريكية حيث كانت المنتجة الأكبر ولديها فائض عن حاجتها ولكنها اليوم لا تنتج أكثر من 9 مليون برميل بفضل الصخر الزيتي ويجري تنسيق السعر بحسب الأوامر الأمريكية وبالاتفاق المسبق مع السعودية.


ويذكر هنا أن تكلفة إنتاج النفط الخليجي لا تزيد عن 7 دولارات للبرميل، بينما نفط الصخر الزيتي الأمريكي يصل إلى 70 دولار كمعدل، فقد وصل إلى نقطة التعادل بل كسرها نزولاً. بمعنى أن سعر أقل من 60 دولار يحقق خسارة للمنتج الأمريكي ولا يستطيع المنافسة عملياً، حيث بدأت الأسواق الدولية تترك النفط الأمريكي المعروض لصالح نفط منطقة الأوبيك والتي رفضت في مؤتمر فينا الأخير خفض الإنتاج بحجة المحافظة على هيمنتها في السوق النفطي مقابل الإنتاج الأمريكي الجديد والذي حسب الدراسات والتقديرات لن يستمر لأكثر من عقد من الزمن وبإنتاج لا يزيد عن 10 مليون برميل وذلك لصعوباتٍ في الإنتاج والتكلفة العالية وتلويث البيئة والمياة الجوفية. ويذكر أن هناك اتفاقا بين أوبيك وأمريكا على أن لا يدخل نفط الأخيرة السوق الدولية.


ومن الدول المؤثرة في الإنتاج والعرض روسيا؛ فهي تنتج حوالي 11 مليون برميل يومياً.


أما من حيث الاستهلاك، فأمريكا هي أكثر المستهلكين حيث تستهلك ما يقرب من 19 مليون برميل يومياً وثاني أكبر مستهلك الصين بما لا يزيد عن 4 مليون برميل يومياً، تليها روسيا ثم الدول الصناعية الكبرى تباعاً.


أما الأردن فهي تستهلك حسب تقرير رسمي 25 مليون برميل سنوياً، أي بمعدل 70 ألف برميل يومياً، وهناك دراسات تشير إلى أكثر من ذلك ويصل الاستهلاك بحسبها إلى 170 ألف برميل يومياً، ولا إنتاج يذكر.


كان يمكن تخفيف الإنتاج العالمي وعلى حساب المنتجين الكبار للمحافظة على العرض والطلب أي السوق ولكن الدول المنتجة لا تريد ذلك، فأمريكا هي التي تحسن إنتاجها وأغرقت السوق النفطية وزاحمت الدول الأخرى على حصصها وردت عليها السعودية بعدم الخفض وتبعتها دول أوبيك للمحافظة على حصصها في السوق، وفي محاولة لإخراج الإنتاج الأمريكي المكلف هكذا يقول الخبراء، ولكن نظرة على الخاسرين والرابحين تعطي نتائج غير ذلك؛


أولاً: السعودية تنتج 10 مليون برميل تستهلك منها من 2،8 مليون برميل وتصدر 8،2 مليون برميل فهي على سعر 110 دولار للبرميل تكسب 100 دولار فدخلها اليومي من النفط يساوي مليار دولار و365 مليار دولار في العام. وإذا خفّضت إنتاجها مليون برميل يومياً وهي نصف الزيادة المعروضة في السوق تقريباً سيكون دخلها السنوي -365 مليار دولار أي 330 مليار دولار تقريباً، بينما يكون دخلها السنوي على سعر 60 دولار للبرميل وبخصم التكلفة 182.5 مليار دولار، والفرق الحاصل بين 330 مليار و182.5 مليار وهو 148 مليار دولار هي الخسارة المهنيّة ونتيجة للتمسك بقرار الخفض، أما إجمالي خسارة أوبيك فهي 400 مليار دولار حسب بيان مختص. بينما تخسر روسيا على الأقل 120 مليار دولار سنوياً.


أما أمريكا، فهي تنتج الآن 9 مليون برميل بتكلفة إنتاج 230 مليار دولار سنوياً وقيمتها السوقية عند البيع 329 مليار دولار سنوياً والفرق 98 مليار دولار سنوياً وتفقدها كلياً عند وصول السعر إلى 60 دولار للبرميل هبوطاً من 110 دولار وتشتري 10 مليون برميل بالسعر الجديد فتكسب فرق سعر حينها 180 مليار دولار سنوياً، بينما لو أوقفت الإنتاج لديها واشترت كامل احتياجاتها من السوق بواقع 60 دولار، لكسبت أكثر من 260 مليار دولار في العام.


بينما الأردن يستفيد من هذا الخفض بمقدار 2 مليار دولار في العام، هذا إذا علمنا أن النظام في الأردن يضع على المشتقات النفطية ضريبة ما بين 40.25%.


وأخيراً فإن الأرقام وحدها تشير إلى الرابح الأكبر وهو أمريكا تليها الدول الصناعية الكبرى ما عدا روسيا، التي تعاني من ألعوبات الدول الغربية وهي على وشك الدخول إلى حالة ركود العام المقبل، هذا إذا لم تكن دخلت بالفعل.


لا يغيب عن النظر أن أمريكا صاحبة القرار السياسي فهي صاحبة المصلحة الأولى في العالم، وهي ما زالت قادرة بفاعلية القيام بما يحفظ مصالحها وخاصّة في مناطق العالم الإسلامي الأشد ضعفاً، بسبب حكامها الذين وضعوا مقدرات الأمة الماديّة في حافظة الغرب وعلى رأسها أمريكا، وحبسوا عن الأمة الاستفادة من أيٍّ من مقدراتها المادّية والسياسية، فباتت أمريكا تأمر والكل يطيع.


إن السعوديّة نفذت الإملاءات الأمريكية بالحرف الواحد، فلا وجود الصخر الزيتي ولا غيره هو الذي أدى إلى هذا الهبوط في الأسعار بل اتُخذ ذريعة لذلك، وكان يكفي تخفيض إنتاج أوبيك من النفط لعلاج مسألة السوق والاستهلاك، ولكن المسألة ليست هنا، أمريكا أرادت أن تعالج التدهور الاقتصادي بعد سلسلة المعالجات والإنفاق الحكومي للشركات الكبرى والتي لم يستفد ابن الشارع منها شيئاً، فبهذا التخفيض للأسعار محاولةٌ لتحريك سوق التجزئة وتحريك عجلات الاقتصاد الأمريكي والأوروبي ومحاولة جديدة للإنعاش الاقتصادي، ولا يخفى الإنفاق العسكري الأمريكي وخاصةً في العالم الإسلامي فهو بحاجة إلى مليارات عدة من الدولارات ولا بأس أن يكون ذلك على حساب المسلمين، ولعل السبب الأبرز إعلامياً وسياسياً هو تحطيم عظام الدب الروسي إن جازت العبارة، فالرئيس بوتين أشار صراحة وكذلك كثيرٌ من المحللين المختصين أن الهدف من الخفض هو الإضرار بالاقتصاد الروسي وهذا واضحٌ جلي، فالميزانية الروسية تعتمدُ على النفط والغاز بما لا يقل عن 50% والغرب يعتبر التدخل الروسي في أمريكا خطاً أحمر وتدخلاً في البيت الغربي، فاتخذ سلسلةً من الإجراءات الاقتصادية والسياسية وليس آخرها خفضُ الأسعار وإبقاء الإنتاج عالمياً أكثر من حاجة السوق. ويشار إلى مسألة تاريخية وذلك عندما خفضت أمريكا سعر النفط إلى 10 دولارات في عام 1985م إبان إخراج روسيا من أفغانستان.


وبحسب كمية الإنتاج للبرميل من النفط في منطقة الخليج، لن يزيد سعر برميل النفط عن 20 دولار بعد التكرير أي أن كل 20 لتراً سيكون ثمنها 2،25 دولاراً والله أعلم، ولك أن تتخيل أثر ذلك على الحياة العامة وإنتاج الطاقة والإنتاج الصناعي وبالتالي الحركة التجارية.


إن قيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هو الضمان الوحيد من الخروج من هذه المشاكل، فيها تمتلك الأمة مقدراتها وثرواتها وقرارها السياسي وتطبق الأحكام والمعالجات الشرعية في سائر شؤون الحياة والعلاقات الدولية، وتحول دون انتكاس الأمة وارتمائها في أحضان الكافر المستعمر، وتعود أمةً عزيزة ترفعُ رايةَ العقابِ خفاقةً في الدنيا.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هيثم الناصر - أبو عمر

 

 

إقرأ المزيد...

دولة الإسلام الخلافة هي من تطبق الإسلام حصريا وليس سواها من أشباه الدول يا خطباء هذا الزمان

  • نشر في سياسي
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 946 مرات

 


جاء على لسان مساعد رئيس جمهورية السودان إبراهيم غندور قوله: (إصرار قطاع الشمال على إلغاء الشريعة الإسلامية، كان السبب في تعليق المفاوضات في أديس أبابا)، وبعده ضجت الصحف بالردود المقحمة المفحمة لما سمي بقطاع الشمال، نأخذ منها على سبيل المثال لا الحصر:


شن إمام وخطيب مسجد الشهيد بالخرطوم، الشيخ عبد الجليل الكاروري هجوماً لاذعاً علی قادة الحركة الشعبية/ قطاع الشمال واتهمهم بالرغبة في معاقرة الخمر من خلال مطالبتهم بإلغاء الشريعة الإسلامية بولايتي "جنوب كردفان" و"النيل الأزرق"، وقال ساخراً خلال خطبة الجمعة 19 كانون أول/ديسمبر 2014م: "إن أرادوا أن يسكروا فهم موجودون في أديس أبابا أو فليذهبوا إلی جوبا ليسكروا هناك".


وقطع الكاروري بأن "الخرطوم" لن تعود إلی عهد انتشار (البارات)، مشيراً إلی أن العاصمة كان بها (114) باراً. وانتقد طرح إلغاء الشريعة ضمن أجندة مفاوضات أديس أبابا، وقال "هذا دين الأغلبية ولا تصلح فيه المزايدات".


وأشاد الكاروري بتحطيم الشرطة ثلاثة آلاف زجاجة خمر خلال الأيام الماضية، وقال "هذا لا يحدث إلا في بلد تطبق الشريعة وهو أمر يشفي الصدور".


البلد التي تطبق الإسلام في شرع الإسلام هي الدولة الإسلامية؛ وهي دولة لها أسسها وقواعدها ولكي تكون دولة إسلامية يجب أن تكون كدولة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ التي أقامها اتباعاً له، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [سورة الأحزاب: 21].


أصبحت المدينة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها في السادس عشر من ربيع الأول معقل الإسلام، ومشعل الهداية، ومنطلق الدعوة إلى الله، وعندما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان يسكنها المهاجرون والأنصار واليهود، والمنافقون ولم ينقل أبداً أن الإسلام طبق باعتباره دين الأغلبية! لكن الإسلام يجب تطبيقه لعدالته وإنصافه تقرباً إلى الله منا نحن المسلمين، وكل من دخل تحت سلطانه مسلماً كان أو كافراً له من الحقوق وعليه من الواجبات ما شرعه الحكيم الخبير، وليس أهواء البشر وعقولهم التي لا تحيط بالوجود؛ أي لو كانت الأغلبية مسلمة أو غير مسلمة فلا يؤثر ذلك، بل هنالك بلاد بأكملها حكمت بالإسلام رغم أنها غير مسلمة وتحولت للإسلام مباشرة بعد حكمها به فرأت سماحته وعدله وإنصافه ماثلاً للعيان، فأصبح الإسلام دينها، فإذن ليس شرطاً أن يكون الإسلام دين الأغلبية ليطبق يا ورثة الأنبياء!!! قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾. [سورة سبأ: 28]


كما أن الدولة الإسلامية التي تطبق الشريعة ليست هي التي تحطم الآلاف من زجاجات الخمر فقط، بل هي التي تضع الاحتياط عبر قوانينها وسياساتها منع تصنيعها أصلاً، وتحريم وتجريم ذلك، كما تربي أجيالاً عبر مناهج الدراسة والإعلام بأن يكون الامتناع عن الخمر هو الوازع الداخلي، الدافع له تقوى الله سبحانه وتعالى.


أما شفاء الصدور فهو أن دولة الإسلام (الخلافة الراشدة على منهاج النبوة) هي من يطبق الإسلام حصرياً وليس سواها من أشباه الدول وما هي بدول، والخلافة هي دولة تقوم على الآتي:


1. الدولة الإسلامية دولة مبدئية قائمة على أساس العقيدة الإسلامية في كل شأن داخلي من شؤونها، ولا تخالف هذه العقيدة في أية جزئية. أما دولة السودان (الجمهورية) فهي تقوم على أساس فصل الدين عن الحياة، والعبرة ليست بالأشخاص في هرم قمة السلطة فحسب، بل بالدستور والقوانين التي نُحكم بها، فهي قوانين تخالف الإسلام جملة وتفصيلاً، ولا أحد يدعي أنها من الإسلام، بل الرجل الثاني في حكومة الإنقاذ؛ النائب الأول للرئيس، علي عثمان محمد طه قالها بكل صراحة وجرأة يجب أن نعيد النظر في شعار (الإسلام هو الحل) كما نقلت صحيفة آخر لحظة. ﴿أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون﴾.


كما أن الدولة الإسلامية يكون أمانها بأمان الإسلام، أي بأيدي المسلمين، هكذا كانت المدينة المنورة؛ دولة الإسلام الأولى، فالقوة كانت متمثلة في الأوس والخزرج، جاء في كتب السيرة عن البيعة في العقبة الثانية أنهم عاهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم على حرب الأبيض والأسود من الناس. أما اليوم فإن السودان دولة ليس فيها أمن ولا أمان، فالحروب تشتعل، والقوات الأجنبية تحتل أكبر إقليم وهو دارفور بقوات اليوناميد، وهذا يوقع دارفور ضمن أمان بعثة الأمم المتحدة، وفي ردها على طلب الحكومة لقوات اليوناميد بمغادرة دارفور قالت إنها لن ترضخ على الأرجح لطلب السودان بمغادرة المنطقة قريباً، وسط تصاعد أعمال العنف في الإقليم، وقال رئيس عمليات حفظ السلام هيرفيه لادسو لرويترز (لقد طلبت منا الحكومة وضع استراتيجية للانسحاب)، وتابع (ولكن لن يحدث هذا غداً ونحن نرى الكثير من المعاناة وهذا العام شهد نزوح 430 ألف نازح والخرطوم تعلم أننا لن نغادر قريباً)!
فليكن هناك رد على رئيس عمليات حفظ السلام، رد من صلب عقيدة الإسلام يا شيخ الإسلام.


2. السيادة للشرع والسلطان للأمة، بمعنى أن يكون الشرع الإسلامي وحده هو المطبق على جميع أفراد الرعية وفي كافة مؤسسات الدولة ومرافقها العامة والخاصة، هذه من ناحية السيادة للشرع التي طبقها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن جاء بعده خير سلف لهذه الأمة نقية بيضاء، وسيطبقها إلى يوم القيامة الرجال الرجال من هذه الأمة، الذين عاهدوا الله على إفراده بالعبودية، والخضوع والتذلل، مطبقين ما يرضيه ويغيظ الكفار والمنافقين، مما أوجد فريقين لا ثالث لهما؛ إما الإسلام أو الجاهلية، إما النور أو الظلام، ولا ضبابية إلا وتنضوي تحت الجاهلية صغرت أم كبرت. وعلى الشيخ أن يتذكر أن الرئيس قد اعترف بنفسه أن الدغمسة هي ما طبق طوال حكم الإنقاذ.


أما ناحية السلطان، فإن الخليفة ينتخبه المسلمون، ثم يبايعونه، لأن السلطان لا يكون إلا بالبيعة، ولا يكون جبراً عنهم، وكانت الانتخابات وسيلة لاختيار الحاكم عند المسلمين منذ بزوغ فجره، وقتها لم يكن يعرف الغربيون ملوكهم إلا آلهة تعبد وتخضع لها الرقاب، فقد تم اختيار الخلفاء الراشدين بحصر ترشيح عدد منهم، ثم يجري التصويت لهم، وليس أدل على ذلك من حادثة تنصيب سيدنا عثمان رضي الله عنه المشهورة، التي لم يكتحل فيها جفن عبد الرحمن بن عوف ثلاثة أيام بكثير نوم، وهو يطوف على الناس في المدينة رجالهم ونسائهم، أتريدون علياً أم عثمان خليفة.


أما في السودان فقد عمرت حكومة الإنقاذ ربع قرن من الزمان، وفي كل انتخابات يبدون عدم رغبة ترشح عمر البشير، ثم يترشح ويفوز بعد كل الواقع السيئ الذي تبع حكمه لا ندري من يصوت له لعلهم الأشباح!


3. العلاقة بين الحاكم والمحكوم تقوم على الرعاية الكاملة من قبل الخليفة، وعلى الرحمة والمشورة، وعلى التعاون والمساندة من قبل الرعية، وعلى المحاسبة والتصويب إن حصل الخطأ، والسياسة الداخلية في دولة الخلافة هي رعاية شؤون الناس الداخلية؛ المسلمين وغير المسلمين ممن يحملون التابعية، وذلك بأحكام الإسلام العملية؛ التي توفر العدل وحسن الرعاية والكفاية. ومنذ أن هدمت الخلافة وطبقت أنظمة الكفر السياسية في البلاد الإسلامية، انتهى الإسلام من كونه سياسياً، وحل محله الفكر السياسي الغربي المنبثق عن عقيدة المبدأ الرأسمالي، عقيدة فصل الدين عن الحياة. ومما يجب أن تدركه الأمة الإسلامية، أن رعاية شؤونها بالإسلام لا تكون إلاّ بدولة الخلافة على منهاج النبوة، وأن فصل الإسلام السياسي عن الحياة وعن الدين، هو وأد للإسلام وأنظمته وأحكامه، وسحق للأمة وقيمها وحضارتها ورسالتها.


على سبيل المثال دولة السودان، فإننا نسمع جعجة ولا نرى طحناً، فالبشائر بواقع أفضل هي شعارات لا تجد طريقا للتطبيق، بل النتيجة هي تهكمات من المسؤولين على الشعب وأصبحت النظرة المادية هي السائدة، فالمواطن هو رقم في الانتخابات وتحصيل الضرائب، ولا أهمية له ولا رحمة ولا شفقة، وعندما خرجت الجموع لترفض الظلم دُهست وقتلت تقتيلا.


4. المسلمون كلهم في نظر الشرع سواء، فلا يوجد تمييز بين فقير وغني، أو بين شريف ووضيع، ولا يوجد تمييز بين المسلمين وغير المسلمين ممن يحملون التابعية إلا في أمور خاصة ذكرها الإسلام، أما في جمهورية السودان فأفراد الحزب الحاكم هم فوق القانون، بل محميون بالقانون، ولو قدر لأحد أن يملك بطاقة المؤتمر الوطني فقد ملك الدنيا ولكن بغير حقها، أما غير المسلمين فقد فُصلوا باعتبارهم شعباً له ما يميزه، ومن يومها وهم يقتتلون بشراسة الذئاب، فالأولى بدل فصلهم حكمُهم بالإسلام الحق، حتى يعقلوه، فمن دخل فيه نجا من غضب الله وعقابه ومن بقي على دينه لا يفتن عنه: ﴿لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾.


5- تمكين المسلمين جميعاً من كافة الحقوق، وتمكينهم من الانتفاع بالثروة وحيازتها دون تمييز، ومن جميع مرافق الدولة العامة، ومحاسبتهم على واجباتهم تجاه هذه الدولة في كافة الشؤون. أما الحقوق في دولة السودان فمهضومة، والثروة في أيدي حفنة من الناس استحوذت على الثروات المعلن منها؛ 70 مليار عائدات النفط لم يُر لها أثر في حياة الناس.

 

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أواب / غادة عبد الجبار

 

 

 

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع