الإثنين، 24 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/15م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

صور من حياة الصحابيات- صفية بنت عبد المطلب ح1

  • نشر في من الصحابة والسلف
  • قيم الموضوع
    (1 تصويت)
  • قراءة: 1702 مرات

 

من هذه السيدة الجزلة الرزان التي كان يحسب لها الرجال ألف حساب ؟ من هذه الصحابية الباسلة
التي كانت أول امرأة قتلت مشركاً في الإسلام ؟
من هذه المرأة الحازمة التي انشأت للمسلمين أول فارس سل سيفاً في سبيل الله ؟ ...


إنها صفية بنت عبد المطلب الهاشمية القرشية عمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .
اكتنف المجد صفية بنت عبدالمطلب من كل جانب: فأبوها, عبدالمطلب بن هاشم جد النبي (صلى الله عليه وسلم) و زعيم قريش و سيدها المطاع . و أمها, هالة بنت وهب أخت آمنة بنت وهب والدة الرسول (صلى الله عليه وسلم). وزوجها الأول, الحارث بن حرب أخو أبي سفيان ابن حرب زعيم بني (( أمية )) , وقد توفي عنها . وزوجها الثاني, العوام بن خويلد أخو خديجة بنت خويلد سيدة نساء العرب في الجاهلية , وأولى أمهات المؤمنين في الإسلام. وابنها, الزبير بن العوام حواري رسول الله (صلى الله عليه وسلم). أفبعد هذا الشرف شرف تطمح إليه النفوس غير شرف الإيمان ؟!.

لقد توفي عنها زوجها العوام بن خويلد وترك لها طفلاً صغيراً هو ابنها (( الزبير )) فنشأته على الخشونة و البأس ... وربته على الفروسية والحرب ..وجعلت لعبه في بري السهام و إصلاح القسيِّ.
ودأبت على أن تقذفه في كل مَخُوفَةٍ , و تقحمه في كل خطر . فإذا رأته أحجم أو تردد ضربته ضرباً مبرحاً , حتى إنها عوتبت في ذلك من قبل أحد أعمامه حيث قال لها :
ما هكذا يضرب الولد... إنك تضربينه ضرب مبغضة لا ضرب أم؛ فارتجزت قائلة :
من قال قد أبغضـتـه فــقـد كـذب
وإنـمـــا أضـــربـــه لكي يلب
و يهزم الجيش و يأتي بالسلب

ولما بعث الله نبيه بدين الهدى والحق , و أرسله نذيراً للناس , و أمره بأن يبدأ بذوي قرباه جمع بني عبدالمطلب ... نساءهم و رجالهم و كبارهم و صغارهم , و خاطبهم قائلاً :
(يا فاطمة بنت محمد, يا صفية بنت عبدالمطلب, يابني عبد المطلب إني لا أملك لكم من الله شيئاً).
ثم دعاهم إلى الإيمان بالله, و حضهم على التصديق برسالته ... فأقبل على النور الإلهي منهم من أقبل , و أعرض عن ضيائه من أعرض ؛ فكانت صفية بنت عبدالمطلب في الرعيل الأول من المؤمنين المصدقين ... عند ذلك جمعت صفية المجد من أطرافه : سؤدد الحسب , و عز الإسلام .

انضمت صفيّة بنت عبد المطلب إلى موكب النور هي وفتاها الزبير بن العوام , و عانت ما عاناه المسلمون السابقون من بأس قريش وعنتها و طغياتها .
فلما أذن الله لنبيه والمؤمنين معه بالهجرة إلى المدينة خلفت السيدة الهاشمية وراءها مكة بكل ما لها فيها من طيوب الذكريات , و ضروب المفاخر والمآثر و يممت وجهها شطر المدينة, مهاجرة بدينها إلى الله ورسوله .
وعلى الرغم من أن السيدة العظيمة كانت يومئذٍ تخطوا نحو الستين من عمرها المديد الحافل ...

فقد كان لها في ميادين الجهاد مواقف ما يزال يذكرها التاريخ بلسان نديٍّ بالإعجاب رطيب بالثناء , وحسبنا من هذه المواقف مشهدان اثنان:
كان أولهما يوم أحد ...
وثانيهما يوم الخندق .

أما ما كان منها في (( أحد )) فهو أنها خرجت مع جند المسلمين في ثلة من النساء جهاداً في سبيل الله . فجعلت تنقل الماء, و تروي العطاش, و تبري السهام, و تصلح القسيَّ . وكان لها مع ذلك عرض آخر هو أن ترقب المعركة بمشاعرها كلها ولا غرو فقد كان في ساحتها ابن أخيها محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ...و أخوها حمزة بن عبد المطلب أسد الله .وابنها الزبير بن العوام حواري نبي الله (صلى الله عليه وسلم) ... وفي المعركة - قبل ذلك كله و فوق ذلك كله - مصير الإسلام الذي اعتنقته راغبة وهاجرت في سبيله محتسبة ،وأبصرت من خلاله طريق الجنة . و لما رأت المسلمين ينكشفون عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا قليلاً منهم... ووجدت المشركين يوشكون أن يصلوا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) و يقضوا عليه ؛ طرحت سقائها أرضاً ،وهبت كاللبوة التي هوجم أشبالها و انتزعت من يد أحد المنهزمين رمحه, ومضت تشق به الصفوف, وتضرب بسنانه الوجوه, و تزأر في المسلمين قائلة :


ويحكم, أنهزمتم عن رسول الله ؟!!فلما رآها النبي عليه الصلاة والسلام مقبلة خشي عليها أن ترى أخاها حمزة وهو صريع, وقد مثل به المشركون أبشع تمثيل فأشار إلى ابنها الزبير قائلاً:


( المرأة يازبير ... المرأة يا زبير ...). فأقبل عليها الزبير وقال : يا أُمَّهْ إليكِ ... إليكِ يا أُمَّهْ. فقالت : تنح لا أم لك .
فقال : إن رسول الله يأمرك أن ترجعي ... قالت : وَلِمَ ؟! إنه قد بلغني أنه مُثِّلَ بأخي , وذلك في الله ...
فقال له الرسول (صلى الله عليه وسلم) : (خل سبيلها يا زبير) ؛ فخلى سبيلها .

ولما وضعت الحرب أوزارها ... وقفت صفية على أخيها حمزة فوجدته قد بقر بطنه , و أخرجت كبده , وجدع أنفه , وصلمت أذناه , وشُوِّهَ وجهه , فاستغفرت له, وجعلت تقول : إن ذلك في الله ... لقد رضيت بقضاء الله .
والله لأصبرن , و لأحتسبن إن شاء الله.

كان ذلك موقف صفية بنت عبدالمطلب يوم (( أحد )) ...
أما موقفها يوم (( الخندق )) فله قصة مثيرة سُداها الدهاء و الذكاء و لحمتها البسالة والحزم ... [السَّدى : الخيوط الطويلة للنسيج, و اللحمة : الخيوط العرضية ] فإليكم خبرها كما وعته كتب التاريخ .

لقد كان من عادة الرسول (صلى الله عليه وسلم إذا عزم على غزوة من الغزوات أن يضع النساء والذراري في الحصون خشية أن يغدر بالمدينة غادر في غيبة حُماتها . فلما كان يوم الخندق جعل نساءه و عمته و طائفة من نساء المسلمين في حصنٍ لحسان بن ثابت ورثة عن آبائه , وكان من أمنع حصون المدينة مناعةً و أبعدها منالاً .


وبينما كان المسلمون يرابطون على حواف الخندق في مواجهة قريش و أحلافها , وقد شُغِلوا عن النساء والذراري بمنازلة العدو . أبصرت صفية بنت عبدالمطلب شبحاً يتحرك في عتمة الفجر , فأرهفت له السمع , وأحدت له إليه البصر ... فإذا هو يهودي أقبل على الحصن , و جعل يطيف به متحسساً أخباره متجسساً على من فيه .


فأدركت أنه عين لبني قومه جاء ليعلم أفي الحصن رجال يدافعون عمن فيه , أم إنه لايضم بين جدرانه غير النساء والأطفال . فقالت في نفسها : إن يهود بني قريظة قد نقضوا ما بينهم و بين رسول الله من عهد وظاهروا قريشاً و أحلافها على المسلمين ... وليس بيننا وبينهم أحد من المسلمين يدافع عنا, ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن معه مرابطون في نحور العدو ... فإن استطاع عدو الله أن ينقل إلى قومه حقيقة أمرنا سبى اليهود نساء المسلمين واسترقوا الذراري, وكانت الطامة على المسلمين .


عند ذلك بادرت إلى خمارها فلفته على رأسها, و عمدت إلى ثيابها فشدتها على وسطها, و أخذت عموداً على عاتقها, ونزلت إلى باب الحصن فشقته في أناةٍ و حذق, و جعلت ترقب من خلاله عدو الله في يقظة و حذر , حتى إذا أيقنت أنه غدا في موقف يمكنها منه ... حملت عليه حملة حازمة صارمة, وضربته بالعمود على رأسه فطرحته أرضاً ... ثم عززت الضربة الأول بثانية وثالثة حتى أجهزت عليه , و أخمدت أنفاسه بين جنبيه ،، ثم بادرت إليه فاحتزت رأسه بسكين كانت معها , وقذفت بالرأس من أعلى الحصن..فطفق يتدحرج على سفوحه حتى استقر بين أيدي اليهود الذين كانوا يتربصون في أسفله ، فلما رأى اليهود رأس صاحبهم؛ قال بعضهم لبعض : قد علمنا إن محمداً لم يكن ليترك النساء و الأطفال من غير حماة ... ثم عادوا أدراجهم ...

رضي الله عن صفية بنت عبدالمطلب.
فقد كانت مثلاَ فذا للمرأة المسلمة ...
ربت وحيدها فأحكمت تربيته ...
وأصيبت بشقيقها فأحسنت الصبر عليه ...
واختبرتها الشدائد فوجدت فيها المرأة الحازمة العاقلة الباسلة ...
ثم إن التاريخ كتب في أنصع صفحاته : إن صفية بنت عبد المطلب كانت أول امرأةٍ قتلت مشركاً في الإسلام .

أم حاتم

إقرأ المزيد...

نفائس الثمرات- شروط التوبة

  • نشر في من القرآن الكريم
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1479 مرات

 

لما قال عز و جل : { أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون }قال بعدها :{ إلا الذين تابوا .. }- ولما قال سبحانه :{ خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون }قال بعدها :{ إلا الذين تابوا }- ولما قال عز و جل :{ إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار }قال بعدها :{ إلا الذين تابوا }- ولما قال سبحانه :{ ولهم في الآخرة عذاب عظيم } قال بعدها :{ إلا الذين تابوا }- ولما قال عز من قائل :{ لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة .. } قال بعدها :{ أفلا يتوبون إلى الله }- ولما قال سبحانه :{ ومن يفعل ذلك يلق أثاما } قال بعدها :{ إلا من تاب }- ولما قال سبحانه : {فسوف يلقون غيا } قال بعدها :{ إلا من تاب } - ولما قال تعالى :{ وأن عذابي هو العذاب الأليم } قال قبلها :{ أنا الغفور الرحيم }- ولما قال :{ فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق } قال قبلها :{ ثم لم يتوبوا } قال سبحانه وتعالى :- {فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه }- { وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى }- { واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود }- { إن الله يحب التوابين }- { يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا } فهلا تداركنا أنفسنا !وهلا استجبنا لنداء ربنا !


أما شروط التوبة فهي :1- الإقلاع عن الذنب .2- الندم على ما فات ..3- العزم على عدم العودة
وفقنا الله وإياكم لكل خير ..ورزقنا الفردوس الأعلى من الجنة ..آمين

إقرأ المزيد...

شرح مواد النظام الاقتصادي في الإسلام- شرح المادة (158) ح34

  • نشر في الدستور
  • قيم الموضوع
    (0 أصوات)
  • قراءة: 1785 مرات


وبه نستعين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

نص المادة 158:
تيسر الدولة لأفراد الرعية إمكانية إشباع حاجاتهم الكمالية، وإيجاد التوازن في المجتمع، حسب توفر الأموال لديها على الوجه التالي:
أ- أن تعطي المال منقولا أو غير منقول من أموالها التي تملكها في بيت المال ومن الفيء وما شابه.
ب- أن تقطع من أراضيها العامرة وغير العامرة من لا يملكون أرضا كافية، أما من يملكون أرضا ولا يستغلونها فلا تعطيهم، وتعطي العاجزين عن الزراعة مالا لتوجد لديهم القدرة على الزراعة.
ج- تقوم بسداد ديون العاجزين عن السداد من مال الزكاة ومن الفيء وما شابه.


تبين هذه المادة أن للأفراد في الدولة الإسلامية حاجات أساسية، يجب عليها أن توفرها لكل فرد من أفراد الرعية، وهي المسكن، والملبس، والمأكل، وتفرض الضرائب من أجلها إن لم يكن في بيت المال مال، ولهم حاجات كمالية، على الدولة أن تعمل على تيسيرها لهم، وذلك بإيجاد الأعمال التي تمكنهم من توفير هذه الحاجات الكمالية، وعليها أيضا واجب إيجاد التوازن بين أفراد المجتمع، فتعطي من الأموال المتوفرة لديها في بيت المال، من هم في حاجة إليه من الفقراء والمساكين وابن السبيل وفي سبيل الله وغيرهم.


دليل الفقرة(أ): أن الله جعل أموال بني النضير للنبي صلى الله عليه وسلم، يضعها حيث يشاء، والرسول صلى الله عليه وسلم خص بها المهاجرين دون الأنصار سوى رجلين هما: أبودجانة وسهل بن حنيف، وأموال بني النضير من الفيء، ومثل الفيء بقية الأموال التي هي من الموارد الدائمية لبيت المال كالخراج والجزية وخمس الركاز والزكاة، لأنها مما جُعل مصرفه موكولا لرأي الإمام واجتهاده، اللهم إلا ما جاء النص مبينا مصرفه كمصارف الزكاة، فلا يصح أن تصرف الا فيما ورد فيه النص، وهم الأصناف الثمانية التي ورد ذكرهم في القرآن الكريم، وهذا فقط في الموارد الثابتة.أما الأموال التي تجمع ضرائب من المسلمين، فلا يعطى منها لهم، لأن النص في الفيء، ويقاس عليه الأموال التي مثله، وهي الموارد الثابتة.


وهذا ينطبق على الأموال المنقولة وغير المنقولة التي يحوزها بيت المال.


وأما الفقرة (ب): فإن دليلها فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بإقطاعه الأراضي، عن ابن عمر قال: (أقطع النبي صلى الله عليه وسلم الزبير حضر فرسه، فأجرى الفرس حتى قام، ثم رمى بسوطه فقال صلى الله عليه وسلم: أعطوه حيث بلغ السوط)، وعن عمر بن حريث قال: (إنطلق بي أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا غلام شاب فدعا لي بالبركة ومسح رأسي وخط لي دارا بالمدينة بقوس ثم قال ألا أزيدك)، وعن علقمة بن وائل بن الحضرمي يحدث عن أبيه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه أرضا لا أعلمه إلا قال بحضرموت، وقد ذكر في حديث آخر، أن تميم الداري رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم أن يقطعه عيون البلد الذي كان منه بالشام قبل فتحه، وهو مدينة الخليل، فأقطعه إياها صلى الله عليه وسلم، ودليلها أيضا ما فعله عمر بن الخطاب من إعطاء الفلاحين في العراق مالا من بيت المال لزراعة أراضيهم، وسكت عنه الصحابة فكان إجماعا.


وأما الفقرة (ج): فإن دليلها ما جعله الله في مال الزكاة بقوله: (والغارمين)، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فمن ترك دينا فعلي، ومن ترك مالاً فلورثته)، وجعل الشرع مال الفيء ينفقه الإمام برأيه واجتهاده، ومنه سداد الدين.


والى حلقة قادمة ومادة أخرى من مواد النظام الاقتصادي في الإسلام نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أبو الصادق

إقرأ المزيد...
الاشتراك في هذه خدمة RSS

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع