الأربعاء، 09 ربيع الثاني 1447هـ| 2025/10/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

Al Raya sahafa

 

2025-10-01

 

 جريدة الراية:

اتفاقية الدفاع الاستراتيجي

بين باكستان والسعودية

 

 

شهدت العاصمة السعودية الرياض، يوم الأربعاء 17/9/2025م، توقيع اتفاقية "الدفاع الاستراتيجي المشترك" بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، في خطوة وُصفت إعلامياً بأنها نقلة نوعية في العلاقات الثنائية بين البلدين. وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، تهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني بين الرياض وإسلام آباد، بما يشمل التدريب وتبادل الخبرات والتنسيق في القضايا الدفاعية. وينص الاتفاق على أن أي اعتداء على أحد الطرفين يُعتبر اعتداءً على كليهما. ورغم الصياغة الواضحة، ثارت تساؤلات حول ما إذا كان ذلك يعني ضمناً امتداد "المظلة النووية" الباكستانية لحماية السعودية، لا سيما بعد تصريحات متضاربة من مسؤولين باكستانيين وتصريحات غير رسمية من مصادر سعودية تشير إلى إمكانية ذلك. كما تضمن الاتفاق أيضاً عناصر عملية مألوفة مثل التمارين المشتركة وتبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون في صناعة الدفاع والتدريب، وهي أنشطة كانت موجودة بالفعل بين البلدين وأُدرجت الآن رسمياً في ميثاق أمني.

 

وجاء الإعلان عن هذا التحالف بعد الفشل الذريع لقمة الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرد على اعتداء دولة يهود على الدوحة، ومحاولة اغتيال بعض قادة حركة حماس، فاستُغل الاتفاق إعلامياً لصرف الأنظار عن خذلان حكام المسلمين لأهل غزة، وعن مجازر يهود فيها، وللتغطية على خيبة الأمل والانتقادات الواسعة في الشارع العام في البلاد الإسلامية. وقد أكد الاتفاق تجاهل قضية غزة ونصرتها، ما يبرز فرقاً بين حماية أنظمة وكيانات عميلة من "تهديدات مجهولة" وبين الواجب الشرعي الذي يدعو إلى توحيد جيوش المسلمين لتحرير بلادهم المحتلة.

 

كما يبدو أن واشنطن كانت على علم أو شريكاً ضمنياً في الاتفاق؛ فمن الواضح أن قيادات السعودية وباكستان أخذت التوجيهات أو الضوء الأخضر من أمريكا قبل إبرام الميثاق الأمني. فكلا النظامين؛ السعودي والباكستاني، عميلان لأمريكا ولا يتخذان أي مبادرة استراتيجية دون موافقتها. وقد أفادت صحيفة الشرق الأوسط أن وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان أجرى محادثات في الرياض يوم الثلاثاء مع قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) الأدميرال براد كوبر في اليوم نفسه الذي أعلن فيه الميثاق، أي 17 أيلول/سبتمبر 2025.

 

إن هذا الاتفاق يأتي منسجما وفي سياق خطة أمريكا للشرق الأوسط الجديد الذي تسعى لإقامته تحت سيطرتها وهيمنتها. فلا شك أن اتفاقاً كهذا بين عميلين لها يمكّنها من حماية هذه الأنظمة من التحديات التي تواجهها في المنطقة، وخصوصاً تحدي مواجهة هذه الأنظمة لشعوبها التي تتحفز للإطاحة بها وبزوغ فجر الإسلام وإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة. إضافة إلى ذلك، يتيح لها استخدام مثل هذه التحالفات ضد الصين وروسيا وأوروبا. كما أن التقارب بين هذين البلدين الإسلاميين المحوريين في البلاد الإسلامية يعني فرض قيادتهما على باقي بلاد المسلمين لتحقيق الرؤية الأمريكية للمنطقة، ومن أهم أبعادها الانضمام إلى ما تُسمّيه أمريكا "الرؤية الإبراهيمية" بقيادة قاعدتها العسكرية في المنطقة؛ كيان يهود.

 

وعلى الرغم من احتفاء أبواق النظامين الباكستاني والسعودي بالاتفاق الأمني وعرضه على أنه انتصار وتقارب بين البلد الإسلامي النووي الوحيد وبين بلاد الحرمين الشريفين، إلا أن النظر في حال النظامين يظهر جلياً أنهما لا يسعيان إلى رعاية شؤون الأمة أو الانتصار لقضاياها أو خوض معاركها مع أعدائها، من يهود وأمريكان وهندوس. فهذه غايات لا تخطر على بال هذين النظامين؛ فهما لا يمثّلان بلاد الحرمين الشريفين ولا باكستان الطاهرة، فكلاهما لا يحكمان بالإسلام، بل يحاربانه عبر انضمامهما إلى الحلف الصليبي الذي أعلن منذ أكثر من عقدين حربه على الإسلام باسم "الحرب على الإرهاب".

 

إن باكستان، البلد الذي نشأ باسم الإسلام، لا يُحكم بالإسلام، بل هو نظامٌ علماني موالٍ لأمريكا. ومنذ فترة حكم عميل أمريكا برويز مشرف، عمل النظام على علمنة البلاد والمؤسسات والجيش، ومهّد الطريق أمام تدخّل أمريكا في أفغانستان الذي أفضى إلى مقتل مئات الآلاف من المسلمين. وما زال نظام باكستان صمام أمان للهيمنة الأمريكية في باكستان وأفغانستان. والأسوأ من النظام الباكستاني، هو نظام آل سعود بقيادة محمد بن سلمان، خصوصاً بعد تبنيه للعلمانية علانيةً فيما سُمّي "رؤية 2030"، التي أضافت مزيداً من الولاء لأمريكا وحرباً على الإسلام، وزجّت بالعلماء في السجون، ونشرت الانحلال الأخلاقي في بلاد الحرمين عبر إنشاء هيئة الترفيه، التي تعمل على نشر الفاحشة وتحويل الشارع العام بعيداً عن القيم الإسلامية والأحكام الشرعية.

 

إن الواجب الشرعي هو إيجاد الوحدة بين جميع بلاد المسلمين، وليس اتحاداً جزئياً ضمن مثل هذه الاتفاقيات أو مؤسسات شبيهة بجامعة الدول العربية، فهذا الميثاق يسهّل لأمريكا حفظ أمن النظامين السعودي والباكستاني ويخفف عليها عبء حماية أنظمة الخيانة في المنطقة من التهديدات الداخلية والخارجية. حيث يُكلَّف قائد جيش باكستان بحماية عرش ابن سلمان المتهالك من تهديدات داخلية حال إقامة الخلافة في الشرق الأوسط أو مواجهة أي تحدٍ خارجي. تحالف كهذا ليس لمواجهة دولة يهود التي تعيث فساداً في دول المنطقة، وإلا فلماذا لم يُطلق الجيش الباكستاني بعض صواريخ شاهين التي تحمل رؤوساً نووية عليها فتمحوها من على وجه الأرض وتطهر الأرض المباركة من دنس يهود؟! ولماذا لم يرسل الجيش السعودي قواته لتحرير فلسطين بدل إرسالها إلى اليمن لتعزيز النفوذ الأمريكي هناك؟ الجواب واضح: الخيانة، والعمالة، والولاء لأمريكا لا لله ورسوله ﷺ والمؤمنين.

 

 

بقلم: الأستاذ بلال المهاجر – ولاية باكستان

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع