قال بعض الحكماء: عجبت ممن يحزن على نقصان ماله ولا يحزن على فناء عمره، وعجبت ممن الدنيا مولية عنه والآخرة مقبلة إليه، فينشغل بالمدبرة، ويُعرض عن المقبلة.

قال الأصمعي: حضرت جدي عليَّ بنَ أصمعَ الوفاةُ، فجمع بنيه، فقال: يا بنيَّ، عاشروا الناس معاشرةً إن غبتم حنوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم.

روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن زيد بن نعامة قال: هلكت جارية في الطاعون فلقيها أبوها بعد موتها في المنام فقال لها: يا بنية أخبريني عن الآخرة فقالت: يا أبت قدمنا على أمر عظيم نعلم ولا نعمل وتعملون ولا تعلمون، والله لتسبيحة أو تسبيحتان أو ركعة أو ركعتان في عمل أحب إلي من الدنيا وما فيها.

حدثت عائشة في مرض أبيها الذي توفي فيه: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: « أَمَا إِنَّا مُنْذُ وَلِينَا أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ نَأْكُلْ لَهُمْ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَلَكِنَّا قَدْ أَكَلْنَا مِنْ جَرِيشِ طَعَامهُمْ فِي بُطُونِنَا، وَلَبِسْنَا مِنْ خَشِنِ ثِيَابِهِمْ عَلَى ظُهُورِنَا، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ قَلِيلٌ وَلا كَثِيرٌ إِلا هَذَا الْعَبْدُ الْحَبَشِيُّ،