السبت، 19 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/17م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية سوريا

التاريخ الهجري    16 من ذي القعدة 1446هـ رقم الإصدار: 1446 / 20
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 14 أيار/مايو 2025 م

 

بيان صحفي

 

حذار من أن يكون رفع العقوبات الأمريكي مدخلاً لفقدان السيادة ومقدمة للتطبيع مع يهود

 

عقد الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الأربعاء، اجتماعاً مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة السعودية الرياض، وذلك على هامش القمة الخليجية الأمريكية. وحضر اللقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بينما شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر تقنية الاتصال المرئي، وفقاً لوسائل إعلام سعودية.

 

وقد كشف البيت الأبيض، الأربعاء، جانباً من الحوار الذي دار بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والسوري أحمد الشرع، خلال لقائهما في الرياض، الأربعاء. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن ترامب دعا الشرع للانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية مع (إسرائيل). كما طالب ترامب الشرع بترحيل الفصائل الفلسطينية التي تصنفها واشنطن "إرهابية" من سوريا و"مساعدة أمريكا في منع عودة تنظيم داعش".

 

في المقابل، أبلغ الشرع ترامب أنه يدعو الشركات الأمريكية للاستثمار في قطاع النفط والغاز بسوريا، وفق البيت الأبيض.

 

وكان ترامب قد أعلن أمس الثلاثاء عزمه رفع العقوبات التي تفرضها بلاده على سوريا.

 

وإذا ما بدأنا بموضوع العقوبات، وإن كان كل مخلص يفرح بتخفيف الأعباء الاقتصادية (إن حصل) عن كاهل أهل الشام، إلا أننا نذكر بقوله تعالى: ﴿مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ﴾، ونؤكد أن استمرار العقوبات كان بحد ذاته جرماً عظيماً بحق أهل الشام وإن كان بسبب النظام البائد فقد زال السبب، وبالتالي فإن رفعها ليس منة يمنّ بها أعداء الإسلام على أهل الشام، مع التأكيد أن ترامب والغرب برمته لا يعطون شيئاً دون مقابل، وما يريدونه من سوريا مرتبط بملفات تمس سيادتها مباشرة، حيث إنها تفرض تنازلات عدة، أمنية وسياسية واقتصادية، ملفات التبعية، و"اتفاقات أبراهام" والتطبيع مع كيان يهود، و"مكافحة التطرف والإرهاب"، وفرض نظام ودستور علمانيين علينا غريبين عن عقيدتنا، وتسخير ثروات البلاد خدمة لمصالحهم لا لمصالحنا.

 

علماً أن حكام الأنظمة العلمانية في بلاد الإسلام الذين يفرطون بمئات المليارات من أموال الأمة تحت مسمى "الاستثمارات"، خدمةً لأمريكا وإرضاءً لها حمايةً لمصالحهم وحفاظاً على كراسي حكمهم، لن يكونوا حريصين على مصلحتنا ولم يكونوا كذلك يوماً.

 

إن ولي العهد السعودي ابن سلمان يعمل على بيع ثروات سوريا وخيراتها تماماً كما فعل عندما باع ثروات السعودية وخيراتها، يبيع ما لا يملك لمن لا يستحق، لأن هذه الثروات وغيرها من الملكيات العامة هي ملك للمسلمين، تشرف الخلافة الإسلامية على استخراجها وتوزيعها على رعايا الدولة، ولا يجوز إعطاء امتيازات أو عقد معاهدات تتعلق بأي أمر يتعلق بالملكيات العامة ومنها النفط والغاز والمعادن وغيرها.

 

إنّ مئات المليارات من الدولارات التي سلمها ابن سلمان لترامب ولم يرفّ له جفن، كانت كفيلة لو أنفقت على المسلمين ومصالحهم أن تحقق لهم الرفاهية والتقدم.

 

إن ما جرى في السعودية اليوم لأمر خطير لا يمكن تجاوزه ولا السكوت عنه، فمن يعرف حقيقة أمريكا ويعرف عقليتها عموماً، ومن يعرف عقلية ترامب وكيف يتعامل، ليدرك خطورة ما حصل؛ ترامب الرأسمالي الذي لا يعرف إلا شيئاً واحداً هو نهب خيرات الشعوب وثرواتها وإحكام السيطرة الأمريكية عليها.

 

كما أن الخضوع لمحاولات أمريكا فرض اتفاقيات التطبيع مع كيان يهود والسعي لفرض "اتفاقات أبراهام" هو منزلق خطير وأمر عظيم يجب عدم الوقوع فيه، بل يجب التصدي له بكل قوة، فقضية فلسطين قضية عقيدة ودين، وهي قضية كلّ المسلمين ولا يمكن بحال من الأحوال أن يكون التنازل عنها ثمناً لكرسي حكم معوج لن يُترك صاحبه مستقراً عليه إلا إلى حين.

 

إنّ سياسة الرئيس الأمريكي ترامب العنجهية لا تُقابل كما يفعل حكام بلاد المسلمين الذين يخضعون ويفرطون بأموال المسلمين وثرواتهم وسيادتهم ويفعلون ما يؤمرون، بل يجب أن نتخذ تجاهها المواقف المبدئية التي تفرضها علينا العقيدة الإسلامية والأحكام الشرعية المنبثقة عنها دون أن نخشى في الله لومة لائم.

 

إن المتأمل فيما حصل في السعودية بحضور ابن سلمان وبمباركة أردوغان الذي له اليد الطولى والكلمة العليا على الحكومة الجديدة في سوريا، ونحن الذين خبرنا سياسته طوال سنوات الثورة العجاف، ليدرك تماماً حجم المنزلق الخطير والحفرة الكبيرة التي أوقعونا فيها، وكيف أنهم باعوا بلادنا وسينهبون خيراتنا، وعلى رأسها النفط والغاز، التي هي ملك للناس ولا يحق لأحد أن يتصرف بها كيفما يريد.

 

كما أن الرضا بالانضمام الى "اتفاقات أبراهام" والقبول بالتطبيع مع كيان يهود وهم الذين يقتلون أهلنا في غزة وغيرها ويحتلون مقدساتنا ويغتصبون أقصانا، لكارثة كبرى وجريمة عظيمة عند الله وعند عباده الصادقين.

 

إن ما حصل لأمر خطير جداً من كافة الأبعاد والجوانب، وجب ألا نقع فيه، بل يجب إنكاره والتحذير من المضي فيه، وخاصة بعد أن عرفنا أطرافه وتاريخهم تجاهنا ودورهم الخطير في ثورتنا وشامنا.

 

أيها الصادقون في أرض الشام: إن الأمر جد خطير وعلينا أن نتنبه ونكون على حذر ولا نخون دماء شهدائنا وتضحيات أهلنا التي ما قدموها إلا لإقامة حكم الإسلام على أنقاض النظام البائد، فلنكن على قدر الدماء التي سفكت والتضحيات التي بذلت، قبل يوم لا ينفع فيه الندم.

 

قال تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية سوريا

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية سوريا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: +905350370863 واتس
http://www.tahrir-syria.info
E-Mail: syriatahrir44@gmail.com media@tahrir-syria.info

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع