المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 15 من ربيع الاول 1447هـ | رقم الإصدار: 1447هـ / 008 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 07 أيلول/سبتمبر 2025 م |
بيان صحفي
أطفال غزة من ذوي الإعاقة أكثر ضحايا الحرب معاناة
أثرت الحرب الكارثية المستمرة على غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر2023 على كل مناحي الحياة فيها من بشر وشجر وحجر وموارد، خاصة على النساء والأطفال، وانتشر الموت والدمار في كل مكان. وقد أسفرت وفق وزارة الصحة في غزة، عن استشهاد أكثر من 63 ألف شخص، وإصابة نحو 160 ألفاً آخرين، إلى جانب نزوح مئات الآلاف، وسط أزمة إنسانية خانقة تشمل نقص الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.
وبحسب ما أفادت لجنة تابعة للأمم المتحدة مؤخرا بأنها أُبلغت عن تعرّض 157 ألفا و114 شخصا بين السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 و21 آب/أغسطس من هذا العام لإصابات، يواجه 25% منهم خطر التعرّض لإعاقات تستمر مدى حياتهم. وأعلنت أن نحو 40 ألفا و500 طفل تعرّضوا إلى إصابات مرتبطة بالحرب خلال فترة العامين التي مرّت منذ اندلاع الحرب، وأن أكثر من نصفهم يعانون من إعاقات. فقد أصبح أكثر من 21 ألف طفل على الأقل في غزة من ذوي الإعاقات!!
وقالت اللجنة إن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في السمع أو النظر لم يعلموا في أحيان كثيرة بأوامر الإخلاء من قوات الاحتلال، ما جعل مسألة النزوح مستحيلة بالنسبة لهم، وهناك من استشهدوا دون علمهم بأوامر الإخلاء.
كما أجبر عدد منهم على الفرار في ظروف غير آمنة ولا تحفظ كرامتهم، كالزحف على الرمل أو الوحل من دون مساعدة على التنقل. وأيضا يواجهون انقطاعات كبيرة في المساعدات الإنسانية ما يترك العديد منهم من دون غذاء أو مياه نظيفة أو نظافة ومعتمدين على الآخرين للبقاء على قيد الحياة، خاصة أنهم غير قادرين على الوصول إليها.
وقد كان للأطفال نصيب وافر في هذه الإعاقات، إذ أصبحوا الأهداف المفضلة لدى الاحتلال في حرب الإبادة المستمرة، وكل غارة يمكن أن تعني بتر ساق لطفل، أو شللاً يلازمه مدى الحياة، أو تشوهاً يغير من ملامحه ويترك أثرا دائماً، ليجد نفسه أمام احتمال فقدان مستقبل كامل في لحظة واحدة. وكذلك لا يجدون في خيام النزوح ومراكز الإيواء الرعاية الطبية، ولا الأجهزة المساعدة، ولا حتى الغذاء الكافي. حيث مع تدمير معظم المستشفيات، ونقص الأدوية والأجهزة الطبية، بات الأطفال ذوو الإعاقة هم الأكثر عرضة للإهمال الصحي؛ إذ يحتاج كثير منهم إلى جلسات علاج طبيعي منتظمة وأدوية دائمة وأطرافاً اصطناعية؛ إلا إن الانقطاع الكامل للخدمات الطبية حوّل هذه الضرورات إلى حلم بعيد المنال. أمّا الجانب النفسي، فمُمزق بين الخوف من الغارات والجوع وانعدام الأمل، لكي تصبح حياتهم اليومية سلسلة لا تنتهي من المعاناة.
يجري كل هذا وأكثر أمام سمع وبصر العالم كله بمؤسساته وجمعياته التي تدعي الإنسانية والحقوق، ولا يتعدى ما تفعله احتجاجات شكلية هنا، أو تقديم تقارير هناك، أو محاولة إدخال مساعدات لا تسمن ولا تغني من جوع! وحكام المسلمين مشغولون بالحفاظ على كراسيهم وعروشهم على أشلاء ودماء المسلمين ومعاناتهم خاصة في غزة، غافلين لاهين عن قوله ﷺ: «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ»، وإن يوم القصاص منهم قريب بإذنه تعالى.
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.hizb-ut-tahrir.info/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@hizb-ut-tahrir.info |